ملف تخصصي: ديفيد بتراوس صعود متجدد

إعداد:علي الطالقاني

شبكة النبأ: لم تكن الخطى التي أتبعتها القوات الأمريكية في العراق جاءت عن فراغ في تصدير الشخصيات لإدارة الصراع  فبعد المآزق الكبيرة التي تعرضت لها إلادارة الامريكة وما سببته من فوضى عارمة عند دخولها العراق الذي أضحى حينها مطبخ للأفكار لحل المشاكل العالقة برز من بين الشخصيات التي صدرتها الإدارة الأمريكية الجنرال ديفيد بتراوس على قمة الهرم لقيادة القوات في العراق، وهو والمرشح أيضا لقيادة حلف الناتو، حسب الأخبار الواردة من العاصمة واشنطن، وفي ملف تخصصي عن هذه الشخصية:   

* من هو ديفيد بتراوس:

من مواليد 7 تشرين الثاني 1952م، لأبوين مهاجرين جاءا من هولندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان والده قبطاناً بحرياً، آثر الخروج من بلده إلى أمريكا عند اندلاع المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية. أكمل ديفيد بتراوس دراسته العسكرية وتخرج متفوقاً على أقرانه، والتحق بالجيش الأمريكي عام 1974م وظل يعمل بين صفوفه حتى الآن.

* صعود بتراوس:

كان ديفيد بتراوس ضابطاً حتى جاء عام 2003 م إلى العراق قائداًَ للفرقة المحمولة جواً 101، والتي شكلت قوات المقدمة التي اقتحمت العاصمة بغداد، وتولى بعد ذلك عدة مهام، كان من بينها الإشراف على تدريب قوات الأمن العراقية، ولكن وعلى خلفية الصعوبات الجمة التي واجهتها القوات الأمريكية في العراق عام 2006م – 2007م من جراء تصاعد العمليات المسلحة ضدها وعمليات التطهير العرقي ضد العراقيين وتزايد معارضة الرأي العام الأمريكي للحرب في العراق، برز اسم الجنرال بتراوس مرشحاً لتولي قيادة القوات الأمريكية في العراق. وجاء قرار تعيين الجنرال بتراوس فوراً بعد إعلان الرئيس بوش لقرار زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق. هللت جماعة المحافظين الجدد للجنرال بتراوس وكتب عنه وليم كريستول رئيس تحرير مجلة الويكي ستاندرد وخبراء معهد المسعى الأمريكي ومعهد واشنطن إضافة إلى الصحف الإسرائيلية على النحو الذي أضفى على الجنرال بتراوس صفة المسيح المخلص القادم لإخراج إدارة بوش من ورطتها في العراق.

تثبيت بتراوس على راس القوات الاميركية

وبعد ان قرر مجلس الشيوخ الاميركي على الرغم من تشكيكه بالاستراتيجية الاميركية المتبعة في العراق تثبيت تعيين الجنرال ديفيد بتراوس على راس القوات المنتشرة في العراق.

وحصل الجنرال بتراوس الذي خلف الجنرال جورج كايسي على دعم 81 سناتورا من اصل مئة عضو في مجلس الشيوخ.

واعلن رئيس لجنة القوات المسلحة الديموقراطي كارل ليفن قبل التصويت "لقد اوضح انه يعتقد ان الاستراتيجية العسكرية في العراق ستنجح وانه سيكون في وسع القوات الأميركية بقيادته أن تنجح في مهمتها (..) اني اصلي ليكون على حق".

تقييم الاداء

خاض الجنرال بتراوس دورا كبيرا في العراق من خلال ما فعله بشن المزيد من العمليات العسكرية ضد المسلحين.

وقال محللون في العالم العربي إن التقرير لديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية في العراق، لا يقدم أفكارا جديدة لإنهاء نزيف الدم هناك، ويوحي بأن واشنطن خسِـرت الحرب، سواء ظلت قواتها في العراق أو رحلت عنه.

وفي مواجهة مطالب الديمقراطيين في الكونغرس وأعداد كبيرة من الناخبين الأمريكيين بإنهاء العمليات الأمريكية في العراق، أوصى بتريوس بخفض عدد القوات الأمريكية في العراق بنحو 30 ألفا في شهر يوليو القادم، منهيا مرحلة زيادة القوات الأمريكية في العراق، لكن دون تغيير يذكر في استراتيجية الحرب التي لا تلقى تأييدا من الرأي العام الأمريكي.

وشعر محللون من شتى أنحاء العالم العربي بخيبة أمل في شهادة بتريوس أمام الكونغرس في واشنطن وفي شهادة رايان كروكر، السفير الأمريكي في العراق أمام الكونغرس، وقالوا إنها عرضت بشكل يخدم سياسة بوش ويحول دون أي تغير ملموس في التوجه.

وقال خالد الدخيل، أستاذ العلوم الاجتماعية في المملكة العربية السعودية "واشنطن تريد أن تعيد الموقف في العراق إلى الصفر إلى فترة ما قبل زيادة القوات، وهو ما يعني أنه لا تحسن، الأمور لا تتحرك قدما حقيقة".

وقال سليمان عواد إبراهيم، من مركز أبحاث الخليج، إنه شيء مثير للقلق أن تعتمد واشنطن على زعماء العشائر لإخراج القاعدة. وأضاف في تصريح لرويترز "كيف لعدد قليل من العشائر، وهي في الحقيقة ميليشيات في الانبار، أن تفعل ما لم يتمكن من القيام به 160 ألف جندي أمريكي. هناك شيء خطأ، الولايات المتحدة هي في نهاية الأمر القوة العظمى الوحيدة في العالم".

وقال مصطفى اللبادي، وهو محلل مصري وخبير في شؤون إيران "خيارات الولايات المتحدة في العراق مظلمة.

* الجنرال بتراوس قائداً لحلف الناتو:

على خلفية أداء بتراوس في مسرح الحرب العراقية، والهالة الكبيرة التي أحاطته بها جماعة المحافظين الجدد وصقور الإدارة الأمريكية فإن التوقعات تشير إلى أن إدارة بوش تخطط لتغيير مذهبية حلف الناتو العسكرية والقتالية من أجل تحويله إلى تجمع من القوات المتعددة الجنسية لمتخصصة في عمليات مكافحة التمرد والحرب ضد الإرهاب.

وحالياً، نجحت إدارة بوش في توريط حلف الناتو في حرب أفغانستان، وعلى الأغلب أن يتم توريط الحلف في العراق ولبنان. أبرز التساؤلات التي يمكن طرحها على خلفية ترشيح الجنرال بتراوس: إلى أي مدى سوف ينجح الجنرال بتراوس في تغيير مذهبية حلف الناتو العسكرية والقتالية؟ وكيف سيتعامل بتراوس مع "التمرد الأوروبي" المتزايد في مواجهة هيمنة أمريكا على الحلف ومحاولة استخدامه كـ"بروكسي" عسكري يقوم بشن الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وربما آسيا الوسطى وإفريقيا؟

حتى الآن لم تتم تسمية الجنرال بتراوس مرشحاً رسمياً للمنصب، ولكن ترويج جماعة المحافظين الجدد وانتقادات الصحف الأمريكية المعارضة للحرب تجعل تسميته كمرشح  لتولي منصب القيادة العسكرية العليا لحلف الناتو أمر كبير الاحتمال وشديد القابلية للتحقق.

المصادر:

إذاعة سوا + وكالات + رويترز 

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24 كانون الثاني/2008 - 15/محرم/1429