جمعية التشكيليين في كربلاء: ابداع اللون.. ومعاناة البقاء

كتب: عبد الامير الركابي

شبكة النبأ: بين إمتزاج اللون وعذوبة المعنى، يختلط الفضاء التخيلي الإبداعي بالمكون السامي لينتج التعبير الدقيق لمعنى الحياة، هذه اللوحة البديعة التي أنشأها الخالق سبحانه وأستودع سر اكتشافها بين مجسات الطاقة الإنسانية، ليحلق الإنسان في عالم مليء بالحب والسعادة والاطمئنان. فإلى فرشاة الفنان في كربلاء تأخذكم (شبكة النبأ) في جولتها الفنية هذه.  

بين أروقة جمعية التشكيليين العراقيين فرع كربلاء، وهي من الجمعيات المتميزة التي احتضنت شريحة واسعة من الفنانين التشكيليين وتعتبر هذه الجمعية الوليد الشرعي للمقر العام الذي أسسه عمالقة الفن العراقي ليكون متنفسا حقيقيا لكل المبدعين في هذا المجال.

تجولنا بحثا عن رائحة الإبداع لنلتقي رئيس الجمعية الفنان عبد الحليم ياسر، وأحد ابرز الفنانين في المدينة حيث تحدث لنا:

بالنظر لما عاناه الفنان التشكيلي من مصادرة وحرمان في مختلف الأزمنة في عراقنا الحبيب كان من الضروري ان تكون هناك مؤسسة أو جمعية لإحتضان الفنان وتقييم ابداعاته وتوثيقها وكذلك المطالبة بحقوقه وحمايته قدر المستطاع، وقد اخذنا على عاتقنا هذه المسؤولية وقمنا بجمع الفنانين التشكيليين في كربلاء المقدسة وتأسيس هذه الجمعية في عام 2006، وبعد اجراء الانتخابات التأسيسية تم اختيار الهيئة الادارية والمتكونة من سبعة اعضاء...

وتمثل هذه الهيئة اكثر من "120" فنان كربلائي يمثلون مدارس فنية مختلفة...

واضاف رئيس الجمعية، رغم حداثة الولادة والتأسيس لهذه الجمعية الا انها حققت الكثير من الانجازات، حيث اقمنا عدة معارض داخل كربلاء، وكان لنا أيضاً مشاركات كثيرة خارج المحافظة والتي لمسنا من خلالها وجود طاقات فنية غير محدودة لدى الأعضاء كما ولمسنا أيضاً التذوق الفني لدى المتلقي العراقي واحساسه المرهف وتفاعله اللا محدود مع العمل الفني والثقافي الهادف، ولا عجب بذلك فالعراقيين ابناء اقدم الحضارات في العالم واكثرها رقياً.

- ماذا تقدم الجمعية للفنان الكربلائي

تتحمل الجمعية مسؤولية كبيرة تجاه الفنان الكربلائي فقد اخذت على عاتقها مسؤولية النهوض بواقع الفن والفنان في كربلاء المقدسة، اما ما تقدمه الجمعية ففي الوقت الحاضر رغم حداثة التأسيس وقلة الامكانيات المتاحة فالجمعية تقدم العون والمساعدة لأعضائها من خلال دعوتهم للمشاركة في معارضها وتقديمها والتعريف بهم محلياً وقطرياً، وتساعد الجمعية في اقامة ودعم الفنانين في معارضهم الشخصية من خلال رفدهم بما متيسر من اطارات والوان واعلانات، ولا يوجد للجمعية تخصيصات مالية من قبل اية جهة حكومية او غير حكومية.

- خلال هذه الفترة القصيرة ما هي مشاركات الجمعية

كان للجمعية عدت مشاركات وفعاليات فنية في كربلاء وخارجها حيث اقمنا واشتركنا بعشرات المعارض من الفعاليات التي كان من ابرزها:

1. اقامة معرض "من وحي ذاكرة الطف"

2. اقامة معرض الشهيد

3. معرض "اوراق ملونة تغني"

4. معرض شخصي للفنان عبد حليم ياسر

5. معرض شخصي للفنان فاضل ضامد

6. جناح خاص في معرض ربيع الشهادة الأول

7. جناح خاص في معرض ربيع الشهادة الثاني

8. المشاركة في معارض مؤسسة شهيد المحراب في النجف

9. المشاركة في معارض بمحافظة بابل

10. المشاركة في معارض عيد الغدير في النجف

11. المشاركة في معرض خاص للنصب التذكارية الخاصة بشهداء المقابر الجماعية والذي اقيم برعاية السيد محافظ كربلاء.

12. المشاركة في معرض خاص للنصب التذكارية الذي اقامه مجلس محافظة كربلاء وقد فازت مجموعة من اعمال الفنانين في هذين المعرضين وقد تم المباشرة بأنشاء بعض هذه النصب وحسب الأولوية في ساحات وشوارع كربلاء.

13. المشاركة في معرض ومسابقة الكاريكاتير الاولى التي نظمتها دائرة الفنون والاداب بمؤسسة شهيد المحراب، وقد حققت الجمعية انجازين مهمين حيث حصل الفنان عبد حليم ياسر على المركز الاول وانتهى ثالثا الفنان عبد الامير الركابي.

- ما اهم مشاكل التي تعيق عمل الجمعية؟

من اهم المشاكل واكثرها تاثيرا هو عدم وجود مقر خاص بالجمعية.. نعم لا نملك مكان نجتمع به... وتتم لقاءاتنا بشكل عابر أو عن طريق "الموبايل" حيث تتم دعوة الفنانين عبر الاتصال أو الرسائل...! لذا نناشد جميع المهتمين بضرورة ايجاد مقر  للجمعية.

والمشكلة الاخرى هي تجاهل المسؤول الكربلائي وصاحب القرار للفنان والمثقف في المحافظة ولا نعرف لماذا؟ مع العلم ان هذه الشريحة تحتاج الى احتواء واهتمام خاص كونها لبنة اساسية من لبنات المجتمع.

ومن مشاكل الجمعية الاخرى هي عدم وجود تخصيصات مالية مما يضيف اعباءً على الجمعية والفنان التشكيلي المتعب اصلاً، وكما يعرف الجميع ان انجاز أي عمل فني يحتاج لتكاليف قد تكون باهضه، وهذا كله يتحمله الفنان من اجل اكمال العمل وانجازة بجهد شخصي...

لذا ندعو من الجميع مسؤولين كانوا أو اصحاب قرار الاهتمام بالجمعية وشمولها وفنانيها بتخصيصات مالية تسهم بإنجاح المسيرة الفنية في عراقنا الحبيب.

- كلمة اخيرة

أتمنى ان يشعر السادة المسؤولين بنا كفنانين وكمبدعين ومثقفين وارجوا منهم احتضان هذه الشريحة والاهتمام بالمثقف الكربلائي صاحب الدور القيادي والقلم الاصيل، ورفع جزء بسيط من معاناته فكل ما سيقدم وكل من سيقدم سيخلده التاريخ الثقافي، وشكراً لكل من اسهم بدعم الحركة الثقافية والفنية في كربلاء المقدسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 27 شباط/2008 - 19/صفر/1429