شبكة النبأ: في خطوة عدّها المراقبون
من اهم عوامل دعم جهود احلال الأمن والمصالحة الوطنية قرر السيد مقتدى
الصدر تمديد قرار تجميد جيش المهدي لستة اشهر اخرى فيما توالت
الترحيبات بهذا القرار من قبل الحكومة العراقية والقوات متعددة
الجنسيات وممثلية الامين العام للامم المتحدة في العراق.
واعلن الزعيم الصدر في رسالة تليت في خطبة الجمعة، تمديد تجميد نشاط
جيش المهدي ستة اشهر اضافية حتى 16 اب/اغسطس المقبل في خطوة من شانها
ان تسهم في ارساء الاستقرار في العراق.
وتلا امام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) اسعد
الناصري رسالة من مقتدى الصدر تقول "امدد تجميد جيش الامام المهدي الى
الخامس عشر من شعبان" الموافق 16 اب/اغسطس المقبل.
وكان حازم الاعرجي مدير مكتب التيار الصدري في الكاظمية في بغداد
اعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان الزعيم الشيعي قرر تمديد قرار
تجميد نشاطات جيش المهدي.
ووزعت في المساجد الشيعية ظروفا مغلقة تضمنت قرار الصدر فتحها
الائمة في خطبة الجمعة.
وسارعت قيادة الجيش الاميركي في العراق الى الترحيب بقرار الصدر.
بحسب فرانس برس.
وقال الصدر في رسالته "لا استطيع تحمل معاصي العاصين ولا جرم
المجرمين ولا تقصير المقصرين واني ما اسست هذا الجيش العقائدي الا كما
يحب اهل البيت".
واضاف "من يرى في نفسه الارادة والعزيمة والقوة عن بعد الشيطان
فليكن طالبا اليه (لجيش المهدي) واحد افراده".
وتابع الصدر في دعائه "اللهم لا تجعلني للمسلمين من المؤذين ولا
للفتنة من الفاعلين اللهم اجعلني لدول الجوار من الحافظين ولحوار
الاديان من الداعين (...) واكون بعد ذلك من جيش امامكم من الملتحقين
ودولته من المؤسسين".
واضاف "فمن طبق هذا فهو في الجيش بحق وحقيقة وللامام من المخلصين
واذا لم تجدوا في انفسكم ذلك فاسعطيكم فرصة اخرى".
وقال الصدر "لذا امدد تجميد جيش الامام المهدي الى الخامس عشر من
شعبان" الموافق 16 اب/اغسطس المقبل.
وفي بغداد وتحديدا في مدينة الصدر التي تعتبر اكبر معقل للتيار
الصدري صاح المؤيدون بين المصلين لدى سماع قرار الصدر "عاش عاش مقتدى"
في حين طأطأ اخرون رؤوسهم واجهشوا بالبكاء دون التعبير عن رفضهم.
وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) قال جاسم المطيري احد عناصر التيار
لمراسل فرانس برس "اذا كان التجميد فيه نصر للعراق وتربية وتهذيب
لاتباع جيش المهدي فانا اؤيد قرار السيد" مضيفا ان "قرار التجميد محدد
بفترة وعلى الحكومة الاخذ بعين الاعتبار ذلك".
من جانبه اعتبر محمد عوز (35 عاما) احد عناصر التيار الصدري في
كربلاء (100 كلم جنوب بغداد) القرار سلبيا وقالا "رغم وجوب اطاعتنا
لامر التجميد الا انني لا اؤيد تمديد التجميد لكونه تسبب بالكثير من
الايذاء لنا وتعرضنا للهجمات والتصفية" مؤكدا ان "التجميد السابق لم
يجلب اي ايجابيات".
وسارعت قيادة الجيش الاميركي في العراق الى الترحيب بقرار الصدر
وقالت في بيان ان "الوعد الذي قطعه (مقتدى الصدر) بشرفه في اب/اغسطس
2007 لوقف الهجمات التزام هام من شانه ان يساهم بشكل عام في مزيد من
تحسين الظروف الامنية لكافة العراقيين".
واضاف البيان ان الهدنة "ستكون فرصة سانحة للمصالحة الوطنية وستسمح
للتحالف وقوات الامن العراقية ان تزيد في تركيزها على ارهابيي تنظيم
القاعدة".
القوات المتعددة والأمم المتحدة
ترحبان بقرار التمديد
ورحبت القوات المتعددة الجنسيات وممثل الأمين العام للأمم المتحدة
في العراق بقرار الزعيم الديني مقتدي الصدر بتمديد تجميد عمليات (جيش
المهدي) المسلحة لستة أشهر أخرى، وأبديا ترحيبهما بالحوار مع التيار
الصدري بما يساهم في خفض العنف وتعزيز الحوار والمصالحة الوطنية.
وقال بيان اصدرته القوات المتعددة الجنسيات في العراق، الجمعة، إن
القوات المتعددة " تلقت تقريرا أوليا بان السيد مقتدى الصدر وعد بتمديد
وقف إطلاق النار."
وأضاف البيان "هذا التمديد لقرار إيقاف الهجمات، الذي ابتدأ في آب/
أغسطس (2007)، يعتبر تعهدا مهما يساهم بشكل واسع فى التحسن الأمنى
لجميع المدنيين العراقيين، وسيمنح فرصة أفضل نحو تحقيق المصالحة
الوطنية، وسيمنح قوات التحالف وقوات الأمن العراقية الفرصة للتركيز
وبشد ة ضد إرهابيي القاعدة."
كان قياديون من التيار الصدري في بغداد وكربلاء قالوا إن زعيم
التيار السيد مقتدى الصدر أعلن، الجمعة، عن تمديد تجميد عمل (جيش
المهدي) لستة أشهر إضافية.
وأوضح مسؤول مكتب الصدر في كربلاء الشيخ عبد الهادي المحمداوي لـ (
أصوات العراق) أن "بيانا صدر عن مكتب الشهيد الصدر في مدينة النجف،
حيث المقر الرئيسي لمكاتب التيار الصدري، تمت قراءته خلال صلاة الجمعة
في كربلاء، يفيد بتمديد تجميد نشاطات جيش المهدي لستة أشهر أخرى."
ومضى بيان القوات المتعددة الجنسيات قائلا إن "الذين يواصلون
التزامهم بتعهد السيد مقتدى الصدر سيعاملون باحترام وتقدير، أما الذين
لايلتزمون بالتعهد فإنهم، مع الأسف الشديد، يسيئون إلى اسم وسمعة
الحركة."
وأشار إلى أن القوات المتعددة وقوات الأمن العراقية "ستستمر بالعمل
سوية مع أبناء الشعب العراقي، لحمايتهم من هؤلاء المجرمين الذين
ينتهكون القانون، والذين لايحترمون الالتزام الذى وضعه السيد مقتدى."
واضاف البيان قائلا " نحن نرحب أيضا بالمشاركة في أي فرصة للحوار مع
التيار الصدري، وكل المجاميع التي تسعى لتحقيق المصالحة فى بناء العراق
الجديد."
وكان الشيخ المحمداوي أوضح أن التمديد "يبدأ من يوم (26) من شباط /
فبراير الجاري، وهو اليوم الذي تنتهي فيه فترة التجميد الأولى."
وفي السياق نفسه، قال بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق، الجمعة،
إن "الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي
مستورا رحب بقرار السيد مقتدى الصدر بالاستمرار في تجميد أنشطة جيش
المهدي." ونقل البيان، عن دي مستورا أمله بأن "يساعد هذا التطور في
المحافظة على انخفاض العنف، وتعزيز التقدم باتجاه الحوار والمصالحة
الوطنية" في العراق. وناشد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة
كافة الأطراف العراقية "المشاركة في حوار بناء، والقيام باتخاذ الخطوات
اللازمة لبناء الثقة المتبادلة."
جيش المهدي يعزز قرار التجميد بحملة
تطهير واسعة بين صفوفه
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، إن "جيش المهدي" عزز تجميد
انشطته من خلال حملة تطهير لكل افراده الذين لم يلتزموا بامر وقف اطلاق
النار الذي أصدره السيد مقتدى الصدر العام الماضي.
وأضافت الصحيفة أن "مقاتلين من جيش المهدي أقتادوا شابا يبلغ من
العمر 25 عاما إلى بيت مظلم واعدموه شنقا وهم يرددون أيات قرأنية".
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن "الشخص الذي اعدمه جيش المهدي، في شهر
كانون الثاني يناير الماضي، ينتمي إلى الجيش الذي هو أكبر مليشيا شيعية
في العراق".
ونقلت الصحيفة عن قادة في الجيش إن الرجل الذي أعدم هو احد قادة جيش
المهدي واسمه الحركي حمزة، وكان قد عمد إلى قتل وخطف عدد من الاشخاص
على الرغم من امر القاء اسلحتهم.
وكان قائد جيش المهدي السيد مقتدى الصدر قد أصدر أمرا لاتباعه العام
الماضي بتجميد انشطتهم للحد من العمليات المسلحة في العراق. ورحبت
الحكومة العراقية والأمريكان هذا القرار واعتبرته قرارا "صائبا".
وأضافوا قادة جيش المهدي، وفقا للصحيفة، أن حمزة اعتراف بجرائمه
خلال تحقيقات كثيرة، وان حكم الاعدام بحق حمزة صدر بثلاث صفحات من مكتب
"قائد المليشيا المناهض للأميركيين السيد مقتدى الصدر".
ونقلت الصحيفة عن محمد علي 24 عاما، قائد جيش المهدي في حي الشعلة
شمال غربي بغداد الذي شارك في عملية الاعدام "تلقينا امرا، في وقت لم
يحدده، بالتخلص من حمزة ونفذنا الامر، وبهذا نطهر جيش المهدي من هذه
العناصر".
وطبقا لما يقول قادة كبار في مليشيا المهدي ومسؤولون أمريكيون، وفقا
للصحيفة، إن المئات من افراد جيش المهدي صُفّوا بطريقة مشابهة أو سجنوا
أو أُبعِدوا منذ صدور امر مقتدى الصدر بتجميد انشطة الميليشيا في آب
أغسطس الماضي، كجزء من اعادة تنظيم شاملة عدّلت بنحو مثير من صورة
الجماعة في العراق وكانت سببا حاسما في انخفاض مستوى العنف الذي تشهده
البلاد في الشهور الماضية.
وتتابع الصحيفة قولها إن "حملة التطهير هذه قد رفعت من سمعة الصدر
بخاصة بين صفوف القادة الأمريكيين الذين كانوا يعدونه في ما مضى عدوا،
الا انهم يشيرون اليه الان باحترام في وقت يساعده فيه هذا الامر ايضا
على احكام سيطرته على الجيش غير المنضبط".
وفي الوقت نفسه، كما يقول افراد من الجيش، اضعف هذا التجميد الحركة
الصدرية امام هجمات "وقمع جماعات شيعية مناوئة لها".
وقال أحمد عبد الحسين، 33 عاما، وهو من قادة جيش المهدي في مدينة
الصدر شرقي بغداد إن "التجميد اظهر كثيرا من الاسرار إلى السطح، ونحن
الان نعرف العناصر الجيدة والعناصر السيئة. فضلا عن تغير نظرة الناس
الينا".
وقال صلاح العبيدي، احد كبار مساعدي الصدر، ان "التجميد ساعدنا على
فرز وطرد العناصر السيئة، وان المليشيا تضم الان 100.000 فرد". |