العراق بعيون غربية: صفاء أجواء واكتظاظ سجون  

مقتطفات مما نشرته الصحف الغربية عن آخر المستجدات على الساحة العراقية:

إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: ملفات العراق كانت متعددة بين طيات الصحف الغربية ومن أبرزها ملف العلاقات الروسية العراقية بعد إلغاء الديون الروسية على العراق..كانت من أبرز القضايا العربية التي نالت اهتمام الصحف الألمانية خلال الأيام السبعة الماضية. وموضوع آخر تحدثت عنه صحيفة حول اكتظاظ سجون العراق بالمعتقلين، بينما تحدثت أخرى عن موضوع  تروي فيه تفاصيل الهجوم الانتحاري الذي نفذته امرأة، بينما تحدثت أخرى عما يقال في واشنطن حول استقرار العراق.

عن العلاقات الروسية العراقية على ضوء إلغاء موسكو لديونها على بغداد كتبت صحيفة Süddeutsche Zeitung تقول:

"روسيا تعتمد الآن على صفاء الأجواء لكي تحصد شركاتها صفقات كبيرة في العراق، كما يقول وزير المالية الروسي الكسي كودرين. أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري فقد أكد هذا الموقف بالقول إن أبواب العراق مفتوحة الآن أمام روسيا، وهى جملة واضحة انتظرها الكرملين فترة طويلة. فالشركات الروسية تنوي استثمار حوالي أربعة مليارات دولار أمريكي في العراق قريبا. وهكذا تعود روسيا من جديد لتلعب دورا في الشرق الأوسط ، وإن لم يصل بعد إلى دور الاتحاد السوفيتي القديم في المنطقة. فدور موسكو في عملية السلام لا يذكر، أما تأثيرها على دمشق فهو ضئيل ".

هل حقا جلبت واشنطن الاستقرار لبغداد؟

إذا أردنا الحكم على الوضع في بغداد من خلال ما يقال في واشنطن, فإننا سنقول إن تعزيز القوات الأميركية بالعراق بثلاثين ألف جندي العام الماضي نجح في جلب الاستقرار لبلد لا تزال الصراعات القبلية والدينية والطائفية تعصف به, فالبنتاغون يفخر بأن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها لكن الحقيقة قصة مغايرة.

بهذه الفقرة قدمت صحيفة ذي إندبندنت لتقرير لمراسلها في بغداد باتريك كاكبير يقول بأن تعزيز القوات الأميركية ببغداد جلب بعضا من الأمن إليها, فإنه يشدد على أن ما قام به الأميركيون هو فرض واقع الانتصار الذي حققه الشيعة عام 2006 فقسموا بغداد إلى جيوب محصورة داخل جدران إسمنتية ليس بها سوى مخرج واحد ومدخل واحد. ولا تزال بغداد تبدو مدينة في حرب تتخللها حواجز التفتيش ويتحكم الخوف في أهلها.

والتطور الأهم في العراق الآن هو حركة "مجالس الصحوة" التي يدفع الأميركيون رواتب عناصرها مقابل تعقب عناصر القاعدة, وقد أعطت هذه المجالس للطائفة السنية بالعراق ما لم تحققه لهم أي قوانين يسنها البرلمان العراقي.

ورغم حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق اليوم من الملاحظ أن مواطنيه لم يعودوا متحمسين للدخول في الحرب من جديد, ويذكرنا وضعهم بوضع اللبنانيين في أواخر الحرب الأهلية عندما ملوا جميعا الحرب بعد أن تأكدوا أن لا شيء سيحل عبرها.

وختم المراسل تقريره بالقول إن الحرب سلبت ملايين العراقيين بيوتهم ووظائفهم كما فعلت بباسم وفي أحايين كثيرة حياتهم, وجلبت لهم الشقاء وحطمت آمالهم في السعادة, وبكلمة واحدة لقد دمرت العراق.

سجون العراق مكتظة بآلاف المعتقلين

من جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السجون في العراق مكتظة بموجات من المعتقلين الجدد, وقد تزامن احتجازهم مع الزيادة التي حدثت العام الماضي في عدد القوات الأميركية هناك.

ونقلت عن مستشارين أميركيين قولهم إن النظام القضائي الناشئ في العراق ليس لديه الكميات الكافية من الأسرة في السجون، ولا الأعداد المناسبة من قضاة التحقيقات أو المحامين اللازمة لاستيعاب الآلاف من المتهمين الذين احتجزتهم القوات الأميركية والعراقية منذ الصيف الماضي.

ولا يزال أكثر من نصف المعتقلين البالغ عددهم 26 ألفا يقبعون خلف الأسوار في انتظار محاكمتهم، وقد هزلت أبدان بعضهم طبقا لرواية مسؤولين أميركيين.

وكان النواب العراقي صادق الأربعاء على قانون للعفو العام قد يفضي إلى الإفراج عن آلاف السجناء, غير أن المسؤولين الأميركيين نبهوا إلى أن وزارة العدل قد تكون بحاجة لعشرات الآلاف من الأسرة الجديدة للمحتجزين الذين اعتقلتهم جهات مختلفة بما فيها الشرطة والجيش بكافة أنحاء العراق.

كما سيتعين على الوزارة استقبال كثير من السجناء الإضافيين البالغ عددهم 24 ألفا والمعتقلين بالسجون الأميركية مثل معسكر بوكا جنوب البلاد وأبو غريب شمال بغداد.

وصرح النائب العام الأميركي مايكل موكاسي أن الجهود التي بذلتها إدارته ووزارتا الخارجية والدفاع مجتمعة حققت بالفعل تقدما هاما.

ونسبت نيويورك تايمز إلى عدد من موظفي وزارة العدل الأميركية قولهم إن مما يعيق جهود التقدم بالعراق، هو عجز الحكومة والفساد والطائفية.

ووفقا لتقديرات مايك بانيك، مدير البرامج بهيئة إصلاح العراق التابعة لوزارة العدل، فإن العراق بحاجة لمساحة من الأرض تكفي لاستيعاب خمسين ألف سجين مشيرا إلى وجود خطط لتوفير حوالي عشرين ألف سرير جديد في غضون العام القادم.

جندي عراقي حال دون زيادة ضحايا تفجير الكرادة

كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تقريرا تروي فيه تفاصيل الهجوم الإنتحاري الذي نفذته إمرأة على نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في منطقة الكرادة وسط بغداد.

ونقلت الصحيفة عن عباس علي، صاحب محل لبيع الأجهزة الإلكترونية في الكرادة، قوله "بينما كان في محله صباحا، سمع صياحا يحذر الناس: إنتحاري.. إنتحاري!."

وأضافت أن "علي البالغ من العمر 42 عاما هرع إلى الخارج ليرى جنديا عراقيا يصوب مسدسه نحو امرأة شابة تلبس ثوبا اسود. فرفعت المرأة ذراعيها، وادّعت أن لا شيء عندها؛ إلا أنها كانت تكذب، فالسيد علي رأى أسلاكا تبرز من ملابسها".

وأوضحت الصحيفة أن "الجندي أطلق رصاصتين على المرأة التي هربت راكضة نحو المحال التجارية، عندها خرج احد أصحاب المحال وأطلق النار على المرأة من بندقية كلاشنيكوف هجومية قال انه يحتفظ بها في محله لحماية نفسه".

وقال علي إن "المرأة سقطت بشدة على الأرض إلا أنها تمكنت من الضغط على زر التفجير وهي في أنفاسها الأخيرة".

وأودى الانفجار الذي حدث على مقربة من المسرح الوطني وسط بغداد إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية، طبقا لما ذكرت الشرطة العراقية.

ونقلت الصحيفة عن السيد حميد خليل، الذي يبيع الشاي في الشارع نفسه، إن "أعداد الضحايا كانت ستزداد لو لم يصيح الجندي العراقي محذرا الناس."  وقال خليل إن الجندي "كان شجاعا، إلا انه متردد قليلا".

وبعد ساعات، كما تواصل الصحيفة، انفجر باص نقل صغير كان متوقفا مساء الأحد في حي شيعي شرقي بغداد، فقتل شخصين وجرح أربعة آخرين.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول في وزارة الداخلية قوله مساء أمس الأحد أن لا دافع ظاهرا لهذا الهجوم.

وتعلق الصحيفة بقولها إن هجمات من هذا النوع مازالت شائعة في بغداد، إلا أن مسؤولين في الجيش الأميركي ذكروا الأحد إن معدل الهجمات اليومية في عموم العراق انخفض في شهر كانون الثاني يناير الماضي بنسبة اقل من 60% عما كانت عليه في حزيران يونيو الماضي.

.......................................................

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19 شباط/2008 - 11/صفر/1429