شبكة النبأ: ظاهرة العنف ضد المرأة
والطفل وكذلك القتل من اجل الشرف الذي يمارس ضد المرأة ظاهرة قديمة جدا
ويرتبط الاقلال منها بمستوى الفهم والتثقيف الإجتماعي في كيفية التعامل
معها، والاردن كنموذج للمنطقة الشرق اوسطية تحاول من خلال القوانين
والمنظمات ان تقلل من هذه الظواهر وتحولها الى عهدة القانون العام الذي
يكون فيصلا في هذا الامر.
فقد شهد مخيم للاجئين الفلسيطنيين عند سفح تل قريب من بلدة جرش
الاردنية ثاني جريمة شرف تقع في الأردن هذا الشهر حيث قتل رجل شقيقته
البالغة من العمر 17 عاما والتي لم يمض على زواجها سوى ثمانية أشهر.
وفي كل عام تقتل الاف النساء بسبب جرائم الشرف في جميع أرجاء العالم
وخاصة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا وأيضا في الجاليات
المسلمة التي تعيش في الغرب.
ولا يزال القانون الجنائي الاردني يتعامل برفق مع الرجل الذي يرتكب
مثل هذه الجريمة في ثورة غضب وفشلت حملات حظيت بتغطية اعلامية واسعة
ولقيت في بعض الاحيان مساندة العائلة المالكة في اقناع البرلمان الذي
تهيمن عليه القبائل بتغيير القانون.
ولكن الجدل أخرج القضية للعلن وعلى غير المعتاد في العالم العربي
بدأ الاردن يعالج قضايا أخرى كانت من المحظورات مثل العنف الأُسري
وانتهاك حقوق الأطفال.
وتقول ايفا ابو حلاوة وهي محامية (34 عاما) في قضايا حقوق الانسان
ومديرة مركز ميزان الذي يعمل مع نساء معرضات للخطر التحدث عن الأمر أول
خطوة لايجاد الحل.
ولكن في الشوارع الخلفية الفقيرة في مخيم اللاجئين في جرش يقابل
أقارب الفتاة الأغراب بجدار من الصمت، ولم تنشر أي أسماء في هذه
القضية. بحسب رويترز.
وقالت امرأة في ضيق قبل ان تصيح على أطفال ليدخلوا منزل الاسرة
الواقع في شارع ضيق، يكفي ماحدث بالفعل.
ووقف زوج الضحية الشاب مرتديا قبعة يتحدث مع أصدقائه عند زاوية
الشارع وسارع للدخول الى منزله بدلا من الحديث عن زوجته المقتولة.
واتهم مدع أردني شقيق الضحية (20 عاما) بالقتل العمد، ونشرت الصحف
المحلية انه حشر وشاحا في فم شقيقته وخنقها بسلك كهربائي ثم دخن علبة
سجائر قبل ان يسلم نفسه للشرطة. وتقول بعض الروايات انه غضب بسبب غياب
شقيقته عن المنزل.
وقال طالب جامعي في المخيم ذكر ان اسمه محمد اذا كانت مذنبه فانها
تستحق القتل.ويمكن ان تثور شكوك الرجال في النساء في المجتمع الأردني
المحافظ بسهولة حيث تجد العادات القبلية والاسلامية صعوبة في التكيف مع
المعاصرة والعادات الاستهلاكية التي بدأت تجد طريقها الى المجتمع.
وجرائم الشرف ليست جديدة. ففي عام 2006 نظرت المحاكم في الاردن 18
قضية وعددا مماثلا في العام الماضي رغم ان بعض نشطاء حقوق الانسان
يقولون ان الارقام الحقيقية أعلى.
وتقول ابو حلاوة من مكتب مركز ميزان في عمان، عدد جرائم الشرف
الحقيقية قليل جدا، تقع الكثير من الجرائم لأسباب أخرى مثل الخلاف على
الميراث، بالطبع سيبحث القتلة ومحاموهم عن سبل لتفادي العقوبة.
وربما ينجو مرتكب جريمة الشرف بفعلته وتصدر ضده عقوبة بالسجن لمدة
تتراوح بين ستة أشهر وعامين فقط وقلة يوصمون اجتماعيا.
ويقول نشطاء حقوق الانسان ان المواقف تتغير ببطء وان القضاة أصبحوا
أقل استعدادا لقبول الدفع بان الجريمة ارتكبت في ثورة الغضب كما ان
هناك جهودا جارية للتعامل مع العنف الأسري على نطاق أوسع.
وقبل عام أنشأت وزارة التنمية الاجتماعية الاردنية دار الوفاق التي
ساعدت 290 امراة وفتاة أحالتهن الشرطة للدار لهروبهن من منازلهن
لتعرضهن للضرب أو اعتداءات جنسية أو إهمال.
ويساعد مركز ميزان الذي ترأسه ابو حلاوة في ادارة أماكن لإيواء نساء
مهددات تحتجزهن الشرطة لحمايتهن ومكثَ بعضهن سنوات في ملاذ اجباري هربا
من أُسرهن.
وتقول ابو حلاوة، يحتجن للحماية ثم الاندماج من جديد مؤكدة على
الحاجة للعمل مع أسر الضحايا. وضربت مثالا بامرأتين نجيتا من حادثي
اطلاق نار ثم عادتا لمنزليهما بعد توسط المركز ودعم نفسي للطرفين،
وقالت ابو حلاوة إحداهما حملت بعد ان تعرضت للاغتصاب ولكن الاسرة
قبلتها الآن.
ويعترف الاردن بان الاطفال والنساء قد يعانون من سوء معاملة نفسية
وجنسية وعاطفية داخل الاسرة. وتقول نانسي ناغور مديرة دار الامان وهو
مركز تموله الحكومة نحن أول دولة عربية تعترف بأن هناك سوء معاملة
وتقول ينبغي ان نعالجها.
ويقدم دار الأمان مأوى مؤقتا وعلاجا لاطفال عانوا من سوء المعاملة
منذ عام 2000. كما يقدم دار الامان الاستشارات للاسر لضمان عودة
الاطفال بامان في نهاية الامر. وفي احدى غرف المركز الواقع على اطراف
عمان ويأوي 32 طفلا يقوم الاطفال بالرسم ويهللون حين توجه اليهم
التحية. وفي غرفة اخرى يبدو صبيا وصل حديثا غير معتاد على المكان.
وأقر مجلس النواب الاردني مشروع قانون يحمي الاطفال والنساء من
العنف الاسري ولا يزال ينتظر موافقة مجلس الاعيان.
وتقول ابو حلاوة، النساء يترددن في الشكوى من أزواجهن أو آبائهن أو
أشقائهن. لا يردن الزج بهم في السجن أو تغريمهم. وفي نفس الوقت هناك
جيل جديد من النساء كثيرات منهن يقلن انهن لن يقبلن العنف.
وبدأ الاردن في التصدي للقضايا التي قد لا تعترف بها الكثير من
الدول العربية ولكن المطالبين بحقوق المرأة يقولون ان استمرار جرائم
"الشرف" يعني ان الطريق لا يزال طويلا.
وتقول أمل صباغ المحاضرة في مركز الدراسات النسائية في جامعة الاردن
طرحت (القضية) على الساحة العامة منذ فترة ولكن لم يطرأ تغيير، الناس
راضون عن الامر الواقع.. نحن نسعى للتغيير. |