مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية من
آراء وانطباعات عن التطورات على الساحة العراقية
شبكة النبأ: خصصت الصحف الصادرة هذا
الأسبوع مساحات واسعة لأخبار العراق، ومن بين المواضيع التي تناولتها
الصحف، إخفاقات كبيرة في أداء شركة أميركية بالعراق، بينما تحدثت صحيفة
عن مؤشرات لتراجع البيت الأبيض عن خفض القوات بالعراق. وتقول أخرى 16%
فقط من إعادة الإعمار. وتساءلت صحيفة من هو خليفة بيتريوس في العراق،
بينما افردت صحيفة صفحتها الأولى موضوعا عن مدينة الفلوجة غرب العراق
إذ يصف مراسل الجريدة باتريك كوكبرن زيارته لتلك المدينة العراقية ،
التي دمرت تقريبا في الهجوم عليها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2004
عندما حاولت القوات الامريكية اخراج المقاتلين المتشددين منها.
ويصف المراسل كيف ان الوضع اهدأ الان، لكن الناس لم يستعيدوا الامان
بعد، وان القتال الان بين قوات الصحوة ومقاتلي القاعدة.
ولا تزال المدينة تعاني من نقص رهيب في الخدمات الاساسية، فلا تصلها
كهرباء الا ساعة واحدة يوميا وتفتقر الى مياه الشرب والادوية.
وينقل المراسل تصريحات قائد الشرطة في المدينة التي تتحدث عن تحسن،
لكنه ايضا يسجل ملاحظاته واقوال الناس التي تكشف الماساة الانسانية
للمدينة.
الجيش البريطاني
من جانب آخر نشرت "التايمز" موضوعا حول تقرير للجنة الدفاع في مجلس
العموم خلص الى زيادة عدد العسكريين الذين يتركون الجيش مبكرا بسبب
ضغوط العمليات في الخارج.
وانتقد التقرير سياسة وزارة الدفاع التي لا تتيح للعسكريين فترات
راحة ما بين مهامهم، خاصة في الحرب في افغانستان والعراق.
وتشير ارقام وزارة الدفاع الى ان 4.3 في المئة من الضباط انهوا
خدمتهم مبكرا، بينما حذا حذوهم 5.8 من الرتب العسكرية الاخرى. ويعد
الرقم الاخير اعلى بنسبة واحد في المئة عن المعتاد.
وحسب لوائح الخدمة، لا يجب الا تتعدى خدمة أي عنصر في الجيش خارج
البلاد مدة 415 يوما كل ثلاثين شهرا. الا انه حتى ربيع العام الماضي
كانت نسبة 13.4 من العسكريين البريطانيين تجاوزت تلك المدة.
كما انتقد التقرير البرلماني عدم تجنيد المزيد من الاقليات المختلفة
في الجيش، بما قد يخفف الضغط على القوات البريطانية.
إخفاقات كبيرة في أداء شركة أميركية
بالعراق
من جاب آخر أشار تقرير صادر عن المفتش العام لإعادة إعمار العراق
إلى أن إخفاق إحدى شركات البناء الأميركية العملاقة في تنفيذ عدد من
المشروعات المنوطة بها كان أكبر بكثير مما أعلن عنه من قبل، وطال كل
مجالات عمل الشركة في البلاد.
وكانت تقارير سابقة أعدها مفتشون اتحاديون ومؤسسات صحفية قد أوردت
نماذج عديدة للإخفاقات التي صاحبت أداء شركة بارسونز الأميركية في
مشروعات البناء التي تضطلع بها في العراق بما في ذلك العشرات من عيادات
الرعاية الصحية ومراكز الحدود الحصينة التي لم يكتمل إنشاؤها أو بنيت
على عجل.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز التي استعرضت جوانب من التقرير الأميركي
أن تلك الإخفاقات تشمل أيضا المشاكل التي ظهرت في شبكة الصرف الصحي
وأنابيب المياه الرديئة بأكاديمية شرطة بغداد.
وتناول التقرير بالبحث قرابة 200 مشروع أشرفت على تنفيذها شركة
بارسونز، التي تعد إحدى أكثر الشركات العاملة بالعراق تعرضا لانتقادات
لاذعة.
ونوهت الصحيفة إلى أن تلك المشاريع كانت جميعها مدرجة في 11 أمر عمل
ضمن عقد ضخم لإعادة البناء بتكلفة إجمالية تبلغ 365 مليون دولارا
أميركيا.
وجاء في التقرير الجديد أن الولايات المتحدة قامت بفسخ ثمانية من
أوامر العمل الـ11 قبل إنجازها لجملة أسباب من بينها ضعف الرقابة على
العقد من جانب سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي, وعدم واقعية
جداول العمل والعجز عن التبليغ عن المشكلات في حينها.
وفي معرض ردها على ما ورد في التقرير، قالت شركة بارسونز في بيان
أذاعته الناطقة باسمها آمبر طومسون إنها "بذلت كل ما في وسعها لتشييد
أو تجديد مئات من المنشآت في أرجاء العراق في وقت واحد".
وأضافت أنها قامت بذلك "في بيئة أمنية بالغة الخطورة في ذات الوقت
الذي سعينا فيه للتعامل مع طلبات المسؤولين الحكوميين المتغيرة حول ما
يرغبون فيه من أعمال ومكانها وتكلفتها".
مؤشرات لتراجع البيت الأبيض عن خفض
القوات بالعراق
مؤشرات تراجع البيت الأبيض عن خفض المزيد من القوات الأميركية في
العراق بعد الصيف القادم، وتخلف الدول الحليفة لأميركا عن التزاماتها
المالية الخاصة بإعادة إعمار العراق، والصدام بين الجدلين السياسي
والعسكري، كان أهم ما تطرقت إليه الصحف الأميركية
لا انسحاب بعد الصيف
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرئيس الأميركي جورج بوش
يبعث الآن بمؤشرات تدل على تراجع البيت عن عزمه خفض مزيد من القوات
الأميركية الموجودة في العراق بعد هذا الصيف، بعد أربعة أشهر من إعلانه
خفض ما يقرب من 20 ألفا.
الرئيس بوش لم يخرج بأي قرار يتعلق بخفض القوات بعد إعلان الخفض
الذي أطلقه في سبتمبر/أيلول الماضي، ولكن مسؤولين في البيت الأبيض
قالوا إن بوش تحين الفرص كما حصل في خطاب حالة الاتحاد لإعداد
الأميركيين لاحتمال مغادرته البيت الأبيض بعد عام يكون فيه الوجود
الأميركي في العراق لا يختلف عنه في العام الماضي، أو حتى أكثر بقليل.
المسؤولون الذين تحدثوا بشرط التكتم على هوياتهم، قالوا إن بوش يريد
أن يوجه صفعة للانتقادات التي تفيد بأن الوجود الكبير والمستمر للقوات
الأميركية في العراق من شأنه أن يلحق ضررا بالجيش الأميركي، وهي النظرة
التي يتبناها الديمقراطيون وعدد من مقربيه في رئاسة هيئة الأركان.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين كبارا في وزارة الدفاع (البنتاغون)
يحاولون أن يحققوا التوازن بين مطالب حرب العراق والمتطلبات الأساسية
من التجنيد والتدريب والحفاظ على وجود قوات برية قوية.
وهذا التوتر المؤسسي يتجسد في كبار جنرالات بوش مثل قائد القوات في
العراق ديفد بتراوس ورئيس هيئة الأركان جورج كيسي، لا سيما أن مهمة
بتراوس كسب الحرب، في حين أن كيسي قلق على الجيش بشكل عام.
وقال مسؤول في البيت الأبيض "إننا قلقون بشأن صحة الجيش، ولكن الأهم
هو النجاح في العراق" مضيفا "إذا ما اعتقد القادة العسكريون في العراق
أنهم في حاجة إلى إبقاء عدد الجيش على هذا المستوى للحفاظ على الأمن
فترة أطول، فإن هذا هو ما سيفعله الرئيس".
16% فقط من إعادة الإعمار
من جانب آخر قالت صحيفة"يو أس أي توداي" إن الدول الحليفة للولايات
المتحدة في غزوها للعراق، قدمت 16% فقط مما تعهدت به بعد مرور خمس
سنوات على ذلك الغزو، في إطار الجهود الرامية لإعادة إعمار العراق،
وفقا لتقرير سيصدر اليوم.
ويقول التقرير الجديد الذي سيطلقه اليوم المفتش العام الخاص بإعادة
إعمار العراق، إن الدول الأجنبية أنفقت نحو 2.5 مليار دولار من أصل
أكثر من 15.8 مليارا كانت تعهدت بها إبان وبعد عقد مؤتمر أكتوبر/تشرين
الأول 2003 في مدريد.
النقص الأكبر في التعهدات التي التزمت بها 41 دولة، جاء من الدول
النفطية الجارة للعراق والحليفة للولايات المتحدة الأميركية: السعودية
أنفقت 17.4%، والكويت 27% من أصل 500 مليون دولار تعهد بها كل من
البلدين قبل أربع سنوات، وفقا لتقرير منفصل خرج الشهر الماضي عن مكتب
المحاسبة الحكومي التابع للكونغرس.
أما الولايات المتحدة فقد أنفقت 29 مليار دولار للمساعدة في إعادة
إعمار العراق، كما يقول تقرير المفتش العام، وقد وافق الكونغرس على
الزيادة البالغة 16.5 مليارا.
مرحلة العراق المقبلة
وتحت هذا العنوان كتب ديفد إغناشيوس من بغداد مقالا في صحيفة واشنطن
بوست يقول فيه إن التخطيط العسكري والواقع السياسي في صدام خطير مع
بعضهما بعضا.
واستهل مقاله بالقول إن دور أميركا المستقبلي في العراق يخضع
للصياغة عبر قضيتين يتم بحثهما في العراق وواشنطن:
- جدل إدارة بوش حول الجدول الزمني المتعلق بخفض القوات الأميركية
هذا العام.
- المفاوضات العراقية الأميركية حول وضع القوات الأميركية المتبقية
بعد 2008.
أساس هذه المناقشات-حسب تعبير الكاتب- ينبثق من أن السياسة
الأميركية في العراق ناجحة في نهاية المطاف، وأنه يجب إيجاد إطار يحفظ
المكاسب الأمنية التي تحققت العام الماضي، ولكن هذا التخطيط العسكري
يوافق بشكل غريب المزاج السياسي في الولايات المتحدة والعراق، حيث
مازال الجمهور يشككون في أهلية الاحتلال الأميركي رغم ما قد يحققه من
أهداف في النهاية.
ورأى الكاتب في نهاية المطاف أن المشكلة تكمن في أن المناقشات
الأمنية تجري ضمن خلفية سياسية لأميركيين وعراقيين قد أنهكتهم الحرب
وأفقدتهم الصبر.
وتابع أن العراقيين يرغبون في استعادة سيادة بلادهم بشكل كامل، ولن
يحتملوا بقاء السجون تحت إدارة طويلة الأمد للأميركيين.
واختتم بالقول إذا لم يأخذ المخططون الواقع السياسي في الحسبان
وتطمين العراقيين والأميركيين على السواء بأن القوات الأميركية ستنسحب
تدريجيا، فإنهم سيخلقون نسخة جديدة من "المهمة المستحيلة".
أوروبا تواجه عودة مسلحي العراق عبر
البوابة الإسبانية
من جانبها كتبت صحيفة "لافانغارديا الإسبانية".موضوعا عن انقلاب
العراقيين على القاعدة جعل مسلحيها يفكرون في العودة إلى أوروبا عبر
إسبانيا بعد أن بات الرجوع إلى بلدانهم الأصلية شبه مستحيل
ونقلت الصحيفة عن مصادر في قسم مكافحة الإرهاب في إسبانيا قولها إن
قوات الأمن الإسبانية في حالة استنفار قصوى في ظل تقارير عن الخطر الذي
تشكله عودة هؤلاء, تؤيدها معلومات أجهزة استخبارية أجنبية.
فبعد أن فقدوا زمام المبادرة, حيث بات الإسلاميون العراقيون أنفسهم
يعتبرونهم تكفيريين, بدأ هؤلاء يفكرون في الانسحاب إلى أوروبا عبر
إسبانيا التي كانت رحلة انطلاق عدد منهم إلى العراق.
خبرة قتالية
ويتعلق الأمر بمقاتلين من دول كالمملكة العربية السعودية وسوريا
واليمن وليبيا والجزائر والمغرب, كثير منهم انطلق في رحلته إلى العراق
من مدن إسبانية كبرشلونة وسانتا كولوما.
وتقدر الاستخبارات الإسبانية أن هؤلاء المقاتلين -وهم الآن ذوو خبرة
قتالية واسعة- لا يملكون أي فرصة تقريبا للعودة إلى بلدانهم الأصلية
كالجزائر والمغرب وليبيا حيث تترصدهم أجهزة استخبارات لا ترحم.
ودفعت إسبانيا بـ1300 شرطي إضافي في مكافحة الإرهاب, حيث ازدادت
حالة التأهب في ضوء اعتقالات كاتالونيا الأخيرة حيث فككت مجموعة قيل
إنها كانت تحضر لهجمات.
وبعد أن كان عدد المترجمين المتعاونين مع قسم مكافحة الإرهاب عشرة
ارتفع إلى ثمانين في إسبانيا, البلد الذي فقد ثمانية من أفراد
استخباراته كانوا مكلفين بجمع المعلومات في العراق.
خطط مجربة
من جانب آخر اعتبرت صحيفة "لاستامبا" أن قائد قوات التحالف في
العراق الجنرال بترايوس استوحى خططه من تجربة الضابط الفرنسي ديفيد
غالولا المولود في تونس, والذي شارك في الحرب التي خاضتها قوات بلاده
في شمال إفريقيا, ونشر كتاباً بعنوان: "حرب التصدي للمتمردين النظرية
والواقع", وجاء المقال تحت عنوان:
النقيب الصغير ملهم بترايوس
"استوحى بترايوس خططه في مدينة الموصل من إستراتيجية النقيب غلولا
التي أطلقت مبادرات وحملات توعية في مختلف الميادين, حينها سعى الجنرال
الأميركي إلى إعادة فتح 1400 مدرسة وإنشاء بنى تحتية وصحية وشق قنوات
للري, كما أعاد الجنرال بترايوس فتح جامعة الموصل, واستفاد في خطة
الاندفاع من تكتيكات غلولا التي تؤكد أهمية التعاون مع المدنيين ودعمهم
وتدريبهم وتحميلهم مسؤوليات وطنية, وهو ما دفعهم إلى طرد تنظيم القاعدة
من مناطقهم".
صحيفة النيويورك تايمز, اعتبرت أن نية الإدارة الأميركية تتجه نحو
ترشيح بيتريوس لهذا المنصب, وإقرار تعيينه قبيل نهاية شهر سبتمبر
المقبل, العنوان: البنتاغون يدرس تعيين بترايوس لقيادة الناتو.
من هو خليفة بيتريوس في العراق
إن الكفاءة التي أبداها بترايوس في تعاطيه مع الملف العراقي وكيفية
احتوائه, وإدارته لدوامة العنف المشتعلة هي الأمور التي كفلت له هذا
الترشيح, رغم أن مغادرته العراق قد تطيح بكل الجهود التي بُذلت لتهدئة
الوضع هناك, وفي حال مغادرة بترايوس للعراق فإن اسمين يتم تداولهما في
أروقة البتناغون لخلافته, الأول هو ستانلي ماكريستال وهو المسؤول عن
إدارة العمليات السرية في العراق, والثاني هو بيتر شارلي كبير مساعدي
روبرت غيتس وزير الدفاع".
وتضيف الصحيفة أن منصباً كبيراً لبيتريوس في حلف الناتو من شأنه أن
يزيد من خبرته, بالإضافة إلى أنه سينقله إلى منطقة هامة ولكن أقل خطورة
من العراق.
الحماقة تجمع لندن وواشنطن لعدم
التنبوء بما بعد الحرب
في متابعتها لخلفية غزو العراق والنصائح التي تلقتها الإدارة
الأميركية والحكومة البريطانية, تكشف الغارديان في مقال كتبه جوناثان
ستيل يقول فيه أن مستشاري الشؤون الخارجية في لندن لم يكونوا أقل حماقة
من نظرائهم في واشنطن, عندما لم يتوقعوا أن الغزو قد يؤدي إلى ظهور
جماعات مسلحة معارضة في بغداد.
وأضافت الصحيفة "لا أحد من خبراء الشؤون العربية لدى الحكومة
البريطانية حذر توني بلير من الصعوبات التي قد تحدث عقب احتلال العراق,
وهذا يدحض إلقاء اللوم فقط على الولايات المتحدة. الجميع لم يكن
مستعداً لما قد يحدث, ولم يطرح الوزراء أسئلة جادة, ولم يستمع بلير
لتحليلات مفصلة حول عواقب الغزو أو ما قد نواجهه هناك".
وينسب المقال لمسؤول بريطاني سابق قوله: إن الاعتقاد السائد حينئذ
كان أن العراق يُعد أكثر الدول العربية تأثراً بالغرب, ولم يتسنَ لأية
جهة تقدير مدى مشاعر الاعتراض على الاحتلال في أوساط العراقيين.
*المركز الوثائقي والمعلوماتي
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
www.annabaa.org
Arch_docu@yahoo.com |