اليَمن.. هل هو سعيد كما يُقال؟

شبكة النبأ: لعل الزائر لليمن يراها ومنذ النظرة الأولى وكأن شيء لم يتغير فيها منذ أن خلق الله الأرض وإلى يومنا، وكأن بصمات اليمني عجزت عن ملامسة الأرض والتفنن في إبداع أشكال جديدة لها رغم عراقة البلد وجذوره الضاربة في القِدم، ذلك قياسا بما قطعته بقية دول العالم من شوط كبير في التقدم والتطور، وهذا يعزو السبب الواقف وراء العامل الإقتصادي لليمن رغم موقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر وخليج عدن منفذ الطاقة النفطية الذاهب إلى أوربا والعالم. (شبكة النبأ) تسلط الضوء على هذه الدولة التي ينتشر فيها السلاح أكثر من الناس ويعاني سكانها التخلف القبلي والفقر المؤكد في ضوء تزايد النمو السكاني مقابل تناقص الموارد الطبيعية والصناعية.

كارثة العلاقة بين زيادة السكان وتناقص الموارد

كفاح اليمن الشاق لبناء دولة حديثة قد يربكه نمو سكاني سريع وموارد متضائلة والفساد والصراعات الداخلية.

وقال رامون سكوبل وهو خبير مياه نيوزيلندي يعمل في اليمن لا اعتقد أن هناك دولة أخرى في العالم... قريبة الى هذا الحد من كارثة العلاقة بين السكان والموارد.

ونادرا ما يحتل اليمن وهو أفقر دول الشرق الاوسط العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الا عندما يتعرض سياح للخطف على أيدي رجال قبائل منفلتين أو للقتل على أيدي متشددين مرتبطين بالقاعدة لكن أي انزلاق نحو الفوضى في اليمن سيؤدي الى مخاطر هائلة في السعودية المجاورة وللعالم من ورائها.

ويحتل اليمن موقعا يطل على البحر الاحمر وخليج عدن وهما ممران حيويان لنقل النفط من الخليج الى أوروبا. وتجرف الامواج كل عام الافا من اللاجئين من الصومال واثيوبيا أمام سواحله.

ويحظى اليمن موطن أجداد أسامة بن لادن زعيم القاعدة باهتمام مكثف في اطار الحرب التي تخوضها واشنطن ضد "الارهاب".

ويواجه الرئيس علي عبد الله صالح الموجود في السلطة منذ 30 عاما تحديات متزايدة منذ اعادة انتخابه في سبتمبر أيلول عام 2006 لفترة ولاية أخرى مدتها سبع سنوات.

ولم ينته جيشه بعد من سحق تمرد القبائل الشيعية الزيدية الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في منطقة صعدة في شمال غرب البلاد والذي يعرف باسم تمرد "الحوثي" رغم صمود هدنة أخرى هشة تم التوصل اليها في وقت سابق.

وفي الجنوب يهدد الغضب مما يتصور أنه سلب من قبل الشمال الانجاز الرئيسي لصالح والمتمثل في اتفاقية عام 1990 والتي وحدت بين شمال اليمن التقليدي وجنوبه الماركسي.

وكثير من المناطق القبلية لا يزال خارج سيطرة الحكومة أو يتحداها في بلد اشتهر بأن كميات الاسلحة فيه تفوق أعداد البشر.

ويلوح فوق هذه الصراعات أزمة اقتصادية بدأت بالفعل تشجع الاضطرابات وتهدد بدفع اليمن الى الوراء.

قال عبد الكريم الارياني وهو مستشار مخضرم للرئيس اليمني: انه اذا لم يكن هناك انقاذ سياسي لليمن خلال السنوات الثلاث القادمة فان التحديات ستكون أكبر من الحوثيين أو ما يسمى بالانفصاليين الجنوبيين. بحسب رويترز.

وتابع قائلا: ان شح الموارد الشديد في اليمن ومعدل مرتفع للغاية للنمو السكاني قدره ثلاثة بالمئة وتضاريس صعبة تجعل التنمية في حاجة الى موارد هائلة مشيرا الى أن ذلك من سوء حظ اليمن.

وتضاعف سكان اليمن الى 22 مليونا منذ مجيء صالح للسلطة في اليمن الشمالي السابق في عام 1978 . وقد يقفز الى 40 مليونا في السنوات العشرين القادمة اذا لم يتم التحكم بشدة في النمو السكاني.

وقال سكوبل الذي يعمل مستشارا مع هيئة المعونة الالمانية: الكارثة تلوح بمعدل أسرع مما يمكن لاي أحد أن يتصور. وأضاف، أن المطر المتساقط على اليمن يكفي شعبا تعداده مليونان فقط.

وطبقا لتقديرات الحكومة اليمنية فان الميزان المائي في 19 من 21 مصدرا للمياه الجوفية أصبح سلبيا حيث تفوق كمية المياه المستخرجة منها كمية المياه التي تغذيها. ومعظم المياه يذهب لري القات وهو نبات مخدر يتعاطاه كثيرون على نطاق واسع في اليمن.

والنفط وهو دعامة الاقتصاد اليمني ينضب سريعا رغم التنقيب لقلب مسار هذا الاتجاه. وقدر الانتاج رسميا هذا العام بحوالي 300 ألف برميل في اليوم متراجعا عن 320 ألف برميل في عام 2007 .

والتراجع في الإنتاج يجعل دعم الحكومة لاسعار الوقود المرتفعة والتي تمتص أكثر من مليار دولار سنويا أو حوالي ثلث ايرادات النفط أكثر صعوبة. لكن الغاء الدعم قد يشعل اضطرابات عنيفة بين اليمنيين الذين أضيروا بالفعل من ارتفاع أسعار السلع الغذائية.

ويقول دبلوماسيون غربيون ان انعدام الامن كان له تأثير على الشركات الدولية التي تستثمر في قطاعي النفط والغاز. ومن الواضح أن الهجمات على الاجانب قاتلة بالنسبة لصناعة السياحة الوليدة في اليمن.

وقال دبلوماسي أوروبي: اليمن يضع نفسه في موضع خارج السياق بسبب عدم قدرته على السيطرة على الوضع الامني... انه (الوضع الامني) أسوأ ما رأيت في ثلاثة أعوام.

وضخ مانحون دوليون على علم بأهمية اليمن الاستراتيجية والامنية مليارات من دولارات التنمية في العقود الاخيرة رغم الاشمئزاز من الفساد.

قال نبيل خوري نائب السفير الامريكي في اليمن والمنتهية ولايته لصحيفة يمن أوبزرفر اليمنية في العام الماضي: الفساد يضر بأي هدف لدينا أو لدى اليمنيين سواء كان بناء الديمقراطية أو الامن، مشيرا الى الجيش كواحد من أسوأ بؤر الفساد.

وانضم اليمن للحرب التي تشنها واشنطن على القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 لكن فرار متشددين من السجون يثير انزعاج الامريكيين الذين تساورهم أيضا شكوك في سياسة صنعاء لاعادة دمج اليمنيين الذين حاربوا من قبل في أفغانستان.

ووصف الارياني البرنامج بأنه مفيد للغاية لكنه قال ان القاعدة قادرة على تجنيد اخرين بدلا منهم واعترف بأن الولايات المتحدة غير راضية عن النتيجة.

وأرجع السبب في ذلك الى أن بعض الذين تعهدوا بعدم ارتكاب أعمال ارهابية في اليمن تسللوا الى العراق لذا يقول الامريكيون ان الحكومة اليمنية لم تغير عقولهم حقا واكتفت بتعهدهم بعدم شن هجمات في اليمن.

وتميل الحكومة الى التهوين من أثر عدم الاستقرار في الجنوب والارهاب وانعدام الامن العشائري مشيرة الى امكانية أن تبدل السياحة والاستثمارات الاجنبية حظوظ اليمن.

وهذه الآراء تجد صدى لدى فارس السنباني رئيس تحرير مجلة يمن توداي (اليمن اليوم) الشهرية الصادرة بالانجليزية الذي يرى أن الرخاء الاقليمي مهدد.

وقال لا ينبغي أن يتحول اليمن الى دولة فاشلة ولن يكون.. اذا انهار اليمن فستنهار السعودية معه.

اليمن أمام زلزال الجنوب الذي يهدد السلطة

حين انتقد إسلاميون الحفل الذي أحيته المطربة السورية أصالة، بميناء عدن بجنوب اليمن هذا الشهر اعتبره الجنوبيون الساخطون مؤشرا جديدا على ازدراء اشقائهم الشماليين لهم.

وقامت قوات الجيش والشرطة بحماية الاستاد شبه الخالي حين اعتلت أصالة خشبة المسرح متحدية ما تردد عن تهديدات من القاعدة بمنع العرض ولكنها غنّت حتى الساعات الاولى من الصباح دون أي مشكلة.

وتقول المحامية رقية حميدان في إشارة لمدن شمالية: اقاموا حفلات غنائية في صنعاء وتعز والحديدة من قبل. لم ينطق احد. لماذا اختلف الأمر في عدن.

وتؤجج شكاوي ابسط كثيرا حالة من عدم الرضا هنا حيث يشكك كثيرون مرة اخرى في جدوى الوحدة التي تحققت في عام 1990 بين الجنوب الذي كان يسيطر عليه ماركسيون والشمال الذي تهيمن عليه العشائر. ويشكو جنوبيون من فقدهم وظائف وارض وسلطات محلية، بل ان البعض يشعر انه يخضع "لاحتلال" شمالي. بحسب رويترز.

ويرى الرئيس علي عبد الله صالح الذي سحق جيشه محاولة انفصال الجنوب في عام 1994 ان الوحدة اليمنية درة التاج في حكمه الذي امتد ثلاثين عاما ولكنها لم تبهر الجنوبيين.

وفي الأشهر الأخيرة تصدت قوات الأمن بعنف لاحتجاجات قادها جنود سابقون مطالبين بحقهم في معاشات تقاعد وسقط عدد من القتلى والجرحى.

وقالت حميدان: استولوا على أرضنا ووظائفنا وثرواتنا. نشعر جميعا انهم يتعاملون معنا بكراهية. لذا يقول الناس (اذا كان هذا هو ما تعنيه الوحدة فنحن لا نريدها).

وكانت عدن التي خضعت للحكم البريطاني من عام 1839 إلى عام 1967 عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت على مضض في الوحدة مع الشمال قبل 18 عاما حين كان الاتحاد السوفيتي الذي قدم لها الحماية إبان الحرب الباردة يوشك على الانهيار. ويعيش خمس الشعب اليمني البالغ تعداده 22 مليون نسمة في الجنوب ولكن نسبة كبيرة من ايرادات الدولة الفقيرة تأتي من الجنوب. وينتج الجنوب ما يصل إلى 80 في المئة من النفط وتوجد به مصايد وميناء ومصفاة عدن.

وتقول سارة فيليبس وهي باحثة استرالية متخصصة في شؤون اليمن: يشعر كثيرون في الجنوب بانهم يلقون معاملة ظالمة. يشعرون ان لديهم هذه الموارد الضخمة ولا يستفيدون منها.

ويتساءل الجنوبيون لماذا يجب أن يكون محافظو جميع المحافظات السبع الجنوبية من الشمال ويشكون من استيلاء منظم على اراض من جانب شماليين لديهم صلات قوية. كان يفترض تعويض اصحاب العقارات التي اممت إبان الحكم الشيوعي في السبعينات عقب الوحدة.

وقال عبد الغني الارياني الذي شارك في اعداد ورقة عن سخط الجنوب نشرها هذا الشهر معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن "لم يحدث ذلك". وأضاف المحلل ومقره صنعاء ان قادة وشيوخا بارزين ورجال أعمال من الشمال حصلوا بطريق أو باخر على نصف الاراضي في عدن وما بين 20 إلى 30 في المئة من الاراضي الزراعية في محافظة ابين.

وطالب بعض المحتجين بالانفصال لكن كثيرين يطالبون بقدر أكبر من الحكم الذاتي داخل اليمن الموحد فحسب، وقدر أقل من التدخل من قبل الحكومة المركزية.

وذكر باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام أكبر الصحف المستقلة في اليمن ومقرها عدن انه ليس هناك من يطالب بالانفصال ولكن بالمساواة في المعاملة بين الجميع في ظل القانون.

وتقول كثير من النساء في عدن ان فرص التعليم والعمل كانت افضل قبل الوحدة بينما يتحدث البعص بمرارة عن معايير صارمة للملبس يفضلها الإسلاميون الذين اكتسبوا نفوذا بعد عام 1994.

ويعترف نائب وزير المالية جلال عمر يعقوب بأن لدى الجنوبيين شكاوى اقتصادية مشروعة لكنه يضيف ان شكواهم من الأسعار والبطالة تنطبق على جميع ارجاء اليمن. ويصف الاضطرابات في الجنوب بانها مشاكل موجودة في كل مكان لكنه ذكر أنها اكتسبت شكلا خاصا نظرا لاستغلالها سياسيا.

كما يقول الارياني ان صالح وعد بلامركزية السلطة ولكن تنفيذ الوعد يحتاج إلى إرادة سياسية. ومضى قائلا انه أكبر تهديد لاستقرار النظام ومستقبله لأن الاقتصاد سينهار والنظام سيسقط اذا ما شهد الجنوب تمردا مفتوحا.

النمو السكاني يصل إلى 50 مليون في العام 2033

وقدرت دراسات حكومية ودولية أن يرتفع عدد سكان اليمن من 21 مليون نسمة حالياً، إلى نحو 50 مليوناً عام 2033، إذا استمر النمو السكاني بمعدل 3.2 في المئة سنوياً، ومعدل الخصوبة 6.1 طفل لكل سيدة يمنية.

وأوضحت الدراسات، التي أعدها خبراء في صندوق الأمم المتحدة للسكان، والمجلس الوطني اليمني للسكان، أن الزيادة في عدد السكان تفرض احتياجات إضافية مثل تأمين 2.2 مليون فرصة عمل، فيما سيبلغ عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الأساسي 14.7 مليون طالب وطالبة، يحتاجون إلى 490 ألف مدرس. وأظهرت أن القطاع الصحي سيحتاج إلى أكثر من 16 ألف طبيب وطبيبة.

وعلى صعيد الموارد الطبيعية، فإن اليمن سيحتاج إلى 8392 مليون متر مكعب من المياه الإضافية، فضلاً عما ستفرضه احتياجات الطاقة والأمن وغيرها.

وفي حال انخفاض معدل الخصوبة إلى 3.3 للمرأة الواحدة بحلول عام 2020، وفقاً للإستراتيجية الوطنية للسكان، توقعت أن يصل عدد سكان اليمن إلى 43 مليون نسمة.

ويؤكد خبراء يمنيون أن النمو السكاني السريع يعيق جهود الحكومة في مكافحة الفقر والبطالة، وقد يشكل تهديداً للاستقرار الاجتماعي.

وأفادت دراسة أعدها المجلس اليمني للسكان، أن نسبة نمو الناتج المحلي بين عامي 2001 و2007، جاءت من دون الخطط الحكومية، وبلغ 4.5 في المئة بين عامي 2001 - 2005 بدلاً من 5.6 في المئة المستهدفة، وفي عامي 2006 - 2007 لم تتجاوز 3.8 و2.6 في المئة على التوالي، على رغم أن الخطة الخمسية توقعت أن تصل إلى 4.9 و5.5 في المئة في السنوات المذكورة.

وأوضحت الدراسة، أن النمو الطبيعي للسكان يصل إلى حوالى 700 ألف سنوياً، يحتاجون إلى رعاية طبية وتعليم، فالنمو السكاني يضع ضغوطاً كبيرة على موارد البلاد. وإذا بقي الوضع على ما هو عليه، فلن تتمكن الدولة من استيعاب مطالب سكانها.

ووفقاً للمجلس الوطني للسكان، يعاني 45.3 في المئة منهم من الأمية، في حين لا تتجاوز نسبة الانخراط في المدارس الابتدائية 62.5 في المئة، في بلد لا تتجاوز أعمار 45 في المئة من سكانه الخامسة عشرة.

وتظهر بيانات المجلس أن خدمات الرعاية الصحية لا تغطي سـوى 50 في المئة من السكان. فيما تصل نسبة الوفيات بين الأطـــفال إلى 77.2 لكل ألف مولود.

ووفقاً للإستراتيجية الوطنية للسكان والتعليم والتواصل (2005 -2010)، التي أعدها المجلس، ينتشر سكان اليمن في أكثر من 11 ألف تجمع حضري وقروي، 25 في المئة منهم في المدن، وتبلغ الكثافة السكانية 30 شخصاً للكيلومتر المربع.

أطفال اليمن عرضة للإيذاء الجسدي

وذكر تقرير للحكومة اليمنية ان ما بين 13 و15 الف طفل دون الثانية عشر من العمر يعملون في شوارع المدن الرئيسية في محافظات البلاد بسبب الفقر.

ونقلت وكالة سبأ للانباء عن تقرير لمركز تأهيل الاطفال العاملين قوله ان الفتيان يشكلون 80 في المئة من هؤلاء الاطفال بينما تشكل الفتيات النسبة المتبقية.

وقال التقرير ان 40 في المئة منهم يعملون في بيع الصحف والمياه ومواد غذائية فيما يعمل البقية في مناطق مفتوحة او اكشاك في اماكن محددة من الشوارع .

وأشارت الدراسة الى ان 50 بالمئة على الاقل من اولئك الاطفال يعملون مع عائلاتهم وان النسبة الباقية تعمل مع اقرباء او بشكل مستقل. واوضحت ان معظمهم قدموا من الريف وان بعضهم ينام في الشوارع. بسحب رويترز.

وعزا الأطفال الذين شملتهم الدراسة اسباب اضطرارهم للعمل الى البطالة او وفاة الاباء او تدني الدخل الاسري والفشل في الدراسة او عدم القدرة على تحمل تكاليف التعليم.

وخلص الباحثون الى ان اكبر المخاطر التى تواجه هؤلاء الاطفال ليست في طبيعة المهام التى يؤدونها ولكن في البيئة المحيطة بهم حيث انهم مجردون من حماية الاسرة والمجتمع في جميع او معظم الاوقات التى يقضونها في العمل في اطار يجمع بين الاهمال والتحرشات بكافة اشكالها .

وقالت الدراسة هؤلاء الأطفال يصبحون معرضين للعديد من اشكال الايذاء الجسدي بما في ذلك الايذاء من جانب البالغين اوعصابات اطفال اكبر منهم سنا او مدمني الكحول والمخدرات الذين يقطنون تلك الشوارع.

اليمن ثانيا والعراق خامسا في امتلاك الأسلحة الشخصية

كشف تقرير حديث أن الأسلحة النارية التي في حوزة المدنيين تفوق ما تحمله الجيوش وقوات الأمن حيث يمتلك المدنيون ثلاثة أرباع 875 قطعة سلاح متداولة حول العالم، وأن تسعا من كل عشرة أمريكيين يملكون بندقية، يليهم اليمنيون.

وأوضح تقرير "مسح الأسلحة الصغيرة" السنوي أن هناك 650 مليون قطعة سلاح صغيرة - من مسدسات وبنادق شبه أوتوماتيكية - في أيدي المدنيين حول العالم، غالبيتها في الولايات المتحدة.

فمن كل 8 مليون قطعة سلاح يتم إنتاجها حديثاً حول العالم، تشتري الولايات المتحدة منها قرابة 4.5 مليون.

وعلق كيث كروس، مدير مجموعة "مسح الأسلحة الصغيرة"، ومقرها جنيف: المدنيون حول العالم يمتلكون أسلحة أكثر بكثير من توقعاتنا السابقة. بحسب (CNN).

وجاءت اليمن في المرتبة الثانية بعد الولايات من حيث عدد الأسلحة بالنسبة لعدد الأفراد 61 سلاحاً نارياً لكل 100 مواطن، يليها فنلندا بنسبة 56 سلاحاً لكل 100 شخص ثم سويسرا بنسبة 46 سلاحاً لكل 100 شخص، والعراق بنسبة 39 سلاحاً لكل 100 شخص، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

واحتلت فرنسا وكندا والسويد والنمسا وألمانيا مرتبة تالية بنسبة 30 سلاحاً لكل 100 شخص.

ووقعت البرازيل في أدنى اللائحة بتسعة أسلحة لكل مائة شخص، ومن ثم إنجلترا وويلز بستة، والهند بأربعة والصين بثلاثة ونيجيريا بسلاح واحد فقط لكل مائة.

وفندت الإحصائية مفهوم ارتباط امتلاك السلاح ومعدلات العنف العالية، خاصة وأن دولاً مثل نيجيريا والبرازيل جاءتا في ذيل اللائحة.

وأشار كروس قائلاً في هذا السياق: الأسلحة النارية توزع بشكل متفاوت للغاية حول العالم. الصورة التي لدينا عن مناطق بعينها مثل إفريقيا أو أمريكا اللاتينية بان الأسلحة تغرقها... هذه الصور مضللة بالتأكيد.

وأضاف قائلاً، امتلاك الأسلحة قد يرتبط بارتفاع مستوى الثروة وهذا يعني انه يتعين علينا أن  نفكر بشأن الطلب في المستقبل في أنحاء  من العالم يمنح فيها النمو الاقتصادي دخلاً أكبر يمكن التصرف فيه.

وأردف قائلاً إن الدولة الغنية ذات معدل الجرائم المتدني، مثل بعض من دول الاتحاد الاوروبي، تواجه التدفق المتزايد للأسلحة النارية ، مع تراخي القيود عبر حدودها.

ويشير التقرير أن قرابة 12 في المائة فقط من الأسلحة المتداولة حول العالم، مرخصة من قبل السلطات المختصة، ما يبرز صعوبة تحديد بيانات دقيقة لحجم انتشار الأسلحة النارية.

وكان مسحاً قد أجرته المجموعة قبيل خمس أعوام أن هناك 640 مليون سلاح ناري فقط على مستوى العالم.

ويتزامن نشر التقرير مع إختفاء عشرات الآلاف من قطعة الأسلحة في العراق التي يعتقد بوقوعها في أيدي العناصر المسلحة.

إنشاء أطول جسر في العالم على البحر الأحمر

يبدو المشروع اقرب الى الجنون كما كان مشروع حفر قناة السويس في القرن التاسع عشر غير ان دراسات جدية تجري حاليا لإنشاء جسر بطول 28 كلم على طول البحر الأحمر يربط بين جيبوتي واليمن.

وأوضح رئيس وزراء جيبوتي محمد دليتا: لسنا حقيقة طرفا في المشروع الذي نزل علينا من السماء باقتراح من شقيق أسامة بن لادن الذي يملك مؤسسة بناء في السعودية. بحسب وكالة فرانس برس.

وأضاف، هنا يجري الحديث كثيرا عن المشروع واليمنيون مقتنعون بان المشروع سينجز بأموال سعودية وإماراتية لربط العالم العربي بإفريقيا. وقال، انه مشروع للأمد البعيد يستجيب لمنطق المكانة لدى الدول العربية.

وتابع، ان العديد من الشركات الأميركية واليمنية وحتى الفرنسية مهتمة بالمشروع. غير ان الميزة الكبيرة للمشروع هي ربط ملايين المسلمين في أفريقيا بمكة المكرمة من خلال القطار او الحافلات. بسحب (ا ف ب).

والمشروع مدرج في موقع مهم في البرنامج الرسمي للاستثمارات في جيبوتي الذي يعدد الورش الجارية والمستقبلية لهذا البلد الصغير في القرن الإفريقي.

وتشير الوثيقة الى ان جسر باب المندب (على اسم المضيق الذي يفصل البلدين) سيكون تقريبا بطول 28,5 كلم وسيربط اليمن بجزيرة بيريم في البحر الأحمر وجيبوتي في القارة الإفريقية.

وتضيف سيتكون المشروع من أعمدة وجسر معلق سيكون الأطول في العالم مع طريق بست حارات وأربعة خطوط سكة حديدية. كما يشمل المشروع إقامة مدينة جديدة أطلق عليها اسم مدينة النور.

وأوضح دليتا لا نعرف حتى الآن ان كانت ستقام في جيبوتي عند منطقة اوبوك (شمال) او في اليمن.

وتابع ان هذه المدينة ستكون: ملتقى للمعرفة ومركزا للأعمال وللسياحة والترفيه.

غير ان المشروع يصطدم بعقبتين كبيرتين ترتبط احداهما بمخاطر الزلازل لان حركة الزلازل نشطة في هذه المنطقة والثانية المعارضة التي قد يواجهها مشروع يمكن ان يشكل منافسة جدية لميناء جيبوتي الذي يشهد تطورا كبيرا بفضل استثمارات من دبي.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1978 نجم عن نشاط زلزالي شديد في المنطقة ظهور بركان اردوكوبا الذي تسبب في سلسلة من ما بين خمسين وثمانين زلزالا في الساعة لدى ثورانه وأدى الى انزلاقات هامة للتربة.

غير ان ابوبكر دوالي ويس الأمين العام لوزارة الإسكان قال: انه في هذا المجال كل شيء يرتبط بمشاريع المهندسين المعماريين الذين يأخذون في الاعتبار هذه الاعتبارات.

وبالنسبة للنشاط البحري لجيبوتي فان هذا الجسر ينذر بان يسبب نقصا في النشاط البحري. غير ان السلطات تعتقد ان ايجابيات المشروع تفوق سلبياته.

ويؤكد ويس، اذا استمر الاستقرار في جيبوتي سيكون الجسر والميناء مكملان لبعضهما البعض. وأضاف، هناك شعوب كثيفة العدد خلفنا مثل اثيوبيا وسكانها الثمانين مليونا المعزولين كما ان النشاط لا ينفك يتعاظم.

وتقدر كلفة انجاز الجسر وحده بـ14 مليار يورو. وينص المشروع على ان عملية الانجاز ستتطلب عشر سنوات وهو ما يعادل فترة انجاز قناة السويس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4 آذار/2008 - 25/صفر/1429