العراق بعيون غربية: نفاد صبر واستراتيجية جديدة

علي الطالقاني

مقتطفات مما نشرته الصحف الغربية عن اخر المستجدات على الساحة العراقية

شبكة النبأ: احتل الملف العراقي مساحة هامة في الصحف الغربية هذا الاسبوع، فبينما تحدثت صحيفة عن حاجة العراق الحقيقية للمساعدات الانسانية، تناولت أخرى موضوع نفاد صبر مجالس الصحوة في العراق، كما تحدثت صحيفة عن إستراتيجية الجيش الأميركي في الموصل ومراهنتها على قوات الأمن العراقية في مواجهة "التمرد"، اما موضوع الهجمة التركية على شمال العراق ووصفها بالحماقة فكان له شان آخر.

خفض القوات

وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إن الرئيس يتوقع سحب مزيد من القوات الأميركية من العراق قبل مغادرته منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل.

ونفى المسؤول الشكوك في أن وقف الانسحاب هذا الصيف سيجمد مستويات القوات الأميركية إلى أن يغادر الرئيس مكتبه.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته قوله، إن التجميد المؤقت لخفض القوات المتوقع هذا الصيف قد لا يدوم لأكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع بهدف تقييم الظروف على الأرض، وإذا ثبت أن الوضع لن يتدهور فسيكون هناك المزيد من سحب القوات في وقت لاحق من هذا العام.

بيد أن المسؤول لم يتنبأ بالعدد الذي يمكن خفضه مع نهاية حقبة الرئيس بوش، وقال "أعتقد جازما أنه سيكون هناك مزيد من الخفض هذا العام، وهذا ما يراه الرئيس أيضا. ولكن الأمر يتعلق بتاريخ إعلان الانسحاب، وتاريخ تنفيذه".

وتعمل الإدارة الآن على سحب عشرين ألف جندي من القوات الإضافية -التي أرسلها بوش العام الماضي- منتصف يوليو/تموز المقبل.

وقال السيناتور روسيل فينغولد الذي قدم اقتراحا بسحب مزيد من القوات الأميركية "إن تحديد جدول زمني لسحب القوات هو الأمر الوحيد الذي يساعد على تحقيق تسوية سياسية، ويتيح لنا المجال للتركيز على القاعدة".

وأكد مسؤول الإدارة الأميركية أنه "سيكون هناك المزيد من سحب القوات لأننا نؤمن بما تسير عليه الأمور الآن".

وقال مسؤولون آخرون إن حجم القوات التي يمكن سحبها ما زال مجهولا، وحتى لو أوصى قائد القوات في العراق ديفيد بتراوس بعد فترة التجميد بسحب المزيد، فإن بوش قد يتريث قليلا إلى أن تنتهي الانتخابات الإقليمية في العراق، والتي ستجرى في أكتوبر/تشرين الأول، بهدف الحفاظ على الأمن حتى ينتهي التصويت.

الهجمة التركية

ووصفت "نيويورك تايمز" الأميركية في افتتاحيتها إرسال تركيا لجيشها إلى شمال العراق بأنه ضرب من الحماقة، وقالت إن آخر شيء يحتاجه العراق وتركيا وأميركا هو مزيد من الفوضى في المنطقة.

ودعت الصحيفة واشنطن إلى التقريب بين الأتراك وأكراد العراق -وهما حليفان مهمان لها- بتهيئة الأجواء للدخول في حوار جاد حول كيفية السبيل إلى التعاطي مع "المتمردين" وتجنب توسيع الصراع.

كما يتعين على الولايات المتحدة -بحسب تعبير نيويورك تايمز- ممارسة الضغوط على القادة الأتراك للقيام بمزيد من العمل حيال المظالم الشرعية التي تعاني منها الأقلية الكردية في تركيا.

ولكن نيويورك تايمز أشارت إلى أن الرئيس جورج بوش ووزير دفاعه روبرت غيتس صرحا بضرورة انسحاب تركيا من شمال العراق بأسرع وقت ممكن، وهو ما تحقق ليلة الجمعة، ولكن أحدهما لم يقر بأن واشنطن زودت أنقرة على مدى أشهر بمعلومات استخبارية عن عناصر حزب العمال الكردستاني لاستهدافهم بالهجمات الجوية.

وحثت الصحيفة الولايات المتحدة على الضغط على أكراد العراق لإغلاق منافذ "المتمردين" والعمل مع الأتراك على تأمين الحدود وتوسيع النشاط التجاري، والعيش جنبا إلى جنب بسلام.

كما طالبت واشنطن أيضا بتشجيع أنقرة على العمل من أجل تقويض أهداف الكردستاني عبر الدخول في حوار مع الأكراد في تركيا وتوسيع نطاق حقوقهم، وتنمية الاقتصاد في قراهم.

واختتمت بالقول إن الصراع الطويل على الحدود من شأنه أن يؤجج الفوضى في العراق، ويشكل صفعة لموقف تركيا الدولي بما فيه تعريض طلبها للانضمام للاتحاد الأوروبي للخطر.

نفاد الصبر

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن قوات الصحوة السنية التي لعبت دورا حيويا في خفض وتيرة العنف في العراق تشعر بإحباط متزايد من الجيش الأميركي والحكومة العراقية بسبب ما تراه إخفاقا في الاعتراف بنفوذها السياسي المتنامي وعدم كفاية الدعم الأميركي.

وذكرت الصحيفة في تحقيق صحفي أن آلاف المقاتلين في محافظة ديالى تركوا مواقعهم منذ 8 فبراير/ شباط للضغط على الحكومة وأصدقائها الأميركيين لعزل مدير الشرطة الشيعي من منصبه.

وحذر زعماء مجالس الصحوة من أنهم سيسرحون أولئك المقاتلين كليا ما لم يستجب لمطالبهم. وفي محافظة بابل جنوبي بغداد رفض المقاتلون حراسة نقاط التفتيش بعد أن قدم الجنود الأميركيون على قتل عدد من رفاقهم منتصف فبراير/ شباط في ظروف ظلت مثار جدل.

ويرفض بعض زعماء هذه الجماعات أيضا خطة أميركية يقولون إنها تعرض على عدد قليل من المقاتلين السنة فرصة الالتحاق بالجيش والشرطة العراقية، منبهين إلى أن ضعف الرواتب وتأخر صرفها تدفع المتمرسين منهم لترك عملهم.

ويدفع الجيش الأميركي للعديد من هؤلاء المقاتلين 10 دولارات أميركية في اليوم نظير قيامهم بحراسة مناطقهم وهناك آلاف آخرون من المتطوعين الذين انضموا لقوات الصحوة من باب الولاء القبلي والجهوي.

وترى الصحيفة أن جهود الولايات المتحدة لإدارة هذه الجماعات التي يبلغ قوامها زهاء 80 ألف رجل مسلح ما تزال فعالة إلى حد كبير، لكن السيطرة عليها في بعض المناطق الرئيسية بدأ يعتريها شيء من الضعف.

ونفى أحد قادة الصحوة في بعقوبة عاصمة محافظة ديالى, ويدعى حيدر مصطفى القيسي أي تعاون لهم في الوقت الراهن مع الأميركان قائلا "لقد توقفنا عن محاربة القاعدة".

وقال مسؤولون وقادة عسكريون أميركيون إنهم يسعون لنزع فتيل التوتر المتصاعد حتى لا تتعرض ما حققته الولايات المتحدة من منجزات للخطر.

وعود أميركية

وأوردت الصحيفة في التحقيق بعض الأمثلة التي تشير إلى تسرب الإحباط إلى نفوس أعضاء مجالس الصحوة السنية. واستشهدت في إحداها بأحد زعماء الصحوة من مدينة بيجي النفطية واسمه رفح قاسم الذي شكك في أن تبادر الحكومة العراقية, التي يقودها الشيعة, في استيعاب مقاتليه مخافة ألا يتحولوا يوما ما إلى مناوئين لها.

وأشار قاسم إلى أن الأميركيين كانوا قد وعدوهم عندما التحقوا بقوات الصحوة بتوفير كل احتياجاتهم الضرورية "ولكننا أدركنا الآن أن تلك لم تكن سوى أقوال فقط"، على حد تعبيره.

ومضت واشنطن بوست إلى القول إن عمليات القتل التي ارتكبتها القوات الأميركية على نحو وصفته بأنه "غير مقصود" ضد مقاتلي الصحوة زادت من حدة الإحباط فكان أن مضى 1000 مقاتل إلى حال سبيلهم.

ولعل نمو حركة الصحوة السريع, تضيف الصحيفة, جعل من العسير على القادة العسكريين الأميركيين رصد تحركات مقاتليها والتثبت من ولاءاتهم.

وذكر العميد بحري غريغوري سميث, وهو ناطق باسم الجيش الأميركي, أن من الواضح أن جماعات متطرفة قد تمكنت من اختراق مجالس الصحوة، وقد يكون من بينهم أفراد ينتمون إلى القاعدة.

وتشير الصحيفة إلى أن التوتر الأكثر خطورة هو ذلك الذي تشهده محافظة ديالى, إحدى مناطق العمليات الرئيسية في الحرب الأميركية على تنظيم القاعدة في العراق.

وتطالب مجالس الصحوة هناك باستقالة مدير شرطة المحافظة الشيعي اللواء غانم القريشي الذي يتهمونه بالإشراف على فرق الموت وبتعذيب المواطنين السنة، وهي اتهامات ينفيها الرجل.

ويعترف الجيش الأميركي بأنه وجد نفسه عالقا في صراع سياسي وأن مجالس الصحوة تشعر بالإحباط.

وفي ذلك يقول المقدم ريكاردو لوف, قائد الكتيبة الأولى مشاة, إن أعضاء الصحوة يعتقدون أن بإمكاننا إقناع الحكومة بفعل أي شيء ومع أننا نخبرهم بأننا لا نسيطر على الحكومة إلا أنهم يرون أننا القوة المتنفذة.

ويعكس التحقيق الذي أجرته الصحيفة المشاعر المكنونة لدى العراقيين السنة حيث تستشهد بأحد زعماء الصحوة في مدينة لطيفية ويدعى خالد جياد عابد الذي قال إن أهل السنة كانوا على الدوام هم قادة البلاد، ويتساءل هل من المعقول أن يتحولوا إلى عمال خدمات وجامعي قمامة؟

وأضاف "لم نكن نتوقع مثل هذه المعاملة من القوات الأميركية ولن نقبل منهم ذلك بالطبع".

تعيين قائد أميركي جديد

من جانب آخر كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن أن الفريق بالجيش الأميركي بيتر تشارلي هو من سيخلف على الأرجح الفريق أول ديفد بتراوس في قيادة القوات الأميركية بالعراق نهاية العام الجاري.

وقالت الصحيفة إن أبرز شخصيتين كانتا مرشحتين لهذا المنصب قد جرى تعيينهما في مناصب عليا بالمؤسسة العسكرية الأميركية.

وبات بتراوس منذ توليه زمام القيادة في العراق في فبراير/شباط 2007 واجهة المجهود الحربي وحظي بتقدير نادر من البيت الأبيض بعد أن استغل فرصة الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس في سبتمبر/أيلول الماضي في درء مساعي الديمقراطيين لإجراء تقليص حاد في الوجود الأميركي بالعراق.

وكان بتراوس قد أبدى رغبة في تولي منصب عسكري رفيع هذا العام في أوروبا ليساعد في نفخ روح جديدة في حلف الناتو.

ومن بين من وضعهم المسؤولون بإدارة بوش في الاعتبار لخلافة بتراوس في العراق الفريق ستانلي ماكريستال، وهو ضابط عمليات خاصة مخضرم إلا أنه رشح لتولي منصب مدير هيئة رؤساء الأركان المشتركة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع.

وهناك الفريق مارتن ديمبسي الذي تم ترشيحه أوائل هذا الشهر قائدا للجيش الأميركي في أوروبا بعد أن كان أحد الذين بحث مسؤولو الإدارة أمر تعيينهم بديلا لبتراوس.

ويشغل ديمبسي حاليا منصب نائب رئيس القيادة المركزية للقوات الأميركية بالشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن تشارلي -الذي يعمل كبير المساعدين العسكريين لوزير الدفاع روبرت غيتس- كان قد قاد وحدة سلاح الفرسان الأولى في العراق عام 2004 ومطلع 2005 ثم أصبح ثاني أعلى الضباط رتبة في العراق عام 2006 سابقا الفريق ريموند أوديرنو.

كردستان.. غزة أخرى  

من جهته كتب مراسل صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية في العراق باتريك كوكبيرن مقالا تحت عنوان "الغزو التركي ربما يحطم العراق الموحد" يقول فيه إن كردستان العراق أصبح غزة ثانية حيث تستطيع إسرائيل إرسال دباباتها ومروحياتها العمودية متى شاءت.

وشكك الكاتب في قدرة الجيش التركي على إلحاق دمار كبير بمقاتلي حزب العمال الكردستاني لأنهم يختبئون في ملاجئ عميقة وأودية سحيقة بجبال كردستان.

وما يفعله الجيش التركي هو إضعاف حكومة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ويعتبر أحد الإنجازات الهامة للغزو البريطاني والأميركي للعراق قبل خمس سنوات.

أحد أهم الإنجازات الاستثنائية لحرب العراق النجاح في محاولة البيت الأبيض إقناع المؤسسات الإعلامية والسياسية داخل البلاد بأن سياسة زيادة القوات (30 ألف جندي أميركي) جعلت واشنطن قاب قوسين أو أدنى من النجاح السياسي والعسكري في العراق، وكل ما وهو مطلوب الآن، كما يقول الجنرالات الأميركيون، هو تحقيق تسوية سياسية بين المجتمعات العراقية.

العراق الآن من وجهة نظر الكاتب أكثر تشرذما من ذي قبل، فهو يضم 80 ألفا من المليشيات السنية التي لا تخفي كرهها للحكومة العراقية التي يقال إنها تهيمن عليها المليشيات المرتبطة بإيران.

ثم إن "العصابات" المعادية للأميركيين سابقا انضمت إلى فرق الصحوة، والغالبية الشيعية الآن مصرة على أن تتيح المجال أمام السنة للعودة إلى موقعهم المهيمن السابق على الدولة، فالخلاصة أن السلطة الآن أكثر تفتتا.

كوكبيرن يقول إن نقطة الضعف الأساسي للموقف الأميركي في العراق تبقى في افتقاره إلى حلفاء ثقاة خارج كردستان.

وهذا الافتقار قد لا يكون واضحا في بغداد ووسط العراق لأن كل من الشيعة والسنة على استعداد لتشكيل تحالفات تكتيكية مع القوات الأميركية، ولكن على المدى البعيد لا السنة ولا الشيعة العرب يريدون بقاء الأميركيين في العراق، وحتى الآن فإن الحلفاء الثقاة الوحيدين هم الأكراد الذين يكتشفون الآن أن واشنطن لن تقدم على حمايتهم من تركيا.

وفي ختام مقاله، قال كوكبيرن إن الغزو الأميركي كان من الممكن أن يعطي الحكومة في بغداد فرصة للدفاع عن سلامة وحدة أراضي العراق وصقل ثوابتها الوطنية.

ولكن عوضا عن ذلك، اختار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذه المدة لإجراء فحوص طبية دورية في لندن، وهي الزيارة التي يرى فيها زملاؤه ذريعة للهروب من بغداد مخلفا وراءه بلدا يأخذ في الانهيار.

حاجة العراق الحقيقية إنسانية  

من جانبها ركزت مجلة تايم على الملف العراقي من الجانب الإنساني، وقالت تحت عنوان "حاجة العراق الحقيقية: الزيادة في النواحي الإنسانية" إن أعلام مختلف الوكالات الإنسانية مثل اليونيسيف وأطباء بلا حدود وغيرهم ترفرف في مناطق الصراع كالصومال ودارفور والكونغو، ولكنها غائبة عن أجواء العراق.

ورغم تراجع حدة العنف بشكل ملموس، كما تقول المجلة، في بغداد-وكان يناير/ كانون الثاني أكثر الأشهر أمنا منذ عامين- فإن المنظمات الإنسانية كانت بطيئة جدا في العودة إلى العاصمة العراقية.

أغرون فيراتي مديرة الهيئة الطبية الدولية –واحدة من المنظمات غيرالحكومية الدولية- تقول إن منظمتها تدعو منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 ليس إلى الموارد المالية وحسب، بل إلى قدوم منظمات أخرى تعمل في الأردن إلى العراق.

ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية فإن 22% فقط من المشردين العراقيين في الداخل يستطيعون الحصول على المساعدات الغذائية.

وعن المشاكل التي تقف عائقا أمام قدوم المنظمات الإنسانية إلى العراق، قالت تايم إنها تواجه إلى جانب المخاوف الأمنية، تردد الدول المانحة في تقديم المساعدات خشية وصمها بالانضمام إلى جهود الإعمار بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

كما أن المنظمات الإغاثية تواجه ضغوطا للذهاب إلى بلد تنفق نسبة كبيرة من ميزانيتها على حماية الأجانب، وهناك قلق كبير حيال المشاريع الإنسانية التي يصعب مراقبتها بسبب الغياب الأمني.

ونقلت تايم عن فيراتي إن الزيادة العسكرية الأميركية ربما تعمل على تحسن الأمن، ولكن إذا لم يصاحبها زيادة في الجهود الإنسانية لتحسين حياة الأغلبية من السكان العراقيين العاديين فإن الجهود العسكرية والإنسانية مجتمعة ستذهب هباء منثورا.

وأضافت فيراتي "إذا أردنا أن نرى هذا التحسن الراهن على الصعيد الأمني أن يدوم فينبغي أن نوفر الخدمات للمواطنين العراقيين".

انتهاك ميثاق جنيف

من جانب آخر قال عنصر سابق في قوات الخدمة الجوية البريطانية إن القوات الأميركية والبريطانية الخاصة اعتقلت مئات العراقيين والأفغان وقامت بتسليمهم إلى سجون حيث تعرضوا للتعذيب.

ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن "بين غريفين" (29 عاما) قوله إن الأفراد الذين اعتقلوا على أيدي جنود الوحدة الجوية الخاصة التي تعمل ضمن قوات مشتركة مع نظيرتها الأميركية، انتهى بهم الأمر في مراكز تحقيق في العراق، بما فيها سجن أبو غريب سيء الصيت، وغوانتانامو فضلا عن سجون أفغانستان.

غريفين غادر الجيش العام الماضي بعد عمل دام ثلاثة أشهر في بغداد قائلا إنه رفض الأساليب غير القانونية التي يمارسها الجنود الأميركيون.

وقال غريفين إنه بينما أعرب الوزراء عن رغبتهم بإغلاق غوانتانامو، لاذوا بالصمت حيال السجون في العراق وأفغانستان.

وأضاف "هذه السجون السرية هي جزء من شبكة عالمية يتعرض فيها الأفراد إلى التعذيب ويقبعون فيها لفترات غير محددة دون توجيه تهم ضدهم، وهذا انتهاك مباشر لمواثيق جنيف الأممية الخاصة بالتعذيب".

وبشأن اعتراف بريطانيا باستخدام أميركا لأراضيها في نقل المعتقلين، قال غريفين إن "استخدام الأراضي والأجواء البريطانية يعتبر من حقير الأمور في ضوء الحقيقة بأن الجنود البريطانيين هم الذين يحتجزون ضحايا التسليم الاستثنائي في المقام الأول".

وأقر غريفين في مؤتمر صحفي تحت عنوان "أوققوا حرب التحالف" في لندن بأن القوات الخاصة البريطانية كانت منذ غزو أفغانتسان 2002 بالاشتراك مع القوات الأميركية مسؤولة عن اعتقال مئات بل آلاف الأفراد في العراق وأفغانستان.

"فكانت المهمة الأساسية لهذه القوات في العراق قتل واعتقال الأهداف ذات القيمة العالية" ويضيف غريفين "وبالرغم من ذلك اعتقلت هذه القوات أشخاصا من غير المحاربين".

ومضى يقول "منذ أن غادرت الجيش، قرأت ميثاق جنيف عن التعذيب، وأدركت أننا انتهكنا العديد من بنودها في العراق".

وأكد غريفين أن ثلاثة من رفاقه أبلغوه بأنهم شاهدوا عملية تحقيق مع اثنين من المحتجزين العراقيين باستخدام الإغراق الجزئي والأسلاك الكهربائية. 

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

Arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 آذار/2008 - 24/صفر/1429