قراءة في كتاب: قبسات من السيرة النبوية

من محاضرات للسيد مرتضى القزويني

 

 

تحقيق: عدي ال حمود

عرض :عدنان عباس سلطان 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ:  نحتاج دوما الى ان نضع مرجعية اخلاقية كمعيار الى تفاعلاتنا في الحياة وسلوكنا الاجتماعي وذلك ينطبق حتى على خططنا الطامحة في مستقبل نريده ان يكون رصينا متماشيا مع النهج الانساني واشاعة العدالة وعندما نطبق القوانين التي تتسم في وجه من وجوهها بالحده والجمود والصلابة وفقدان المرونة.

وشخصية الرسول محمد (ص) التي كانت حاضرة حضورا جسديا قد اسست لنفسها الامتداد التاريخي من خلال عظائم الافعال فتجاوزت بذلك الحكم الفنائي للجسد وامتدت بالمعنى ولا زالت ممتدة وهي بطريقها الى المستقبل اللامحدود طالما ان الانسان يباشر التجربة الحياتية.

فالانسان البسيط الذي لم تتوفر له المعرفة الفلسفية ولم يتطلع الى الافكار والاحتجاج والاثبات والنفي ومضامين ومعيار المنطق والقياس والاستنباط في العلم الروحي والمادي فانه يجد كفايته في النموذج الرسالي والاطلاع على السيرة النورانية التي تمثلها شخصية الرسول بما اتى منها من افعال وافتاءات واقوال ماثورة.

وهذه الشخصية الفذة بما تحصل لها من العلم الرباني وبما تمتلك من خصائص في الكينونة التكوينية تظل شخصية ماثلة في الآن والمستقبل كاكبر المعايير المرجعية في السلوك البشري وعلى كافة الجبهات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية والثقافة.

ورغم كونها اسوة سلوكية الا انها اسوة عسيرة لكن الامر يدور في الهالة التي تشعها هذه الشخصية العملاقة ابتعادا واقترابا لبنو الانسان وعلى الاخص المسلمون منهم.

من هنا تاتي اهمية دراسة او الاطلاع والاستذكار للسيرة النبوية الشريفة، بكونها تختزل الحكمة والاخلاق والعدل والمحبة الحقيقية بين الله وخليفته على الارض.

لقد تميز الرسول الاعظم (ص) بميزات عظيمة لم يتحل بها مخلوق بمستواه لا من حيث الكمال الذاتي ولا من حيث الاداء الواقعي فهو اديب الحضرة القدسية التي بلغت فيه الكمال منتهاه ( ادبني ربي فأحسن تاديبي ) فالرسول الاعظم قد ادبه الله سبحانه وتعالى ( وانك لعلى خلق عظيم).

فقد اقتدى به المهتدون نحو الغاية اربانية فانزله الله في اشرف الاصلاب واخرجه من اطهر الارحام ومنها الى عالم الوجود فاظهر به كنوز حكمته وانوار علمه وعجائب خلقه واخذ عى الانبياء كافة ميثاقه وعهده وجغله القدوة والاسوة لمن رام الحق والصدق.

( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ).

والكتاب الذي نعرضه الآن انما يمخر بنا في البحر الزاخر بالعلم والمعرفة وهو يسلك الطريق المنير باتجاه الرضا الإلاهي من خلال النموذج الفريد الوافر لكل ما يتطلع اليه المؤمن من خير في الدنيا والآخرة، وذلك عبر محاضرات السيد مرتضى القزويني تم تحويلها من اشرطة التسجيل الى الورق بفضل القائم على اعدادها وتحقيقها الشيخ عدي طالب ال حمود إضافة الى تصرفه المفيد فيها.

وينقسم موضوع هذه السيرة العطرة الى خمسة محاضرات:

1ـ معرفة الرسول.. انواع المعرفة ..مناصب النبي..

2 ـ الايمان والشفاعة..الطريقة..الوسيلة.. الولادة المباركة.. الصفات.

3 ـ المعجزات.. اخبار الغيب.. عمار.. ابو ذر.. سلمان المحمدي..قتادة بن النعمان..اليهود.. الاب نستاس الكرملي.

4 ـ الاخلاق.. التواضع.. العبودية.. السياسة الاخلاقية.. الغائب.. ربيعة بن كعب.. سوادة بن قيس..

5 ـ سورة براء.. معركة خيبر.. تكليف المؤمن..

وقطعا هذه المحاضرات لم تاتي فقط من استذكارات السيد مرتضى القزويني لم ادخرت ذاكرته من العلم الوافر والمعرفة الجليلة التي يستند عليها وانما ايضا كانت مستندة الى مراجعها الفكرية الرصينة والمتفاعلة في ذهن هذا العالم الجليل، فقد بوبها المحقق واعادها الى مضانها الحقيقية ومستنداتها العلمية وقد جدولها تحت عنوان مصادر البحث وهي منتهية برقم 42 وسائل الشيعة للحر العاملي منشورات مؤسسة آل البيت.

والمحاضر السيد مرتضى القزويني من مواليد كربلاء المقدسة 1929 درس العلوم، وحصل على درجة الإجتهاد تحت رعاية نخبة من علماء كربلاء.

- هاجر الى الكويت 1972

- هاجر الى ايران 1981

- هاجر الى امريكا فكان المرشد للجالية الشيعية وقام بتاسيس العديد من المؤسسات.

- عاد الى كربلاء بعد التغيير عام 2003

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 كانون الثاني/2008 - 14/محرم/1429