مرحلة كسب الصراع: مجالس الصحوة أم تنظيم القاعدة

إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: المتتبع لأحداث العراق اليوم يشاهد حدثا أخذ يطفوا على السطح يوما بعد آخر ويتمثل بطرفين يدور بينهما الصراع من أجل البقاء، الطرف الأول هو تنظيم القاعدة الذي بدأ يفقد توازنه بعد خطة فرض القانون وزيادة عدد القوات الأمريكية. أما الطرف الآخر يتمثل بمجالس الصحوة بمساندة أبناء العشائر التي تنتمي للطائفة السنية.

ويمثل النهج الذي تتبعه قوات الصحوة تجسيدا لانقلاب العرب السنة على القاعدة، ومن الملاحظ أن الهجمات الأخيرة وقعت بين صفوف قوات الصحوة وأخذت موقع الصدارة. ويفسر بعض المحللين السياسيين أن كلا الطرفين ولد نتيجة  التطور الفعال في استراتيجية العمل الأميركية الجديدة، التي اضطرت الى التعامل مع الجماعات المسلحة وغيرها من تجمعات المتطوعين، فيما كان مثل هذا التعامل، حتى مطلع العام الماضي، جزءا من المحرمات والخطوط الحمر التي لا يمكن تخطيها.

القاعدة تلقت صفعة قوية في العراق

وقال بوش الذي زار الكويت حاليا إن تنظيم القاعدة في العراق قد تلقى ضربات موجعة خلال العام الماضي وإن قراره بإرسال مزيد من الجنود إلى العراق أدى إلى "عودة الأمل إلى هذا البلد".

وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمة أمام القوات الأمريكية في معسكر عرفجان بالكويت، إنه سيعمل على إنجاز هدفه بخفض تدريجي للقوات من العراق بحلول يوليو/تموز المقبل، لكنه قال إن أي انسحاب سيعتمد على الوضع على الأرض كما يقيمه القادة العسكريون.

ثوار أم خلافة

لم يمض وقتٌ طويل على تشكيل مجالس الإنقاذ والصحوة حتى بدأنا نسمع شكوى الأهالي والمسؤولين من هذه الجماعات المسلحة في بعض مناطق بغداد وديالى وشمال الحلة.

وتتمتع جماعات الصحوة المسلحة التي تقاتل تنظيم القاعدة، بدعم القوات الأميركية وبعض القوى السياسية في البرلمان من قبيل جبهة التوافق العراقية مقابل مواقف متناقضة تصدر عن الحكومة، فيومٌ نسمع عن دعم، وآخر عن استنكار لوجودها ومطالبة بالغائها، ووقف الدعم الأميركي لها بالكامل.

ويشخى المراقبون من أن تتحول جماعات الصحوة المسلحة هذه إلى ميليشيات تهدد النظام السياسي القائم في العراق بعد أن تنهي معركتها مع القاعدة. ويحذر آخرون من أن هذه الخطوة تصب في صالح تشكيل ميليشيات سنية تضاف الى ما هو موجود أصلا من ميليشيات ومجموعات مسلح.

فمن هذه المجاميع؟ وممن تتألف فصائلها؟ ولماذا تتهم بعض هذه الفصائل بالإرهاب؟ وما موقفها من المشاركة في العملية السياسية؟ هل هي مع نظام دستوري ديمقراطي؟ ما أجندتها؟ وهل تتلقى دعما اقليميا؟ هل هي جزء من الحل أم المشكلة؟ أسئلة تشكل موضع أهتمام الكثير من المراقبين للوضع في العراق.

دمج "مجالس الصحوة"

من جانب آخر كشفت الولايات المتحدة عن خطة لمساعدة عشرات الالاف من المتمردين العراقيين السابقين، وغالبيتهم من السنة، على اعادة الاندماج في المجتمع.

ويقول سفير الولايات المتحدة في العراق ريان كروكر ان بلاده رصدت 150 مليون دولار لتأهيل مقاتلي السنة السابقين للعمل في وظائف جديدة.

وكانت العشائر السنية بتشجيع ودعم امريكي قد شكلت في الاونة الاخيرة تشكيلات مسلحة اطلق عليها " مجالس الصحوة الاسلامية" استهدفت طرد تنظيم القاعدة من المحافظات التي يسيطر عليها من اجل بسط الامن في تلك الاماكن.

ويقدر عدد هذه القوات بـ71 ألف عنصر، معظمهم كانوا أعضاء في الحركات المسلحة المناهضة للجيش الأمريكي في العراق.

ويفيد المسؤولون العراقيون ان عدد افراد هذه المليشيات في ازدياد دائم حيث من المتوقع ان يصل عددها في بغداد وحدها العام المقبل الى 45 الف فرد.

وقالت الحكومة ، على لسان وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم، إنها لن تسمح بأن تتحول قوات مجالس الصحوة الإسلامية الى "قوة ثالثة"، الى جانب الشرطة وقوات الجيش.

تقييد مجالس الصحوة

ودعا عبد العزيز الحكيم الزعيم الشيعي العراقي الذي يتمتع بنفوذ قوي الى اخضاع دوريات مجالس الصحوة التي تدعمها القوات الأمريكية والتي تتألف أساسا من السنة العرب لسيطرة الحكومة وأن يكون تشكيلها أكثر توازنا على الصعيد الطائفي.

وقال الحكيم الذي يتزعم أكبر حزب سياسي في الحكومة ان تلك الدوريات ساهمت في خفض العنف لكنه قال انه يتعين عليها أن تقوم بدور مساعد فقط. بحسب رويترز.

وسلطت تصريحاته الضوء على قلق زعماء الشيعة العراقيين من فكرة وجود جماعات سنية مسلحة منظمة قد تنقلب ضدهم عندما تنسحب القوات الامريكية.

مقتل آمر فوج صحوة حي الجامعة

وقال مصدر أمني في قيادة عمليات بغداد إن مسلحا مجهولا قتل آمر فوج صحوة حي الجامعة غربي بغداد بمسدس كاتم للصوت لدى خروجه من أحد المساجد.

وذكر المصدرلوكالة ( أصوات العراق) أن، آمر (فوج الصحوة) في حي الجامعة، والمعروف بـ ( العقيد ربيع)، قتل لدى خروجه من جامع ( الملا حويش) في الحي نفسه.

دعوة "للتضحية" بأعضاء مجالس الصحوة

من جانبه حث زعيم تنظيم القاعدة في العراق المسلحين على قتل السنة الذين انضموا للقوات الأمريكية من خلال مشاركتهم في مجالس الصحوة المناهضة للتنظيم.

وقال أبو عمر البغدادي في كلمته الصوتية، التي نشرتها مواقع متشددة على الإنترنت: " أقرأ عليكم عظتي وأقول ضحوا تقبل الله ضحايكم بمرتدي الصحوات، فإنهم صاروا للصليب أعوانا وعلى المجاهدين فرسانا."

وهاجم البغدادي في التسجيل الصوتي، ، الفكر القومي، موضحاً أن هذا الفكر يقوم على اللغة والوطن ولكنه لا يقوم على الدين، مشيراً إلى أن مفهوم الوطنية، الذي يجب أن يدافع عنه المسلم، هو "تلك الدار التي تعلوها شريعة الله وتكون فيها العقيدة سلوكاً ومنهاج حياة."

وكان أيمن الظواهري، المساعد الأول لزعيم تنظم القاعدة أسامة بن لادن، قد أدان زعماء وشيوخ القبائل العراقية الذي تحالفوا مع القوات الأمريكية في العراق ضد مقاتلي القاعدة ووصفهم بأنهم "خونة".

وقال الظواهري في شريط مصور إن أولئك الشيوخ القبليين سيواجهون بالثأر ما أن تترك القوات الأمريكية العراق.

بن لادن يشن هجوما على مجالس الصحوة

ودعا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسجيل صوتي جديد الإسلاميين في العراق إلى مبايعة الشيخ أبو عمر البغدادي “أميرا على دولة العراق الإسلامية” وأدان مجالس الصحوة التي وصفها بأنها “مجالس ضرار”. وتم بث شريط بن لادن الصوتي الذي يستغرق 56 دقيقة على موقع على شبكة الانترنت رصدته مجموعة “انتليجنس غروب سايت” الأمريكية، كما بثت قناة “الجزيرة” الفضائية مقاطع منه. ودعا بن لادن “الأمراء المجاهدين وأعضاء مجلس الشورى” ممن لم يبايعوا البغدادي إلى “الوحدة ومبايعته أميرا على دولة العراق الإسلامية (...) حفاظا على جماعة المسلمين” . حسب المقاطع التي بثتها “الجزيرة”. وأضاف “لا يجوز التأخر في المبايعة”، داعيا إلى الامتناع عن “التعصب للرجال أو الجماعات بل إلى التعصب للحق”. وقال إن الولايات المتحدة تعمل “لتثبيت قواتها في العراق”. وأضاف “لما اقتنعت بعجزها العسكري، زادت من نشاطها السياسي والإعلامي لشراء ذمم العشائر تحت مسمى الصحوة”. وتتألف مجالس الصحوة من أفراد عشائر سنية في عدد من المناطق العراقية وهي تتعاون مع القوات الأمريكية في قتال عناصر القاعدة خصوصا في محافظتي الأنبار وديالي. من جهة أخرى، نقلت مجموعة “أنتليجنس غروب سايت” الأمريكية عن بن لادن انتقاده بشدة الحزب الإسلامي العراقي العضو في الحكومة العراقية، معتبرا أن المسلمين الذين يدعمونه “يخونون” الإسلام. وقالت المجموعة في نص مترجم للرسالة إن زعيم تنظيم القاعدة قال إن المسلمين الذين يدعمون هذا الحزب “يحاربون المجاهدين بينما عليهم الالتفاف حول الأبطال الذين أقاموا الدولة الإسلامية”. وتتخذ مجموعة “أنتليجنس غروب سايت” من الولايات المتحدة مقرا لها وتراقب مواقع المجموعات الاسلامية على الانترنت.

الصحوة تردّ على بن لادن

وفي نفس السياق ردت "الصحوة" على كلام زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن بالتأكيد على ورد الشيخ خالد شاحوذ العلواني أحد قيادي قوات "الصحوة" في محافظة الانبار (غرب العراق)، على رسالة بن لادن قائلاً إن "تصريحات بن لادن لا تمثل لنا شيئاً، لأنه يهدد من مصدر ضعف وليس من مصدر قوة". وأكد العلواني الذي كان يتحدث لوكالة "فرانس برس" "لم يبق للقاعدة أي قوة في محافظة الانبار حتى يهددنا بها".

أضاف أن "تنظيم القاعدة ليس لديه نفوذ هنا لأن قوات "الصحوة" التي تشترك فيها كل الطوائف العراقية منتشرة في كل العراق ونفوذنا أقوى في جميع أنحاء البلاد". وقال العلواني "سنستمر في مطاردتهم وليس لدينا عدو في البلاد اليوم سوى القاعدة. ستكون معركتنا معهم حصرياً اينما كانوا وسنطاردهم حتى نقضي على آخر عنصر منهم".وتساءل العلواني "ما الذي فعلته في العراق وما الذي قدمته للعراقيين سوى القتل والدمار؟ يجب أن تقارن بين ما قامت به القاعدة ومنجزات "الصحوة"".

وقال الشيخ حمد ابراهيم الجبوري أحد قادة قوات "الصحوة" في صلاح الدين (شمال بغداد) إن "قواتنا مستعدة لمطاردة تنظيم القاعدة وطردها من بلاد الرافدين"، معتبراً أن تنظيم القاعدة "عصابات وقطاع طرق تستهدف أعراض العراقيين وتسفك دمائهم".

وأعرب عضو في قوات "الصحوة" التابعة لصلاح الدين طلب عدم كشف هويته، عن أسفه لوجود تنظيم "القاعدة" في بلاده. وقال إن "ما يقوم به اتباع بن لادن من أعمال منافية لمبادئ الإسلام والأخلاق مؤسف". وأشار الى بيان لقوات "الصحوة" في صلاح الدين يطالب بن لادن بأن "يأمر اتباعه بوقف استهداف وقتل العراقيين وتقديم الاعتذار للعراقيين الذين تضرروا من أفعال أعضاء تنظيمه لما ارتكبوا من جرائم بشعة ضدهم".

وأكد البيان أن "جرائم اتباع من أسموه الشيخ بن لادن كانت الدافع الأول والأخير لإنشاء مجالس "الصحوة" والإسناد وليس حب السلطة والجاه والمال أو العمالة لأحد كما يقول بن لادن". وأعرب عن إصراره على استمرار نشاط "الصحوة" التي "ترفض سفك دماء العراقيين وتحميهم من قوى الشر ولا تسعى لأهداف أخرى".

وقال ابو تبارك العبيدي العضو في قوات "الصحوة" في محافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) إن "لعبة القاعدة في العراق انكشفت واليوم نقاتلهم بمساندة جميع أطياف الشعب العراقي". وأضاف مخاطباً عناصر تنظيم القاعدة "عثتم في الأرض فساداً وستكون نهايتكم على أيدينا"، بينما قال باسم الكرخي العضو في قوات بعقوبة إن "القاعدة

مرحلة كسب الصراع

تطورت مجالس الصحوة خلال الاشهر القليلة الماضية بشكل لافت للنظر يمكن تشبيهها بـ«نهضة» او «انتفاضة» كبيرة تاسست على قواعد الخطر والشعور بالضيم وضياع مستقبل الحياة، وتعرض الناس الى التدمير واضطرارهم الى ترك ديارهم. هذا من جانب المقاتلين، اما على الجانب الاميركي فقد وصلت حال القوات الى وضع بات يؤثر سلبا في قدرة الولايات المتحدة في الرد العسكري التقليدي، وبدا الافق ضيقا وقريبا في مرحلة تغيير الموازين الدولية. بالاضافة الى انه قد ثبت ان الذين قرروا التصدي للدور الاميركي ماضون في نياتهم وغاياتهم، دولا كانت ام جماعات ام افرادا.

فقد اتضح انه في العراق يوجد خزين كبير من مكامن الاستعداد لخوض قتال طويل الامد. فكان لا بد من سياقات اخرى ونهج جديد وواقعية في التعاطي مع المعطيات المطروحة على الارض. وكان لا بد من التغيير الحتمي، او ان تسحب اميركا جيوشها من المنطقة كلها، او ان تلد حرب العراق حربا كبرى تتعدى نطاق الاقليم، قد يضطر الامر معها الى استخدام وسائل ومعدات واسلحة لم تستخدم الا في حالات نادرة بقيت تتجدد في ذاكرة التاريخ كل عام.

هكذا ولدت الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي تخطت الخطوط الحمر وتجاوزت المحرمات الاميركية وغيرها على حد سواء. فالقتال ضد تنظيم القاعدة بات كفيلا بطي صفحة الماضي بالنسبة للافراد على ان يكونوا صادقين في توجهاتهم بعيدا عن النيات المبيتة التي تحسب ضمن اغراض الاختراق او ضمن ما يسمى بالخلايا النائمة الناشطة في تجاه آخر ضمن خطط مقصودة.

نمو الصحوة

كما سبق بيانه في مقال سابق، فان مبادرة الشيخ عبد الستار ابو ريشة لم تكن لتحظى بجانب كبير من الاهمية وردود الفعل والتفاعل معها، لان عناصر القاعدة ومؤيديها كانوا قد انتشروا، الا ان الايام اثبتت ان المناطق الساخنة لم تكن حاضنات اختيارية، بل تأسست نتيجة عوامل عدة، منها ارهاب قوة القاعدة، وكره الناس للاحتلال، والتحريض الخارجي، والممارسات الخاطئة والاحاطات الداخلية... الخ.

ومع وصول الزخم الكبير لقوة الضربة الاميركية بدء التعامل مع المتطوعين بسياسة غض النظر عمن عمل مع الجماعات المسلحة، وبعضهم ممن عمل مع القاعدة او نسق معها. ومع الحاجة الملحة الى فرص العمل، ونتيجة الشعور بمستقبل قاتم، بدأ الشباب يتوجهون الى مراكز التطوع والتجنيد. ومع تزايد اعداد المتطوعين وعلنية الانتماء الى القوات المسلحة في الشرطة والجيش والمتطوعين المحليين، اختل ميزان قوة القاعدة لصالح كفة الصحوة، ولم يعد الخوف مسيطرا على من له النية في العمل في الاجهزة العسكرية. وهذا بحد ذاته يمثل نهضة ترتقي الى مستوى الانقلاب الثوري الجارف، مما يجعل ايقافه من الاحتمالات المستحيلة او قربها.

حدة القتال

فقدان القاعدة للحاضنات القهرية، وتنامي مشاعر العداء لها ضمن المناطق العربية السنية، وظهور رغبة قوية لدى العديد من الجماعات المسلحة في تغيير مواقفها، والتوجه الى المشاركة في العملية السياسية، مناطقيا او ضمن الدائرة الاشمل. عوامل تدل على ان الزمن يمضي قدما في صالح العراقيين. ويبدو ان القاعدة قد فهمت تعقيدات مواقفها، وفهمت ان التيار بات جارفا، فقررت استمرار السباحة ضد التيار، و قررت تغيير اسبقيات العمل. فمهاجمة القوات الاميركية لم تعد مؤثرة في سير الصراع، كما ان مهاجمة القوات المسلحة العراقية لم يعد هو الآخر مؤثرا في النتائج، خصوصا مع ظهور خصم جديد وكبير، فضلا عن تزايد اعداد وحجوم التشكيلات القتالية للجيش العراقي.

لقد اصبح القتال ضد مجالس الصحوة وسيلة وغاية في آن معا، ذلك لانه من المستحيل العودة الى معادلات الماضي مع تنامي ظاهرة الصحوة. لذلك تصاعدت الهجمات ضد مجالس الصحوة وقادة المجاميع، و هو ما حصل في استهداف الشيخ ابو ريشة ورئيس صحوة الاعظمية وفريق الصحوة في حي الشعب في بغداد وغيرهم، حتى وان كانت مصادر التهديد مختلفة كليا او جزئيا فالمحصلة واحدة. كما ان معظم الجهد الانتحاري يستهدف حاليا مجالس الصحوة وقادتها الميدانيين. وليس غريبا وقوع تضحيات وحصول اختراقات، لان الحدث كبير ومهم الى حد تكوين منعطف حاسم.

آفاق المستقبل

في الخلاصة يمكن التوصل الى ما يلي:

* لم يعد المستقبل في العراق مبهما. فقتال الصحوة ضد القاعدة مستمر، والتراجع عنه يعني لا امل في بقاء من خاضوا هذا القتال في مناطقهم او حتى في مناطق اخرى من العراق، لان الحال ارتقت الى سقف تحديد المصير النهائي. فالذين عملوا كعناصر شرطة «بسطاء» في الماضي لا يزالون مستهدفين ومهددين بالقتل، فكيف حال الذين تطوعوا لقتال القاعدة في العلن؟! ويعني ذلك انها حرب لا رجعة فيها قطعا.

* النجاح المتحقق في استراتيجية القوات الاميركية، والنجاح المتحقق من قبل القوات المسلحة العراقية، يعززان اندفاع المتطوعين للعمل ضد القاعدة، وكذلك ضد كل اشكال التهديدات التي تعرض مناطقهم للخطر. فوقف هذا التيار لم يعد ممكنا، الا اذا تغيرت الاستراتيجية التي بلورت الموقف، وهو قرار ليس متوقعا اتخاذه من قبل اي طرف: لا الاميركيين ولا الدولة العراقية على حد سواء.

* من المتوقع ان تزيد القاعدة من توجهاتها ضد مجالس الصحوة وقواتها، وهو قرار سيؤدي الى المزيد من العزلة والتقوقع، ويزيد من حالة النفور الشعبي تجاه تنظيم القاعدة والنهج السلفي التكفيري. وهذا لا ينفي وقوع خسائر وتضحيات كبيرة بين صفوف الناس وقوات الصحوة.

* الصراع بين الصحوة والقاعدة سينتهي لمصلحة الصحوة شريطة توفر ثلاثة عناصر، اولها استمرار الدعم الاميركي والحكومي العراقي، وثانيها تجنب الخلافات السياسية في المناطق الساخنة بالشكل الجديد من الصراع، والصبر على التضحيات. وكلما امكن غلق المنافذ الخارجية، وكلما امكن التوصل الى تفاهمات سياسية وطي صفحة الماضي، تعززت المكتسبات لمصلحة الاستقرار.

....................................................

المصادر:

وكالات

شبكة النبأ

الجنرال وفيق السامرائي 

* المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 13 كانون الثاني/2008 - 4/محرم/1429