اعمار مرقد العسكريَين في سامراء طريق للمصالحة الوطنية ورأب الصدع

شبكة النبأ: في خطوة يعدها المراقبون متاخرة جدا انطلقت الاسبوع المنصرم عملية اعادة بناء المرقدين المقدسين في سامراء حيث يُتوقع ان تكون هذه الخطوة لصالح ترميم النسيج العراقي الذي مزقته لسنوات فوضى الطائفية والعنف والارهاب والتي تلت الاعتداء على المرقدين المقدسيَن من قِبل عصابات القاعدة والمتعاونين معهم من بقايا البعثيين الصداميين.

واعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى ان عمليات اعادة بناء مرقد الامامين العسكريين في سامراء ستبدأ الاربعاء 6/2 باشراف منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو".

وقال مستشار الامن الوطني موفق الربيعي للصحافين بعد لقائه المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني، سيكون غدا (الاربعاء) المصادف 6/2 موعد الافتتاح الرسمي لعملية اعمار مرقد الاماميين العسكريين.

واضاف، عملنا باتجاهين الاول هو بناء لواء العسكريَين (شرطة) في سامراء من اجل توفير الامن داخل المدينة والثاني بناء لواء اخر من اجل تامين الطريق الى سامراء (125 كلم شمال بغداد). واكد انه اطلع السيستاني على ما يدور في الملفات الامنية والسياسية.

من جهته قال رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه محمد جليد مدير عام اليونيسكو في العراق ان اعمار سامراء يشكل ضربة لكل من اراد ان يجعل منها باباً للطائفية ومن خطط لجر البلاد الى الحرب الاهلية.

واضاف ان، جهود اليونيسكو ورغبة العديد من دول العالم المساهمة في اعمار مرقد الامامين العسكريين ومدينة سامراء تشكل دعما لاستقرار العراق ونجاحاتنا في مواجهة الارهاب وتعزيز وحدة الصف الوطني. واكد ان الحكومة خصصت الاموال الكافية لعملية البناء.

وافاد مراسل فرانس برس، ان العشرات من العمال العراقيين والبنغاليين باشروا تحت اشراف شركة تركية تتولى اعادة اعمار المرقد اعمال التنظيف مشيرا الى ان الشركة التركية تتخذ من القاعدة الاميركية في سامراء مقرا لها.

وقد تعرضت القبة الذهبية لمرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري للتدمير في عملية تفجير في 22 شباط/فبراير 2006 من قبل مسلحي القاعدة والمتعاونين معهم من بقايا البعثيين، اسفرت عن اندلاع اعمال عنف طائفية بين الشيعة والسنة وادت الى مقتل الالاف من العراقيين. كما تعرض المرقد لاعتداء ثان منتصف حزيران/يونيو 2007 اسفر عن انهيار المئذنتين.

وقال محمد جليد مدير عام منظمة اليونسكو في حديث للصحفيين برفقة الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، يمكن القول ان مشروع اعادة الاعمار قد بدأ اليوم (الثلاثاء).

واضاف، المرحلة الاولى ستكون لمدة عشرة اشهر. وستشمل عمليات تنظيف الموقع واعداد الخطط لبدء المرحلة الثانية وهي اعادة بناء المرقدين.

وكان المرقدان في سامراء التي تبعد 100 كيلومتر شمالي بغداد قد تعرضا للتفجير في فبراير شباط عام 2006 ويونيو حزيران 2007 على يد جماعات مسلحة ترتبط بتظيم القاعدة. ويضم المكان ضريحي الامامين علي الهادي وحسن العسكري بالاضافة الى مقام غيبة الإمام المهدي. 

وقال الدباغ ان، المرحلة الاولى من المشروع والتي ستكون اليونسكو هي الجهة الداعمه لها ستتمثل بالبدء بتنظيف الروضة الشريفة من اجل البدء باعمال اعادة الاعمار.

استياء شديد لتجاهل علماء الوقف السني فاجعة سامراء في ذكراها الثانية

وانتقدت مصادر في الحوزة العلمية في النجف وكربلاء تجاهُل مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد في بغداد مؤخرا، لموضوع فاجعة سامراء، والتعمد في عدم ذكر هذه الفاجعة او ادانة الارهابيين الذين تسببوا بها في جميع كلمات اعضاء الوقف السني. بحسب موقع نهرين نت.

وقال حجة الاسلام والمسلمين نوري التميمي في استطلاع لموقع نهرين نت بهذا الشان : لقد كنا نتمنى ان يكون محتوى مؤتمر علماء المسلمين الذي شهدته بغداد خلال اليومين الماضيين، متطابقا والتحديات الخطيرة التي يواجهها الشعب العراقي من الارهابيين التكفيريين والطائفيين واعوان النظام البائد، واذا بنا نفاجأ بتجاهل جميع علماء المسلمين السنة ذكر فاجعة سامراء، وكأن هناك قرارا مسبقا بينهم، بتعمد تجاهل الذكرى الثانية للفاجعة وعدم اعطاء هذا الموضوع الاهمية القصوى التي يستحقها.

واضاف الشيخ التميمي: ان تجاهل مؤتمر علماء المسلمين للذكرى الثانية لفاجعة سامراء وعدم اشارتهم لاعادة اعمار المرقدين المطهرين للامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، دليل على ان هناك تعمدا في الرضوخ لمطالب الطائفيين والارهابيين وصم الآذان واغماض العيون عن هذا الملف الخطير والحساس.

وقال حجة الاسلام السيد ابراهيم الموسوي: من المؤسف حقا ان ينعقد هذا المؤتمر بهذا العنوان الكبير بينما الكلمات التي القيت تجاهلت فاجعة سامراء.

واضاف قائلا: اننا ندين كل من تعمد تجاهل سامراء في هذا المؤتمر، ونعتبر هذا التجاهل تعمدا في الاستمرار في الاساءة للشعب العراقي والمسلمين عامة ولاتباع اهل البيت عليهم السلام بشكل خاص.

واكد السيد الموسوي: اننا لانريد مؤتمرات دعائية للوحدة، ولانريد مؤتمرات تتجاهل حقوق الشعب العراقي ولانريد مؤتمرات علمائية بروتوكولية هدفها الدعاية فقط بينما تتجاهل واقع الامة، واي تجاهل وجريمة اكثر من تعمد المتكلمين تجاهل قضية سامراء  باستثناء بعض رجال الدين من الشيعة  الذين ذكروا قضية سامراء وللاسف لم يكن بالقوة المطلوبة والتي تتناسب وحجم الفاجعة.

وتحدث الشيخ مقداد البغدادي النائب السابق في الجمعية الوطنية في هذا الاستطلاع قائلا: لقد اشتركت في هذا المؤتمر لاننا اردناه ان يكون بالفعل خطوة حقيقية لاجهاض مشاريع الطائفيين والارهابيين التكفيريين، وكنا نتوقعه اصطفاف للعلماء في المواقف المصيرية وكل مايتعلق بشؤون الوطن والشعب والدين وفي طليعتها قضية هدم مرقدي الامامين على الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، ولكنني صدمت عندما وجدت فاجعة سامراء غائبة عن كلمات اخواننا السنة جميعهم!! وهذا التجاهل لايمكن تبريره على الاطلاق وخاصة في كلمات مسؤولي الوقف السني، ويترك جملة من التساؤلات عن الاهداف والمرامي وراء هذا التجاهل المتعمد لقضية سامراء.

واضاف البغدادي معلقا على هذا المؤتمر قائلا : امر مؤسف ومحزن ان يتجاهل اخوتنا علماء السنة جميعهم  ذكر فاجعة سامراء خلال مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد ببغداد.

وقال الدكتور ياسر عبد راضي: ان كل مواطن عراقي شريف يدين تجاهل مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد في بغداد لقضية سامراء، وخاصة تجاهل علماء الوقف السني لهذه الفاجعة. واضاف الدكتور راضي:

كان من البديهيات ان تكون فاجعة سامراء حاضرة في مؤتمر علماء المسلمين الذي شهدته بغداد، ولكن جاء غياب موضوع سامراء بالحجم المطلوب والذي يتناسب وحجم الفاجعة عن كلمات المؤتمر، دليل اخر على ان قضية سامراء تتعرض للتغييب والتهميش من قبل الطائفيين واعوان النظام البائد، والحكومة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الصدد، اذ لو انها كانت حازمة في تعاملها مع هذا الملف بعيدا عن الضغوط الامريكية وضغوط السياسيين الطائفيين، لكانت قد حسمت هذا الموضوع منذ امد، ولم تدعه حتى الان معلقا ومهمشا، بالرغم من مرور عامين على الفاجعة؟

وصرح السياسي العراقي ازهر الخفاجي حول هذا الموضوع قائلا: لقد فاجأني هذا التجاهل لفاجعة سامراء في معظم كلمات المتحدثين في مؤتمر علماء المسلمين الاخير، وخاصة تجاهل كلمات اعضاء الوقف السني لهذه الفاجعة، ولعل ما أثار دهشتي ان كلمة رئيس الوقف السني الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي لم تذكر فاجعة سامراء لامن قريب ولا من بعيد.

واضاف الخفاجي: ان القائمين على الاعداد لمؤتمر علماء المسلمين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، فكان الاجدر بهم ان يجعلوا من فاجعة سامراء في ذكراها الثانية شعارا وعنوانا للمؤتمر، وليس تجاهل هذه الفاجعة ، خاصة وان هذا الموضوع هو من العناوين الكبيرة التي تجمع الصادقين من علماء المسلمين في العراق لمواجهة الارهاب والتاكيد على احترام قدسية المراقد وخاصة مراقد ائمة اهل البيت عليهم السلام.

وختم الخفاجي: ان الحكومة في طليعة من يتحمل المسؤولية عن تاخر بناء المرقدين المطهرين وتامين الزيارة ، وعليها ان تثبت انها قادرة على ان تبسط يد الدولة في سامراء واقعا وعملا، ومنع استمرار اختطاف المراقد المقدسة هناك بحجج واهية، وتفويت الفرصة على الطائفيين والتكفيريين وبقية الارهابيين لخلق فتنة طائفية من خلال محاولاتهم استغلال استمرار هدم المرقدين المطهرين واستمرا ر منع الملايين من العراقيين من الزيارة لقبور ومشاهد ائمتهم الاطهار هناك. وكل تاخر من الحكومة في هذا المجال انما ينعكس على تدني ثقة المواطنين بها، ويزيد من فرص الطائفيين واعوان النظام البائد  في اثارة الفتن والنعرات الطائفية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9 شباط/2008 - 1/صفر/1429