شبكة النبأ: وضع عدد من خبراء
الاقتصاد والمال في "فاينانشيال تايمز" تصوراتهم للاقتصاد العالمي خلال
عام 2008, مؤكدين ان الاقتصاد سيواجه تحديات كبيرة في هذه السنة عطفا
على تداعيات أزمة الرهن العقاري في أمريكا وتباطؤ اقتصادها, فضلا عن
وصول النفط إلى مستويات قد تضر بالنمو العالمي. ولا يستبعد المحللون
أن تقر الصين – استجابة لضغوط واشنطن – إعادة تقييم عملتها اليوان أو
أن تحررها بحيث تترك السعر لعوامل السوق.
هيلاري الرئيسة المقبلة لأمريكا؟
يقول كليـف كروك، أغلب الظن أن ذلك سيحدث. وما لم يقع أمر غير وارد
في الحسبان، فإن المرشح الديمقراطي سيفوز بالانتخابات. وفي ظل تدني
شعبية هذه الإدارة، فإن هيلاري كلينتون ستفوز.
ويظهر الصعود السريع لنجم باراك أوباما في أيوا ونيوهامشير أن
الناخبين يزدادون محبة له كلما زادت معرفتهم به. ويريد الأمريكيون
تغييراً، وهذا الرجل جديد تماماً. وهناك علامات على وجود ملل من آل
كلينتون. وعلى الرغم من كل مواهبها، فإن السيدة الأولى السابقة ليست
جديدة، واعتمادها على شعبية زوجها كلما تعثرت حملتها، يعتبر دليلاً على
ذلك.
ومع ذلك، قبضة هيلاري كلينتون على الترشيح أقوى مما توحي به حركة
أوباما الارتدادية. ولو كانت معركة الترشيح تتم من دائرة إلى دائرة،
يمكن أن يكون أوباما المرشح المفضل، لكن الأمور ليست كذلك. وهناك حركة
اندفاعية سريعة للانتخابات في شباط (فبراير)، وانتشار واسع للمرشحين.
ولن تستسلم هيلاري إذا خسرت التصويت الأول (حلت ثالثة بالفعل) والثاني،
لأن اندفاعها وطموحها يمنعانها من ذلك. وسيكون إحداث انقلاب على ذلك
فوق طاقات أوباما.
مستقبل مشرَف
ويقول جديون راتشمان، تؤكد جريمة اغتيال بيناظير بوتو الصفة الوحشية
لعدم قدرة توقع التطورات السياسية في باكستان. ومن المحتمل تعزيز فرص
الرئيس مشرف في انتخابات 2008 إذا ألقيت جريمة اغتيال بوتو على
الجهاديين أو القاعدة. وسيسمح له ذلك بتقديم الحجج على أن الديمقراطية
الباكستانية، بل والدولة الباكستانية ذاتها، تتعرضان للتهديد من جانب
المتطرفين الإسلاميين. لكن من المحتمل أن يكون موقف الرئيس الباكستاني
الآن قد أصبح أقل أمناً، ويمكن أن يستنتج مؤيدوه في الولايات المتحدة،
وداخل الجيش الباكستاني، أنه شخصية ملطخة، وانقسامية، بدرجة أنه لا
يستحق المزيد من الدعم. وأصبح من المؤكد الآن حدوث المزيد من عدم
الاستقرار. وهناك فرصة قوية ألاّ يكون مشرف رئيساً لباكستان في نهاية
2008.
... وفلاديمير بوتين
ويقول، ستيفن واجستيل، اختار بوتين، ديمتري مدفديـف، مساعده المقرب،
ونائب رئيس الوزراء، مرشحاً لانتخابات آذار (مارس). وفي ظل الشعبية
الشخصية لبوتين، وكذلك دعم الكرملين، سيفوز مدفديـف بأغلبية كبيرة.
وسيعين بوتين رئيساً للوزراء.
ومن المحتمل أن يصوت البرلمان الذي يسيطر عليه حزب بوتين، روسيا
الموحدة، على تغيير الدستور لنقل السلطة من الرئيس إلى رئيس الوزراء.
لكنه حتى إذا لم يفعل ذلك، فإن السلطة الحقيقية ستظل في يدي بوتين لأنه
مركز كل شعبية هذه الإدارة. غير أنه ليس في موقف يسمح له بأن يصبح
ديكتاتوراً، لأن السلطة موزعة بين عدد من كبار المسؤولين في الكرملين
الذين يدينون بولائهم للرئيس، لكن ليس إلى درجة الموالاة التامة.
هل تحصل إيران على القنبلة؟
وتقول رولا خلف، من حسن الحظ أن ذلك لن يحدث هذا العام. وحتى
الولايات المتحدة التي تعتبر أكثر الجهات تشاؤماً إزاء نوايا إيران،
تتوقع أن تتمكن إيران من إنتاج ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة نووية في
2009 على أقرب تقدير، لكن الأغلب أن تكون قادرة على ذلك بين 2010 -
2015. وفي تحول غير عادي يخبرنا تقييم الاستخبارات الوطنية الأمريكية
الآن بأن إيران أوقفت برنامجها للتسلح النووي منذ عام 2003.
ولا يعني ذلك القول أن إيران لن توقف تصميمها المعلن على الاستمرار
في إكمال دائرة الوقود النووي التي يمثل تخصيب اليورانيوم أشد أجزائها
حساسية. ومن شأن إتقانها هذه العملية ـ الذي يبدو أنه قريب ـ وتصميمها
على الاستمرار، منحها في النهاية خيار إنتاج أسلحة نووية. غير أن
القنبلة ليست من الأوراق الموجودة في يد إيران في الوقت الراهن، شأنها
في ذلك شأن المكونات اللازمة لإنتاجها.
تفكك العراق
يقول ديفيد جاردنر، العراق بلد مفكك بالفعل: بالدكتاتورية، والحرب،
والغزو، والاحتلال. لقد تجزأ بالفعل لأسباب عملية، بحيث لا يمكن
اعتباره دولة موحدة. وأفضل آماله يتجسد في حكومة مركزية ضعيفة يكون
دورها الرئيسي تخصيص العوائد النفطية وفقاً لقواعد متفق عليها.
ويتطلب ذلك تقارباً أوسع في هذا الإقليم بين الشيعة في إيران،
والسنة في السعودية (وهو أمر ممكن)، وبحيث تدفن الولايات المتحدة،
الماضي وتسعى إلى صفقة كبرى مع طهران (وهو أمر غير وارد في ظل إدارة
الرئيس بوش).
هل ينفجر نيكولا ساركوزي؟
ويقول جون ثورنهيل، مراقبة حكم نيكولا ساركوزي لفرنسا تشبه، إلى حد
ما، مراقبة رجل يشعل عيدان الكبريت في مخزن مليء بالألعاب النارية.
فهناك ألوان مستمرة، وضجة، وإثارة، لكن مع خوف مزعج من أن كل شيء يمكن
أن ينفجر. والشرارة الأقوى احتمالاً هي تصميمه على إصلاح سوق العمل
الجامدة في بلاده. وهناك فرص انفجار في الخدمات العامة، والجامعات،
والضواحي المضطربة. ويضاف إلى كل ذلك أن السياسة الخارجية المندفعة
للرئيس الفرنسي تبدو مجالا مهيئا لوقوع الحوادث. لكن مع ذلك، لدى
ساركوزي فهم غريزي لمواطنيه وموهبة خاصة في معالجة الكوارث. لقد انتخبه
الفرنسيون من أجل التغيير، وبالتالي فإنه يخاطر بأعظم الأمور إذا لم
يفعل ذلك. وسيكون هناك الكثير من الأحدث الخاطفة للنظر عام 2008، إلا
أن أياً منها لن يكون قاتلاً.
بديل كيوتو
وتقول فيونا هارفـي في توقعها المناخي، سيشهد عام 2008 تقدماً
حقيقياً في مجال التغير المناخي، لكن سيكون هناك شعور بأن العالم يتخذ
خطوات قليلة إلى الوراء مقابل كل خطوة إلى الأمام. وعلى الرغم من أن
الولايات المتحدة وافقت في اجتماع جزيرة بالي، خلال الفترة الأخيرة،
على إطلاق المحادثات بهدف التوصل إلى بديل لبروتوكول كيوتو في نهاية
عام 2009، إلا أن حبر ذلك الإعلان لم يكد يجف حتى بدأت إدارة بوش
بإثارة "مخاوف جدية" بشأن دور الدول النامية في المحادثات المقبلة.
ذلك هو نمط المفاوضات هذا العام، في الوقت الذي يعبئ فيه المسؤولون
تفاصيل "خريطة طريق" اجتماع بالي. وسترافق التقدم اتهامات مضادة من
جانب الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومن قبل الدول النامية التي
تخشى تحمل فاتورة الانبعاثات الغازية للدول الغنية.
النفط يتخطى الحاجز
ويقول إد كروكس، كان حاجز 100 دولار بمثابة سقف زجاجي لسعر النفط،
تم الاقتراب منه مرتين، دون أن ينكسر (انكسر مطلع العام). لكن في ظل
سوق متقلبة، وما يبدو من استعداد "أوبك للدفاع" عن مستوى سعر عند 90
دولاراً للبرميل، من الصعب تصور بقاء ذلك السقف الزجاجي طوال العام.
وبتقدم عام 2008، سيكون لضعف الاقتصاد العالمي أثر في الطلب على النفط،
حتى في الصين التي كانت أكبر مصادر نمو الطلب. ومن المنتظر أن ينهي سعر
النفط 2008 بمستوى أدنى مما بدأه.
ماذا عن ركود أمريكا؟
وبهذا الشان يتوقع كريشنا جوها، ان الولايات المتحدة ستكون على حافة
الركود في أوائل 2008، لكن يمكنها أن تتجنب السقوط. ويعود ذلك جزئياً
إلى استمرار قوة الصادرات إلى بقية أنحاء العالم. غير أن الاقتصاد لن
يرتد سريعاً إلى الجانب الإيجابي، بل سيعيش فترة طويلة من النمو الضعيف
وسيظل خلال تلك الفترة عرضة للمزيد من الهزات الاقتصادية.
وتستمر أسعار المنازل في التراجع على مستوى الولايات المتحدة، مع
ملاحظة تراجعات كبرى في كاليفورنيا وفلوريدا. وستتم موازنة آثار الثروة
السلبية في المستهلكين جزئياً، من خلال النمو الكافي للعوائد في سوق
العمل المرنة. وسترتفع البطالة، لكن ليس بنسبة عالية. ويمكن أن ينتهي
الأمر بالاحتياطي الفيدرالي إلى تقليص أسعار الفائدة بأكثر مما كان
يعتقد، لكن قدرته على ذلك مقيدة بمخاطر التضخم، وبالذات إذا حافظت
أسعار النفط والأغذية على ارتفاعها، أو زادت ارتفاعاً.
هل تستمر أزمة الائتمان
يقول المحلل جيليان تيت، نعم، الأخبار الجيدة أن البنوك وصانعي
السياسة يتخذون الإجراءات الضرورية في الوقت الراهن. لكن حتى إذا ظلت
المشكلات مقتصرة على ديون الرهن العقاري، وهذه الـ "إذا" كبيرة، فإن
الأمر يستغرق أشهراً عديدة كي تنتشر الخسائر عبر النظام ككل. والأهم من
كل شيء هو أن الخسائر الخاصة بالرهن العقاري كبيرة للغاية، إذ تبلغ 200
مليار دولار، أو أكثر. وبينما تضرب الأزمة ميزانيات البنوك، تواجه
المؤسسات المالية ضغوطاً لتقليص الإقراض في 2008.
لكن عامل عدم اليقين الفعلي الكبير هو ما إذا كان سيحدث المزيد من
العدوى. فحالات العجز عن السداد تبرز الآن في فئات أخرى من الرهن،
إضافة إلى ما يحدث في قطاع البطاقات الائتمانية، والديون العقارية
التجارية. ومن شأن ذلك إحداث 200 مليار دولار أخرى من الخسائر. أما
سيناريو الكابوس، فهو أن تبدأ الشركات في العجز عن سداد قروضها.
فلنتوجه بالشكر والحمد لله لأنه لم تظهر بعد أي علامة على ذلك. لكن إذا
حدث ركود في الاقتصاد الأمريكي، فإن فرصة عجز الشركات عن السداد
ستزداد، ما ينجم عنه مزيد من خسائر البنوك، وبالتالي دخول الفصل الجديد
من قصة أزمة الائتمان الطاحنة.
سوق أسهم هبوطية
يقول المحلل كريستوفر براون هيوز، من المحتمل أن تتراجع أسواق
الأسهم بصورة أوسع في 2008، مقارنة بمستوياتها في نهاية العام المنصرم
2007. لكنها ستكون بحاجة إلى الهبوط بنسبة 20 في المائة عن مستويات
ذروتها الحالية، حتى تكون هناك سوق أسهم هبوطية للغاية. ويمثل النصف
الأول من العام تحدياً، بينما يستمر التأثر السلبي للأسهم بآثار أسواق
الائتمان، وكذلك مخاوف حدوث ركود في الولايات المتحدة والمملكة
المتحدة، إضافة إلى مراجعات لتوقعات الأرباح باتجاه الانخفاض.
لكن هناك عوامل إيجابية كذلك، تتمثل في توقع معدلات أسعار فائدة
أدنى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وزيادة صفقات الاندماج
والاستحواذ مدعومة بقوة ميزانيات الشركات، وتحركات أخرى من جانب صناديق
الثروة السيادية للإنقاذ المالي للبنوك والشركات التي تعاني أوضاعا
صعبة. ويفترض كذلك أن تكون تقييمات الأسهم، بالمقارنة مع السندات،
عاملاً داعماً. ويفترض أيضاً أن تكون هذه العوامل كافية للسماح بتخفيف
آثار الاكتئاب الناجم عن الأزمة الائتمانية، بل ويمكن للأسهم أن تحقق
مكاسب متواضعة بالنسبة للعام ككل.
هل يفكك "سيتي جروب" نفسه؟
وهنا يقول المحلل جون جابر، لا، من المحتمل أن يتم إغراء فكرام
باندت، الرئيس التنفيذي الجديد لـ "سيتي جروب"، بتجزئه البنك الذي
جمّعه ساندي ويل. وكانت المشكلات التي عاناها البنك عام 2007، والتي
أدت إلى مغادرة تشك برنس، قد أثارت أسئلة حول ما إذا كان البنك،
ببساطة، أكبر من أن يدار.
باندت، وفقاً لتأهيله التعليمي الجامعي، مصرفي استثماري شأنه في ذلك
شأن السير وين بسكوف، رئيس مجلس إدارة سيتي جروب. ويعلم الرجلان أنهما
سيتمكنان من رفع سعر أسهم البنك خلال الأجل القصير، إذا تخلصا من فرعه
الاستثماري. لكن أمام ذلك عوائق تتمثل في ضرورة جمع المزيد من رأس
المال، كما أن الضريبة يمكن أن تصبح قضية مطروحة. وبالقدر ذاته من
الأهمية، سيدرك باندت أنه إذا لم يوجد "سيتي جروب"، فإن أحداً ما كان
سيحاول اختراعه، لأن الشركات المالية تندمج معاً. ومشكلة "سيتي جروب"
ليست في عدم وجوده، وإنما في أنه لا يعمل بصورة جيدة.
هل تتراجع أسعار المساكن في المملكة
المتحدة؟
يقول كريس جايلز، نعم، أسعار المساكن ستكون في نهاية 2008 أدنى مما
هي عليه في بدايته. وهناك خمسة أسباب لذلك: أولها، أسعار المساكن
مرتفعة للغاية، بأي مقياس يمكن أن تفكر فيه تقريباً. ثانيها، أن
المقرضين يشددون بالفعل شروط الإقراض، بحيث يصبح الحصول على رهن عقاري
أمراً أكثر صعوبة. ثالثا، أسعار المساكن تتراجع ببطء بالفعل في أكثر من
نصف المناطق في المملكة المتحدة. رابعا، الاقتصاد سيتباطأ. وأخيرا،
مقرضو الرهن العقاري لا يتوقعون تغييراً في أسعار المنازل عام 2008.
وإذا كنت تتطلع إلى انهيار في أسعار المساكن، فإن عام 2008 ليس
عامك. وتميل أسعار المساكن إلى الهبوط البطيء، كما أن الاقتصاد ليس من
الضعف بحيث يتم توقع أكثر من تراجع بسيط في أسعار المساكن التي لا تزال
مرتفعة للغاية.
الفائدة في منطقة اليورو
وهنا يقول رالف أتكنز، ستتراجع أسعار الفائدة، فذلك يمثل مطلباً
قريباً. وسينهي البنك المركزي الأوروبي العام بتوجه صقوري. فقد زاد
التضخم كثيراً عن المنطقة المريحة للبنك. وتفيد البيانات بأن معدل نمو
منطقة اليورو لا يزال قوياً. وإذا استمر ذلك، سيكون بمقدور البنك
المركزي الأوروبي الاستمرار في رفع تكاليف الاقتراض خلال العام. وسيكون
البنك سعيداً بعدم فعل أي شيء لفترة طويلة، بحيث يبقي على معدل فائدته
دون تغيير عند 4 في المائة.
لكن يفترض أن يتراجع التضخم عام 2008، كما أن من المتوقع أن يكون
البنك المركزي الأوروبي مبالغاً في توقعات النمو. ولن يكون للاقتصاد
الأمريكي الأضعف، إضافة إلى التكاليف التمويلية المتصاعدة بسبب شح
الائتمان، سوى أثر تعطيلي. ومن الممكن أن يؤدي صعود كبير آخر لليورو
إلى لجم التوجه الصقوري للبنك المركزي الأوروبي، ومن يعرف ما هي الأمور
الأخرى الكامنة؟ وسيتحرك البنك المركزي الأوروبي باتجاه تقليص معدلات
أسعار الفائدة بينما تتراجع الضغوط التضخمية تدريجياً.
هل تعيد الصين تقييم الرنمينبي؟
وبهذا الشان يقول مارتن وولف، لا، السلطات الصينية ستستمر في السماح
بحدوث ارتفاع محسوب لقيمة عملتها مقابل الدولار، لكنها لن تسمح بارتفاع
كبير بما يعادل ما يطالب به الشركاء التجاريون الرئيسيون للصين.
ولا يتوقع رفع أسرع لقيمة الرنمينبي مقابل الدولار في 2008، على
الرغم من الضغط المتزايد من قبل جهات خارجية، وعلى الرغم مما حدث من
قفزة أخرى في حجم الاحتياطيات المالية الصينية بالعملات الأجنبية التي
وصلت إلى ما يقارب 2000 مليار دولار. وتدرك الحكومة النمو السريع الذي
تجلبه العملة الرخيصة، وتعتقد أنها قادرة على إدارة العواقب التضخمية.
وستسمح الصين في نهاية المطاف بزيادة أسرع في تقييم عملتها. لكن من شأن
قفزة كبرى في معدل التضخم عام 2008 الضغط على الحكومة لفعل ذلك خلال
العام.
وداعا للمسؤولية الاجتماعية
للشركات؟
وفي هذا الموضوع يقول ستيفن شتيرن، لا بأس من استمرار ارتفاع
مستويات سطح البحر: فأمواج السخرية التي تبرز في جدال المسؤولين
التنفيذيين في الشركات وتجعلهم يدفعون بأجنداتهم الخاصة بالمسؤولية
الاجتماعية لشركاتهم، تنذر بأن تكون مهددة للحياة عام 2008. إن دورة
الحياة الحتمية لدفع الإدارات للمسؤولية الاجتماعية للشركات قدماً،
تسير باتجاه مغادرة مسرح النشاط العملي حالياً. ويبدو أن الزبائن،
بصورة عامة، غير مقتنعين بهذا الحقن. وكانت المسؤولية الاجتماعية على
الدوام مفهوماً مهلهلاً للغاية من حيث القدرة على اكتساب قوة سحب لدى
قادة الشركات.
ويمنحنا ذلك الأمر دليلاً على هوية الشيء الكبير القادم في عام
الإدارة: الاستدامة. في هذا المفهوم، على النقيض من المسؤولية
الاجتماعية للشركات، بعض المحتوى والاحتمالات التجارية المرتبطة به.
والحقيقة أن الابتكارات التي تولد الأرباح، بينما تقلص الانبعاثات
الكربونية، تستحق أن تتبع. ولذلك أقدم توقعاً إضافياً للعام المقبل:
إعادة تسمية العلامات التجارية التي تقوم بها كل تلك الشركات
الاستشارية العاملة في مجالات المسؤولية الاجتماعية للشركات، التي سوف
تحل محل المؤسسات القديمة، وذلك من خلال طرح علامة " استدامة " أكثر
معاصرة.
ما الخطوة التالية لـ "جوجل"؟
وبهذا الشان الحيوي يقول ريتشارد ووترز، ستكتسب القوة الكاسحة لـ
"جوجل" المزيد من قوى الدفع، ما يزيد حصته في النشاطات الخاصة بالبحث
عن المعلومات إلى 75 في المائة على الصعيد العالمي، ويرفع عوائده إلى
18 مليار دولار، وبحيث يتجاوز سعر سهمه 1000 دولار. وأثبت الآن أنه
تجاوز "مايكروسوفت" و"ياهو"، وبرهن على قدرته على النمو الهائل دون
توقف، بحيث إن التهديد الرئيس يبقى فقط في صورة تراجع اقتصادي شديد.
وبنهاية العام سيبدأ تأثير "جوجل" الهائل والمنتشر في فرض إعادة
ترتيب لمشهد الفضاء الإلكتروني. والنتيجة الأولى ستكون رقصة اندماج بين
"مايكروسوفت و"ياهو"، AOL، وEbay، بينما تتحرك مجموعة الشركات المنافسة
في مجال البحث عن المعلومات، والإعلان، والتجارة الإلكترونية لتعديل
أوضاعها كي تتمكن من التعامل مع الواقع الجديد. لكن يتوقع أن يتكشف كعب
أخيل بالنسبة لـ "جوجل" هذا العام، بينما تصل المخاوف الرسمية حول
خصوصية الشبكة الإلكترونية إلى ارتفاعات جديدة. ويقود المشرعون
الأوروبيون هذا المسار.
هل تشهد بكين أفضل دورة أولمبية؟
وهنا يتوقع ميور ديكي ان من المحتمل أن يتم ذلك في ظل ضخامة
الاستثمار الصيني سياسياً ومالياً. فقد تمت إعادة بناء معظم بكين خلال
العقد الماضي، وأذهلت المنشآت، مثل ملعب "عش العصفور"، و"المسبح
التكعيبي"، المهندسين المعماريين. وسيؤدي الحماس الشعبي، ووجود سبعة
ملايين بطاقة دخول زهيدة الثمن، إلى جعل هذه الألعاب الأكثف حضوراً،
حتى إن المشاركين في الرياضات الثانوية، مثل التجديف، سيمارسون رياضتهم
بين جماهير غفيرة.
لكن ما يثير قلق منظمي هذه الألعاب هو ضخامة التوقعات في ظل هذا
الاحتفال الخاص بأكثر دول العالم سكاناً. ولن يكون مجرد "كونك الأفضل"
كافياً، فأي شيء لا يصل إلى الكمال سوف يكون أمراً مخيباً للآمال. |