مصطلحات نفسية: النوم

النوم: Sleep

شبكة النبأ: حالة فيزيولوجية، دورية وعكوس، تتميز على نحو أساسي بتقليص الفاعلية، وتراخي التقلص العضلي، والتوقف المؤقت للوعي اليقظ.

النوم يرافقه تعويض فيزيولوجي ونفسي. ويدوم وسطياً من ست ساعات إلى تسع ويحدد (عامل المزامنة) النهار/ الليل إيقاعه. ويتيح تسجيل الظاهرات الحيوية الكهربائية: علامات الدماغ الكهربائية (التخطيط الكهربائي للدماغ)، والقلب (التخطيط الكهربائي للقلب)، والعينين (تخطيط كهربائية العين)، والعضلات (تخطيط كهربائية العضلات)، الخ، إن نميز عدة مراحل في النوم فنلاحظ أول الأمر طوراً من الغفوة لا يدوم إلا بضع دقائق. وهذا الطور I من النوم (الخفيف جداً) يتميز باختفاء إيقاع ألفا وتسارع فاعلية الدماغ الكهربائية. ومستوى التيقظ ينخفض جداً خلال الطور الثاني II (نوم مؤكد)، ولكن الارتكاسية على الإثارات الخارجية مصونة. ويتميز هذا الطور الثاني، من وجهة نظر التخطيط الكهربائي للدماغ، بإيقاع تيتا (من 4 إلى 7 هرتز) المرتبطة بمغازل (من 12 إلى 14 هرتز) تسمى Spindles ومركبات K (المكونة من ذروات سلبية تليها مكونات إيجابية). ويتميز الطور الثالث III (نوم عميق) بموجات بطيئة جداً من (1 إلى 2 هرتز)، تُسمى موجات دلتا المتعددة الأشكال لأنها تختلط بإيقاعات سريعة ومغازل. ولا نلاحظ في الطور الرابع IV (نوم عميق جداً) سوى تعاقب من موجات دلتا البطيئة (من 1 إلى 2 هرتز)، ذات فولتاج قوي. وهذه الأطوار الأربعة تكون ما نسميه النوم البطيء، بالتقابل مع النوم السريع (أو النوم المفارق أيضاً) الذي يلي، المتميز برسم سريع، قليل الاتساع، خال من الموجات البطيئة، والمغازل والمركبات K. ويدوم الطور الأول من النوم المفارق نحو خمس عشرة دقيقة ويحدد انتهاء الدورة الأولى من النوم.

ونلاحظ خلال ليل، لدى الإنسان السوي، أربع إلى ست دورات متعاقبة من النوم البطيء والسريع، المقابلة لتفريغ الدماغ المتوسط الأمامي من العصبونات ذات الفعل السيروتونيني (نوم بطيء) والنورادريناليني (نوم سريع). فالنوم البطيء، الذي تسود خلاله الإيقاعات الكهربائية الدماغية المتصاعدة البطء والاتساع، يرافقه فقدان الاتصال بالعالم المحيط، ووضعية جسمية نموذجية، وبطء التواتر القلبي، وتنفس أكثر اتساعاً، كما يرافقه ازدياد في التوتر العضلي. أما النوم السريع (العميق جداً) فإنه يسبب ضرباً حقيقياً من (العاصفة) على مستوى الجملة العصبية النباتية وترافقه تغيرات فيزيولوجية (ازدياد تواتر القلب، فرط التوتر الشرياني، تعرّق، تمدد بؤبؤي العينين، نقص التوتر العضلي، حركات عينية، وانتصاب)، والمخطط الكهربائي للدماغ شبيه بالذي نلاحظه في حالة اليقظة. ويحدث خلال هذا الطور المفارق من النوم فاعلية شبه حلمية تلغى في أثنائها الصوى المكانية الزمانية، وعلى الرغم من أن معظم الأحلام تكون منسية بصورة طبيعية عند الاستيقاظ التلقائي، فإن وجودها تؤكده الاستيقاظات المثارة في مرحلة الحركات العينية. ويبدو أن لكل شخص دورية لحالة الحلم خاصة به، والمتوسط العام قريب من تسعين دقيقة ولكنه يختلف من ستين إلى مئة وعشرين دقيقة. بحسب الأفراد، ويكون النوم السريع 20 بالمئة من مدة النوم الكلية.

وتنظيم النوم حساس جداً لكل كرب (ستريس) جسمي أو نفسي، فالضجة، والأصوات (لاسيما الذبذبات الصوتية ذات التواتر الأدنى من الأصوات المسموعة، 7 هرتز، التي تؤثر مباشرة على التكوينات المهادية) تزرع الاضطراب في النوم السريع، وبخاصة لدى الشيوخ. وعلى حدود النوم السريع إنما تحدث نوبات السرنمة (نهاية أطوار النوم IV، حيث تكون آليات السير مصونة) أو التبول لدى الأطفال المصابين بسلس البول (بداية النوم السريع، مع التفريغ النباتي الذي أشرنا إليه سابقاً، وعلى وجه الخصوص بداية الدورة الثانية من مراحل الحركات العينية، نحو الساعة الثالثة من النوم). والمسكنات (ملغية المرحلة IV) تنصح في الحالة الأولى، وتنجح بعض مضادات الاكتئاب في الحالة الثانية نجاحاً جيداً (أ. كالز).

ويبدو أن الاستعداد للعمل، بعد أن ينام الإنسان تابع لنوعية النعاس والسير الطبيعي، بالنسبة للفرد المعني، للدورتين الأوليين من النوم البطيء والسريع أكثر مما هو تابع لكمية النوم. ولن يكون الإفراط في النوم من جهة أخرى، على عكس الرأي الشائع، لدى الراشد في صحة جيدة، معوّضاً؛ أنه، على العكس، يضعف التيقظ والقدرات العقلية بصورة عامة عند الاستيقاظ (تود). ونقول أخيراً إن راشداً في صحة جيدة يمكنه أن يحوز مستوى من التيقظ والقرار مرضياً بعد مرحلة من النوم قصيرة (من ثلاثة ساعات إلى أربع ونصف فقط)، وإذا استيقظ في نهاية الدورة الثانية أو الثالثة من النوم السريع، شريطة أن تحدث بداية الغفوة في ساعة "طبيعية" بالنسبة لهذا الفرد، فإنه يكون قد احترم إيقاعه البيولوجي.

متعلقات

النوم(1)

النوم يمكن تعريفه بحالة طبيعية من الأستراحة في الثدييات و الطيور و الأسماك حيث تقل اثناءه الحركات الأرادية والشعور بما يحدث في محيط الكائن الحي ولايمكن اعتبار النوم فقدانا للوعي واما تغيرا لحالة الوعي ولاتزال الأبحاث جارية عن الوظيفة الرئيسية للنوم الا ان هناك اعتقادا شائعا ان النوم ظاهرة طبيعية لأعادة تنظيم نشاط الدماغ و الفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية.

برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه. والواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، حيث أن بعض المراجع الطبية لم تتطرق إليها بعد.

1 التعريف العلمي للنوم

1.1 ماذا يحدث خلال النوم

2 النوم لدى الإنسان

3 عدد ساعات النوم التي نحتاجها

3.1 تغير النوم مع تقدم السن

4 مراحل النوم الرئيسيه عند الإنسان الشاب

5 نصائح لنوم سليم

5.1 جو غرفة النوم

5.2 الطعام والشراب

 التعريف العلمي للنوم

إن التعريف العلمي للنوم يجب ان يعكس المعايير الاربعه الرئيسية التي تميز النوم و هي:

الحركه الضئيله -- الحركات الضخمة مثل المشي والكلام والكتابة عاده تمنع حكم النوم، و لا تحدث خلاله بشكل غير مرضي.

نمطيه الموقف -- مثلا في العاده، ينبطح الإنسان علي الارض عندما ينام (مع استثناءات نادرة) ، و عليه من الممكن القول ان الإنسان وهو يقف مقلوبا على يديه لا يمكن أن يكون نائما.

ردود منخفضة على المؤثرات -- الإنسان لا يستجيب علي الاصوات المنخفضه الحده و هو نائم،

الإنعكاسية -- النائم يستطيع أن يستيقظ من النوم ، مما يميز النوم عن الغيبوبه او الوفاه.

تشكل هذه المعايير السلوكيه تعريف النوم الذي يتطابق مع مفهوم الفرد العادي للنوم. إلا أن العلم يعرف النوم ببعض المقايس الفسيولوجية و المرتبطة بصورة وثيقة بعملية النوم. هذه المقايس الفسيولوجيه تستمد قيمتها من ارتباطها السلوكيه بالنوم، و هي تقدم معلومات عن أنواع او مراحل النوم و التي لا يمكن ملاحظتها ضمن المظاهر السلوكيه للنائم بوضوح.

 ماذا يحدث خلال النوم

النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. عندما يكون الإنسان مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات.

 النوم لدى الإنسان

نادرا ما يدرس العلماء النوم بمراقبه تصرفات النائم. و أحد اسباب ذلك هو ان اختبار عتبة الاستجابه سوف يعطل حالة النوم التي يتم دراستها و ينقل الفرد إلى حالة الإستيقاظ. سبب أخر هو ان مراقبه السلوك وتسجيل الملاحظات بصورة مستمره طوال فترة النوم هي عملية مرهقه للغايه وتستغرق وقتا طويلا.

يمكن في العادة استعمال ثلاث مقايس لتعريف النوم الفيسيولوجي و مراحل النوم الفسيولوجيه المختلفه. وهذه هي: 

مقايس النومالتخطيط الدماغي Electroencephalogram ، ويختصر بـ "EEG" والمعروف باسم موجات الدماغ. اكتشف الطبيب النفسي السويسري هانس بيرغر التخطيط الدماغي في عام 1929، حيث إكتشف حدوث تغييرات طفيفه في الجهد الكهربائي بين قطع معدنيه صغيره (أقطاب "إلكترودز") عند وصلها بفروة الراس. ولقياس هذه التغيرات الجهد، فقد قام بتضخيم مقدار هذه التغيرات لدراسة ترددها (بالهيرتز)، و مقدارها (جزء من مليون من الفولت). إن الأسس الفسيولجية للاختلافات في الجهد الكهربائي ليست معروفه من ناحية علمية بصورة كاملة، إلا أنه يعتقد انها نابعه اساسا من تغيرات في التيار الكهربائي في اغشيه الخلايا العصبيه.

إيليكتروكولوغرام و هي مقياس لحركات العين التقليديه و تختصر بـ "EOG". فمقله العين كالبطارية الصغيره، تكون شبكيه العين سلبيه بالنسبه الي القرنيه. عند وضع القطب الكهربائي علي الجلد قرب العين سيسجل تغيير الفولتية ضمن العين عندما تدور و تتحرك.

إليكتروميوغرام Electromyogram و تختصر بـ "EMG"، و هو سجل للنشاط الكهربائي المنبثق من نشاط العضلات النشطه. و يمكن تسجيلها من خلال وضع الأقطاب علي سطح الجلد مقابل العضلات. في الانسان ، توضع الأقطاب في العادة أسفل الذقن، لان العضلات في هذه المنطقة تظهر تغيرات كبيره جدا مرتبطة بمراحل النوم المختلفه.

في العادة يتم أخذ القراءة الخاصة بـ EEG، EOG، و EMG على شكل رسم بياني، و على نفس شريط ورقي طويل، مما يتيح تحديد العلاقة بينها علي الفور.

 عدد ساعات النوم التي نحتاجها

يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتاً كبيراً من شخص إلى آخر. ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائماً. فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في أحد الليالي أكثر من ليلة أخرى إلى عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة.

يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يومياً هو ثمان ساعات. وإذا أردنا الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7-7.5 ساعات يومياً. وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس ، ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات. فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.

وفي دراسة للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة ، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعى الأشخاص اللذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، واللذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون. فنابليون وأديسون كانا من أصحاب النوم القصير. في حين أن العالم آينيشتين كان من أصحب النوم الطويل. بمعنى أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان إذا كان طبيعياً ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر على إنتاجيته وإبداعه.

وخلاصة القول أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثير يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً. وأنه كلما زادوا من ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل ونقص النوم.

 تغير النوم مع تقدم السن

مع نمو الأطفال فإن نومهم يتغير تدريجياً (راجع معلومات النوم عند الأطفال). ولكن ما إن يصل المرء إلى مرحلة البلوغ (وأقصد بها عنا حوالي العشرين عاماً من العمر) فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم لا تتغير مع تقدم العمر، ولكن في المقابل فإن طبيعة وجودة النوم تتغير كلماً تقدم بنا العمر. فعند كبار السن يصبح النوم خفيفاً وأقل فعالية وأقل راحة، ذلك كله بالرغم من عدم تغير ساعات النوم. والسبب في ذلك يعود إلى أن نسبة كل مرحلة من مراحل النوم السابقة تتغير مع تقدم السن.

فعندما يبلغ الرجل حوالي سن 50 سنة والسيدة حوالي 60 سنة، فإن نسبة النوم العميق (مرحلة 3-4) تكون قد وصلت عادة إلى نسبة بسيطة جداً من وقت النوم، وعند البعض قد تختفي تماماً. فتجد الأشخاص في هذا السن أسرع استيقاظاً نتيجة للضوضاء الخارجية مقارنة بصغار السن. فبالرغم من عدم التغيير الكبير في عدد ساعات النوم مع تقدم السن إلا أن طبيعة النوم تختلف، فيصبح النوم خفيفاً ومتقطعاً طوال الليل، وهذا أحد أسباب النعاس خلال النهار الذي يصيب الكثير من كبار السن.

 مراحل النوم الرئيسيه عند الإنسان الشاب

-انعدام النوم. يتأرجح التخطيط الدماغي بين نمطين اساسيين خلال اليقظة. الأول بقيمة جهد كهربائي منخفضه (حوالي 10 - 30 ميكروفولت) و سريعة نشطة ( 16-25 هرتز )، وكثيرا ما تسمي بنمط التفعيل او النمط غير المتزامن. و النمط الاخر هو نمط بتردد بين 8-12 هرتز (معظم البشر ضمن نطاق 8 هرتز، أما 12 هرتز فهو بين طلاب الجامعات) بجهد كهربائي يصل إلى 20-40 ميكروفولت هو ما يسمي بالنمط الفا. وعاده يسيطر النمط الفا عندما يكون الشخص مرتاح وأعينه مغلقة. نمط التفعيل عندما يكون الشخص منتبها و عينيه مفتوحه، و هو يقوم بمسح بصري لمحيطه. تتوقف القراءة علي مقدار المسح البصري و قيمة EMG، وقد تكون مرتفعه او معتدله ، وهذا يتوقف علي درجه توتر العضلات.

- المرحله ١. ينخفض نمط الفا، ونمط التفعيل نادر، بينما يقرأن التخطيط الدماغي جهد منخفض و بوتيره النشاط مختلطه ، في مدى 3-7 هرتز، و تظهر حركات بطيئة للعين. و تكون قيمة EMG من متوسطه إلى منخفضه.

-المرحله ٢. علي خلاف خلفيه مستمرة ذات الجهد الكهربائي المنخفض، تظهر في التخطيط الدماغي ومضات نشاط مميز ضمن النطاق 12-14 هرتز يطلق عليها اسم مغزل النوم. حركات العين نادره ، و قيمة EMG منخفضه إلى متوسطه.

-المرحله ٣. تظهر موجة ذات مقدار عال بقيمة أعلى من 75 مليفولت يسمى موجات دلتا ضمن قراءة EEG، بينما تبقى قراأت EOG و EMG كما كانت بدون تغير.

-المرحله ٤. تبدأ موجة دلتا بالتزايد حتى تصبح هي الموجة الرئيسية و الضخمة على مقياس EEG.

يتم تنظيم النوم في مناطق محددة من الدماغ وبتأثير من هرمونات تنشأ في منطقة الهايبوثلمس من الدماغ مثل هرمون الميلاتونين التي تقوم بتكوين تنظيم خاص لوقت النوم اعتمادا على كمية الأضاءة في محيط الشخص.

استنادا على دراسات اجريت على الموجات الدماغية اثناء النوم تم تقسيم النوم إلى خمسة اقسام وهي:

حركة العين الغير السريعة ١ وهي مرحلة التثائب والنوم الأولي والانتقال إلى المرحلة الثانية من النوم.

حركة العين الغير السريعة ٢ وفيه يقل مستوى الوعي للاحداث الخارجية وتشكل هذه المرحلة 45% - 55 % من وقت التوم الأجمالي

حركة العين الغير السريعة ٣ وتشكل حوالي 5% فقط من الفترة الأجمالية للنوم.

حركة العين الغير السريعة ٤ وتشكل 15% من الفترة الأجمالية للنوم وتعتبر فترة النوم العميق الذي يصعب الأستيقاظ منه وهذه هي الفترة التي تحدث فيها الكوابيس و المشي اثناء النوم.

حركة العين السريعة وهي المرحلة التي يرى فيها النائم الأحلام وتشكل هذه الفترة الثلث الأخير من دورة النوم.

تستغرق هذه المراحل الخمس 90 دقيقة تقريبا وتتكرر عدة مرات اثناء الفترة الأجمالية للنوم ومن الجدير بالملاحظة ان فترة الأحلام تستغرق عدة دقائق فقط من كل 90 دقيقة لتبدأ بعدها دورة جديدة من المراحل بدءا من حركة العين السريعة I وانتهاءا بحركة العين السريعة.

تختلف الفترة الذي يحتاجها الفرد للنوم من شخص إلى آخر وقد استعملت فترة 8 ساعات كمعدل لفترة النوم الضرورية في اليوم الواحد وادت بعض الأبحاث التي تمت اجراءها في جامعة هارفاد ان قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة نسبة بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم و الجلطة القلبية و السرطان وهناك نزعة في الأشخاص الذين يعملون في الليل وينامون في النهار بان تقل عندهم المناعة لبعض الأمراض مثل سرطان الثدي بتأسير تغيير الساعة البيولوجية فمثلا بزيادة هرمون Wee-1 تتكاثر الخلايا ويؤدي للسرطان او بتغيير الكتيتامين يؤدي الي الاناستزيا او التخدير.

بصورة عامة تقسم الحالات الغير الطبيعية في النوم إلى الحالات التالية:

الأرق

ناركوليبسي

تشجنات الأطراف السفلية اثناء النوم

توقف التنفس اثناء النوم

المشي اثناء النوم

 نصائح لنوم سليم

النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه. وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً. وحديثنا هنا سيقتصر على النواحي السلوكية في العلاج، ولن نتطرق للاضطرابات العضوية.

هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها.

 جو غرفة النوم

يؤثر جو غرفة النوم على النوم بدرجة كبيرة، فدرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً تؤثر سلباً على نوعية النوم، لذلك يجب تعديل درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة.

ينتج عن الضوضاء العالية المتقطعة نومٌ خفيف متقطع لا يساعد الجسم على استعادة نشاطه ولا يمنحه الفرصة للحصول على مراحل النوم العميق. يمكن التخلص من هذه الضوضاء بما يسمى "الضوضاء البيضاء" وهي أن يكون في الخلفية صوت ثابت الشدة ومتواصل كصوت مروحة أو جهاز التكييف.

كما أن الضوء القوي في غرفة النوم من العوامل التي تؤثر على النوم. لذلك يفضل أن يكون ضوء غرفة النوم خافتاً.

تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل.

 الطعام والشراب

يستحب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم.

يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم.

من نعم الإسلام أن حرم تناول المشروبات الكحولية. فتناول الكحول قد يؤدي إلى النوم مبدئياً؛ ولكنه من المثبت علمياً أنه ما إن يبدأ الجسم في التفاعل مع المادة الكحولية فإن ذلك يؤدي إلى التقطع في النوم والأرق الشديد، كما أن المواد الكحولية تزيد من فرص الاختناق (الانقطاع في التنفس) أثناء النوم.

جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على كافيين تؤثر سلباً على النوم، خاصة إذا تم تناولها في فترة المساء أو قبل موعد النوم. وقد أثبتت الدراسات أن الكافيين يسبب الأرق حتى عند أولئك الذين يدّعون أنه لا يؤثر على نومهم.

كما أن النيكوتين هو أحد أنواع المنبهات، فتدخين السيجارة يؤدي إلى نوم متقطع.

ما هو النوم؟(2)

What is sleep

 برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه. والواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، حيث أن بعض المراجع الطبية لم تتطرق إليها بعد.

     والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا يحدث خلال النوم؟

النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. عندما يكون الإنسان مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات.

 ما عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي؟

يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتاً كبيراً من شخص إلى آخر. ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائماً. فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في أحد الليالي أكثر من ليلة أخرى إلى عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة.

يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يومياً هو ثمان ساعات. وإذا أردنا الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7-7.5 ساعات يومياً. وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس ، ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات. فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.

وفي دراسة للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة ، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعى الأشخاص اللذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، واللذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون. فنابليون وأديسون كانا من أصحاب النوم القصير. في حين أن العالم آينيشتين كان من أصحب النوم الطويل. بمعنى أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان إذا كان طبيعياً ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر على إنتاجيته وإبداعه.

وخلاصة القول أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثير يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً. وأنه كلما زادوا من ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل ونقص النوم.

 هل يتغير النوم مع تقدم السن؟

مع نمو الأطفال فإن نومهم يتغير تدريجياً (راجع معلومات النوم عند الأطفال). ولكن ما إن يصل المرء إلى مرحلة البلوغ (وأقصد بها عنا حوالي العشرين عاماً من العمر) فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم لا تتغير مع تقدم العمر، ولكن في المقابل فإن طبيعة وجودة النوم تتغير كلماً تقدم بنا العمر. فعند كبار السن يصبح النوم خفيفاً وأقل فعالية وأقل راحة، ذلك كله بالرغم من عدم تغير ساعات النوم. والسبب في ذلك يعود إلى أن نسبة كل مرحلة من مراحل النوم السابقة تتغير مع تقدم السن.

فعندما يبلغ الرجل حوالي سن 50 سنة والسيدة حوالي 60 سنة، فإن نسبة النوم العميق (مرحلة 3-4) تكون قد وصلت عادة إلى نسبة بسيطة جداً من وقت النوم، وعند البعض قد تختفي تماماً. فتجد الأشخاص في هذا السن أسرع استيقاظاً نتيجة للضوضاء الخارجية مقارنة بصغار السن. فبالرغم من عدم التغيير الكبير في عدد ساعات النوم مع تقدم السن إلا أن طبيعة النوم تختلف، فيصبح النوم خفيفاً ومتقطعاً طوال الليل، وهذا أحد أسباب النعاس خلال النهار الذي يصيب الكثير من كبار السن.

زيادة النعاس

Daytime Sleepiness

أخذ الأرق حيزا كبيرا من اهتمام المختصين والعامة على حد سواء كأحد أهم اضطرابات النوم وهو بدون شك مشكلة طبية مهمة ولكن هناك مشكلة طبية أخرى لا تقل أهمية و قد يكون لها مضاعفات أكبر ولكنها لم تلق نفس الاهتمام.  هذه المشكلة هي زيادة النعاس أثناء النهار أو زيادة احتمالات النوم في اوضاع غير مناسبة للنوم.  والذين يعانون من هذه المشكلة قد ينامون  في أوضاع غير مناسبة كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل مما قد يسبب الكثير من المشاكل للمصاب.   وقد تؤدي هذه المشكلة إلى مضاعفات خطيرة للمصاب إذا حدث النوم اثناء القيادة أو إذا كان المصاب يتعامل مع آلات ثقيلة أو حادة.  وزيادة النعاس مشكلة شائعة نسبيا فقد أظهرت بعض الدراسات أن 5% من الناس يعانون منها.

 ما هي أسباب زيادة النعاس؟

    أهم سبب لزيادة النعاس اثناء النهار هو عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله ولن نتطرق لهذا السبب في حديثنا هنا حيث ان تعديل نمط الحياة يؤدي عادة إلى زوال المشكلة.

 الذي يهمنا في هذا السياق أن هناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس.  والمريح في الأمر أن اكثر هذه الاضطرابات يمكن تشخيصها تشخيصا دقيقا وعلاجها والحصول على نتائج جيدة إذا حضر المصاب إلى الطبيب المختص في وقت مبكر.

 وسنوجز هنا في تعريف أهم هذه الاضطرابات:

 

1. الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم:

 وفي هذا الاضطراب ينسد مجرى العلوي الهواء بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار.

 وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هو مشكلة طبية معروفة تحتاج إلى العناية الطبية، وإذا أهملت هذه المشكلة فإنها تؤدي إلى عدة مضاعفات، بعضها قد تهدد حياة المصاب. وتصيب هذه المشكلة 2-4% من الأشخاص متوسطي العمر، ويقدر أن 18 مليون أمريكي مصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وللأسف لا توجد إحصاءات مماثلة في المملكة العربية السعودية، ولكن من ممارستنا الطبية يبدو أن هذه المشكلة شائعة جدا .  ويمكن تلخيص أعراض المشكلة في التالي:

زيادة النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، التوقف عن التنفس أثناء النوم، الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ . والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصاً من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشاكل غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي.  

2. مرض نوبات النعاس أو النوم القهري: 

النوم القهري مرض يصيب الجهاز العصبي ويرافق المريض مدى الحياة وإذا لم يشخص ويعالج قد يؤثر على المريض تأثيرا بالغا.  وأهم أعراض هذا المرض نوبات شديدة من النعاس لا يمكن مقاومتها تحدث أثناء النهار ويمكن أن تحدث في أي وقت وبدون سابق إنذار.  وقد تحدث هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة.  فقد تحدث أثناء قيادة السيارة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة.  وقد يستمر النوم من لحظات إلى أكثر من ساعة ويشعر بعدها المريض بالنشاط..  ويقدر أن المرض يصيب حوالي 1:1000  من الناس من كلا الجنسين أغلبهم لا يتم تشخيصهم.  ويمكن أن تظهر أعراض النوم القهري في أي عمر ولكنها تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة. وهناك أدوية حديثة تساعد المريض كثيرا.  والنوم القهري مرض عضوي ولا علاقة للمرض بأي سبب نفسي. ولأن المرض غير معروف بعد لدى الكثير من الناس، فإن المرضى المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم.  وتجد العائلة والمدرسين والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض.  وحتى المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له.  ويصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل مما ينعكس سلبا على نفسية المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل.  وقد يصاحب زيادة النعاس أعراض أخرى أهمها:

 الشلل المفاجئ أثناء اليقظة:  وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري.  وخلاله يحدث شلل أو ضعف في عضلات الجسم كلها أو بعضها كأن يكون هناك ضعف في عضلات مفصل الركبتين أو عضلات العنق التي تحمل الرأس أو عضلات الفك السفلي أو عضلات الذراعين أو عضلات التحدث مما يجعل الكلام غير واضح وفي بعض الحالات يكون هناك شلل كامل في الجسم وقد يسقط المريض على الأرض ويظهر وكأنه مغمى عليه ولكنه في واقع الأمر في كامل وعيه. و عادة ما يكون هذا الضعف للحظات قليلة ولكنه في بعض الحالات قد يستمر لدقائق.  وعادة ما تبدأ نوبات الشلل أو الضعف في المواقف العاطفية المفاجئة كالانفعال والغضب أو السرور والضحك.

 ·   شلل النوم:  وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ.  وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.

 ·   الهلوسة التي تسبق النوم:  وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانا تفريقها عن الواقع.  وتوصف بالهلوسة وتكون في بعض الحالات مخيفة.  وما يميز هذه الأحلام أنها تحدث عند بداية النوم في حين أن الأشخاص الطبيعيين يبدءون الأحلام بعد ساعة إلى ساعة ونصف من بدأ النوم.

 وهذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه.  لذلك يجب التعرف على المرضى بأسرع وقت وبدء علاجهم.   كما أنه يجب شرح الحالة للمدرسين في المدرسة أو للزملاء في العمل حتى يتم تفهم المرض ومساعدة المرضى. 

3. حركة الأطراف الأرجل أثناء النوم:

 وتتميز بنوبات متكررة من حركة الأطراف (عادة الأطراف السفلى) خلال النوم، ينتج عنها عدم استقرار النوم وجعل النوم خفيفاً، الأمر الذي يمنع المصاب من الوصول إلى مراحل النوم العميق المهمة لراحة الجسم.  وعادة ما تحدث الحركة في إصبع القدم الكبير، في حين يكون الكاحل والركبة والورك في حالة انثناء بسيطة. ويحدث انقباض العضلات بصورة متكررة كل 20-40 ثانية، ويستمر كل انقباض لمدة نصف إلى خمس ثواني، وقد تكون الحركة بسيطة ولا تستطيع العين غير الخبيرة اكتشافها، ولكنها كفيلة بجعل النوم غير مستقر ومتقطع.  وتتلخخص أهم أعراض هذا الضطراب في التالي: 

·   الأرق: فقد وجد في أحد الدراسات الطبية أن هذا الاضطراب يتسبب في 17% من حالات الأرق.

·   زيادة النعاس خلال النهار: وجد أيضاً في الدراسة السابقة أن هذا الاضطراب تسبب في 11% من حالات زيادة النعاس خلال النهار.

·   الحركة التي قد توقظ المريض، وفي بعض الأحيان الشخص الذي يشاركه السرير. 

4. الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى تقطع النوم ومن ثم  زيادة النعاس:   كترجيع الحمض للمريء أثناء النوم واضطرابات التنفس المزمنة ونقص وظائف الغدة الدرقية. 

5. فرط النعاس المجهول السبب.

كيف يتم تشخيص الحالة؟

لابد في البداية من جمع معلومات كافية عن نوم المريض من المريض نفسه والشخص الذي ينام معه ومن ثم إجراء دراسة تشخيصية دقيقة تعرف بدراسة النوم ويعتبر إجراء دراسة النوم أساسيا للمرضى المصابين بزيادة النعاس نظرا لتعدد أسباب زيادة النعاس أثناء النهار.  وتجرى دراسة النوم في الليل حيث يقضي المريض ليلة واحدة في غرفة خاصة بها كل المستلزمات من تلفاز ودورة مياه وغيره ويتم المحافظة على خصوصية المريض التامة خلال الدراسة.  واثناء الدراسة يتم مراقبة العديد من الوظائف الفيزيولوجية في الجسم ، حيث يتم مراقبة المؤشرات التالية: الموجات الكهربائية في الدماغ، حركات العضلات، التنفس من خلال الفم وفتحتي الأنف، الشخير، معدل وانتظام دقات القلب، حركات الساقين، حركات الصدر والحجاب الحاجز، معدل الأكسجين في الدم ومعدل طرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم. ولمراقبة هذه الوظائف، نقوم بوضع بعض الأقراص المعدنية على الرأس والجلد باستخدام نوع من المواد اللاصقة، إضافة إلى أحزمة مطاطية مرنة سوف تضع حول البطن والصدر لمراقبة التنفس. وسوف يثبت أنبوب صغير من البلاستيك بالقرب من الفم والأنف لمراقبة التنفس. أما مستوى الأكسجين فيتم قياسه من خلال مشبك مثبت على الأصابع.  أما إذا كان هناك اشتباه في اصابة المريض باضطراب النوم القهري فإن الأمر يتطلب إجراء اختبار نوم آخر كجزء من تقييم النوم، يدعى هذا الاختبار: اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT). ولإجراء هذا الاختبار فإن على المريض البقاء في مركز اضطرابات النوم  معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم. وخلال هذا الإختبار يسمح للمريض بالحصول على عدة غفوات وفق معايير محددة.

 كيف يتم علاج زيادة النعاس؟

 توضع الخطة العلاجية لكل مريض على حده بناء على تشخيص حالته ونتائج دراسة النوم.  وأود هنا أن أؤكد على أهمية دراسة النوم في تحديد التخيص الأكلينيكي للحالة.  والحديث عن علاج كل اضطراب يطول ولا يتسع له السياق ولكن المهم ان يعلم الشخص المصاب بزيادة النعاس أنه يمكن علاج معظم الحالات وبفعالية كبيرة وتكون نتيجة العلاج سريعة في أغلب الحالات طالما توفرت الأجهزة والامكانيات اللازمة للتشخيص والعلاج

 

النوم عندالاطفال

Children's sleep

 "طفلي يستيقظ عدة مرات أثناء الليل"  "طفلي يرفض الذهاب إلى غرفة نومه عندما يحين موعد النوم" ، "طفلي يشعر بالتعب والنعاس أثناء النهار" ، "طفلي لا يريد النوم في غرفته" . تلك بعض الأمثلة من الشكاوي التي نسمعها من الوالدين. معظم الأهل يشتكون من طريقة نوم أطفالهم، وقد يتساءلون أي طريقة نوم تعتبر طبيعية بالنسبة للطفل. ومشاكل النوم عند الأطفال تؤثر على الآباء أكثر من أطفالهم، فتوتر وحرمان الأهل من النوم يؤدي إلى سلوكهم أساليب خاطئة والتي قد تزيد من تفاقم المشكلة.

إن النوم عند الأطفال هي عملية ديناميكية تنشأ وتتغير كلما كبر الطفل. وخلال فترة نموهم قد يتعلم الأطفال عادات في النوم قد تكون حميدة أو سيئة، فما أن تنشأ هذه العادات فإنها قد تستمر لشهور أو حتى لسنوات.

السنة الأولى من العمر:

    إن معدل النوم لدى الأطفال حديثي الولادة من 16-18 ساعة يومياً، موزعة على 4-5 فترات نوم (غفوات). وبعد مرور شهرين يزداد نوم الطفل بالليل، مما يعطي الأهل فرصة للاستراحة والنوم. وعلى الرغم من أن موعد النوم ينتقل تدريجياً ليصبح خلال الليل؛ فإن الطفل يستمر في أخذ غفوات خلال النهار. وعندما يصل الطفل إلى 3-6 أشهر من العمر، فإنه عادة ما يحتاج إلى 3 غفوات أثناء النهار ، وذلك يتغير تدريجياً إلى غفوتين أثناء النهار في العمر من 6-12 شهر، وغفوة واحدة عندما يصبح عمره سنة واحدة، ليصبح مجموع ساعات نومه 12-14 ساعة. إلا أن الاستيقاظ من النوم خلال الليل يزداد في النصف الثاني من السنة الأولى، وتستمر هذه المشكلة في السنة الأولى وحتى السنة الثانية من العمر. إلا أنه ومن الجيد أن الأطفال عادة ما يتخلصون من هذه المشاكل مع مرور الزمن ولا يكون لها أي تأثير على نمو الطفل وصحته.

فيما يلي بعض النصائح لمساعدة الأهل في تكييف الطفل للنوم في مواعيد منظمة خلال السنة الأولى من عمره:

ê رّب ابنك على اعتبار أن الليل للنوم والنهار للبقاء مستيقظاً، وذلك من خلال

    تقييد وقت اللعب والمرح خلال النهار فقط.

ê ساعد ابنك على تعلم الربط بين السرير والنوم. ويمكن بلوغ ذلك عن طريق

   أخذ الطفل إلى السرير في موعد النوم، ومقاومة الرغبة بالسماح له بالنوم في

   غرفة الجلوس أو بين ذراعي الوالدين.

ê يجب أن تكون الإضاءة خافته في غرفة النوم.

ê إذا استيقظ الطفل أثناء الليل، فلا تعره أي انتباه. وإذا بدأ بالبكاء فكن حليماً

   وحاول تهدئة روعه وإشعاره بالطمأنينة، أو غيّر الحفاض إذا لزم الأمر. احرص على عدم إنارة ضوء الغرفة، ابق المحادثة بأخفض صوت ممكن، ولا تفقد

   أعصابك. إذا أعرت بكاء الطفل عند استيقاظه أهمية، فإنه سوف يتعود على ذلك

   ويلجأ إلى هذا السلوك لجذب انتباه الأهل.

ê إطعام الرضيع كميات كبيرة من الحليب أثناء الليل قد يؤثر على نوم الطفل، وقد

    ينتج عنه الاستيقاظ المتكرر(عادة من 3 إلى 8 مرات في الليلة الواحدة) . في

   عمر الستة أشهر، عادة ما يحصل الأطفال الأصحاء على القدر الكافي من  

   الغذاء أثناء النهار، لذلك إذا تكرر استيقاظ طفلك من النوم طلباً للغذاء فننصحك

   باستشارة طبيب الأطفال للوصول إلى خطة علاجية للخفض من عدد مرات

  الاستيقاظ تدريجياً.

مرحلة البدء بالمشي إلى ما قبل المدرسة:

     في السنة الثانية من عمره، ينام الطفل بمعدل 12-13 ساعة يومياً، منها ساعة إلى ساعتين في النهار، و 11 ساعة في الليل. في هذه المرحلة من العمر تبدأ مواعيد نوم الطفل بالانتظام أكثر. المشاكل الرئيسية التي تحدث في هذا العمر هي: رفض النوم وحيداً، البكاء عند موعد النوم، والاستيقاظ باكياً في الليل.

تتضمن الاستراتيجية المناسبة لهذا العمر ما يلي:

ê عرّف الطفل دائماً متى يكون موعد نومه.

ê تجنب تعريض الطفل للإثارة (كاللعب) قبل موعد نومه.

ê حاول جعل الطفل يحب غرفة نومه، وذلك من خلال وضع بطانيات وأغطية

   جذابة ، إضافة إلى السماح له باصطحاب اللعبة المفضلة إلى غرفة نومه وهكذا.

ê عوّد طفلك على نظام معين قبل النوم، مثل قراءة قصة قبل النوم.

ê قاوم رغبة الطفل في قصة أخرى أو رغبته في الشرب وغير ذلك من الأمور

   التي قد يلجأ إليها الطفل لإبقاء والديه معه أطول فترة ممكنة.

ê كن ثابت في قرارك وعلى نفس المبدأ كل ليلة.

ê إذا كان طفلك ينام في غرفة خاصة به فعوده بأنك لن تبقى معه في الغرفة حتى

    يغفو، ولكنك بالتأكيد ستكون قريباً منه إذا احتاجك.

ê في هذا العمر قد يستيقظ الطفل من نومه في الليل (مثل الكبار)، لذلك يجب أن

    يتعلم الطفل بالتدريج كيفية العودة إلى النوم. فإذا بكي الطفل عند استيقاظه

   (وأنت تعرف بأن هذه عادته، أي أنه لم يصبه أي مكروه) فانتظر لمدة خمس

   دقائق قبل الذهاب إلى غرفته، وعندما تذهب ابق معه لوقت قصير ولا تحاول

   حمله، إجعل المحادثة بسيطة وقصيرة إلى أقل درجة ممكنة، ثم غادر حتى إن

   بقي الطفل يبكي. إذا استمر في البكاء انتظر لمدة عشر دقائق قبل الذهاب إليه

   مرّة أخرى، وابق لفترة قصيرة ثم غادر غرفته. إذا استمر في البكاء انتظر لمدة

   15 دقيقة قبل العودة إليه، وهكذا.

ê إذا رفض الطفل البقاء في غرفة نومه، فاستخدم أسلوب إغلاق الباب؛ إما أن

    يبقى في السرير أو أن الباب سوف يُـغلق. ولكن مهما حدث فلا تقفل الباب

    بالمفتاح فذلك مرعب، وإنما امسك الباب وهو مغلق لعدة دقائق قبل أن تعيد

    فتحه وإعادة المحاولة.

    تكرار حضور الوالدين من وإلى غرفة الطفل يبعث الطمأنينة في نفس الطفل، كما أنه يعطي الطفل شعور بأنهما لن يتركاه إلى الأبد. على الرغم من أن ترك الطفل يبكي في فترة التعليم هذه مؤلم للوالدين؛ إلا أن الخبراء يقولون بأنها لن تترك أي أثر نفسي على الطفل.

العمر من 6-12 سنة (سن المدرسة):

      بشكل عام عند بلوغ الطفل سن السادسة فإنه عادة لا يحتاج إلى أن يغفو أثناء النهار، كما أن مجمل ساعات النوم تقل إلى 11 ساعة في اليوم، وحين يصبح في العاشرة من عمره تكون عدد ساعات حوالي 10 ساعات يومياً. خلال هذه الفترة تختفي المشاكل التي واجهته في طفولته المبكرة، كما أن معظم الأطفال ينعمون بنوم هادئ أثناء الليل، ويكونون يقظين تماماً أثناء النهار. وكالكبار، فإن بعض الأطفال كالطيور المبكرة (أشخاص النهار) يستيقظون مبكرين وينامون مبكرين وبعضهم كطيور الليل (أشخاص الليل). المشكلة الرئيسية في هذا العمر هي موعد النوم أكثر من كونها مشكلة في النوم. وأكثر مشكلة شيوعاً في هذا العمر هي رفض النوم، فالطفل يحاول تأخير موعد نومه إما لمشاهدة التلفزيون أو اللعب أو حل الواجبات المدرسية. وقلّة النوم في هذا العمر تظهر نتائجه السلبية في النهار، فالنوم غير الكافي كفيل بجعل الطفل عصبي وتصرفاته غريبة أثناء النهار، كما أن الطفل قد ينام أو يفقد تركيزه في المدرسة.

فيما يلي بعض النصائح التي تساعد الوالدين لضمان نوم أفضل لأبنائهم:

ê ضع موعد نوم مبكر ليتم اتباعه. على الرغم من أن موعد النوم قد يختلف من

    طفل إلى آخر، إلا أنه عليك اتباع الموعد الذي تجده يوفر نوم كاف لطفلك.

ê يجب أن تكون غرفة نوم الطفل جذابة ومريحة.

ê يجب أن لا يكون في غرفة الطفل تلفزيون أو ألعاب كمبيوتر أو ألعاب أخرى،

    يمكن السماح للطفل بالاحتفاظ بلعبته المفضلة معه في السرير أو النوم معها.

ê علّم طفلك اتباع بعض العادات الحميدة قبل النوم مثل الذهاب إلى الحمام،

    وتنظيف الأسنان . . . الخ.

ê ابدأ بتعليم ابنك دعاء النوم (الورد).

متى تطلب المساعدة؟

   ما سبق كان توجيهاً للوالدين لمساعدة أطفالهم لتعلم عادات وأساليب نوم جيدة. ومع ذلك، فإن الأطفال قد يعانون من اضطرابات في النوم والتي تحتاج إلى المساعدة وبالتالي إلى علاج طبي. إذا كان نوم الطفل يتعب الطفل أو أياً من أفراد العائلة، أو إذا كان طفلك يعاني من أحد الشكاوي التالية فذلك يعني أن الوقت قد حان لاستشارة الطبيب المختص:

الشخير، نوم غير ملائم في النهار (مثل النوم في المدرسة بعد نوم ليلة هنيئة)، عدم القدرة على النوم في الليل، تكرار الاستيقاظ من النوم في الليل، المشي المتكرر أثناء النوم أو الكوابيس.

مرض نوبات النعاس (النوم القهري)

Narcolepsy

 النوم القهري مرض يصيب الجهاز العصبي ويرافق المريض مدى الحياة وإذا لم يشخص ويعالج قد يؤثر على المريض تأثيرا بالغا كما سيتم توضيحه لاحقا.  أهم أعراض المرض نوبات شديدة من النعاس لا يمكن مقاومتها.  ويقدر أن المرض يصيب حوالي 1:1000  من الناس من كلا الجنسين أغلبهم لا يتم تشخيصهم.  ويمكن أن تظهر أعراض النوم القهري في أي عمر ولكنها تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة. وهناك أدوية تساعد المريض كثيرا ولكن لا يوجد علاج   يقضي على المرض.  والنوم القهري مرض عضوي ينتج عن نقص مادة في الجهاز العصبي تدعى أوركسين (هيبوكريتين).  ولا علاقة للمرض بأي سبب نفسي.  والمرض ليس له تأثيرات عضوية أخرى ولا يؤثر على حياة المرضى بصورة مباشرة.  ويبدو أن العامل الوراثي يلعب دورا في ظهور المرض.

 ما هي المشاكل التي يمكن أن يواجهها المريض المصاب بالنوم القهري؟

         لأن المرض غير معروف بعد لدى الكثير من الناس، فإن المرضى المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم.  وتجد العائلة والمدرسين والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض.  وحتى المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له.  ويصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل مما ينعكس سلبا على نفسية المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل.

 ما هي أعراض المرض؟

 هناك أربعة أعراض رئيسية للمرض:

زيادة النعاس أثناء النهار: ويتكون من نوبات من النعاس لا يمكن مقاومتها تحدث أثناء النهار ويمكن أن تحدث في أي وقت وبدون سابق إنذار.  وقد تحدث هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة.  فقد تحدث أثناء قيادة السيارة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة.  وقد يستمر النوم من لحظات إلى أكثر من ساعة ويشعر بعدها المريض بالنشاط. وهذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعا ويصيب جميع المرضى.

الشلل المفاجئ أثناء اليقظة:  وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري.  وخلاله يحدث شلل أو ضعف في عضلات الجسم كلها أو بعضها كأن يكون هناك ضعف في عضلات مفصل الركبتين أو عضلات العنق التي تحمل الرأس أو عضلات الفك السفلي أو عضلات الذراعين أو عضلات التحدث مما يجعل الكلام غير واضح وفي بعض الحالات يكون هناك شلل كامل في الجسم وقد يسقط المريض على الأرض ويظهر وكأنه مغمى عليه ولكنه في واقع الأمر في كامل وعيه. و عادة ما يكون هذا الضعف للحظات قليلة ولكنه في بعض الحالات قد يستمر لدقائق.  وعادة ما تبدأ نوبات الشلل أو الضعف في المواقف العاطفية المفاجئة كالانفعال والغضب أو السرور والضحك.

شلل النوم:  وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ.  وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.

الهلوسة التي تسبق النوم:  وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانا تفريقها عن الواقع.  وتوصف بالهلوسة وتكون في بعض الحالات مخيفة.  وما يميز هذه الأحلام أنها تحدث عند بداية النوم في حين أن الأشخاص الطبيعيين يبدءون الأحلام بعد ساعة إلى ساعة ونصف من بدأ النوم.

 وهناك أعراض أخرى قد يعاني منها المصابون بهذا المرض:

  النوم المتقطع خلال الليل: بالرغم من زيادة النعاس خلال النهار فإن المرضى قد يعانون من النوم المتقطع خلال الليل لأسباب غير معروفة.

الحركات الذاتية اللاإرادية: حيث أن نوبة النوم قد تحدث خلال قيام المريض ببعض الأعمال الروتينية فيستمر المريض في عمل ما كان يقوم به قبل النوبة دون وعي منه ولا يتذكر أنه فعل ذلك عند استيقاظه.  وهذه الظاهرة قد تكون خطيرة إذا كان المريض يقوم ببعض الأعمال التي تحتاج للتركيز كالقيادة مثلا.

 

 ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟

من الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة.  وتبدأ هذه المرحلة في الحالات الطبيعية بعد حوالي ساعة ونصف من بداية النوم.  وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين. فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبرمان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى  مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً. والمرضى المصابون بالنوم القهري يدخلون مرحلة الأحلام مباشرة عند نومهم.  وحيث أن الشخص لا يكون قد استغرق في النوم بعد فإنه يشعر أن الحلم أكثر حيوية وقد لا يستطيع تفريقه عن الواقع.  وحيث أن المرضى المصابون بهذا المرض لديهم  زيادة كبيرة في نسبة مرحلة الأحلام فإن هذه المرحلة من النوم أو جزء منها قد تحدث للمريض وهو مستيقظ وهذا ما يفسر زيادة النعاس خلال النهار و الشلل المفاجئ أثناء اليقظة.

 هل يؤثر هذا المرض على التحصيل العلمي للطلاب؟

هذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه.  لذلك يجب التعرف على المرضى بأسرع وقت وبدء علاجهم.   كما أنه يجب شرح الحالة للمدرسين في المدرسة أو للزملاء في العمل حتى يتم تفهم المرض ومساعدة المرضى.

 كيف يتم تشخيص المرض؟

بعد التقييم السريري وأخذ التاريخ المرضي يطلب من المريض إجراء دراسة للنوم خلال الليل حيث يتم مراقبة العديد من وظائف الجسم العضوية خلال النوم لاستبعاد أي أسباب أخرى لزيادة النعاس.  وفي نهار اليم التالي للدراسة الليلية يجرى اختبار آخر يدعى اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT). لإجراء هذا الاختبار فإن على المريض البقاء في مركز النوم  معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم.  وخلال هذا الاختبار يعطى المريض عدة فرص للنوم (4-5 غفوات قصيرة) ويقاس خلالها المدة التي يستغرقها المريض للنوم وللوصول إلى مرحلة الأحلام.

 كيف يتم علاج المرض؟

بالرغم من أنه لا يوجد علاج يشفي من هذا المرض إلا أنه يمكن السيطرة على أكثر الأعراض في أغلب الحالات.

زيادة النعاس: وينقسم العلاج إلى علاج بالعقاقير الطبية والعلاج السلوكي.

êالعلاج بالعقاقير: هناك الكثير من الأدوية المنبهة التي تستخدم في هذه الحالة أهمها مشتقات الأمفيتامين.  وحديثا تم استخدام عقار جديد يدعى مودافينيل.  والمريض الذي يستخدم أيا من هذه الأدوية يحتاج إلى متابعة دقيقة من طبيب مختص.

êالعلاج السلوكي:

 ويتكون أساسا من الانتظام الكامل في مواعيد النوم والاستيقاظ وفي نظام الحياة بصورة عامة

الغفوات الاستراتيجية: وتعني أخذ غفوات قصيرة (10-15 دقيقة) عند الشعور بالنعاس الشديد إذا سمحت الظروف.

شلل النوم و الشلل المفاجئ أثناء اليقظة والهلوسة التي تسبق النوم:  ويستخدم لعلاجها مضادات الاكتئاب.  وسبب استخدام هذه الأدوية أنها تقلل من مرحلة الأحلام مما ينتج عنه تخفيف الأعراض الساب

 حوادث السيارات والنوم

Sleep and Car Accidents

 النوم نعمة عظيمة من نعم الله وهو عملية فزيولوجية معقدة يمر بها الإنسان يوميا لكي يستعيد الجسم نشاطه ويستعيد الذهن يقظته وتركيزه. وبالرغم من أن هذه العملية تحدث يوميا إلا ان الكثير لا يدركون أو يتجاهلون أهميتها مما ينعكس سلبا على صحة الإنسان و على الكثير من أموره الحياتية. وقد أثبتت الأبحاث العلمية التجرييية أن النوم الغير طبيعي الناتج عن نقص عدد ساعات النوم أو حدوث اضطرابات خلال النوم يؤدي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة وهو أمر يدركه أكثر الناس. ومن مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة زيادة حوادث السيارات الناتج عن نوم السائقين.

وهذا يقودنا للحديث عن أسباب زيادة النعاس التي قد تؤدي إلى نوم السائق خلف عجلة القيادة، وهي كثيرة أهمها وأكثرها شيوعا عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله. ونقص النوم أصبح مشكلة عالمية بسبب التغيرات التي صاحبت المدنية الحديثة ويبدو أن هذه المشكلة شائعة في المملكة حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجريناها واجراها زملاء آخرين أن عدد ساعات النوم لدينا قد تكون أقل من المعدل المطلوب.

ومن المهم أن ندرك أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، وكل إنسان يعرف عدد الساعات التي يحتاجها ليكون نشيطا اليوم التالي.

و هناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم ومرض نوبات النعاس (النوم القهري).

ويعتبر النوم أثناء القيادة مشكلة شائعة ذات مضاعفات خطيرة وقاتلة. فقد أظهر استفتاء أجري في الولايات المتحدة أن 51% من السائقين يستمرون في قيادة سيارتهم حتى عند شعورهم بالنعاس الشديد وأعترف مليونا سائق أنهم ناموا خلال قيادة السيارة مما نتج عنه حوادث. وأظهر استفتاء آخر أجري في بريطانيا أن 11% من السائقين أقروا بنومهم على الأقل مرة واحدة خلال القيادة. وأظهرت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة (National Commission for Sleep Disorders) أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات ل 36% من الحوادث المميتة في حين أظهر تقرير نشرته إدارة النقل والبيئة في بريطانيا أن 20% من الحوادث المميتة والخطيرة نتجت عن النعاس خلال القيادة. وأظهر الاستبيان أن خمس السائقين فقط يوقفون سياراتهم للحصول على غفوة عند شعورهم بالنعاس الشديد.

وقد وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن واحدا من كل 30 سائقا على الطرق الطويلة يشعر بنعاس شديد أثناء القيادة. كما أظهرت احصاءات الإدارة الوطنية للمرور والأمن في الولايات المتحدة أن نعاس السائقين خلال القيادة يعتبر السبب الرئيس لأكثر من 100 الف حادث سنويا.

وحدوث النوم والنعاس يصل اعلى نسبة له عند السائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة وهذه الفئة العمرية عادة ما يكون التزامها بالأنظمة المرورية ضعيفا مما يزيد الأمر سوءا. وسبب زيادة النعاس لدى هذه الفئة العمرية ناتج عن السهر لساعات متأخرة ليلا والالتزام بمواعيد عمل مبكرة نهارا، كما أن هذه الفئة تتضمن الطلاب الجامعيين والذين قد يسهرون لساعات متأخرة للمذاكرة، وقد أظهر بحث أجريناه مؤخرا أن طلاب كلية الطب ينامون ما معدله حوالي 6 ساعات يوميا وهو أقل بكثير من المعدل اليومي المتعارف عليه لهذه الفئة العمرية.

كما كما أن نقص النوم يؤدي إلى حدة الطبع وسرعة الغضب مما قد ينتج عنه السرعة الزائدة وعدم التعاون مع السائقيت الآخرين وهذا يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.

وقد أظهرت الاحصاءات أن نسبة الحوادث الناتجة عن النعاس تزداد بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحا.

إنه لإحساس مخيف ان تتخيل عدد السائقين خلف عجلة القيادة الذين لم يحصلوا على نوم كاف والخطر الكبير الذي قد يسببونه، وهنا علينا أن نتذكر أن الحوادث المروعة تحتاج إلى نقص تركيز السائق لجزء من الثانية فقط.

وبالاضافة لما سبق فإن بعص السائقين ينام خلف مقود السيارة بصورة متكررة حتى لو حصل على ساعات نوم كافية كما أنه قد ينام في اوضاع كثيرة غير مناسبة للنوم كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل. والذين تنطبق عليهم هذه الصفات يكونون في الغالب مصابين بأحد اضطرابات النوم التي تسبب زيادة النعاس كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهي مشكلة طبية معروفة تحدث نتيجة لحدوث انسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي (الحلق) بصورة كاملة أو جزئية بسبب عيوب خلقية أو تضخم في أنسجة الحلق ويصاحبه عادة شخير، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. وهذه المشكلة أكثر شيوعا عند أصحاب الأوزان الزائدة. وأظهرت دراسة أمريكية أجريت على 913 شخص ونشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن احتمال وقوع حوادث سيارات للمصابين بتوقف التنفس الخفيف أو الذين يعانون من الشخير الأولي هو ثلاثة أضعاف الإنسان السليم وترتفع النسبة إلى سبعة أضعاف عند المصابين بتوقف التنفس المتوسط.

وللحد من مشكلة الحوادث الناتجة عن النوم أثناء القيادة فإن أنظمة المرور في كثير من الدول تمنع السائقين المصابين باضطرابات النوم التي تؤدي لزيادة النعاس من القيادة حتى يتم علاجهم طبيا. كما أن بعض شركات السيارات بدأت في تطوير بعض الأساليب التي تكتشف نعاس السائق لتنبيهه عند حدوث النعاس كقياس عدد طرفات العين والتي تزيد عند النعاس كما أن بعض الشركات تحاول قياس نشاط المخ الكهربي أثناء القيادة وتحاول شركات أخرى تركيب كاميرا أسفل السيارة لاكتشاف ميلان السيارة البسيط عن مسارها الطبيعي وغيرها من المحاولات إدراكا من المصنعين بخطورة النعاس أثناء النوم.

ونحن بدورنا ننصح السائقين بالتالي، لمساعدتهم على تفادي النعاس أثناء القيادة:

• الحصول على نوم كاف وعدم القيادة عند الشعور بالخمول

• تجنب القيادة في الأوقات التي تعوّد جسمك فيها أن ينام سواء كان ذلك في الليل أو حتى وقت غفوتك النهارية المعتادة لأن ساعتك الحيوية المتعودة على وقت معين للنوم قد تتغلب على رغبتك بالبقاء مستيقظا

• لا تكابر وتذكر ان الإغفاء لجزء من الثانية قد ينتج عنه حادثا مميتا. لذلك أحصل على غفوة عند شعورك بالنعاس واعلم أن الغفوات القصيرة من 15-20 دقيقة تستطيع أن تزيد نشاطك وتركيزك

• عدم قيادة السيارة بعد تناول الادوية التي تزيد النعاس كمضادات الحساسية والأدوية النفسية ومضادات الألم

• إذا كنت تعاني من شدة النعاس خلال القيادة وفي أوقات وأماكن غير مناسبة للنوم فإننا ننصحك بمراجعة طبيبك لأنك قد تكون مصابا بأحد اضطرابات النوم

• بالرغم من الإعتقاد الشائع بين السائقين من أن رفع صوت المذياع أو التوقف والحركة لبعض الوقت أو فتح النافذة للسماح لنسمة الهواء بالدخول قد تبقي السائق مستيقظا إلا انه لم يثبت أن أيا من ذلك يزيد من تركيز وانتباه السائق

• تذكر أن المنبهات كالقهوة تحتاج إلى نصف ساعة لبدء عملها كما أن مفعولها يخبو بعد عدد قليل من الساعات

النوم والغذاء

Sleep and Food

قد يؤثر الغذاء والطعام على النوم يشكل مباشر أو غير مباشر، فمثلا بالطرق المباشرة فإن بعض المرضى قد يكون لديهم حساسية من بعض الأطعمة وهذه الحساسية تظهر بشكل أرق في الليل وعدم القدرة على بدء النوم أو النوم بشكل متواصل مما ينتج عنه تقطع النوم كما أنه قد يصاحب هذه الأعراض نوبات من البكاء وإثارة نفسية وحركية وإرهاق بالنهار وهو ما يعرف بالأرق الناتج عن حساسية الطعام (Food Allergy Insomnia) وهو من الأمراض الموجودة ضمن التصنيف العالمي لاضطرابات النوم ويتم تشخيصه بعد استبعاد المسببات الأخرى للارق، كما أن هذا النوع من الحساسية قد يصاحبه أعراض جلدية واضطرابات في الجهازين التنفسي والهضمي. ويصيب هذا الاضطراب عادة الأطفال في السنين الأولى من العمر (2-4 سنوات) ويزول تدريجيا مع تقدم العمر كما أنه قد يصيب الكبار بسبب عدد من من الماكولات التي تسبب حساسية للمريض كالبيض والسمك وغيرها. ويعتبر هذا الاضطراب من الأسباب الرئيسية للارق عند الرضع, ففي الدراسات وجد أن معظم حالات الأرق لدى الرضع يعود سببها لنوع الحليب الذي يتناوله الطفل مما يؤدي إلى الحساسية وقلة النوم، فإذا ما تغير الحليب زال الأرق، ومن الأطعمة التي تسبب هذا النوم من الحساسية الحليب، الذرة، القمح، الكاكاو، المكسرات، وبياض البيض، وبعض المأكولات البحرية إضافة إلى الفطر.

وهناك اضطراب آخر يعرفب متلازمة زيادة الأكل والشرب اثناء النوم

(Nocturnal [Drinking] Eating Syndrome) وهو يصيب في العادة الأطفال الرضع حيث يستيقظون في الليل من 4-8 مرات بحالة جوع شديد لتناول الحليب أو العصير مما يؤثر على نومهم ونوم والديهم ويغير كذلك من الساعة البيولوجية لديهم حيث يستمر الطفل في نفس نظام نوم حديثي الولادة من حيث كثرة عدد الغفوات وقلة النوم المتواصل بالليل وعلاج هذه المشكلة في أساسه سلوكي حيث أن على الوالدين أن يدركوا أن الطفل بعد سن 6 أشهر بإمكانه النوم طوال الليل بدون تناول أي وجبة. وقد يصيب هذا الاضطراب الكبار كذلك حيث يستيقظون في حالة جوع شديد مرة أو أكثر خلال الليل ويأكلون بشراهة ثم يعودون للنوم مما ينتج عنه نوم متقطع وزيادة مفرطة في الوزن. وتزداد هذه المشكلة عند الاشخاص الغير منتظمين في حياتهم من حيث مواعيد النوم والاستيقاظ وتناول الوجبات كما أنها قد تظهر عند موظفي الشفتات أو الأشخاص الذين يعيشون في بيئة كثيرة السهر. ويتم تشخيص هذا الاضطراب عند الكبار بعد استبعاد الأمراض العضوية التي تسبب الجوع كقرحة الاثني عشر أو مرض السكر. وهذه المتلازمة أيضا من ضمن الاضطرابات الموجودة في التصنيف العالمي لاضطرابات النوم ولها شروطها للتشخيص وعلاجها في الأساس سلوكي وذلك بتغيير سلوك المريض تجاه الطعام وكذكلك أخذ وجبة خفيفة قبل النوم ويفضل أن تحتوي على البروتينات.

ونوع الوجبة المتناولة قبل النوم قد يؤثر على النوم. فبعض الأطعمة قد تؤدي إلى سوء الهضم ومن ثم زيادة الغازات أو التلبك المعوي وبالتالي الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم. والوجبات الثقيلة قبل النوم بفترات قصيرة وبالذات الوجبات ذات المحتوى الدهني العالي قد تؤدي إلى تقطع النوم وكما قد تزيد من احتمال ارتجاع حمض المعدة إلى المرئ ومن ثم تقطع النوم. ولا ينصح بتناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات والسكريات قبل النوم لأنها تزيد من نشاط الجسم ومن عمليات الأيض مما قد يسبب الأرق. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن جميع المنبهات إذا تم تناولها قبل النوم تؤثر على جودة النوم حتى عند الذين يظنون أن المنبهات كالقهوة لا تؤثر على نومهم.

أما العلاقة غير المباشرة بين النوم والطعام، فإن الافراط في تناول الطعام يؤدي إلى السمنة و زيادة الوزن وهذا بدوره يزيد من احتمال ظهور الكثير من اضطرابات النوم المتعلقة بالسمنة كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهو مايتميز بانسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي خلال النوم مما قد ينتج عنه توقف متكرر للتنفس اثناء النوم وهذا اضطراب خطير له مضاعفات عضوية كثيرة وخطيرة.

 لتجنب السمنة أحصل على نوم كاف

Sleep and Obesity

وصلتني أسئلة كثيرة تستفسر عن علاقة النوم بزيادة الوزن وهل نقص النوم يؤدي إلى زيادة الوزن. وقد أظهرت أكثر من دراسة سابقة أن نقص النوم قد يكون أحد الأسباب المؤدية إلى السمنة وكما نعلم أن الكثير من الأشخاص لايحصلون على ساعات نوم كافية بسبب ضغوط الحياة والمدنية الحديثة. وقد أظهرت أكثر من دراسة محلية كذلك أن معدل السمنة في بلادنا في ازدياد مضطرد خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الكثير من التغيرات التي طرأت على عادات المجتمع كتغير عادات الأكل وقلة الجهد الجسدي المبذول ولكن هل يمكن أن يكون نقص النوم أحد هذه التغيرات كذلك؟ ومن المعلوم أن السمنة أحد أهم مسببات المشاكل الصحية المختلفة لذلك يعتبر متابعة أسبابها ومحاولة الحد من شيوعها من أهم أولويات الجهات الصحية المختلفة. ويبدو من الدراسات القليلة التي أجريت في مجتمعنا أن هناك نقص في عدد ساعات النوم لدى الكثير من الأشخاص بسبب عادة السهر التي أصبحت شائعة في المجتمع. ويبدو لن نقصاً النوم له تأثيرات سلبية على الصحة بصفة عامة. فقد نشر بحث في الشهر الماضي لمجموعة من الباحثين من جامعة لندن على عينة تكونت من أكثر من 17000طالب جامعي تراوحت أعمارهم بين 17-30سنة في 24دولة أن 63% ناموا من 7- 8ساعات في اليوم و21% نامو أقل من 6ساعات وأن 16% ناموا أكثر من 8ساعات. وكانت المشاكل الصحية بصفة عامة أكثر عند الذين ناموا أقل من 6ساعات. لذلك يبدو أن هناك ارتباطاً بين مدة النوم والصحة بصفة عامة ومن هذه الأمور الصحية ارتباط قصر مدة النوم بزيادة الوزن.

وكما أسلفت سابقا أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط وعلاقة بين السمنة وقلة عدد ساعات النوم. وأظهرت دراسة أجريت على حوالي 100شخص في الولايات المتحدة ونشرت نتائجها في مجلة حوليات الطب الباطني وجود ارتباط بين نقص النوم وزيادة الوزن. وحديثا كذلك أظهرت الدراسات وجود علاقة بين النوم واثنين من أهم الهرمونات التي تتحكم بالشهية والأكل. وهذان الهرمونان هما ليبتين (Leptin) وقريلين (Ghrelin). فزيادة الهرمون الأول يؤدي إلى نقص الشهية وزيادة الهرمون الثاني يؤدي إلى الجوع أو زيادة الشهية والأكل. ونقص النوم إلى نقص هرمون الليبتين الذي يسبب الشبع وزيادة هرمون القريلين الذي يسبب الجوع. أي أن نقص النوم قد يؤدي فسيولوجيا إلى زيادة الوزن بسبب زيادة الشهية. وأظهرت نتائج بحث ميداني على طلاب الثانوية في إحدى الولايات الأمريكية ونشر في مجلة النوم والتنفس هذا الشهر، أن 90% من طلاب الثانوي ينامون اقل من ثماني ساعات في اليوم و19% ينامون أقل من 6ساعات يوميا. كما ظهر من المسح أن 20% من طلاب الثانوي يعانون من زيادة الوزن حسب المعايير العالمية. وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين الإكثار من شرب القهوة ونقص عدد ساعات النوم من جهة وزيادة الوزن من جهة أخرى. فقد وجد الباحثون أن احتمال السمنة عند الطلاب الذين ينامون اقل من خمس ساعات يوميا كان 8.5أضعاف احتمال زيادة الوزن عند الطلاب الذين ناموا أكثر من 8ساعات. في حين كانت الاحتمالات الأخرى 2.8ضعف للذين ينامون 5- 7ساعات و 1.3للذين ينامون 7- 8ساعات  .وقد تكون هناك أسباب أخرى تربط نقص النوم بزيادة الوزن منها على سبيل المثال أن الذين يسهرون في العادة يكونون من النوع الخامل وهو إما يسهرون لمشاهدة التلفزيون أو لأداء عمل مكتبي وهذا النوع من النشاط يصاحب عادة بالأكل وعادة الأكل غير الصحي المحتوي على سعرات حرارية عالية أي أنه يؤدي في النهاية لزيادة الوزن.

ما يمكنني قوله في هذا السياق أن هناك علاقة أكيدة بين نقص النوم وزيادة الوزن وأن هناك عدة نظريات تحاول تفسير هذه العلاقة والبحث العلمي مازال متواصلاً لمعرفة أسباب هذا العلاقة ولكن حتى يتوصل العلم إلى السبب الرئيسي لعلاقة نقص النوم بزيادة الوزن نقول، إذا أردتم أوزانا مثالية فاحصلوا على نوم مثالي.

 النوم ومستوى السكر في الدم

Sleep and Blood Sugar Level

 كل يوم يظهر لنا البحث العلمي أهمية جديدة للنوم، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق النوم عبثا ولكن لفوائد كثيرة علمنا بعضها ولا زلنا نكتشف وبصورة مستمرة الكثير منها.  فقد وجد العلماء في أكثر من بحث علمي علاقة بين اضطرابات التنفس أثناء النوم والتي ينتج عنها الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وبين الإشارات الأولية لمرض السكر.  حيث أن توقف التنفس أثناء النوم والشخير قد يزيدان من مقاومة الخلايا للأنسولين مما ينتج عنه ارتفاع مستوى السكر في الدم وصعوبة السيطرة عليه. وقد لاحظ باحثون من فرنسا من خلال متابعة مجموعة من الرجال المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض المبكرة لمرض السكر مقارنة بمجموعة مماثلة من غير المصابين بالسكر.  وقد تم فحص 700 رجل اشتبه بإصابتهم باضطرابات التنفس أثناء النوم، وتم اختبار دمهم قبل وبعد جرعة من الجلوكوز لمعرفة مدى كفاءة تعامل أجسامهم مع السكر. وقد أظهرت النتائج أن نصف من يعانون من اضطراب التنفس ظهر لديهم إشارات أيضا على خلل في بعض الوظائف الحيوية التي لها علاقة بمرض السكر. من جهة أخرى أظهرت دراسة حديثة أجريت في السويد أن نسبة الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم عند مرضى السكر هي ضعف نسبتها في مجموعة مماثلة من الأصحاء.  لذلك يوصى بأن يتم فحص السكر لدى كل من يعانون من اضطراب التنفس أثناءالنوم.  الجديد الذي أردت أن أناقشه اليوم ان الأبحاث الحديثة اظهرت كذلك أن نقص عدد ساعات النوم في اليومو الليلة بسبب السهر أو أسباب أخرى وهي مشكلة من مشاكل المدنية الحديثة تعاني منها الكثير من المجتمعات ومنها مجتمعنا السعودي قد يؤثر على نظام الجسم المسئول عن تنظيم مستوى السكر في الدم ويزيد من احتمالات الاصابة بمرض السكر من النوع الثاني.  فقد أظهرت دراسة مخبرية نشرت في مجلة لانست أن إنقاص عدد ساعات النوم إلى أربع ساعات باليوم لمدة خمسة أيام أدى إلى اختلال بنسبة 40% في قدرة الجسم تعديل مستوى السكر كما نتج عنه زيادة مقاومة الجسم للأنسولين بنسبة 30%.  وفي دراسة أخرى على مجموعة من المتطوعين الذين ناموا لمدة خمس ساعات باليوم خلال يومين وتم إجراء بعض القياسات ثم سمح لهم بالنوم لمدة عشر ساعات يوميا على مدار يومين ثم أعيدت نفس القياسات، وجد الباحثون أن قصر مدة النوم على خمس ساعات باليوم زاد من مستوى السكر في الدم في الصباح واثر على مستوى هرمون الانسولين في حين أن النوم لمدة عشر ساعات لم يؤثر سلبا على السكر في الدم.  كما أظهرت دراسات أخرى  أجريت على اعداد كبيرة من الناس خارج المختبر أن نقص عدد ساعات النوم لأي سبب يزيد من احتمال الإصابة بالنوع الثاني من السكر.  وفي دراسة حديثة نشرت في شهر سبتمبر 2006 في مجلة حوليات الطب الباطني وجد الباحثون أن نقص عدد ساعات النوم يؤثر سلبا على مستوى التحكم في السكر في الدم على المدى الطويل مما قد يزيد من احتمال حدوث مضاعفات مرض السكر وأوصى الباحثون بضرورة التنبه إلى نظام النوم عند المرضى الذين يصعب السيطرة على مستوى السكر لديهم.  مما سبق يتيبن لنا اهمية الحصول نوم كاف وهو أمر معروف لدى البعض وقد تعرضنا له سابقا بسبب تأثيره السئ على التركيز والمزاج والتحصيل العلمي وزيادة الوزن ولكننا اليوم استعرضنا ضررا جديدا للسهر وقلة النوم وهو إزدياد احتمال الاصابة بمرض السكر.  أسأل الله الكريم أن يحفظكم من كل مكروه. 

 نصائح لنوم سليم

Tips for Good Sleep

النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه. وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً. وحديثنا هنا سيقتصر على النواحي السلوكية في العلاج، ولن نتطرق للاضطرابات العضوية.

 هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها.

و فيما يلي بعض النصائح لمن يواجهون مشاكل نقص النوم وذلك لتحسين نومهم (بعد استبعاد الأسباب العضوية):

êأخلد إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس.

êاستخدم السرير للنوم فقط.

êاقرأ ورد (دعاء) النوم كل ليلة.

إذا شعرت بعدم القدرة على النوم، فانهض واذهب إلى غرفة أخرى ولا تعود لغرفة النوم إلى أن تشعر بالنعاس، عندها فقط عد إلى السرير. إذا لم تستطع النوم غادر غرفة النوم مرة أخرى. الهدف من هذه العملية هو الربط ما بين السرير والنوم ، ويجب الإدراك أن محاولة إجبار النفس على النوم عند عدم الشعور بالنعاس ينتج عنه الانزعاج والتذمر أكثر من كونه ينفع النوم. فاختصار الوقت في السرير يحسن نومك، في حين أن الإفراط في الوقت في السرير ينتج عنه نوم متقطع.

أعد الخطوة أعلاه كلما دعت الحاجة طوال الليل. قد تضطر خلال الليلة الأولى إلى النهوض من خمس إلى عشر مرات أي أنك لن تنال قسطاً كافياً من النوم. ولكن زيادة الحرمان من النوم في الليالي الأولى يسهل الاستغراق في النوم فيما بعد. وباستخدام الطريقة السابقة والالتزام بها، عادة ما يعود النوم إلى طبيعته خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد أوضحت الدراسات العلمية فعالية هذا الأسلوب في العلاج.

استخدم ساعة المنبه واستيقظ في نفس الوقت صباح كل يوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي قد نمتها في الليل. حاول المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة خلال أيام الأسبوع، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع.

يطالب العديد من المعالجين المرضى المصابين بالأرق بعدم أخذ أي غفوة خلال النهار، وهذا الموضوع يحتاج إلى شئ من التفصيل. ففي حين أن بعض الناس لا ينامون بشكل جيد أثناء الليل عندما يغفون خلال النهار، نجد أن آخرين ينامون بشكل أفضل خلال الليل. لذلك كن طبيب نفسك، وأفعل ما هو أفضل لك دون الأخذ بالاعتبار ما يقوله الآخرون، فمثلاً جرّب أن تغفو لمدة أسبوع، وتجنب أي غفوة خلال الأسبوع الذي يليه وحدد بنفسك في أي وقت كان نومك أفضل. والغفوة خلال النهار يفضل أن تكون بين صلاة الظهر والعصر، ولا تتجاوز فترة النوم (30-45) دقيقة.

إذا كنت من الناس اللذين تراودهم الأفكار والهواجس عندما يخلدون إلى النوم ولا تستطيع إيقاف تلك الأفكار، أو أنك تبدأ بالتفكير بجدول عمل اليوم التالي، فقد يكون الحل لك هو (وقت إزالة القلق)، وذلك بتحديد وقت ثابت كل يوم (حوالي 30 دقيقة) وتصفية جميع الأمور المقلقة باستخدام ورقة وقلم. اتباع ذلك سوف يسمح لك بالذهاب إلى الفراش بفكر صافٍ ومستريح.

تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو آيات من القرآن وذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم.فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم.

الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم، فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل  وقت النوم على الأقل بثلاث إلى أربع ساعات. ومما يشجع النوم أيضاً قضاء 20 دقيقة في حمام ساخن قبل النوم بساعات قليلة (ساعتان إلى ثلاث ساعات).

 جو غرفة النوم:

يؤثر جو غرفة النوم على النوم بدرجة كبيرة، فدرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً تؤثر سلباً على نوعية النوم، لذلك يجب تعديل درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة.

ينتج عن الضوضاء العالية المتقطعة نومٌ خفيف متقطع لا يساعد الجسم على استعادة نشاطه ولا يمنحه الفرصة للحصول على مراحل النوم العميق. يمكن التخلص من هذه الضوضاء بما يسمى "الضوضاء البيضاء" وهي أن يكون في الخلفية صوت ثابت الشدة ومتواصل  كصوت مروحة أو جهاز التكييف.

كما أن الضوء القوي في غرفة النوم من العوامل التي تؤثر على النوم. لذلك يفضل أن يكون ضوء غرفة النوم خافتاً.

تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل.

 الطعام والشراب:

يجب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم.

o يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم.

o   من نعم الإسلام أن حرم تناول المشروبات الكحولية. فتناول الكحول قد يؤدي إلى النوم مبدئياً؛ ولكنه من المثبت علمياً أنه ما إن يبدأ الجسم في التفاعل مع المادة الكحولية فإن ذلك يؤدي إلى التقطع في النوم والأرق الشديد، كما أن المواد الكحولية تزيد من فرص الاختناق (الانقطاع في التنفس) أثناء النوم.

o  جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على كافيين تؤثر سلباً على النوم، خاصة إذا تم تناولها في فترة المساء أو قبل موعد النوم. وقد أثبتت الدراسات أن الكافيين يسبب الأرق حتى عند أولئك  الذين يدّعون أنه لا يؤثر على نومهم.

 o   كما أن النيكوتين هو أحد أنواع المنبهات، فتدخين السيجارة يؤدي

  إلى نوم متقطع.

دراسات النوم

Sleep Studies

 قد تكون زيارة مركز اضطرابات النوم لدراسة النوم لليلة واحدة خبرة جديدة لك، فالتنويم لليلة واحدة في مركز اضطرابات النوم ليس كالتنويم لليلة واحدة في المستشفى. قد تتخيل بأنك سوف تنوّم في غرفة مليئة بالمعدات والشاشات وفريق طبي سوف يراقبك طوال الليل؛ لكن ذلك بعيداً عن الواقع.

عليك أن تنظر إلى الأمر وكأنك تنام في فندق أو في بيت أحد أقاربك. فالغرفة التي ستنوّم بها هي غرفة مؤثثة بشكل خاص. فهي تحتوي على خزانة لحفظ ، كما بإمكانك التحكم بالإضاءة حسب رغبتك.

 ما هي دراسة النوم؟

إن النوم عملية معقدة، والتي يحدث خلالها العديد من العمليات الفيزيولوجية وفي بعض الحالات المرضية. ولكي نفهم نومك وأي مشاكل قد تحدث خلاله، فإننا نحتاج لمراقبة بعض المؤشرات الفيزيولوجية خلال النوم، حيث يتم مراقبة المؤشرات التالية: الموجات الكهربائية في الدماغ، حركات العضلات، التنفس من خلال الفم وفتحتي الأنف، الشخير، معدل وانتظام دقات القلب، حركات الساقين، حركات الصدر والحجاب الحاجز، معدل الأكسجين في الدم ومعدل طرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم. لمراقبة هذه الوظائف، نقوم بوضع بعض الأقراص المعدنية على الرأس والجلد باستخدام نوع من المواد اللاصقة، إضافة إلى أحزمة مطاطية مرنة سوف تضع حول البطن والصدر لمراقبة التنفس. وسوف يثبت أنبوب صغير من البلاستيك بالقرب من الفم والأنف لمراقبة التنفس. أما مستوى الأكسجين فسم يتم قياسه من خلال مشبك مثبت على الأصابع.

كل الأدوات السابقة غير مؤلمة، كما أنها مصممة خصيصاً لتكون بأقصى درجات الراحة.

وفي غرفة المراقبة سوف تكون كل الأجهزة يديرها فني متخصص في هذا المجال. وسوف تكون لك الحرية في التقلب أثناء النوم، والنوم بالوضعية التي تكون أكثر أريحية كما لو كنت في بيتك. عند الحاجة تستطيع طلب الفني من خلال ميكروفون في أي وقت خلال الدراسة.

كل هذه العملية تتم بسرية تامة للحفاظ على خصوصية المريض.

 ماذا يتوجب علي فعله قبل دراسة النوم؟

في نهار يوم دراسة النوم يتوجب عليك ما يلي:

تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (شاي، قهوة، بيبسي، كوكا كولا، الشوكالاته)، بعد الساعة الثانية ظهراً.

تجنب النوم لفترات قصيرة خلال النهار (القيلولة) .

قبل الحضور إلى مركز اضطرابات النوم، اغسل شعرك وجففه وذلك لتسهيل عملية اللصق.

 جهز حقيبة صغيرة بها الأشياء التي قد تحتاجها خلال الليلة التي ستقضيها، مثل: أدوية، فرشاة ومعجون الأسنان، ملابس النوم ومنشفة.

  إذا كانت لك أي طلبات أخرى، الرجاء تبليغها لفريق العمل في مركز النوم قبل بدء العمل ليتمكنوا من مساعدتك.

 ما الذي سوف يحدث عند وصولي إلى مركز اضطرابات النوم؟

سوف يطلب منك الحضور إلى مركز اضطرابات النوم ما بين الساعة السابعة و الثامنة مساءً. عند وصولك سوف يستقبلك الفني ويريك غرفة نومك، بعد ذلك بإمكانك الجلوس للاسترخاء أو القراءة. قبل موعد نومك، سوف يثبت الفني الأسلاك والأقطاب الكهربائية اللازمة لمراقبة نومك. سوف يوقظك الفني الساعة السادسة صباح اليوم التالي، وإذا كنت ترغب بالاستيقاظ قبل ذلك فالرجاء إخبار الفني قبل البدء في الدراسة.

إذا أوضحت الدراسة أنك تعاني من أي مشاكل في التنفس أثناء النوم، فإن الفني قد يوقظك من النوم لاستخدام جهاز يضخ هواء بضغط مناسب، حيث يضخ الهواء من خلال قناع يثبت حول الأنف.وعادة ما يناقش طبيبك إمكانية استخدام هذه الآلة في العيادة.

 ماذا سيحدث بعد الدراسة؟

إن تحليل وتفسير دراسة النوم هي عملية معقدة. فدراسة نموذجية للنوم تستهلك من 800 إلى 1000 ورقة من المعلومات، وعملية تحليلها تحتاج الكثير من الوقت والجهد. لذلك فإن نتائج الدراسة لن تكون جاهزة فوراً (بعد انتهاء الدراسة مباشر)، بل سوف يقوم بتحليلها واستخراج النتائج طبيبك، حيث سيقوم الطبيب بمناقشة النتائج والخطة العلاجية عند حضورك للموعد التالي. وهنا نود تذكيرك بأن الفني لن يقوم بتسليمك النتائج، كما لا يمكن مناقشتها خلال مكالمة هاتفية.

تتطلب بعض الحالات إجراء اختبار نوم آخر كجزء من تقييم النوم، يدعى هذا الاختبار: اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT). لإجراء هذا الاختبار فإن عليك البقاء في مركز النوم  معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم. إذا كانت حالتك تستدعي إجراء هذا الاختبار فإن طبيبك سوف يناقشه معك في العيادة قبل إجراءه. هذا الاختبار عبارة عن سلسة من الغفوات تبدأ في صباح اليوم التالي بعد ليلة دارسة النوم.

الشخير

Snoring

ما هو الشخير؟

الشخير مرض شائع يصيب حوالي 30% من البالغين.  والجميع لديهم فكرة عن الشخير، ولا بد أنك تعرف على الأقل شخصاً واحداً يشخر خلال نومه. قد يكون هذا الشخص شريك (شريكة) حياتك، أحد والديك، أو أحد أصدقائك.وينظر الكثير من الناس إلى الشخير على أنه موضوع للسخرية والتندر والصور الكاريكاتورية، ولكن على الجميع أن يدرك أن الشخير قد يكون أحد أعراض مرض خطير يعرف بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. وفي حالة إصابة المريض بهذا المرض فإنه بالتأكيد لا مجال للتندر والسخرية، وعلى المريض مراجعة الطبيب المختص للتأكد من تشخيص المرض، ومن ثم علاجه إذا استدعى الأمر.

وببساطة يمكن تعريف الشخير على أنه صوت مزعج يصدر أثناء التنفس (عادة الشهيق) خلال النوم، وهو نتيجة لضيق مجرى الهواء بسبب تضخم الأنسجة الناعمة في الحلق أو عيوب في الأنف, وفي كثير من المصابين بالشخير يكون انسداد مجرى الهواء جزئياً، ولكنه عند البعض الآخر يكون انسداداً كاملاً . ويستمر هذا الانسداد لعدة ثوان. وخلال الانسداد الكامل يختفي الشخير ثم يعود مرة أخرى مع عودة التنفس، حيث يبدأ التنفس بشهيق كبير. عندما يحدث ذلك فإن المريض في غالب الأمر مصاب بمرض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. والشخير يمكن أن يكون مرضاً منفرداً بذاته دون حدوث انسداد في مجرى الهواء ودون تأثير على استقرار النوم، وفي هذه الحالة يعرف بالشخير الأولي أو الاعتيادي أو البسيط أو الحميد. وهذه المشكلة قد تكون اجتماعية أكثر منها طبية.

 كيف يختلف الشخير الحميد عن الشخير المصاحب لانقطاع التنفس؟

الشخير الحميد أو الأولي لا يؤثر على استقرار النوم وبالتالي لا يكون مصاحباً لأعراض اضطرابات النوم الأخرى مثل الأرق أو زيادة النعاس خلال النهار. وللتأكد من أن الشخير حميداً قد يحتاج بعض المصابين لإجراء دراسة النوم في مركز اضطرابات النوم. ودراسة النوم عند هؤلاء توضح استقرار النشاط الكهربائي في المخ خلال النوم، كذلك التنفس ومستوى الأكسجين في الدم وخلو الدراسة من أي علامات اضطرابات النوم الأخرى.

 كيف يمكن مساعدة المرضى المصابين بالشخير الحميد (الأولي)؟

بادئ ذي بدء، يجب التأكد من عدم إصابة المريض بانقطاع التنفس الانسدادي. إذا ذكر لك طبيب غير مختص أن المشكلة حميدة، يجب أن تأخذ ذلك بشيء من التحفظ حتى تراجع أخصائي اضطرابات النوم.

بعد التأكد من التشخيص، هناك بعض الأمور التي قد تساعد على التخلص من الشخير، فإنقاص الوزن مثلاً قد يؤدي إلى اختفاء المشكلة تماماً. كما أن الشخير يحدث بصورة أكبر عندما ينام المريض على ظهره، لذلك فإن النوم على الجنب قد يخفف من المشكلة. ويجب كذلك اجتناب الحبوب المنومة، حيث أنها قد تحول الشخير من مجرد شخير أولي إلى انقطاع في التنفس.

 بالإضافة إلى السابق، هناك أمور أخرى أكثر تعقيداً قد تفيد بعض المرضى:

  ê   موسعات الأنف الخارجية: وهي عبارة عن شريط لاصق توجد بداخله شريحة معدنية، يلصق هذا الشريط على السطح الخارجي للأنف تحت عظمة الأنف مباشرة. وتعمل الشريحة المعدنية على توسيع فتحتي الأنف ومن ثم تجويف الأنف الداخلي. وقد أوضحت بعض الدراسات أن هذه الطريقة قد تفيد بعض مرضى الشخير.

  ê   تركيبات الأسنان: وهي عبارة عن تركيبات بلاستيكية توضع داخل الفم، حيث تعمل عادة على توسيع مجرى الهواء وبقاءه مفتوحاً خلال النوم. وهناك أنواع من هذه التراكيب فمنها: 

1-    التراكيب التي تدفع الفك السفلي إلى الأمام، وهذه التراكيب هي الأكثر شيوعاً.

2-  التراكيب التي تجذب اللسان إلى الأمام، وبالتالي تمنع اللسان من الرجوع إلىالخلف وسد مجرى الهواء أثناء النوم (هذا النوع أقل شيوعاً من النوع الأول). 

  ê   الجراحة: هناك العديد من العمليات الجراحية التي تم تطويرها لعلاج الشخير. ولكن التدخل الجراحي لا يفيد كل المرضى، لذلك وقبل أي تدخل جراحي يحتاج المريض إلى فحص دقيق لمجرى الهواء والأنف. والتدخل الجراحي يتفاوت من عمليات جراحية تحت التخدير العام إلى جراحة الليزر والسمومنوبلاستي الذي تستخدم فيه الموجات الحرارية لإزالة الأنسجة المترهلة في الحلق في جلسة أو أكثر في العيادة.

انسداد مجرى التنفس

خلال النوم تسترخي عضلات الجسم بصفة عامة، ويشمل هذا الاسترخاء عضلات مجرى الهواء العلوي، وهي العضلات التي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحاً وتسهل حركة الهواء من وإلى الرئتين. وهذا الاسترخاء لا يؤثر عادة على سعة مجرى التنفس عند معظم الناس، إلا أن فئة معينة من الناس يكون لديهم القابلية لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وقد يكون هذا الانسداد كلياً أو جزئياً. ويمكن تفسير المشكلة عند هؤلاء الناس بشكل مبسط

  أن مجرى الهواء العلوي ينسد بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. ويعرف انسداد مجرى الهواء الكلي وانقطاع التنفس أثناء النوم، بانقطاع التنفس الانسدادي في حين يعرف ضيق مجرى الهواء أثناء النوم الذي لا ينتج عنه انسداداً كاملاً لمجرى الهواء بمتلازمة زيادة مقاومة  مجرى الهواء العلوي.

     وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هو مشكلة طبية معروفة تحتاج إلى العناية الطبية، وإذا أهملت هذه المشكلة فإنها تؤدي إلى عدة مضاعفات، بعضها قد تهدد حياة المصاب. وتصيب هذه المشكلة 2-4% من الأشخاص متوسطي العمر، ويقدر أن 18 مليون أمريكي مصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وللأسف لا توجد إحصاءات مماثلة في المملكة العربية السعودية، ولكن من ممارستنا الطبية يبدو أن هذه المشكلة شائعة جدا .

 الأعراض:

إن المفاتيح الرئيسية لمعرفة احتمال الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم هي:

فرط النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، التوقف عن التنفس أثناء النوم، وزيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ . والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصاً من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشاكل غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي. وعلى القارئ أن يدرك أن تناول الكحول أوالحبوب المنومة تزيد من عدد مرات وفترة انقطاع التنفس خلال النوم عند المرضى المصابين بهذا الاضطراب أو الذين لديهم القابلية للإصابة به.

 كيف يؤثر انسداد مجرى الهواء على النوم؟

عندما ينسد مجرى الهواء خلال النوم؛ فإن المريض لا يستطيع استنشاق الأوكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدى إلى انخفاض مستوى الأوكسجين وزيارة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وذلك بدوره ينبه الدماغ إلى النقص في الأوكسجين والزيادة في ثاني أكسيد الكربون لكي يعيد التنفس، وذلك يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم للحظات (2-3 ثوان)، وفي كل مرة يستيقظ فيها المريض فإن الدماغ يرسل إشارة إلى عضلات مجرى الهواء العلوي لفتح المجرى؛ حيث تستكمل عملية التنفس وعودة التنفس غالباً ما يصاحبها صدور صوت شخير عالٍ أو لهاث.وعلى الرغم من أهمية الاستيقاظ المتكررة لإعادة علمية التنفس؛ إلا أن الاستيقاظ المتكرر يمنع المريض من الحصول على القدر الكافي من النوم العميق ويؤثر على جودة النوم.

ما هي عواقب انسداد مجرى الهواء أثناء النوم؟

إن أول العواقب التي تظهر لدى الأشخاص المصابين بانسداد مجرى الهواء هي الشعور بالنعاس إضافة إلى الضعف في التركيز ونقص القدرة الإنتاجية والأداء أثناء فترة النهار. وعواقب هذا الاضطراب تتراوح ما بين الأعراض البسيطة التي تزعج المصاب إلى المشاكل الكبيرة التي قد تهدد حياته بالخطر، ومن النتائج التي تترتب على هذا الاضطراب شعور المريض بالاكتئاب وحدة الطبع والقصور الجنسي وصعوبات في التعلم ومشاكل في الذاكرة إضافة إلى النوم في الأوقات التي لا يريد المريض النوم فيها. لقد تم تقدير أن 50% من مرضى توقف التنفس أثناء النوم يعانون من ارتفاع ضغط الدم كما ثبت علميا أن توقف التنفس أثناء النوم هو أحد المسببات المباشرة لزيادة ضغط الدم.  ويعاني 50-60% مَن هؤلاء المرضى من ضعف في القلب كما يعانون أيضاً من عدم انتظام التنفس أثناء النوم. وإذا أهمل علاج هذا الاضطراب فإنه يؤدي إلى عدم انتظام دقات القلب، والذبحة القلبية، أو الجلطة الدماغية.  وثبت حديثا أن توقف التنفس أثناء النوم يؤدي إلى مقاومة الجسم للأنسولين والإصابة بمرض السكر.  وبسبب زيادة النعاس فإن هناك  زيادة كبيرة في حوادث العمل نتيجة للنوم المفاجئ (يرتفع معدل التعرض لحوادث السيارات إلى ثلاثة أضعاف عند المرضى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم مقارنة بالأشخاص العاديين)، إضافة إلى تدهور في نوعية الحياة.

 كيف يتم تشخيص توقف التنفس أثناء النوم؟

إن تشخيص توقف التنفس أثناء النوم ليس بالأمر السهل والسبب أن هناك أسباب مختلفة تؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. ويحتاج المريض إلى إجراء دراسة لتشخيص المرض وتحديد مدى حدته وخطورته.

 كيف يعالج اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم؟

توضع الخطة العلاجية لكل مريض على حده بناء على تاريخه الطبي والفحص السريري ونتائج دارسة النوم.

المشكلة الأساسية عند المرضى المصابين بهذا الاضطراب هي انسداد مجرى التنفس والذي يمنع الهواء من الوصول إلى الرئتين. لذلك فإن إعطاء المريض الأوكسجين (عادة) لا يفيد في مثل هذه الحالات لأنه لا يحل مشكلة الانسداد. كما أن العقاقير الطبية (بشكل عام) لا تحسن من حالة هؤلاء المرضى.

علاج المصابين بهذا الاضطراب يتكون من شقين: طرق العلاج العامة وطرق العلاج المحددة، وفيما يلي شرح بسيط لهذين الشقين:

طرق العلاج العامة:هناك بعض الأمور التي تساعد على انسداد مجرى الهواء أثناء النوم مثل الحبوب المنومة، والكحول والتدخين لذلك يجب الابتعاد عنها.كما أن النوم على الظهر يساعد من احتمال انسداد مجرى الهواء عند بعض المرضى المصابين بالشخير، وقد يساعد نومهم على الجنب في وضع حد لهذه المشكلة، ويمكن الوصول إلى هذه الوضعية في النوم باستخدام بعض الأساليب مثل خياطة جيب على الظهر في ملابس النوم، ووضع كرة تنس في هذا الجيب، ذلك سيجعل النوم على الظهر غير مريح ويؤدي تدريجياً على تدريب المريض على النوم على الجنب. إن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، لذلك فإن إنقاص الوزن قد يساعد في تقليص هذه المشكلة؛ إن نقص 10% فقط من وزن الجسم قد يؤدي إلى نتائج فعالة على مستوى انقطاع التنفس. في أغلب الحالات لا تكفي الطرق العامة لعلاج هذا الاضطراب، وعندها يحتاج المريض إلى وسائل أخرى للعلاج.

طرق العلاج  المحددة:

ضغط الهواء الموجب: يعتبر ضغط الهواء الموجب العلاج الأساسي لانقطاع التنفس أثناء النوم. وتتلخص طريقة العلاج في أن يضع المريض قناعاً على وجهه يغطي منطقة الأنف، هذا القناع موصول بجهاز ضخ الهواء تحت ضغط موجب. ويعمل ضغط الهواء الموجب كدعامة تمنع انسداد مجرى الهواء. ويقوم الفني بضبط ضغط الهواء خلال دراسة النوم، ويستخدم الحد الأدنى للضغط الذي يكفل منع انسداد مجرى الهواء، حيث يجب على المريض أن يستخدم الجهاز في كل مرة يخلد إلى النوم. هذا الجهاز صغير وخفيف الوزن (1.5كلغ) كما أنه غير مزعج ومعظم المرضى يعتادون عليه بعد فترة بسيطة.

تركيبات الأسنان: هذه الأدوات هي أدوات بلاستيكية، يقوم بتصميمها طبيب أسنان وتوضع في الفم أثناء النوم لتصحيح وضعية الفك السفلي لزيادة حجم مجرى الهواء. وقد تبين أن هذه الأدوات تساعد بعض المرضى الذين يكون  انغلاق مجرى التنفس لديهم بسيط، أو المصابين بالشخير وليس لديهم انغلاق في مجرى التنفس، وقد تسبب بعض الألم أو الحساسية للفك السفلي عند بعض المرضى. ويوجد الآن بعض التراكيب الجاهزة التي يمكن تركيبها في عيادة اضطرابات النوم.

العمليات الجراحية: لقد تم تطوير بعض العمليات الجراحية لزيادة حجم مجرى الهواء ومن ثم علاج انغلاق مجرى التنفس. وتعتبر العمليات الجراحية العلاج الأولي لأغلب الأطفال المصابين بهذه المشكلة، ولكن نسبة نجاح العملية لدى الكبار متفاوت ويعتمد على خبرة المركز الطبي وخبرة الجراح. الآثار الجانبية طويلة المدى غير معروفة بعد، ويصعب التنبؤ عادة بنوعية المرضى الذين قد ينجح معهم التدخل الجراحي. ومن الضروري أن يعرف المرضى بأن العملية الجراحية قد تحد من الشخير؛ إلا أنها قد لا تحل مشكلة انغلاق مجرى الهواء، لذلك فإن يجب على جميع المرضى أن يخضعوا لدارسة النوم لليلة واحدة بعد إجراء العملية. وتتفاوت العمليات الجراحية من العمليات تحت التخدير العام إلى استخدام الليزر أو الموجات الحرارية في جلسات متكررة في العيادة.

الخطوات التي ينصح باتباعها لمساعدة مستخدمي جهاز ضخ الهواء الموجب (CPAP) على التأقلم على الجهاز:

1-     استخدم الجهاز وأنت مستيقظ لمدة ساعة يومياً، وتمرن على التنفس خلال القناع.

2-     استخدم الجهاز خلال قيلولتك في منتصف النهار، فعادة ما يكون التأقلم خلال هذا الوقت أفضل منه بالليل.

3-      استخدم الجهاز خلال الساعات الثلاث الأولى من النوم بالليل.

4-      استخدم الجهاز لساعات أكثر بالليل حتى تتمكن من استخدامه طوال الليل.

     ê  عندما تستطيع القيام بأي خطوة بدون أية مضايقات تقدم إلى الخطوة

  التي تليها، وننصح عادة بالتقدم للخطوة التالية بهد 5 أيام.

     ê   إذا كان لديك استفسارات؛ اتصل بالفريق المعالج.

 النوم عندالسيدات

 Wemen's sleep 

هناك بعض الأمور التي تميز المرأة وتجعل نومها مختلفا بعض الشيء مما يستدعي منا بعض التفصيل. فالمرأة من أقل فئات المجتمع في عدد ساعات النوم حيث يصل معدل عدد ساعات النوم عند السيدات بين 30-60 سنة إلى أقل من 7 ساعات يوميا خلال أيام الأسبوع. ويعود ذلك إلى عوامل عدة تتميز بها المرأة. فالمرأة تمر بتغيرات فزيولوجية معينة تؤثر على جودة نومها كالدورة الشهرية، والحمل وسن انقطاع الطمث. فتغير مستوى الهرمونات الذي يصاحب التغيرات السابقة يؤثر على جودة النوم. كما أن للمرأة دور مميز في رعاية شئون الأسرة وتربية الأطفال وفي بعض الأحيان العمل خارج البيت مما يؤثر بصورة مباشرة على نومها. ونقص النوم خلال الليل ينعكس سلبا على المرأة خلال النهار. وعندما تتفهم المرأة تأثير العوامل السابقة فإن ذلك سيساعدها في الحصول على نوم أفضل.

ما تأثير الدورة الشهرية على النوم؟

يصاحب الدورة الشهرية تغير في مستوى الهرمونات الأنثوية في الجسم مما يؤثر على النوم. وتأثر السيدات بهذا التغير ليس ثابتا فقد يختلف التأثير من سيدة لأخرى. ويمكن تقسيم التأثيرات على التالي:

• الأيام السابقة للدورة: وخلال هذه الأيام تشعر الكثير من النساء بالاحتقان والصداع وتغير المزاج والاكتئاب والتوتر. وهذا يؤثر على النوم حيث تعاني أكثر السيدات من الأرق والنوم الغير مريح خلال هذه الفترة وعلى العكس من ذلك فإن بعض السيدات قد يعانين من زيادة النعاس والنوم.

• خلال الدورة: ويكون هناك نقص حاد في هرمون البروجيسترون. وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من سوء في جودة النوم حيث تعاني حوالي 36% من السيدات من تقطع النوم خلال الأيام الأولى من الدورة.

ولا يوجد علاج خاص لهذه المشاكل ولكن تنصح السيدات اللواتي يعانين من شدة اضطرابات النوم خلال هذه الفترة بممارسة الرياضة بشكل منتظم والانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ وتجنب المنبهات والمأكولات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر قبل النوم.

ما تأثير الحمل على النوم؟

يحدث خلال الحمل العديد من التغيرات والأعراض التي تؤثر على النوم. فآلام الساقين وأوجاع العضلات، والغثيان، والشعور بالحموضة، وحركة الجنين كلها أمور تؤثر على جودة النوم. وقد أظهر استفتاء في الولايات المتحدة أن 78% من الحوامل يشكون من زيادة اضطرابات النوم خلال الحمل. وللتبسيط يمكن تقسيم تأثيرات الحمل إلى ثلاث مراحل:

• الثلاثة أشهر الأولى: وخلالها يزيد هرمون البروجيستيرون في الدم. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:

o زيادة في النعاس وكثرة النوم مقارنة بفترة ما قبل الحمل

o زيادة الرغبة في التبول خلال الليل مما يؤثر على استمرارية النوم بالليل وبالتالي قد يزيد من زيادة النعاس بالنهار.

• الثلاثة أشهر الثانية (4-6): ويستمر خلالها ارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون ولكن بصورة أبطأ. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:

o يتحسن النوم مقارنة بالثلث الأول ولكنه يظل أسوأ من فترة ما قبل الحمل.

o تقل الرغبة في التبول مما يؤدي إلى بعض الاستقرار في النوم.

• الثلاثة أشهر الأخيرة (6-9): وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من اضطرابات النوم.

o أظهرت بعض الاستفتاءات أن 97% من الحوامل يعانين من اضطرابات النوم في نهاية الحمل.

o وخلال هذه الفترة تزداد الرغبة في التبول بالليل بسبب ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى تقطع النوم.

o كما أن الكثير من السيدات يعانين من احتقان الأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس خاصة بالليل مما قد يؤثر على النوم.

وخلال الحمل قد تظهر بعض اضطرابات النوم التي لم تكن موجودة سابقا. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 30% من الحوامل اللاتي لم يكن يعانين من الشخير يظهر لديهن الشخير لأول مرة خلال الحمل. وإذا كان احتقان الأنف وانسداده شديدين فقد يؤدي ذلك إلى انسداد مجرى التنفس العلوي وتوقف التنفس مما قد يسبب تقطع النوم وزيادة النعاس أثناء النهار وقد يسبب نقص في مستوى الأكسجين اثناء النوم وزيادة ضغط الدم الحامل (راجع توقف التنفس أثناء النوم والشخير). إذا كانت الحامل تعاني من الشخير وزيادة النعاس فإنها تنصح بمراجعة الطبيب.

كما أن الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وهي عبارة عن إحدى اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق. وتصيب هذا المتلازمة 15% من الحوامل.

ما هي النصائح التي يمكن أن توجه للحامل؟

• تنصح الحامل في الثلث الأخير من الحمل بالنوم على الجنب الأيسر حيث أن ذلك يسهل تدفق الدم للجنين والكليتين. كما تنصح بتجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.

• الإكثار من شرب السوائل بالنهار والتقليل منها بالليل.

• ممارسة الرياضة بانتظام

• إذا كانت الحموضة تسبب مشكلة للحامل عند النوم فإنها تنصح باستخدام الوسائد لرفع الرأس عند النوم وكذلك تجنب الحمضيات والتوابل.

• تناول وجبات خفيفة متكررة خلال اليوم يجعل المعدة ممتلئة مما قد يقلل من الإحساس بالغثيان والحموضة.

بعد الولادة، تعاني الأم عادة من تقطع النوم بسبب كثرة استيقاظ رضيعها (راجع النوم عند الأطفال) مما ينعكس سلبا على نشاطها خلال النهار وقد يسبب لها الاكتئاب. وتنصح الأمهات بأخذ غفوة في الأوقات التي يغفو فيها رضيعها كما أن مشاركة أفراد العائلة في العناية بالرضيع قد يخفف من حجم المشكلة.

ما تأثير سن توقف الطمث على النوم؟

عند اقتراب المرأة من سن توقف الطمث تبدأ الهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجيستيرون) في الجسم بالتناقص مما يسبب بعض التغيرات في الجسم. ففي هذه المرحلة تشعر بعض السيدات بومضات من الحرارة خلال الجسم وهي عبارة عن شعور عام بالحرارة في الجسم كله يصاحبه تعرق. وتصيب هذه الأحاسيس 36% من السيدات في هذا السن أثناء النوم مما يؤثر على جودة النوم. وتستمر هذه الأحاسيس عادة لمدة خمس سنوات. وفي هذا السن قد تحصل السيدة على نفس عدد ساعات النوم ولكن جودة النوم تكون أقل.

تنصح السيدات في هذا السن بمراجعة طبيب النساء لمناقشة طرق العلاج المتوفرة.

هل هناك اضطرابات نوم أخرى تصاب بها المرأة؟

المرأة كالرجل معرضة للإصابة باضطرابات النوم الأخرى ولكننا سنخص بعض الاضطرابات النوم بشيء من التفصيل هنا:

• الأرق: يعتبر الأرق أكثر اضطرابات النوم شيوعا ويمكن في العموم تقسيم أسبابه إلى أسباب عضوية ونفسية وسلوكية (راجع الأرق). ولسبب غير واضح فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بالأرق من الرجال ويزيد ذلك مع تقدم العمر. وعلاج الأرق يعتمد على سببه (راجع نصائح لنوم سليم).

• توقف التنفس أثناء النوم: وهو مشكلة شائعة تصيب الرجال اكثر من النساء ويصاحبه عادة شخير مرتفع. وترتفع نسبة إصابة النساء به بعد سن الخمسين أو سن توقف الطمث.

• الألم أثناء النوم: تصيب الآلام أثناء الليل السيدات أكثر من الرجال مما قد يؤثر على نومهن ويسبب الأرق أو تقطع النوم. فالمرأة أكثر عرضة للإصابة بالصداع الناتج عن التوتر أو الشقيقة وهي كذلك أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة وهن الجسم المزمن (chronic fatigue syndrome) والآلام العضلية الليفية (Fibromyalgia). وعلاج سبب الألم يحل عادة مشكلة النوم

النوم عند كبارالسن

  Sleep in elderly

اضطرابات النوم هي أحد أكثر المشاكل شيوعا عند كبار السن. ففي الغرب تعتبر اضطرابات النوم السبب الرئيس في إدخال كبار السن دور رعاية العجزة. وتحدث عادة تغيرات عضوية عند كبار السن ومن هذه التغيرات ما يصيب نظام وطبيعة النوم. وبالإضافة للتغيرات التي تصيب طبيعة النوم فإن كبار السن معرضون للكثير من الأمراض العضوية التي قد تؤثر على النوم بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ويشكو حوالي نصف كبار السن من مشاكل في النوم. وأكثر ما يشكو منه كبار السن تقطع النوم. ويزيد الأرق بصورة مضطرة مع تقدم العمر. كما أن الاكتئاب (أحد الأسباب الرئيسة) للأرق هو أكثر شيوعا عند كبار السن.

كيف يتغير نومنا عندما نكبر؟

قبل أن نتعرض للتغيرات التي تحدث للنوم عند كبار السن، من المهم أن نتعرف على النوم الطبيعي ومراحله. فالإنسان ينام في أوقات معينة (عادة الليل) ويستيقظ في أوقات معينة (عادة النهار). وينظم ذلك ي جسم الإنسان ما يعرف بالساعة الحيوية أو الإيقاع اليومي والتي يحددها في الأساس التعرض للضوء وإفراز هرمون الميلاتونين. والنوم الطبيعي يتكون من قسمين رئيسين هما القسم الذي تحدث فيه الأحلام وتعرف بمرحلة حركة العينين السريعة والقسم الذي لا تحدث فيه حركة للعينين. ويتكون هذا القسم من اربع مراحل هي: المرحلة الأولى، المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة والرابعة. ويبدا النوم عادة بالمرحلة الأولى ومن ثم يتقدم للمراحل الأعمق. وتعرف المرحلتين الثالثة والرابعة بالنوم العميق وهاتين المرحلتين مهمتين لاستعادة الجسم نشاطه. ويقضي متوسطي وكبار العمر نسبة أقل في المراحل العميقة من النوم وعادة ما تقل هذه النسبة بصورة مضطرده مع تقدم العمر. فعند سن السبعين مثلا يقضي الإنسان نسبة قليلة جدا في المراحل العميقة من النوم تصل عند البعض لإلى حوالي الصفر. كما أن كبار السن أكثر عرضة لتقطع النوم خلال الليل وهذا قد يكون نتيجة لأسباب عضوية في بعض الأحيان ويصعب التعرف على السبب في أحيان أخرى. وعادة ما يغفو كبار السن غفوات قصيرة وبصورة متكررة خلال النهار وهذا يزيد من الأرق بالليل. وعند كبار السن تكون الساعة الحيوية أقصر من الطبيعي مما ينتج عنه النوم مبكرا خلال اليل والاستيقاظ مبكرا (فمثلا قد ينام كبير السن الساعة التاسعة مساء ويستيقظ الساعة الثابية صباحا).

والتغيرات السابقة هي نتيجة لعدة تغيرات في الجسم توصل العلم لمعرفة بعضها. فافراز بعض المواد كهرمون الميلاتونين (هرمون النوم) يقل عادة عند كبار السن. كما أن إسلوب الحياة الذي يتبعه بعض كبار السن من قلة الحركة والخمول خلال النهار وعدم التعرض للضوء الخارجي يؤثر على جودة النوم.

هل ينام كبار السن ساعات أقل مما كانوا ينامونه في شبابهم؟

هناك اختلاف بين المختصين في طب النوم حول ذلك الموضوع. ففي حين يعتقد الكثير منهم أن عدد ساعات النوم خلال الأربع وعشرين لا تتغير مع تقدم العمر بالرغم من قلة عدد ساعات النوم بالليل بسبب كثرة الغفوات خلال النهار، يعتقد البعض أن حاجة كبير السن للنوم تقل مع تقدم العمر.

ما هي المشاكل الطبية الشائعة التي تؤثر على النوم عند كبار السن؟

هناك الكثير من المشاكل الظبية التي تؤثر على جودة النوم عند كبار السن بصورة مباشرة أو غير مباشرة. من هذه المشاكل:

ê آلام المفاصل وهشاشة العظام

ê حموضة المعدة وترجيع الحمض إلى المرىء

ê الاضطرابات التي تصيب الجهاز البولي

ê أمراض القلب والجهاز التنفسي المزمنة

ê تصلب الشرايين الطرفية

ê الأمراض التي قد تصيب الجهاز العصبي عند كبار السن كمرض الرعاش

    (الباركنسون) ومرض الألزهايمر وغيرها.

 فكل المشاكل الطبية السابقة تؤثر على النوم وتجعله متقطعا وقد تسبب الأرق.

           كما أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة ببعض اضطرابات النوم المعروفة.  فاحتمال الإصابة بالشخير يزيد مع تقدم العمر.  وعند الأشخاص الذين تخطوا سن 65 سنة يصيب توقف التنفس أثناء النوم 28% من الرجال و 24% من النساء.  كما أن احتمال الإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وحركة الأطراف الدورية أثناء النوم تزيد باضطراد عند كبار السن.  فقد أظهرت أحد الدراسات أن حوالي 45% من كبار السن يعانون من حركة الأطراف الدورية. 

كيف يمكن مساعدة كبير السن المصاب باضطراب في النوم؟

       يحتاج  كبير السن الذي يعاني من الأرق أو زيادة النعاس خلال النهار إلى تقييم من قبل طبيب مختص لتحديد ما إذا كان اضطراب النوم ناتج عن نقص في النوم أو مرض عضوي أو اكتئاب أو أحد اضطرابات النوم.  ويوصف العلاج لكل مريض بناء على التشخيص الإكلينيكي للحالة وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة لإجراء دراسة للنوم.

          ولكن بصورة عامة ينصح كبار السن باتباع التالي:

ê        ممارسة التمارين الرياضية (المناسبة لعمر وصحة الشخص) بصورة

    منتظمة

ê        الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ (وخصوصا وقت الاستيقاظ)

ê        التقليل قدر الإمكان من الغفوات والحد منها إلى غفوة واحدة بحيث لا

     يزيد وقت الغفوة عن نصف ساعة.

ê        التعرض للضوء الخارجي في وقت العصر لتأخير الإيقاع اليومي

    (الساعة الحيوية) ومن ثم تأخير وقت النوم.

ê        محاولة التقليل من المنبهات كالقهوة قدر الإمكان وبالذات وقت المساء.

ê        عدم استخدام الحبوب المنومة إلا بعد استشارة الطبيب المختص لأن

    هذه الحبوب قد تسبب آثار جانبية لدى كبير السن كما أنها تزيد من

    احتمال توقف التنفس أثناء النوم. 

النوم والضوء

Light and sleep                      

            تغير الروتين اليومي لكثير من الناس مع المدنية الحديثة وأحدث ظهور الكهرباء والضوء تغيرا كبيرا في نظام العمل والحياة وهذا أثر بشكل كبير على عدد ساعات ونوعية النوم.  ومن المثبت علميا أن الناس الآن ينامون أقل بساعة إلى ساعتين من أسلافهم قبل 100 سنة.  وهذا يعني أن هناك تغيرا في الساعة الحيوية (البيولوجية) والإيقاع اليومي للناس.  والله سبحانه وتعالى خلق الليل للراحة والسكن وخلق النهار للعمل.  ولنا أن نتخيل ما عليه حالنا لو دام الليل أو النهار قال تعالى: (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون * قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون) القصص 71-72.  فالليل والنهار نعمتان كبيرتان من الله ولكل منهما دوره وأثره والله سبحانه وتعالى لم يخلق الضياء في النهار والظلمة في الليل عبثا بل نعمة ورحمة منه، قال سبحانه: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) القصص 73.  

            فالساعة البيولوجية في الجسم تنظم عمل الجسم بالتناغم مع البيئة المحيطة بالإنسان، فالضوء في النهار يؤثر على الجسم ونقص الإضاءة في الليل لها تأثير آخر.  وتفرز الغدة الصنوبرية في المخ هرمون الميلاتونين (يعرف بهرمون النوم) والذي يذهب بدوره مباشرة إلى الدم ويسبب النعاس وله كذلك وظائف أخرى. ويزداد إفراز الهرمون في العادة بسرعة بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساء ويستمر ارتفاع مستوى الهرمون في الدم حتى ساعات الصباح الأولى وبعد ذلك ينخفض بسرعة في النهار ويصل مستواه خلال النوم إلى 10-20 ضعف مستوى النهار.  ويصاحب ذلك تغيرات أخرى حيث تنخفض درجة حرارة الجسم قبل وخلال والنوم وتزداد بعد ذلك في النهار وكذلك الحال بالنسبة لسرعة دقات القلب وضغط الدم حيث تنخفض في الليل وتزداد في النهار.  والضوء هو العامل الأساس الذي يحدد مستوى هرمون الميلاتونين في الدم فالتعرض للضوء الساطع يوصل مستوى الهرمون في الدم إلى الصفر.  وقد حدثت تغيرات كثيرة في حياتنا في السنوات الأخيرة أثرت على إيقاعنا اليومي ومنها ارتفاع حدة الإضاءة الليلية في منازلنا وأسواقنا وهو بدون شك يؤثر على عدد ساعات وجودة النوم.  فمستوى الإضاءة في كثير من منازلنا في الليل يزيد عن مستواها في النهار.  كما أن العمل أمام الكمبيوتر حتى ساعات متأخرة يعتبر تعرضا لضوء شديد وكذلك الحال بالنسبة للتعرض لألعاب الكمبيوتر والسوني بالنسبة للأطفال.  ما سبق يدعمه الكثير من الأبحاث.  حيث أظهرت الأبحاث أن التعرض لضوء ساطع خلال النصف الأول من المساء يؤدي إلى نقص مستوى هرمون الميلاتونين وتأخر النوم وزيادة دقات القلب ونقص جودة وعدد ساعات النوم مقارنة بالذين تعرضوا لضوء خافت.  ما سبق ينطبق كذلك على التعرض لألعاب الكمبيوتر.  وتأثير ماسبق يكون أكثر وضوحا بالنسبة للأطفال مقارنة بالكبار.  و يوضح هذا سبب سهر أطفالنا وزيادة نشاطهم حتى ساعات متأخرة من الليل وهذه شكوى شائعة تصلنا من كثير من الآباء والأمهات.  ويعتبر التعرض للضوء الساطع خلال الليل ولفترات طويلة أحد أسباب تغير الساعة البيولوجية وينتج عن ذلك أيضا زيادة النعاس في ساعات النهار الأولى مما يزيد من احتمال نوم الطفل في المدرسة.  لذلك وجب الاحتياط لما سبق.  و أنصح القراء الكرام بأن يكون مستوى الإضاءة في المنازل وفي غرف الأطفال هادئا قبل وقت النوم بساعتين حتى نتيح لأجسامنا إتباع النظام الفيزيولوجي الطبيعي الذي خلقه الله داخل أجسامنا.   

الجسم السليم في النوم السليم

Good sleep for healthy body

الجسم السليم في النوم السليم

يكتشف العلم كل يوم ما يثبت أهمية النوم الجيد لصحة الإنسان.  فالمرض ونقص الصحة يؤديان إلى اضطراب النوم ونقص جودة النوم يؤدي إلى اضطراب الجسد أو الذهن أو كليهما.  وقد ظهر في دراسة مسحية أجريت على أكثر من 31 ألف شخص ونشرت في حوليات الطب الباطني أن صعوبة واضطراب النوم كانت مصحوبة بارتفاع ضغط الدم، واحتشاء عضلة القلب، والتوتر والاكتئاب.  وأظهر المسح أن 4% فقط من المصابين بصعوبة النوم لم يكونوا يشكون من الأمراض السابقة.    وأظهرت دراسة أخرى أن المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم والشخير عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى حوالي ثلاثة أضعاف الأصحاء.  كما أن نفص عدد ساعات النوم وهي ظاهرة شائعة في مجتمعنا وبالذات عند الشباب والفتيات قد تؤثر على الصحة.  فقد ثبت أن نقص ساعات النوم يزيد الوزن ويضعف الجهاز المناعي للجسم.  لذلك يجب على الأطباء عدم إهمال مشاكل النوم والسؤال عنها عند كل الرماجعين لأن كثيرا من الأمراض لها علاقة مباشرة أة غير مباشرة بالنوم.

 ما دور الحبوب المنومة في علاج الأرق؟

Insomnia and Sleeping Pills 

عند الحديث عن الحبوب المنومة يجب تقسيم الأرق إلى الأرق المزمن والأرق الحاد.

الأرق الحاد: وعادة ما يزول بعد زوال السبب كبعض الضغوط العارضة أو السفر إلى مناطق بعيدة مما ينتج عنه اختلاف كبير في التوقيت (جت لاق) وغيرها. وإذا كانت الأعراض شديدة يمكن وصف بعض الحبوب المنومة خلال هذه الفترة بحيث لا يزيد استخدام الحبوب عن أسبوعين.

الأرق المزمن: يجب في البداية تقييم المصاب بالأرق المزمن من قبل المختصين لاستبعاد الأسباب العضوية والنفسية. إذا تم استبعاد الأسباب العضوية والنفسية فإن العلاج في أساسه يتكون من الأساليب السلوكية التي يمكن أن تدعًَََم في بدايتها وفي بعض الحالات بالحبوب المنومة. ولكن يجب أن يبق استخدام الحبوب المنومة لفترة محدودة وتحت إشراف طبي مباشر.

ويجب على القارئ أن يدرك أن الحبوب المنومة ليست حلاً للأرق المزمن وأن استخدام الحبوب لفترة طويلة قد ينتج عنه التعود على الحبوب، حيث تفقد الجرعة التي يتناولها المريض فعاليتها مع الوقت ويحتاج المريض إلى جرعات أكبر. وأذكر هنا المريض الذي راجع عيادتي لأول مرة بسبب الأرق وكان يتناول 50 ملجم من الﭭاليوم و 15 ملجم من الزاناكس بدون أي فعالية. وعند أخذ المعلومات من المريض اتضح أنه بدأ تناول الحبوب المنومة منذ 30 سنة مضت ومع الوقت كان يحتاج لزيادة الجرعة تدريجياً حتى وصل إلى هذه الجرعة المرتفعة.

كما أن التوقف المفاجئ عن الحبوب المنومة يسبب عودة شديدة للأرق. وإذا كان هناك اشتباه في احتمال إصابة المريض بتوقف التنفس أثناء النوم فيجب الابتعاد تماماً عن الحبوب المنومة لأنها تزيد من حدة ومضاعفات توقف التنفس. كما أن أكثر الحبوب المنومة الموجودة في السوق المحلي هي طويلة المدى إلى حد ما ويستمر مفعولها على الأقل إلى 8 ساعات مما ينتج عنه أن تأثيرها قد يستمر حتى وقت الصباح وقد يسبب نوعا من الدوخة أو عدم التركيز لدى مستخدمها وبالنسبة لكبار السن فإنها قد تؤدي إلى سقوطهم عند الاستيقاظ مما قد ينتج عنه كسور وهناك حوادث كثيرة تؤكد هذا الخطر. وفي هذا السياق أود التنويه على أن حبوب الحساسية ليست حبوبا منومة ولا يصح استخدامها كحبوب منومة. فمضادات الهيستامين تسبب النعاس كاحد آثاراها الجنبية ولكن لم يتم التصريح باستخدامها من قبل الجهات المختصة لعلاج الأرق. وهذه الفصيلة من الأدوية تؤثر على الجهاز الباراسيمباثيتكي وهذا يسبب بعض الآثار الجانبية خاصة عند كبار السن حيث أنه قد يسبب انحباس البول او قد تؤثر على القلب. ما سبق ينطبق على مضادات الاكتئاب فهذه الأدوية صرح باستخدامها لعلاج الاكتئاب وليس لعلاج الأرق ولكن إذا كان سبب الأرق هو الاكتئاب فإن علاج الكتئاب يؤدي بدوره لتحسن النوم. وللأسف هناك بعض المعالجين الذين يفرطون في وصف مضادات الاكتئاب للمصابين بالأرق حتى لو لم يكونوا نصابين بالاكتئاب.

مما سبق وددت أن أعطي القارئ الكريم صورة عن خطورة الأدوية المستخدمة كمنومات وأن استخدامها يجب أن يكون تحت إشراف طبي حتى نتجنب ألاثار الغير مرغوب فيها سائلا اللله الصحة والعافية لكل القراء الكرام.

 هروب النوم (الأرق) Insomnia

 أريد أن أنام لكني لا أستطيع ، تمر الساعات الطوال و أنا أتقلب في الفراش و أغير الأمكنة بدون جدوى ، لم تغمض لي عين و لا أحس بالراحة ، لماذا هرب مني النوم وكيف أخرج من هذا الجحيم؟ هذا نموذج من الارتسامات و الأسئلة التي يطرحها المصاب بالأرق و تشغل باله و يحاول الإجابة عنها لكي يخرج من ورطته.

 الأرق عبارة عن استعصاء النوم أو تقطعه أو انخفاض جودته ، مما يعود سلبا على صحة المريض النفسية والجسدية ، و تختلف أسبابه و علاجاته من شخص لآخر حسب حالته و ظروفه.

فكلنا جربنا الأرق ليلة ما ، لكن هناك من يعاني من هذه المشكلة باستمرار ، حيث يصعب عليه جلب النوم أو يعاني من الاستيقاظ الليلي عدة مرات أو يستيقظ في ساعة مبكرة من الليل ثم لا يعود إلى النوم مجددا أو يحس بنوم مضطرب ، و تتسبب هذه الأعراض في مشاكل بالنهار نذكر منها:

التعب و الإعياء

قلة التركيز و صعوبة التفكير

ألم في الرأس و العضلات

القلق و سرعة الانفعال

الإغفاء و النعاس بالنهار و الذي يؤثر على الشخص في عمله و يتسبب أحيانا في حوادث السير.

تختلف جذور الأرق من شخص لآخر:

فمن غير المعقول أن يأتي الأرق لوحده ، بل لابد له من مسببات ، و جذور هذا المرض كثيرة و مختلفة حسب الشخص و نشاطاته و البيئة المحيطة به ، لكنها تتولد أثناء النهار لأن المواد التي تمكن من النوم تتكون أثناء النهار، كما أن جودة النوم بالليل تتحكم في حالة الشخص بالنهار.

فقد يصاب المرء بالأرق نتيجة خبر سيئ استقر في نفسه و أدى إلى حزنه ورافقه إلى فراشه ، و إن الجلوس بكثرة أمام الحاسوب أو رعاية مريض بالليل أو إرضاع طفل من الأمور التي تؤثر على جودة النوم ، علاوة على حرارة الغرفة أو صداع أو ألم في الأضراس أو المفاصل أو بطن المصاب ، و قد يتسبب هو نفسه في هروب النوم عندما يقوم بأعمال في الوقت الذي اعتاد فيه على النوم مما يهيج إشارات اليقظة لديه مثلما يحدث للذي تعود على العمل الليلي.

و يعتبر التوتر و الاكتئاب من أهم العوامل المسببة في الأرق لأن أعراضهما تلازم المريض و تدخل معه إلى سريره ليدخل في دوامة الأفكار السلبية التي تحرمه من النوم ، فالأرق هو أول أعراض الاكتئاب ، ورغم أن المكتئب ينام بسرعة و في وقت مبكر فإنه يستيقظ أثناء الليل و لا يعود إلى النوم أو يتذمر من نوم متقطع و غير هادئ.

و يؤثر تقدم السن خصوصا بعد الخمسينات ، على جودة النوم الذي يصبح خفيفا وتتخلله فترات من اليقظة قد تتجاوز الساعة أو الساعتين بسبب الحالة الصحية والتخوفات ، أما ما بين العشرين سنة و الثلاثين فإن الأرق يكثر في هذه المرحلة التي يجد فيها المرء نفسه أمام مشاكل العمل و البعد عنه و أمام فترات الامتحانات أو الدخول في عالم الحياة الزوجية و الأولاد. و تتدخل بعض الأدوية في حصول الأرق نظرا للمواد التي تحتوي عليها و التي تتفاعل مع الهرمونات و الإشارات المسئولة عن جلب النوم ، ومن بين هذه الأدوية نذكر الكورتيكويدات و مشتقات الدوبامين وبعض الأدوية التي تستعمل لعلاج الربو و مضادات الاكتئاب و ارتفاع الضغط.

و هناك حالتان للأرق ترتبطان بكيفية النوم:

الحالة الأولى: يعاني المريض من تحريك الساق و الرجل أثناء النوم ، إنها حركات و تقلصات سريعة قد تكون قوية لتضرب من ينام بالجانب أو تزعجه ، و تبدأ هذه الحالة مباشرة بعد استلقائه على السرير وتختفي إذا قام للمشي أو جلس على كرسي ، و يحس الشخص بالانزعاج و نفاذ الصبر و أحيانا بحرارة زائدة و يعاني من نوم متقطع لا يحس به لكن آثاره تظهر في اليوم التالي عندما يحس بالإعياء و الرغبة في النوم ، و تتكرر هذه الحركات بطريقة إيقاعية كل 10 إلى 30 دقيقة و تستمر من 20 إلى 40 ثانية.

الحالة الثانية: يتنفس النائم بطريقة غير منتظمة تتخللها توقفات للتنفس و العودة إليه بصعوبة تفزع من ينام بالجانب لأن هذه الحالة تشبه الاختناق ، و لا يشعر المريض بما يقع له حتى و إن أيقظه الآخرون، و يعاني من هذه المشكلة أشخاص تجاوزوا الخمسين سنة و لهم وزن زائد ، ورغم أنهم يشعرون بنوم جيد فهم يشكون من التعب و الإغفاء أثناء النهار.

و تساهم بعض أنواع الرهاب في استقرار الأرق ، كالخوف من الظلام و النوم وحيدا في منزل مهجور و كالخوف من الموت أو الاعتداء أثناء النوم ، كما أن الاضطرابات النفسية تحول دون حصول المريض على نوم جيد و مريح ، و نذكر منها ازدواجية الشخصية و الأفكار السلبية التي تعتري المريض قبل النوم و منها قوله: ً سأعاني كثيرا قبل أن أنام و سأتعذب في الغد من جراء هذا الأرق ً.

يوصف العلاج بحسب نوع الأرق:

إذا كان الأرق ظرفيا فإنه يختفي باختفاء مسببه كألم في ضرس أو إفراط في منبه ، لكن إذا كان حالة مرضية تتكرر عند الشخص لليالي متتابعة فإنه يحتاج إلى علاج بحسب نوعه و مسبباته ، و فيما يلي جرد لبعض طرق العلاج و النصائح العلمية:

علاج الآلام التي تحرم الشخص من النوم مثل آلام المفاصل أو الرأس أو البطن

الاسترخاء و سبق النوم بأنشطة هادئة و مريحة تسمح باستقراره

العلاج النفسي بالنسبة للمصابين بالاكتئاب و الأفكار المشوشة

يمكن استعمال المنومات لكن ترافقها أعراض جانبية مثل الإدمان و النوم القهري في النهار

تهيئ غرفة النوم بإعداد سرير جيد و إقصاء المثيرات مثل الإنارة و التلفزة

ممارسة الرياضة بانتظام و مرونة مع تجنب العنف و الإجهاد

اجتناب المنبهات مثل الشاي و القهوة و التدخين

احترام أوقات النوم

و هناك من يقترح على المصاب بالأرق العد بدون توقف أو حل مسائل رياضية صعبة أو النهوض من السرير و القيام بتمارين رياضية ثم العودة إليه و غير ذلك من الطرق.

و قد أثبتت بعض الأنواع الطبية نجاحها في علاج الأرق ، مثل طب الأعشاب والوخز بالإبر و الطب الأميوباتي ، و تدخل هذه الأنواع فيما يسمى بالطب البديل ، لكن يجب استشارة أهل الاختصاص.

فهناك من يعتبر النوم ضياعا للوقت ، و حتى يدرك خطأ ما يقول نطلب منه أن يحرم منه لليال قليلة ثم ينظر إلى النتيجة ، فالأرق مشكلة صعبة و له عدة جذور و يصعب التعامل معه ، لكن تحليل حالة المصاب و تتبع أعراضه يمكن من إيجاد الحل ، ويملك المريض نصيبا مهما في الخروج من ورطته و ذلك بتغيير عاداته و تحسين سلوكياته ، وعدم نسيان أذكار النوم التي يمكن أن تحل هذا المشكل لوحدها في أغلب الحالات . 

النوم القهري(3)

 - تعريف النوم القهري.

- أعراض النوم القهري.

- اضطرابات النوم الأخرى. 

* النوم القهري (النوم الذي لا يقاوم):

- النوم القهري هو أحد اضطرابات النوم المزمنة بدون سبب معروف. لكن من المعروف عن هذا الاضطراب النوم المفرط طيلة النهار حتى لو نام الشخص بشكل جيد طوال الليل وتناول احتياج الجسم من الراحة والنوم، ودائماً يشعر الشخص مع اضطراب النوم الذي لا يقاوم برغبته في النوم والنعاس حتى في الأوقات والأماكن غير المناسبة.

وقد تحدث نوبات النوم النهارية فجأة ويصعب مقاومتها ومن الممكن أن تحدث بشكل متكرر في اليوم الواحد، وقد يستمر النعاس لفترة طويلة من الزمن/ بالإضافة إلى أن النوم ليلاً للشخص المصاب بهذا الاضطراب يكون متقطعاً ويستيقظ باستمرار.

- هناك ثلاث أعراض أخرى لاضطراب النوم القهري والتي قد لا تحدث لجميع المرضى:

- فقد مفاجئ للنبض العضلي (Cataplexy):

نوبات مفاجئة لفقد العضلات لوظائفها وتتراوح الأعراض من ضعف بسيط فيها (مثل ترهل في عضلات الرقبة أو الركبة أو عضلات الوجه، أو عدم القدرة على التحدث بوضوح) وتصل إلى انهيار كامل في الجسم. وقد يتعرض الإنسان لمثل هذه النوبات من النوم كرد فعل للمثيرات العاطفية مثل الضحك أو الغضب أو حتى الخوف، وقد تستمر من بضعة ثوانٍ إلى دقائق عديدة ويكون الإنسان واعياً عند مرور الحالة به.

المزيد عن فوائد الضحك ..

المزيد عن الحالة الشعورية من الغضب ..

لماذا ينتاب الإنسان الخوف .. المزيد

- الشلل النومى (Sleep paralysis):

عدم المقدرة المؤقتة على التحدث أو الحركة عند النوم أو الاستيقاظ وقد تستمر أيضاً من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق.

- الهلوسة النومية (Hypnagogic hallucinations):

ينتاب الشخص عندما يغلب عليه النوم أو النعاس أو يذهب في النوم أحداث أو تجارب شبيهة بالحلم وتكون سماتها قوية ومخيفة.

المزيد عن الأحلام ..

وقد تحدث هذه الأعراض الثلاثة ليس فقط في الحالات المرضية. في غالبية حالات النوم القهري، فإن العرض الأول يحدث ويظهر عند النوم المفرط طول النهار. أما العرض الثاني فيصاب به الشخص نتيجة لتراكمات من الأشهر والسنين للنوبات النومية النهارية، وتوجد اختلافات كبيرة جداً في تطور الثلاثة أعراض وحدتها وترتيب ظهورها من فرد لآخر.

وحوالي 20- 25% فقط من حالات النوم القهري تنتابها جميع الأعراض. من أكثر الأعراض شيوعاً والتي تستمر مع الشخص طيلة الحياة النوم المفرط طيلة النهار أما الشلل النومى والهلوسة النومية فربما لا.

وأعراض النوم القهري وخاصة النوم المفرط و(Cataplexy) تصبح غالباً حادة مما تؤدى إلى إعاقة حياة الفرد الاجتماعية والشخصية والعملية من أن يمارسها بشكل طبيعي.

- متى تشك إصابتك بالنوم القهري؟

* إذا:

- شعرت بالميل المفرط للنعاس طوال النهار على الرغم من نومك عدد ساعات ملائمة طوال الليل.

- شعرت بالنعاس في أوقات النوم مثل عند تناول الوجبات، التحدث، القيادة، أو أثناء العمل.

- الإحساس بالوهن فجأة أو ارتخاء عضلات الرقبة بحيث تشعر بصعوبة في رفع الرأس عند الضحك أو الغضب أو الدهشة أو التعرض لصدمة.

- وجدت نفسك غير قادر على التحدث أو الحركة عندما يغلب عليك النعاس أو عند الاستيقاظ.

- هل حالات النوم القهري شائعة الحدوث؟

هذا الاضطراب منتشر لكنه غير معروف ويتساوى في ذلك مع الشلل الرعاش، وتأتى عدم معرفته نتيجة للتشخيص الخاطئ من قبل الأشخاص له حيث يختلط الأمر عليهم بينه وبين الاكتئاب، الصرع أو حتى يفسرونه على أنه أحد الآثار الجانبية لبعض العقاقير.

- من الذي يصاب بالنوم القهري؟

يصاب به الرجال والنساء على حد سواء وفى أي عمر، على الرغم من أن الأعراض يتم ملاحظتها أولاً في المراهقين والشباب صغار السن/ وهناك دليل قوى على أنه اضطراب وراثي فحوالي من 8-12% من الأشخاص الذين يعانون من حالات النوم القهري لهم اتصال قريب من المرض.

- ما الذي يحدث في النوم القهري؟

في الحالات الطبيعية عندما يكون الإنسان متيقظ فإن إشارات المخ تظهر بشكل منتظم وعندما ينام الإنسان (في البداية) تصبح إشارات المخ أبطأ وأقل انتظاماً وهذه الحالة أو المرحلة من النوم تسمى "نوم بحركات عين غير سريعة". وبعد مرور حوالي ساعة ونصف تبدأ إشارات المخ في نشاطها مرة أخرى على الرغم من أن الشخص يكون في نوم عميق وهذا النوع من النوم يسمى بـ "نوم بحركات عين سريعة" والذي عنده تحدث الأحلام أو الكوابيس.

أما في اضطراب النوم القهري فإن ترتيب وطول النوعين من النوم السابقين وفترتهما تضطرب وتختلف، حيث يحدث نوم بحركات العين السريعة في بداية النوم وسابق على نوم حركات العين غير السريعة. ولذلك فإن النوم القهري هو اضطراب والذي يظهر فيه (REM) في مرحلة غير طبيعية، وأيضاً بعض المراحل التي تحدث طبيعياً أثناء النوم العميق فقط أو المرحلة الثانية نوم حركات العين السريعة مثل ارتخاء العضلات، الشلل النومى والأحلام تحدث في أوقات مختلفة أثناء النوم مع النوم القهري فعلى سبيل المثال: ارتخاء العضلات يحدث في مرحلة الاستيقاظ أما الشلل النومى والأحلام فتحدث عند النوم أو عند الاستيقاظ.

* اضطرابات النوم الأخرى:

الكوابيس

لكابوس هو حلم يحدث خلال النوم الذي يتميز بحركات عين سريعة، والذي يصاحبه شعور قوى لا يمكن الفرار منه بالخوف قد يصل إلى القلق .. المزيد

النعاس

الشعور بالميل للنوم أو النعاس بشكل طبيعي، مع رغبة وميل قوى للنوم في مواقف أو أوقات غير ملائمة

.. المزيد

نصائح للنوم

* كيف تنام؟

- تختلف ساعات النوم من شخص لآخر، ويمكننا وصف أنواع النوم ما بين "نوم عميق ونوم خفيف". 

ويتحدد ذلك بناء على طبيعة كل فرد أو ما إذا تعرض لضغوط في حياته اليومية، كما أن الكوابيس والأحلام لها دور كبير في ذلك أيضاً.

لكننا نجد دائماً أن عدد ساعات نوم الأطفال أكثر من الكبار وكلما تقدم العمر بالإنسان كلما قلت عد ساعات نومه وأصبح نوماً خفيفاً. فإذا كنت لا تستطيع النوم كثيراً.

- إقرأ النصائح التالية وستنام على الفور قبل إكمال قراءتها:

1- لا تقرأ أو تشاهد التلفزيون وأنت في الفراش، لأنها من الأنشطة التي تساعد على الاستيقاظ وخاصة إذا كنت تعاني من الأرق المزمن.

2- إذهب إلى الفراش عندما تشعر بالنعاس أو النوم، أو عندما تكون متعباً وليس عندما يحين ميعاد النوم.

3- لا تمارس أية أنشطة، أو تنغمس في التفكير في أي شئ بحوالي 90 دقيقة قبل ذهابك إلى الفراش.

4- عليك بممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق، مع عمل بعض التمرينات التي تساعد على استرخاء العضلات الرئيسية بدءاً من أصابع القدم وانتهاءاً بالوجه.

5- تذكر دائماً أن الفراش مخصص للنوم فقط وليس لأي شئ آخر، وإذا لم تستطع النوم في خلال 15-20 دقيقة، عليك بالنهوض على الفور والقيام ببعض تمارين الاسترخاء.

6- إحرص على بقاء غرفتك في درجة حرارة ملائمة.

7- لا تحاول العد لأن هذه الوسيلة هي إحدى الوسائل الأخرى التي تساعد على الاستيقاظ، وتنبه الإنسان عكس ما هو شائع.

8- اختر الوقت الملائم لممارسة التمارين الرياضية إما بعد الظهر أو في الصباح الباكر، وألا تمارسها عند ذهابك للفراش بحوالي ثلاث ساعات.

9- لا تفرط في تناول الطعام، وليكن ذلك بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات قبل ذهابك للفراش حتى تعطي الفرصة لهضم الطعام.

10- لا تنم أثناء النهار.

11- إذا استيقظت في منتصف الليل ولم تستطع العودة إلى النوم في خلال 30 دقيقة، عليك بالاستيقاظ والقيام بعمل أي شئ.

12- عليك بالكتابة، فالكتابة تساعدك على الاسترخاء. ولا يشترط كتابة شئ محدد وليكن ما قمت بعمله في هذا اليوم، أو يمكنك الكتابة عن هواياتك أو بما لديك من خطط في اليوم التالي.

13-إمتنع عن تناول الكافيين والكحوليات والسجائر قبل الذهاب إلى الفراش بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات.

14- إذا كنت تحلم بأحلام مزعجة عليك بوضع النهاية السعيدة التي ترغبها.

15- إستمع إلى موسيقى هادئة.

كثرة النوم أو قلته(4)

النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه

النوم الكثير له اسباب عديدة ولكن الأغلب انه من خلط سوادي

بالدماغ يثقل على الأعصاب والشرايين . بمعنى وجود أخلاط رديئة بالدماغ تسبب

التأثير في نشاط بعض الغدد .

يفضل أن يعمل عدة حجامات متالية في الدماغ لازالة هذه الاخلاط

يمكن  أن يسبب الإصابة بالعين أو الحسد أو السحر عدم النوم والقلق ويعالج بالرقية الشرعية  وقراءة آيات النوم المذكورة تحت بند آيات إبطال السحر حيث يكرر المريض قراءتها قبل النوم واستخدام الأعشاب وخاصة شربة السنا  إذا تأكد أن السحر مشروب أو مأكول .

كذلك الحجامة أفضل الطرق لتخفيف النوم بعون الله تعالى إضافة إلى النوم المبكر وقراءة أوراد النوم حتى يتعود الإنسان على ذلك والله الموفق .

هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها

 يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيره  .

نصائح لمن يواجهون مشاكل نقص

و فيما يلي بعض النصائح لمن يواجهون مشاكل نقص النوم وذلك لتحسين نومهم (بعد استبعاد الأسباب العضوية

أخلد إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس

استخدم السرير للنوم فقط

اقرأ ورد (دعاء) النوم كل ليل

× إذا شعرت بعدم القدرة على النوم، فانهض واذهب إلى غرفة أخرى ولا تعود لغرفة النوم إلى أن تشعر بالنعاس، عندها فقط عد إلى السرير. إذا لم تستطع النوم غادر غرفة النوم مرة أخرى. الهدف من هذه العملية هو الربط ما بين السرير والنوم ، ويجب الإدراك أن محاولة إجبار النفس على النوم عند عدم الشعور بالنعاس ينتج عنه الانزعاج والتذمر أكثر من كونه ينفع النوم. فاختصار الوقت في السرير يحسن نومك، في حين أن الإفراط في الوقت في السرير ينتج عنه نوم متقطع

× أعد الخطوة أعلاه كلما دعت الحاجة طوال الليل. قد تضطر خلال الليلة الأولى إلى النهوض من خمس إلى عشر مرات أي أنك لن تنال قسطاً كافياً من النوم. ولكن زيادة الحرمان من النوم في الليالي الأولى يسهل الاستغراق في النوم فيما بعد. وباستخدام الطريقة السابقة والالتزام بها، عادة ما يعود النوم إلى طبيعته خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد أوضحت الدراسات العلمية فعالية هذا الأسلوب في العلاج

× استخدم ساعة المنبه واستيقظ في نفس الوقت صباح كل يوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي قد نمتها في الليل. حاول المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة خلال أيام الأسبوع، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع

× يطالب العديد من المعالجين المرضى المصابين بالأرق بعدم أخذ أي غفوة خلال النهار، وهذا الموضوع يحتاج إلى شئ من التفصيل. ففي حين أن بعض الناس لا ينامون بشكل جيد أثناء الليل عندما يغفون خلال النهار، نجد أن آخرين ينامون بشكل أفضل خلال الليل. لذلك كن طبيب نفسك، وأفعل ما هو أفضل لك دون الأخذ بالاعتبار ما يقوله الآخرون، فمثلاً جرّب أن تغفو لمدة أسبوع، وتجنب أي غفوة خلال الأسبوع الذي يليه وحدد بنفسك في أي وقت كان نومك أفضل والغفوة خلال النهار يفضل أن تكون بين صلاة الظهر والعصر، ولا تتجاوز فترة النوم (30-45) دقيقة

 

إذا كنت من الناس اللذين تراودهم الأفكار والهواجس عندما يخلدون إلى النوم ولا تستطيع إيقاف تلك الأفكار، أو أنك تبدأ بالتفكير بجدول عمل اليوم التالي، فقد يكون الحل لك هو (وقت إزالة القلق)، وذلك بتحديد وقت ثابت كل يوم (حوالي 30 دقيقة) وتصفية جميع الأمور المقلقة باستخدام ورقة وقلم. اتباع ذلك سوف يسمح لك بالذهاب إلى الفراش بفكر صافٍ ومستريح

تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو سماع الموسيقى (إذا كنت من هواة سماع الموسيقى) وذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم.فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم

× الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم، فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل وقت النوم على الأقل بثلاث إلى أربع ساعات. ومما يشجع النوم أيضاً قضاء 20 دقيقة في حمام ساخن قبل النوم بساعات قليلة (ساعتان إلى ثلاث ساعات

جو غرفة النوم

 يؤثر جو غرفة النوم على النوم بدرجة كبيرة، فدرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً تؤثر سلباً على نوعية النوم، لذلك يجب تعديل درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة

 ينتج عن الضوضاء العالية المتقطعة نومٌ خفيف متقطع لا يساعد الجسم على استعادة نشاطه ولا يمنحه الفرصة للحصول على مراحل النوم العميق. يمكن التخلص من هذه الضوضاء بما يسمى "الضوضاء البيضاء" وهي أن يكون في الخلفية صوت ثابت الشدة ومتواصل كصوت مروحة أو جهاز التكييف

كما أن الضوء القوي في غرفة النوم من العوامل التي تؤثر على النوم. لذلك يفضل أن يكون ضوء غرفة النوم خافتاً

تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل

الطعام والشراب

يجب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم

 يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم

تجنب تناول المشروبات الكحولية. إن تناول الكحول قد يؤدي إلى النوم مبدئياً؛ ولكنه من المثبت علمياً أنه ما إن يبدأ الجسم في التفاعل مع المادة الكحولية فإن ذلك يؤدي إلى التقطع في النوم والأرق الشديد، كما أن المواد الكحولية تزيد من فرص الاختناق (الانقطاع في التنفس) أثناء النو

جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على كافيين تؤثر سلباً على النوم، خاصة إذا تم تناولها في فترة المساء أو قبل موعد النوم. وقد أثبتت الدراسات أن الكافيين يسبب الأرق حتى عند أولئك الذين يدّعون أنه لا يؤثر على نومهم

كما أن النيكوتين هو أحد أنواع المنبهات، فتدخين السيجارة يؤدي إلى نوم متقطع

مع تمنياتنا لكم بنوم مريح وأحلام سعيدة

القدرات العقلية تتدهور بعد النوم(5)

ذكرت دراسة أن القدرة على التفكير عند إنسان لم ينم منذ 24 ساعة تكون أفضل منها عند الإنسان المخمور أو حتى عند إنسان استيقظ للتو بعد قسط جيد من النوم في الليلة السابقة.

وتشير الدراسة التي أجرتها جامعة كولورادو الأمريكية أن القدرة على الفهم والاستيعاب والذاكرة قصيرة الأجل تكون أسوأ بعد الاستيقاظ.

ولنتائج هذه الدراسة أهمية بالنسبة لعدد من الموظفين مثل الأطباء والذين يعملون في ورديات ليلية ويطلب منهم القيام بأداء عمل فور استيقاظهم.

وتنشر نتائج البحث في مجلة اتحاد الأطباء الأمريكيين.

وخلال الدراسة أمضى المشاركون ست ليال تمت خلالها مراقبة نومهم، حيث كانوا ينامون 8 ساعات في الليلة، وكان الباحثون يفحصون أداءهم بعد النوم كل ليلة، ومن ضمن إجراءات الفحص أن يطلب منهم إضافة أعداد من رقمين لا على التعيين.

وتوصل الباحثون إلى أن مهارة الأشخاص موضع التجربة لا سيما الذاكرة قصيرة الأمد والعد وبدء الوعي بالمحيط خلال الثلاث دقائق التي تتلو الاستيقاظ تكون في حدها الأدنى.

ويضيف الباحثون أنه رغم أن آثار هذا الانحسار في القدرات العقلية بعد النوم تختفي عادة خلال ال10 دقائق التالية للاستيقاظ إلا أن آثاره عادة ما يمكن تقفيها حتى بعد مرور ساعتين.

في خطر

وتأتي الدراسة استكمالا لدراسات سابقة حول تأثير عدم النوم لمدة 24 ساعة أو أكثر ووجدت أن تأثير النوم على النائم بعد الاستيقاظ يماثل حالة المخمور.

ويعلق البروفيسور كينيث رايس المشرف على البحث بأن أسباب ذلك ربما تكون راجعة إلى أن بعض أجزاء المخ تتأخر في الاستيقاظ بعد استيقاظ المرء من النوم مباشرة.

ويعتقد باحثون آخرون أن قشرة الدماغ ما قبل الفص الجبهي والتي تعتبر مسؤولة عن حل المشاكل والعواطف والتفكير المعقد هي من بين المناطق المخية التي تتأخر في الاستيقاظ.

وقال الدكتور رايت إن الأطباء أو الممرضين أو رجال المطافئ أو سائقي سيارات الإسعاف الذين يضطرون أحيانا للعمل أو التوجه إلى مكان حادث ما ربما يعرضون أنفسهم للمجاوفة.

وأشار الباحث أيضا إلى أن الدراسة تشير إلى التحديات التي يواجهها الإنسان العادي الذي يتعين عليه أحيانا اتخاذ قرارات حاسمة بعد الاستيقاظ المفاجئ.

وأضاف أن هناك حاجة لدراسة مدة تأثير قطع النوم والنوم بقصد التعويض على الأشخاص المحرومين من النوم أو العاملين في نوبات ليلية.

وقت الاستيقاظ مهم

ويضيف الدكتور نيل ستانلي من جمعية النوم البريطانية معلقا:" هناك كثير من الناس مثل الأطباء المساعدين حيث يعتبر وقت استيقاظهم وكيفية شعورهم عند الاستيقاظ أهم من عدد الساعات التي يعملونها.

ويضيف مسديا نصيحة فيقول:" لا يجب على أي شخص أن يؤدي أي عمل مهم خلال فترة تتراوح بين 15 -30 دقيقة من وقت الاستيقاظ."

............................................................................

المصادر/

1- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 2- أ.د. أحمد سالم باهمام/ موقع النوم في الصحة والمرض

 3- موقع فيدو

 4- شبكة التحدي

 5- بي بي سي العربية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 كانون الثاني/2008 - 18/محرم/1429