خفايا وفضائح جنسية في أروقة الجامعات الغربية

شبكة النبأ: خفايا الطلبة في أوربا، حقيقة مؤلمة، وحياة ازدواجية، بين حرية الأبواب المتاحة وبين الفكر الهامشي الذي يقتات عليه الطلبة، بين الديمقراطية الفجة، والمال العقيم، بين المتاح والممنوع النبأ تعرض لكم جانبا من خفايا هذه الحياة ـ الأكاديمية ـ التي ينتشر فيها الوباء الأخلاقي. هذا الموضوع الذي يظل بعيدا عن الضوء تحسبا للشكل الرسمي العالمي.

هن آلاف من الفتيات، اللواتي دفعتهن الفاقة والظروف العصيبة إلى التحول لعاهرات. وبينما يكشف تحقيق أُجري في فرنسا عن تطور هذه الظاهرة بشكل لافت للانتباه، يأتي كتاب (لورا. د.) ليميط اللثام عن الكثير من تفاصيل هذا العالم. شهادة لورا التي ننشر مقتطفات منها، فيها الكثير من المفاجآت.

دراستي الثمينة

لورا (19 عاما) طالبة في السنة الثانية تخصص لغات أجنبية، تدرك جيدا ما معنى أن تبيع المرأة جسدها، تقول: لقد أجبرت على ذلك حتى ادفع تكاليف دراستي، وأيضا لتدفع تكاليف الإيجار وتملأ ثلاجتها بمختلف أنواع الأكل. تروي لورا ذكرياتها عن الجنس المدفوع الأجر في كتابها الذي يحمل عنوان «دراستي الثمينة»، الصادر منتصف الشهر الجاري عن منشورات «ماكس ميلو»، بحسب «لكسبرس» الفرنسية والذي تنشر «القبس» منه هذه المقتطفات.

ليست أوربا وحدها

كم يبلغ عددهن؟ ما بين 15 و20 ألفا، حسب تقديرات الشرطة. و40 ألفا حسب تقديرات نقابة الطلبة. تقول لورا ان الظاهرة مهمشة، وما على الجميع سوى التحقق من ذلك عن طريق منتديات شبكة الانترنت، «التي أصبحت تنمو كالفطريات»، لتضيف ان الطلب كبير جدا والعرض في ارتفاع بالنظر إلى ارتفاع عدد الفقراء والمعوزين. وبحسب المرصد الفرنسي للحياة الطلابية، فان 225 ألف شابة يتألمن ويعانين من اجل تسديد نفقات دراستهن.

وفرنسا ليست استثناء. لقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة كينغستون في جنوب غرب لندن عام 2006، ان 10% من الطلبة المستجوبين يؤكدون ان لهم زميلات يمارسن التعري أو التدليك أو البغاء من اجل تسديد تكاليف الدراسة. لقد ارتفع العدد بنسبة 50% منذ عام 2000 بسبب الارتفاع المذهل لمصاريف الدراسة.

هذا ولم تكن أوربا وحدها منغمسة في هذا المجال، فاليابان وأوروبا الشرقية أيضا مناطق معنية بهذه الظاهرة، أما البولونيين فقد اخترعوا كلمة موحدة بينهم لهذا النوع من الفتيات فصاروا يدعونهن «يونيفارستيتويي»، وهي كلمة تجمع بين كلمتي الجامعية والعاهرة.

أحلامي المستقبلية

في سبتمبر 2006 كانت لورا سعيدة لأنها ودعت الثانوية وتمكنت من الالتحاق بالجامعة والتسجيل بفرع اللغات الأجنبية - قسم اللغتين الاسبانية والايطالية.

تقول لورا في كتابها: والدي عامل بسيط ووالدتي تعمل ممرضة، وكلاهما يقبضان الحد الأدنى للأجور في فرنسا ويعيلان عائلة تتكون من طفلين. ليس لدي الحق في المنح المدرسية، لأني لست من فئة الطلبة المعنيين بها.

في تاريخ السابع عشر سبتمبر 2006، حضرت لورا أول محاضرة لها في الجامعة وهناك تقول: طلب منا الأستاذ ملء استمارة حتى يتعرف علينا أكثر. وتضمنت الاستمارة خانة كُتب عليها مشاريع مهنية.. لقد كتبت كل ما احلم به، وكشفت لهذا المجهول عن كل طموحاتي والآمال التي أعلقها على الجامعة. ولكن ينقص شيء واحد. وجهت عيني إلى السماء وبعد دقائق قليلة، سجلت أسفل جرد أحلامي المستقبلية العيش بهناء.

تمكنت لورا من العثور على وظيفة مسائية، عاملة هاتف. وكانت تتقاسم مع صديقها مانو شقته. لقد سئم مانو من بخلها، وعدم مشاركتها إياه مصروف البيت. تقول: كان يطلب مني النقود من اجل دفع الإيجار والمقتنيات والفواتير وهو ما يعادل حوالي 450 يورو شهريا. لم يكن مرتبي يكفي. وكنت أعوض ما ينقص من مصروفي الشهري الذي كانت والدتي تمنحني إياه. ثم تضيف : لم يكن المبلغ الذي كانت تعطيني إياه والدتي كبيرا، ولكنه كان كل ما تقدر عليه. لقد توقفت منذ شهر على دفع فاتورة هاتفي النقال، مفضلة إعطاء الأولوية لتسديد إيجار البيت وتكاليف الأكل. وعلاوة على هذا اشتغل 15 ساعة أسبوعيا في وكالة للتسويق، وعشرين ساعة التي اقضيها في الجامعة، بالإضافة إلى الساعات التي اقضيها في المراجعة.

مرحبا بالطالبات

وتتابع لورا في كتابها: لم تكن ستواجهني المشاكل أبدا لو أنني وجدت ما اشبع به جوعي. فحالة خزانة الغذاء سيئة للغاية والأغذية التي جلبتها والدتي لم تعد تكفي. آكل يوميا المعجنات. في البداية كنت أضيف لها مرق الطماطم المصبرة، غير أنني مللت مذاقها مع مرور الوقت، فكانت علبة نوتيلا (الشوكولا) تنقذني منها، وكنت لا أتناول منها أكثر من ملعقة واحدة حتى أتمكن من الاحتفاظ بها فترة طويلة. لقد فقدت لورا في ظرف شهرين عشرة كيلوغرامات من وزنها بعد أن غرقت في المشاكل.

وفجأة جلست ذات يوم وراء كمبيوتر صديقها مانو بحثا عن عمل، لتدخل صدفة إلى موقع إعلاني كتب عليه: مخصص لمن يتجاوزون سن 18 . دخلتَ الموقع وفي خانة كلمة السر كتبتَ اسم باني، طالبة. ثم كتبتَ اسم مدينتها. كان هناك الكثيرون ممن يبحثون عن فتيات وعن مدلكات، أما الأجور التي يعرضونها فتتحدث عن مئات اليوروات. فهل الأمر ممكن؟ وتقول عن الأمر لقد أثارت النقود انتباهي ورأيت أنها يمكن أن تكون حلاً لي، الحل الذي أنتظره منذ فترة، الراحة.. وبسرعة».

أتذكر الرسالة الأولى التي وصلتني، كانت من رجل اسمه جو، هو خمسيني ويبحث عن مدلكة. وكتب .. مرحبا بالطالبات.

المقابلة على الإنترنت

كان قلبها يخفق بشدة، لأنها ستتلقى مائة يورو مقابل ساعة واحدة. تقول لورا: قررت ألا اذهب. وبعدها تساءلت لم لا احترم الالتزام الذي قطعته مع هذا المجهول؟ تراجعت نهائيا عن الذهاب، وبعدها تذكرت خزانتي الفارغة والفواتير التي تنتظر أن أسددها. آلمني رأسي جدا، ما دفعني إلى إغلاق كتاب الترجمة الذي كنت أتصفحه، والتفكير من جديد في الموضوع.

التقت لورا و جو بتاريخ 12 ديسمبر 2006 في غرفة فندق. وعن هذا اللقاء تقول: التقيته في الغرفة وسألته ماذا يريدني أن افعل؟ فقال: اليوم سنلعب مع بعض فقط. وفي المرحلة الأولى أريدك أن تخلعي ملابسك كلها. لم يمنحني جو المائة يورو التي كنت انتظرها، بل 250 يورو، ورقتان بمائة يورو وورقة بخمسين، لم أر في حياتي قط ورقة مائة يورو. وكان كل تفكيري منشغلا بكيفية صرف هذا المبلغ وكيف يمكن لي أن اخرج المائة يورو من دون أن أثير انتباه احد، ذلك أني كنت مواظبة على إنفاق ورقة خمسة يورو لا غير.

قال لي في نهاية اللقاء، إننا سنتقابل على الانترنت، وإذا لم تريني على المسنجر فلا تكتبي لي، لان زوجتي هي من تستعمله في العادة.

لست طالبة بكل معنى الكلمة

منذ ذلك اللقاء، أصبحت ألجأ إلى الدعارة لحل أي مشكلة مالية أواجهها. صار هذا العالم يشدني أكثر فأكثر، وكلما زادت مكاسبي زادت مصاريفي أيضا. أعي اني محظوظة إلى غاية اليوم، لا احد اعتدى علي أو دفعني قسرا لفعل أي شيء. غير أنني اضطرب أحيانا، ربما لأنني انتظر أن أُصدم ذات مرة، حتى أضع حدا لحياتي المزدوجة هذه. ولكن، هل املك القوة الكافية لأنسحب من هذا العالم؟ اشعر أني مبعثرة الأفكار، فأنا لست عاهرة بما تحمله الكلمة من معنى وأيضا لست طالبة بكل معنى الكلمة!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10 شباط/2008 - 2/صفر/1429