الكتاب: من حياة الإمام الحسن العسكري (ع)
المؤلف: المرجع الديني الراحل آية الله
العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس)
عدد الصفحات: 176
حجم الورق: المتوسط
الناشر: دار العلقمي للطباعة والنشر/ العراق
ـ كربلاء المقدسة
عرض: ميثم العتابي
شبكة النبأ: للتوغل العميق واستكشاف
بواطن وأسرار حياة الأئمة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام لا بد
وتلك الحالة حاجتنا الماسة إلى مجلدات وأعمال ضخام يصاحبها منجز زمني
طويل، فما اكتنفته حياتهم سلام الله عليهم من أحداث بالغة في الدقة
والتعقيد وما تعرضوا له عليهم السلام من ظلم وقهر وجور واضطهاد وسجن
وقتل وتعذيب وتشريد لهم ولمريديهم من شيعتهم الذين بشرتهم الصديقة
الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام بالنجاة والخلاص.
ولعل هذا التحرك والتوجه في ظلمهم وقتلهم من قبل الزمرة الأموية
وتلتها العباسية، ليس بقصد الإئمة لذاتهم ولكن هو قصد إرجاع السلطة إلى
مشركي قريش ونسف الدين أو تغييره على أهوائهم، ولأن أهل البيت هم
الركائز الحقيقية لبيت النبوة فهم بالتالي يشكلون الخطر الأكبر على كل
من ضعفت نفسه وحاول أن يشتري متاع الدنيا وبهرجها. كما فعل بني أمية
في الطريقة الوحشية التي حاربوا فيها الإمام الحسين (عليه السلام)
وشعاراتهم يرددونها على الملأ بأنهم قد ثأروا ويوم بيوم بدر، وهذا
الثأر هو لأشياخهم المشركين وظنوا أنهم بقتل الحسين (ع) سيقتلون
الإسلام الذي إنتهك سلطانهم المشرك وأزال عروشهم القائمة على العنف
والقتل والإبتزاز والسحت والحرام وقتل البنات والبنين.
لكن الرسالة المحمدية التي أطلقها الإمام الحسين ومن قبل أبيه وأخيه
ومن بعده بنيه عليهم السلام. هي أقوى من جبروتهم وظلمهم وكما شهد
الزمان بذلك.
في الكتاب الذي نعرضه ونضعه بين أيديكم حرص سماحة المرجع الديني
الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي على التوغل في الجوانب
المهمة من حياة أئمة أهل البيت عليهم السلام جاء ذلك في سلسلة أصدرها (قدس)
عن حياة المعصومين رضوان الله عليهم. مبنية هذه الدراسات على الأساس
التاريخي والبحث العلمي ضمن السياق المنهجي في التعرض إلى أهم جوانب
حياة الإمام العسكري عليه السلام. في وقت أشد ما تحتاجه الأمة من صب
الجهود لتوعية عامة الناس مما يتعرض له أتباع الحق أتباع علي وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام من هجمة موجهة ومنظمة للقضاء على ذكرهم
وتاريخهم ومجدهم ولكن الله منجز وعده ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو
كره الكافرون. هذا النور الذي أستطال في صلب آدم عليه السلام لينتهي
بقائم أهل البيت عجل الله تعالى له الفرج.
حرص سماحة السيد ومنذ البدء على تقديم الإمام وتعريفه عن طريق ذكر
ملامح من حياته الشريفة مبتدأ بالنسب الشريف له سلام الله عليه وأسمه
المبارك وكنيته وألقابه والتي وردها كما يلي ( العسكري، الخالص،
الهادي، الزكي، الصامت، السراج، التقي، الخاص، وغيرها).
ثم تطرق (قدس) إلى نشأة الإمام الطاهرة وكيف تربى في مهد الرسالة في
آل بيت النبوة والرسالة المحمدية ومهبط الوحي في بيت الإمام الهادي
(عليه السلام).
كما بين المؤلف أن الإمام (ع) ولد وحسب الروايات في سامراء. أما ما
ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله) فمكان ولادته هي المدينة.
كما جاء في أبواب الكتاب نص الإمامة للإمام الحسن العسكري (عليه
السلام) وهو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام والذين
نص بإمامتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديثه الشريف
(خلفائي من بعدي إثنا عشر) ورسول الله ما هو إلا وحي يوحى أي أن النص
المحمدي الشريف ما هو إلا إتمام لنص سماوي صادر من قبل المولى العلي
القدير وكما بلغه بذلك جبرائيل عن الله جل في علاه.
الباب الخامس تحدث عن أخلاق الإمام سلام الله عليه وهو كآبائه
الطاهرين كما، ورد الكتاب فهو لم يختلف عنهم وقد أعترف الجميع له بذلك
من أوليائه وأعدائه بعلو مكانته وعظيم خلقه وعلمه.
وهذه الصفات من الأخلاق ما تحلى بها الرسول الأكرم حيث قال صلوات
الله عليه (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) حيث أنغرست هذه الأخلاق
العظيمة في آل بيته الطاهر من بني فاطمة وعلي (سلام الله عليهم).
الباب السادس تحدث عن علمية الإمام وإنه يحمل إرث الأنبياء فكما كان
جده قد ورث علم الأولين من أخوته أنبياء الله وورث هو بالتالي عن أبيه
عن جده عن جده كل هذا العالم، إنه مستودع لديهم عليهم السلام ، ومن
أشهر ما روي عنه إنه كان مفسرا للقرآن الكريم، بكتابه المعروف بتفسير
الإمام العسكري (ع).
تحدثت بقية أبواب الكتاب عن المرحلة المهمة التي واكبت تسلم الإمام
لزمام الإمامة وتهيئة القاعدة لولده الإمام الحجة (عج) وكيف تفاقم
الحكم العباسي آنذاك وإزداد ظلما وجورا وكيف حوصر وشرد وقتل أتباعه
وأنصاره وموليه.
جاء الكتاب في الوقت الذي يستذكر فيه العالم أجمع الهجمة التي طالت
مرقد الإمام عليه السلام بسامراء وكيف تجدد ظلم بني العباس بثوب جديد
آخر لمحاربة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم.
وكتاب (من حياة الإمام العسكري (ع)) بثلاثين باب تحدثت جميعها عن
أهم المراحل التي مر بها الإمام (ع). وهو الكتاب الثالث عشر ضمن سلسلة
من حياة المعصومين عليهم السلام.
فوفق الله العلماء العالمين وأعلى الله درجات سماحة السيد الإمام
محمد الحسيني الشيرازي ووفق القائمين على نشر فكر وعلم وثقافة ووعي اهل
بيت النبوة عليهم السلام. |