مؤتمر علماء العراق هل يحقق المصالحة ويرأب التصدع الطائفي؟

شبكة النبأ: نحو التحرك لتوحيد صفوف العراقيين شارك عدد من رجال الدين الشيعة والسنة في مؤتمر نظمه "اتحاد علماء المسلمين" ببغداد في خطوة لرأب الصدع بين الطرفين والمصالحة بين مكونات هذا البلد الذي تمزقه اعمال العنف الطائفي وارهاب القاعدة.

وحضر المؤتمر اكثر من مئتي رجل دين وممثلين عن الحوزة والمراجع الشيعية والتيار الصدري ورؤساء الوقف السني والشيعي.

وقال الشيخ محمود الصميدعي من علماء الدين السنة ان العراق واحد وشعبه واحد  لا يمكن لنا ان نردع الارهاب الا باليد الواحدة يجب ان نكون كملة واحدة على اعدائنا الذين يريدون لنا الارهاب.

بدوره دعا الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب الى مواجهة محاولات شق الصف العراقي وطالب ان يكون المؤتمر انطلاقة فاعلة لوأد الخلافات وحل المشكلات والتصدي لكل اعمال العنف والاجرام وتقريب وجهات النظر.

من جهته قال صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي ان المؤتمر نصرة للدين وازالة  الحيث الذي اعتراه من عبث العابثين من شذاذ الافاق وصناع الجريمة  تنبثق الوحدة الاسلامية الحقة بكل معاني الكلمة متمثلة باتحاد علماء المسلمين.

ووصف العراق بانه ارض الفقهاء واشاد بـ نشر ثقافة نشر المحبة والسلام ثقافة تضع مصالح الامة فوق مصالح الاحزاب والفئويات.

بدوره قال الشيخ عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني ان هذا اكبر مؤتمر لعلماء المسلمين ليعلنوا امام الله اولا وامام الشعب عهدا تنطوي به جميع النعرات الطائفية وكل الخلافات وحالات القتل والخطف والتفخيخ والتفجير. ودعا جميع العلماء من الشيعة والسنة الى توحيد الخطاب وحذرهم من تصريحات طائفية.

واشاد السامرائي بدور العشائر في الوقوف في وجه "الارهاب" داعيا الحكومة الى دمجهم بالشرطة والجيش.

المؤتمر يختتم اعماله بإدانة العنف والإرهاب

واختتم المؤتمر العام لاتحاد علماء المسلمين اعماله بمجموعة من التوصيات منها، ادانته لجميع الاعمال الارهابية والدموية التي يتعرض اليها الابرياء في العراق، اضافة الى رفض الاتحاد للجماعات التكفيرية ومنها القاعدة والعصابات الخارجة على القانون، ومطالبة علماء المسلمين باصدار فتوى صريحة تحرم تكفير اتباع المذاهب الاسلامية وتحرم سفك دماء المسلمين.

وشدد البيان الختامي على أهمية دور رجال الدين في التربية والتوجيه وبناء مجتمع فاضل.

ودعا البيان الختامي الى التمسك بوثيقة مكة معتبرها منهج عمل تسير عليه ،كما دعا الى الحفاظ على الثروات الوطنية باعتبارها ملك الشعب.

وكانت قيادات دينية من طائفتي السنة والشيعة في العراق وقعت في الـ 20 من تشرين أول أكتوبر من عام 2006 وعلى بعد أمتار من بيت الله الحرام بمكة في السعودية على "وثيقة مكة" التي تحرم سفك الدم العراقي وتدعو لوقف الاقتتال الطائفي.

واوضح البيان الختامي الذي قرأه الامين العام لمجمع الثقلين العلمي في العراق، الشيخ فؤاد كاظم المقدادي ان، الهيكل التنظيمي يتكون من عدة لجان في مجال الاعلام والعلاقات والدعوة والارشاد. موضحا أن  الامانة العامة للاتحاد تضم في عضويتها مجموعة من العلماء المؤسسين ينتمون الى كافة المذاهب والاعراق والقوميات من( شيعة وسنة وتركمان واكراد).

وعن تفعيل مقررات المؤتمر قال عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني لوكالة ( أصوات العراق) إن اللجان التي ستنبثق عن المؤتمر ستعمل على متابعة نتائج هذه المؤتمرات ، موضحا ان المؤتمر القادم سيكون في السليمانية او الانبار.

واضاف السامرائي، طالبنا علماء المسلمين الاعلان عن الحكم الشرعي للذي يفجر نفسه.

وقال، القيت الكرة في ملعب علماء المسلمين واننا نحمل علماء المسلمين في كل مكان مسؤولية سفك الدم العراقي اذا لم يوضحوا الحكم الشرعي فيمن يقتل نفسه ويقتل ابناء الشعب العراقي.

واوضح ان، هناك الكثير من الكتب قد بعثت عبر وزارة الخارجية  الى مجموعة من الهيئات الاسلامية  تطالبهم ببيان الحكم الشرعي لمن يفجر نفسه ويقتل الابرياء. موضحا ان هدف انعقاد المؤتمر هو لتحقيق المصالحة الوطنية.

من جانبه قال صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي على هامش المؤتمر ان ما يميز المؤتمر وجود شخصيات لم تكن حاضره في المؤتمرات السابقة.

واضاف ان الحاضرين في المؤتمر يمثلون كافة القوى الدينية من الشمال الى الجنوب ، مشيرا الى وجود اصوات عديدة كانت تؤيد الجماعات المسلحة اصبحت تدين هذه الجماعات وتحاربها.

كما أوضح محمود العيساوي امام وخطيب جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني ان حجم هذا المؤتمر من حيث عدد المشاركين اكبر من مؤتمر رجال الدين الذي انعقد في مكة.

واضاف العيساوي ان هذا المؤتمر ضم جميع الاطراف وقد اشتركت شخصيات فاعلة على المستوى السياسي والديني  ، معربا عن امله ان تفعل مقررات المؤتمر وان تلتزم بها القوى السياسية والدينية على حد سواء .

وقال جلال الدين الصغير امام وخطيب جامع براثا وعضو مجلس النواب عن المجلس الاعلى ان القاعدة قد اصبحت لوحدها بعد ان تبرأت منها جميع الاوساط الدينية.

واضاف أن الموقف السياسي والديني لهذه الجماعات هو واحد وهو رفضه للقاعدة والارهاب موضحا ان انعقاد مثل هذه المؤتمرات وصدور مقررات تدين الارهاب وتحرم سفك الدم العراقي دليل على ان هذه الجماعات اصبحت منبوذة من جميع الاطراف.

وقال المدير الإعلامي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان إن الهدف من عقد المؤتمر الذي سيستغرق يومين هو توحيد الخطاب الديني في العراق من اجل القضاء على العنف الطائفي في البلاد.

وتوقع مروان النقشبندي ان تتشكل خلال المؤتمر هيئة للفتوى الاسلامية، لتكون مرجعا رئيسا للفتاوى في العراق.

وكانت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كردستان قد اوفدت ستين رجل دين للمشاركة في المؤتمر. وكان بيان للرئاسة العراقية قد قال ان الرئيس العراقي جلال الطالباني أبدى استعداده الكامل لتقديم الدعم اللازم لإنجاح المؤتمر، مؤكدا أن هذه الخطوة ضرورية لأداء الواجب الديني والوطني والإنساني والإسلامي، مشيرا الى ان نجاح هذا المؤتمر سينعكس بشكل إيجابي على الوضع العام في العراق.

وكان من المقرر ان يعقد هذا المؤتمر في مدينة السليمانية الشمالية؛ الا انه عقد في بغداد بسبب تحسن الأوضاع الأمنية، حسب البيان.

تفاؤل شعبي بعد المؤتمر

وأعرب عدد من السياسيين والمواطنين عن أملهم فى تحسن الوضع الأمني في العراق بعد مؤتمر رجال الدين المسلمين الذي عقد في بغداد داعين إلى تفعيل مقررات المؤتمر وأن لا تكون حبرا على ورق كما في مؤتمرات سابقة.

وكانت قيادات دينية من طائفتي السنة والشيعة في العراق وقعت فى 20 تشرين أول أكتوبر من عام 2006على بعد أمتار من بيت الله الحرام بمكة المكرمة في السعودية على ماعرف باسم "وثيقة مكة" التي تحرم سفك الدم العراقي وتدعو لوقف الاقتتال الطائفي

وأشاد عبد الخالق زنكنة، عضو التحالف الكردستاني ، بمقررات اتحاد علماء المسلمين ووصفها بالانجاز الكبير في ظل الظروف التي يمر بها العراق.

وقال زنكنة لوكالة ( أصوات العراق) ان الارهابيين يقومون باستغلال الدين كغطاء لأعمالهم الارهابية، وأن إدانة هذه الاعمال هو سحب البساط من تحت اقدام الارهابيين. وشدد على دور رجال الدين فى توعية الناس في هذه المرحلة.

واضاف أن توصيات المؤتمر ستعمل على تحقيق المصالحة الوطنية. وقال، نحن ندعم هذه المقررات ونعتبرها انجاز. واشاد بالدعوة التي وجهها رجال الدين في ادانة الارهاب، وشكك زنكنة على استطاعة المؤتمر من انهاء العنف في العراق. وقال، ربما سيقلل من حالة العنف في العراق لكنه سوف لا ينهيه لان اسباب الارهاب متعددة.

وقال إن هناك دول اقليمية تدعم الارهاب في العراق، لم يحددها.  

فيما اعرب كمال الساعدي، عضو الائتلاف العراقي الموحد عن تفاؤله من قدرة المؤتمر من انهاء حالة الاحتقان الطائفي الذي يمر به العراق، ووصف مقررات المؤتمر بـ الممتازة.

وقال إن المؤتمرعكس الصورة الحقيقة للاسلام، وأبرز ان الخلافات الطائفية بين مذاهبه هي خلافات فكرية لا تصل إلى العمل السياسي المسلح.

وأبدى الساعدي تأييده لمقررات المؤتمر، وقال إن هذه المقررات ستعمل على وحدة الشعب العراقي. وقال إن المصالحة الوطنية عملية شائكة في العراق ولا يمكن لمؤتمر واحد ان يحل هذه المشاكل.

واوضح الساعدي أن مثل هذه المؤتمرات ستساعد على تحسن الوضع الامني بالعراق خاصة بعد براءة علماء الدين من عناصر تنظيم القاعدة.

فيما دعا خلف العليان عضو جبهة التوافق العراقية الى تفعيل مقررات المؤتمر واصفا المؤتمرات السابقة بانها  حبر على ورق.

وأضاف العليان، أن هذه المقررات جيدة.. لكننا شهدنا عقد مؤتمرات سابقة دون تفعيل مقرراتها. وأعرب عن امله أن تكون مقررات المؤتمر الحالي مختلفة عن مقررات المؤتمرات السابقة وتفعيلها. ودعا العليان الى التوحد الحقيقى بين علماء المسلمين وليس التوحد الصوري، على حد وصفه .

وشكك العليان فى قدرة هذا المؤتمر في تحسن الوضع الامني في بغداد، ودعا المرجعيات الكبيرة في البلد الى تحريم سفك الدم العراقي .

فيما دعا باسم الحسني ،عضو حزب الفضيلة الاسلامي الى أن تكون هذه المؤتمرات بعيدة عن التوجه والاشراف الحكومي.

وقال إن مقررات المؤتمر ايجابية.. ولكنها ستكون اكثر ايجابية لو كانت بعيدة عن الاشراف الحكومي. وأضاف،  يجب ان يكون المؤتمر بمستوى اكبر من خلال مرجعياتهم المعروفة ومن خلال جهودهم الذاتية وليس جهود الحكومة .

وابدى الحسني تخوفه من ان تكون نتائج المؤتمر مثل حال بقية المؤتمرات في حال عدم تفعيل نتائجه.   وأبدى عدد من المواطنين تفاؤلهم من نتائج المؤتمر.. ودعوا إلى تفعيل مقرراته المؤتمر.

وأعرب حازم محمد ( 33 عاما - موظف في احد الدوائر الحكومية) عن أمنيته أن تلتزم الاطراف السياسية والدينية بمقررات المؤتمر.

وقال، المشكلة التي يعاني منها العراق مسؤول عنها عدة اطراف.. سواء كانت اطراف سياسية ام دينية.. وان اتفاق أحد هذه الاطراف على نبذ الارهاب يعتبر شيئا ايجابيا. وطالب بأن تلتزم كافة الاطراف بتوصيات المؤتمر.

فيما وصف فاضل سعد  (40 عاما -عامل بناء) المؤتمربالجيد، معربا عن أمله أن يكون هذا المؤتمر خطوة لتوحيد المسلمين.

واضاف، اتمنى أن تعمل هذه المؤتمرات على تحسن الوضع الامني في العراق، خصوصا وان الشخصيات التي حضرت المؤتمر هي شخصيات لها مكانتها الدينية في الشارع العراقي. وقال، اتمنى ان تكون الاطراف التي حضرت المؤتمر صادقة في توجهها من اجل وحدة المسلمين.

أم احمد (ربة بيت) طالبت عناصر القاعدة والعناصر المسلحة بالتخلي عن السلاح بعدما اصبحت مرفوضة من الشعب العراقي ومن قياداته الدينية.

وقالت، على القيادات السياسية أن تتوحد كما توحد علماء المسلمين بكافة. وأعربت عن أملها ان يتحسن الوضع الامني بعد هذا المؤتمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5 شباط/2008 - 27/محرم/1429