
شبكة النبأ: العدد الثالث لمجلة
الدوحة القطرية بعد معاودة الصدور حمل عدداً من المواضيع القيمة..
في باب مقالات وبحوث نقرأ للدكتور وجيه كوثراني(قلب العالم)
في علاقتنا نحن العرب بالتاريخ، التباس تبدو معه ذاكرتنا وكأنها
مخزن مشاعر، لا مرصد معرفة، نستحضر الحدث فنسبغ عليه من حاضرنا ما يفيض
من أحلام حلوة عند البعض أو من كوابيس مزعجة عند البعض الآخر، ويبدو أن
هذا هو حالنا مع الأحداث الكبرى والمصيرية، فهي إما "نكبة" وإما "فتح"
إما "نقمة" وإما "نعمة".
هكذا هو حالنا ولا يزال مع أحداث التاريخ، ولاسيما مع التاريخ
الحديث، فهذا التاريخ هو تاريخ عالمي بالنسبة لأوروبا وللغرب عامة،
صحيح أنه تاريخ يرى ويقرأ من مركز أوروبي، ولكنه يقرأ بمنظار شمولي
تتداخل فيه العوالم في جغرافية – تاريخية تنحو نحو العولمة بفعل آليات
وديناميات المشروع الرأسمالي الكبير ومواقع حامليه في العالم. أما
بالنسبة لنا فهو ذاكرة جزئية محدودة بمكان معين وزمان معين وراو معين،
أو نقرأ أيضاً على هوانا. إنها استحضار للحدث وتذكر له بلا سياق وبلا
نتائج وبلا ماض وبلا حاضر وبلا مستقبل!.
ونقرأ للدكتور عبد الملك مرتاض (الخيط المشدود.. الوظيفة البلاغية
بين الارسال والتلقي)
إذا كانت بلاغة الإرسال في الخطاب مما كثر فيه البحث إلى حد
الإشباع، فإن بلاغة التلقي مما يقل فيه البحث إلى حد التقصير. ولذلك
نحاول التركيز، ولو قليلاً في هذا البحث على بلاغة التلقي أكثر من
تركيزنا على بلاغة الإرسال، وهي الفكرة الواردة ضمناً، في سائر
الكتابات البلاغية والسّيمائية.
ولهويدا صالح نطالع (العيب والحرام)
لقد شغلت إشكالية المرأة / الكتابة وفكرة الأدب النسوي المفكرين منذ
فترة طويلة، لقد انكبت الحركة النسوية في العالم على مشكلة وضعيات
النساء الرسمية والمادية، والاضطهاد الواقع على النساء، وحاجتهن للتحرر
والمساواة، مع التأكيد على الحاجة إلى تغيير بنية المجتمع وتوجهاته.
والجدير بالذكر أن مصطلح النسوية ظهر للوجود تاريخياً في سياق
الثقافة البريطانية، ليصف أنشطة الدعاية والتحريض التي قامت بها
الجماعات النسائية وبعض جماعات المثليين احتجاجاً على مسابقة ملكة جمال
العالم عام 1970، تقول روزاليندا كاوارد: "إن صفة الانتماء إلى النسوية
لا يجب أن تطلق إلا على اتحاد النساء في حركة سياسية، لها أهداف
سياسية"، لقد كان لهذا الحضور النسوي انعكاساته في ثقافتنا، إذ اتسمت
الكتابات النسوية لدى الكاتبات العربيات بجماليات خاصة، مازتهن الشكل
والمضمون كما سنبين لاحقاً.
وللدكتورة هلا الزعيم نقرأ (الضحية المصبوغة.. صورة المرأة العربية
في الفضائيات)
"لا يمكن لهذا الفيلم الذي لم أتخيل صورته بعد في ذهني، أن يكون
نقطة انطلاق لي"، جملة استوقفتني عند قراءتي الرؤية المزدوجة للمخرج
البولندي أندريه فايدا جملة توقفت عندها، لأني ذات يوم، وفي سياق آخر
قلت نقيضها. جملة استدعت صوراً ربما أردت تناسيها أو إتلافها من
مخيلتي، لكنها وجدت مكاناً جعلته مخبأ لها لتعود وتظهر. أمسكت صورة
ونظرت إليها مطولاً وأيقنت أني لست في حالة رؤية بصرية وإنما في حالة
رؤية ذهنية، لم تعد الصورة تمثل الشخص الذي هو عليها، وإنما ما يمثله
الشخص لي. حاولت أن أركز وأن التقط الواقعي من الصورة البصرية إلا أن
الصورة الذهنية أعلنت رجحانها، لم تعد الصورة المرئية الثابتة قادرة
على فرض نفسها أمام حضور الصورة الذهنية، وما تمثله هذه الأخيرة من
عمليات إسقاط ترتبط بالتصورات والمواقف والإحساسات والانفعالات، مما
يفرض إدراكاً بصرياً تتمثل انعكاساته من الداخل إلى الخارج وليس العكس.
في قضية العدد والتي حملت عنوان الفرق بين التنمية في آسيا والشرق
الأوسط كتب المحرر
لماذا نجحت التنمية في آسيا وفشلت في الشرق الأوسط؟
إنه السؤال – اللغز – الذي يستحق أكثر من دراسة وملف، فنمور آسيا
خاضت حروباً مدمرة، داخلياً وخارجياً، ولم يبق فيه قائماً سوى الإنسان
وعزيمته. أما عندنا فقد أثخنت الحروب الإنسان الذي فينا، وملأته نكسات
وإحباطاً.
ربما لأجل هذا أُجهضت كل خطط التنمية في بلداننا، فتراكم الفقر على
العوز وظل دخل الفرد في معظم الدول العربية يتحرك ضمن دائرة الهزال
الشديد، مقارنة مع قفزاته الملحوظة في بلاد النمور الآسيوية.
وماذا عن التكنولوجيا؟
هم تفوّقوا في امتلاكها وتطويرها وصولاً إلى ابتكار أجيال جديدة
منها، لدرجة أن العالم الأول اضطر، خوفاً من التكنولوجيا الآسيوية
الآتية من اليابان ومن كوريا، إلى سن قوانين حماية تخفف من الضغط الآتي
من الخارج باتجاه الأسواق الأمريكية والأوروبية الداخلية.
ونحن نستورد التكنولوجيا بعد أن يكون قد تجاوزها الآخرون.. أو هم لا
يسمحون لنا بالحصول على بقاياها إلا بعد أن يكونوا قد ابتكروا ما هو
أشد منها تطوراً بأشواط.. أما عن ابتكار تلك التكنولوجيا، فنحن مقصرون
عنه حتى في الأحلام.
ثقة الإنسان بنفسه وقدرته على ابتكار التكنولوجيا الخاصة به، إنهما
المفتاحان الأساسيان للتنمية الحقيقية. وهما الجواب الأولي على السؤال
عن سر نجاح التنمية الآسيوية وفشل محاولات التنمية العربية. وفي هذا
الملف المزيد من الإضاءات العلمية والواقعية على قضية كبرى تشغل بال
أجيالنا الطالعة، وتطرح عليهم أسئلة مصيرية حول مستقبل أوطانهم برمتها!
وضم العدد الجديد أيضاً العديد من المواضيع التي توزعت على عدة
أبواب هي كالتالي أسفار – أحافير لغوية – شخصية العدد – كتاب العدد –
من رفوف المكتبة – صفحات مطوية – فنون – نصوص. |