"الثلاثاء الكبير" يوضح ملامح الرئيس الامريكي القادم

شبكة النبأ: تسونامي الثلاثاء، الثلاثاء العظيم، الثلاثاء الكبير، الثلاثاء المصيري، تلك هي الألقاب التي اطلقتها الصحف الأمريكية على الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي لإختيار المرشحين للبيت الابيض والتي ستجري دفعة واحدة في 23 ولاية يوم 5 فبراير المقبل.

وهذا العدد الكبير من الولايات التي ستعقد انتخاباتها في ذلك اليوم ستقصر فترة المنافسة التي بدأت بعقد أول مؤتمر انتخابي في لاوية أيوا الريفية في 3 يناير 2008.

وأول من أطلق على تاريخ 5 فبراير الثلاثاء العظيم كانت شبكة CNN سي إن إن في اشارة الى العدد الكبير من الولايات التي ستجري مؤتمراتها في هذا اليوم مجتمعة. وفي انتخابات عام 2004 كان الثلاثاء العظيم في يوم 2 مارس، ثم أجرت 7 ولايات مجتمعة انتخاباتها التمهيدية يوم 3 فبراير 2004 وأطلق عليه وقتها "الثلاثاء الصغير". بحسب تقرير واشنطن.

وفي 3 يناير 2007 أطلق برنامج "واجه الصحافة" Meet The Press اسم تسونامي الثلاثاء علي "5 فبراير" خلال حلقة نقاشية ضمت أهم منظري الحملات الانتخابية.

قصة "الثلاثاء العظيم"

في بداية فبراير 2007 حددت 8 ولايات يوم 5 فبراير 2008 موعدا لعقد مؤاتمراتها الانتخابية، وهي ألاباما, أركانساس ونيو ميكسيكو وميسوري وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية وفيرجينيا الغربية وأوكلاهوما ويوتا.

ولكن عددا من الولايات غيرت من موعد مؤتمراتها الانتخابية ليتوافق مع الولايات السابقة في 5 فبراير وذلك سعيا وراء زيادة أهميتها بين المرشحين، وهذه الولايات هي أريزونا وألاسكا وكلورادو وجورجيا وكونيتيكت وكاليفورنيا ونيويورك ومساشوستس وكانساس و أيداهو وإلينوي ومينيسوتا ومونتانا ونيو جيرسي وتينيسي.

وفي محاولة لمنع الولايات من تغيير مواعيد مؤتمراتها الحزبية كما حدث في الولايات السابقة وضع الحزبيين الديمقراطي والجمهوري علي المستوي الاتحادي عقوبات علي الولايات التي ستعقد انتخاباتها قبل 5 فبراير 2008.

ونتيجة لذلك جرد الحزب الديمقراطي ولايتي ميتشيجان وفلوريدا من كل مندوبيهما الانتخابيين، فيما قلص الحزب الجمهوري أعداد المندوبين للنصف لـ5 ولايات هي وايومنج ونيو هامبشير وكارولينا الجنوبية وميتشيجان.

وتبرر الولايات في عقد انتخاباتها التمهيدية قبل 5 فبراير بأنه سيكون أمام الناخبين عدد أقل من المرشحين للاختبار من بينهم فيما بعد وذلك لأن المرشحين الذين سيتعثرون في الانتخابات الأولية والمؤتمرات الانتخابية غالبا ما يخرجون من المارثون الرئاسي.

وتقول صحيفة Kennebec journal كينابي جورنال المحلية لقد بدأت عملية تصفية المرشحين بعد الانتخابات الاولية التي جرت في ولايات ايوا Iowa ونيوهامشير New Hampshire وميتشيجان Michigan ونيفاداNevada وكاروليناالجنوبيةSouth Carolina وفلوريدا Florida.

فالديمقراطيان جوزيف بيدينJoseph Biden وكريستوفر دودChristopher Dodd وبيل ريتشاردسونBill Richardson انسحبوا من سباق الانتخابات، بينما مازال جون ادوردز John Edwards معلق من قدميه إلا ان القواعد قد تجعله منافس مهم في المرحلة المقبلة. أما هيلاري كلينتون Hillary Clinton وباراك اوباما Barak Obama فهما المنافسان المتقدمان بشكل واضح، حيث إن واحد منهما هو الذي سيصبح مرشح الحزب الديمقراطي.

أما بالنسبة للجمهوريين، فان جون ماكين John McCain، ومايك هوكابي Mike Hukabee وميت رومني Mitt Romney مايزالون في الصورة.

ومع وضع استراتيجيات الشهور المقبلة، يدرك المرشحون جيدا الاختلافات بين قواعد العملية الانتخابية عند الديمقراطيين ونظيرتها لدى الجمهوريين. وان هذه الاختلافات ستكون حاسمة خلال يوم 5 فبراير أو الثلاثاء العظيم.

حسابات المرشحين

ففي هذا اليوم سيختار الديمقراطيون 1681 مندوبا في 23 انتخابات اولية ومؤتمرات انتخابية، وهو اكثر من نصف العدد الاجمالي للمندوبين الذين اختيروا من قبل الناخبين في العملية الانتخابية برمتها. وسيحتاج المرشح الديمقراطي 2025 مندوبا للفوز. وفي 5 فبراير، سيختار الجمهوريون975 مندوبا في 21 منافسة، أي 42% من 1191 مندوبا. ويمتلك الجمهوريون 163 مندوبا فقط، وهم أعضاء اللجنة القومية للحزب الجمهوري.

وتقول الصحيفة إن يوم 5 فبراير سيكون مهما، وربما حاسما، بالنسبة للحزبين، لكن القواعد المختلفة وبقاء المزيد من المرشحين في الحزب الجمهوري سيؤدي إلى استراتيجية متفرقة للمرشحين.

اولا، بالنسبة للجمهوريين، فان قواعد الحزب تسمح للولايات باعطاء كل مندوبي الولاية للفائز في الانتخابات الاولية، بينما لا يحصل الثاني والثالث والمرشحون الاخرون على اي مندوب. ونتيجة لذلك، سيركز المرشحون جهودهم فقط في الولايات التي لهم فيها فرصة حقيقية في الفوز بها من البداية. وبالتالي فان تفضيل الناخب لمرشح أخر لن يجدي في هذه الحالة. فاستراتيجية جولياني Giuliani كانت تتمثل في التركيز على نيويورك New York ونيوجيرسي New Jersey وكونيكتيكت Connecticut ليحصل في حالة فوزه على 174 مندوب هم إجمالي عدد المندوبين في هذه الولايات. وقد ينافس هوكابي Hukabee في بعض هذه الولايات، إلا انه سيركز ايضا على كاليفورنياCalifornia بمندوبيها الـ 170 باعتبارها الجائزة الكبرى، وربما ينافس في ميسوري Missouri ايضا والتي تضم 55 مندوبا.

كما سيختار كل من هوكاب ورومني Romney اهدافهما، كما سيتجاهل كل منهماالولايات التي يرون ان لن يكون لم فرصة للفوز فيها. والمرشحون الناجون من ثلاثاء تسونامي سيكونون هم الذين حصلوا على عدد متقارب من المندوبين.

أما على الصعيد الديمقراطي، فيقوم الديمقراطيون بتوزيع المندوبين بالتناسب مع عدد الاصوات التي يحصل عليها المرشح خلال الانتخابات الاولية أو المؤتمرات الانتخابية. فعلى سبيل المثال، إذا حصل اوباما Obamaعلى 60 % من الاصوات في ولاية تضم 100 مندوب، فانه سيحصل على 60 مندوبا. أما باقي المرشحين الذي تخطوا 15% سيحصلون على عدد المندوبين المتبقي مقسم على حسب إجمالي عدد الاصوات التي حصدها كل منهم. والاستراتيجية التي تقوم عليها هذه القاعدة هي أن المرشح لايجب أن يترك ولاية واحدة بحجة انه لن يفوز فيها، فمايزال أما المرشح عدد قيم من المندوبين للفوز به، لذلك فان اوباما اطلق حملته في نيويورك new York ولاية كلينتون Clinton ، واطلقت كلينتون Clinton حملتها في الينوي Illinois ولاية أوباما Obama.  

وتنتهي المنافسة بين الجمهوريين في 5 فبراير إذا فاز مرشح واحد بعدد كافي من الولايات ولكنه إذا فاز مرشحين أو أكثر فإن المنافسة ستستمر.

لن يكون حاسما للجمهوريين

ويرجح أن تنتهي المنافسة بين الديمقراطيين إذا فازت كلينتون Clinton أو أوباما Obama بأصوات 5 ولايات كبري بجانب حصولهما علي عدد من الأصوات في الولايات الأخرى ويخسر كل منهما في ولاية خصمه. ولكن في حالة تقاسم كلينتون Clinton وأوباما Obama للولايات الكبري فإن السباق الديمقراطي سيستمر.

تعلق مجلة تايم علي الوضع يوم الثلاثاء العظيم بقولها: لقد اعتاد الجمهوريون منذ فترة طويلة على اختيار مرشحهم في مرحلة مبكرة من أجندة السباق التمهيدي حتى يتفرغوا للمعسكر المنافس مبكرا، ولكن هذا العام لا يبدو الأمر كذلك.

ولكن مع بقاء 4 مرشحين على الساحة، حيث يكون لكل مرشح نفس القوة الحضور، فإن ذلك يرفع من الامكانية أن يقتسم العديد من المرشحين هؤلاء المندوبين، ليؤجل بذللك تقدم منافس واحد فقط. وهذا يعني ان المنافسة بين المرشحين الجمهورين ستستمر لفترة أطول. وقد تؤدي حتى إلى عدم حصول أي مرشح على أغلبية المندوبين عندما تنتهي الانتخابات الاولية، الامر الذي بدأ الجمهوريون في النظر إليه بجدية.

فالثلاثاء العظيم لا يشهد فقط انتخابات اولية مؤثرة، بل من المفترض أنه صاروخ يدفع بالمرشح بشكل أكيد إلى الفوز بالترشح. فان حققت فوزا كبيرا في ذلك اليوم فلن تحتاج إلى النظر للخلف مرة أخر، بحسب "تايم".

ولكن هذا التأثير يظهر بشكل افضل عندما يكون في السباق مرشح أو اثنين فقط. فإذا كان مازال هناك 3 أو 4 مرشحين في انتخابات 5 فبراير، فإن ذلك من شانه أن يشتت السباق بدلا من أن يجمع الدعم لصالح فائز واحد فقط.

وتقول المجلة، ان هناك عوامل أخرى لهذا التشتت وهي:

اولا: هناك العديد من الولايات الكبيرة والغنية، بحيث لن يكون لدى اي مرشح جمهوري المال الكافي للمنافسة في كل هذه الولايات. وهذا يعني أنه من المرجح أن يركز كل مرشح وقته وماله على 5 أو 6 ولايات كاهدافه المفضله.

ثانيا: فان الاصول الاقليمية لكل مرشح قد تسرع من إحداث هذا التشتت والانقسام. وبموجب هذا السيناريو فان كل مرشح سيعتمد على قوته الجغرافية. وتقول تايم لنتخيل مثلا إذا ركز جولياني جهوده على 4 ولايات من النوع الذي اذا فاز المرشح فيها يحصل على كل اصواتها، وهي نيويورك ونيوجيرسي وكونكتيكت وديلاوير.فإذا فاز بهذه الولايات وربع مقاطعات كاليفورنيا ، فانه سيحصل على نحو 343 مندوب. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يوجه جون ماكين جهوده إلى مكان أخر، كأريزونا، وكلورادو Colorado ، وداكوتا الشمالية Dakota ، وفرجينيا الغربية West Virginia ، بالإضافة إلى مقاطعات California كلها. فاذا سيطر McCain على هذه الولايات الاربعة ونصف كاليفورنيا فانه بذلك يكون قد حصل على أصوات 242 مندوبا. وبالتالي فان هناك علامات على أن هوكابي سيضع عيناه على مجموعة ثالثة من الولايات في 5 فبراير، وهي Arkansas ، Georgia ، Alabama ، Missouri ، Oklahoma وTennessee. وفي حالة فوز هوكابي بكل هذه الولايات، فسيعود ومعه 308 مندوبا. أما رومني Romney ، فلديه قليل من الكروت يلعب بها يوم الثلاثاء العظيم، لذا عليه أن يبلي بلاءا حسنا في اوتا ومونتانا وماسشوستس، واذا حصل على ربع مقاطعات كاليفورنيا، فانه يستطيع ان يضيف 150 مندوبا إلى سجله.

وتختتم الـ تايم بتصورها، أن الأمور ربما ستسير بشكل مختلف عن هذا التصور الوارد أعلاه، ولكنها  تؤكد، إذا كنا لنتعلم شئ من موسم الانتخابات الاولية، فهذا الشئ هو أنه ليس هناك من سبيل للتنبؤ بسلوك ملايين الناخبين.

ونقلت عن مندوب أحد المرشحيين الجمهوريين قوله : لن يكون هناك انقسام كبير، لكن امكانية حدوث ذلك مازلت موجودة هذه المرة كما لم تكن موجودة من قبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4 شباط/2008 - 26/محرم/1429