شركات الاستثمار الخاص في الخليج بين المجازفة والتردد

شبكة النبأ:  المشهور في العلوم الاقتصادية ان رأس المال جبان، ووفق هذه المقولة فان التردد المحاصر بالاغراءات كان الهاجس المضطرب لدى المستثمرين الاجانب مما يجعلهم وكأنهم في نزهة خليجية تشاهد وتحلل وتحسب الحسابات التي تكون في النهاية تشكل الركائز المناسبة للاقدام المحسوب بدقة متناهية ليكون في تلك المرحلة راس مال شجاع يمكنه ان يقيم القِلاع الكونكريتية وغيرها بكل اقتدار.

ويتدفق مستثمرون أمريكيون من المهتمين بالاستثمار في شراء حصص في الشركات على امارة دبي حيث الثروات الشخصية في ازدياد وناطحات السحاب ترتفع بالمئات ويوجد منحدر للتزلج على الجليد ملحق بمركز تجاري حديث وكل همهم التحقق من الفرص الاستثمارية الممكنة.

ورغم أن النمو باد للعيان في كل أنحاء دبي ومغر لكل من يملك مالا يسعى لاستثماره فان بعض كبار المستثمرين الذين أجرت رويترز لقاءات معهم هذا الاسبوع مازالوا يتوخون الحذر.

وهم يفضلون البقاء في موقف المتفرج في الوقت الحالي لمعرفة ما اذا كان نمو دبي سيجعل منها مشروعا ناجحا أم أن نجاحها سيكون عابرا.

وفي مقابلة خلال مؤتمر اقتصادي قال ستيفن راتنر مؤسس شركة كوادرانجل جروب ومقرها نيويورك متسائلا: هل هذه فقاعة أم انها حقيقية .. هل سيملأ الناس كل هذه المباني..

أما ديفيد بوندرمان الشريك المؤسس لشركة تكساس باسيفيك جروب فلديه وجهة نظره الخاصة المشوبة بالحذر عن الاندفاع للاستثمار في المناطق سريعة النمو وخاصة مثل الشرق الاوسط حيث للعلاقات طويلة الامد أهميتها.

ويقول بوندرمان: الامر كله يدور حول معرفة الثقافة.. ثم يحكي قصة عن مديرين لشركة صينية استثمروا أموالا فيها وبعد اتمام الصفقة بدأ هؤلاء مشروعا جديدا يحمل الاسم نفسه في الجهة المقابلة من الشارع نفسه.

ويسجل النمو الاقتصادي في منطقة الخليج العربية معدلات مذهلة تتجاوز عشرة في المئة في بعض المناطق بفضل عوامل منها ارتفاع أسعار النفط.

وامارة دبي التي يسكنها أكثر من مليون نسمة أكثر الامثلة تطرفا على هذا النمو.

وبالنسبة لشركات الاستثمار الخاص تمثل دبي مكانا يرمز الى امكانيات المنطقة في زيادة العوائد الاستثمارية وفي الوقت نفسه مخاطر الانزلاق للوراء اذا لم تجد الطلب الكافي على مشروعات البناء العديدة التي يجري اقامتها. بحسب رويترز.

وتزدحم الحركة المرورية في دبي عقب شروق الشمس ويظل الزحام طوال اليوم، ويمكن مشاهدة طفرة الانشاءات على امتداد طريق الشيخ زايد الموازي للساحل على الخليج ويشق سلسلة من ناطحات السحاب قيد الانشاء.

فعلى أحد الجانبين يجري بناء أعلى مبنى في العالم، وعلى مسافة غير بعيدة في الجانب الاخر يقع الفندق الوحيد فئة سبعة نجوم في العالم.

وتشير أحدى التقديرات الى أن نحو 17 في المئة من رافعات صناعة البناء في العالم موجودة في هذه المنطقة القاحلة الصغيرة نسبيا.

واجتذبت دبي بكل ما تتيحه من فخامة السائحين وصناع الصفقات في الشركات. ورغم أن عمليات الاندماج والاستحواذ في الشرق الاوسط في ارتفاع فانها لا تزال تمثل نسبة صغيرة من حجم العمليات على المستوى العالمي.

فقد أبرمت في المنطقة 291 صفقة منذ بداية العام الجاري بقيمة 38.75 مليار دولار وفقا لتقديرات شركة ديلوجيك ارتفاعا من 125 صفقة بقيمة 10.1 مليار دولار قبل أربع سنوات.

وللمقارنة تقول ديلوجيك ان منطقة شمال اسيا شهدت هذا العام 4836 صفقة بقيمة 245.8 مليار دولار بينما شهدت منطقة أمريكا الشمالية 8674 صفقة بقيمة 1.8 تريليون دولار.

وبفضل رخص أسعار الفائدة وسهولة الحصول على التمويل غيرت شركات الاستثمار الخاص الامريكية الصورة في سوقها المحلية وفي أوروبا خلال العامين الاخيرة وأبرمت صفقات شراء شركات بأكثر من تريليون دولار بل وحولت شركات مساهمة كبيرة مثل هيلتون هوتيلز الى شركات خاصة.

وتحت تأثير الازمة الائتمانية الحالية تتطلع بعض الشركات الان الى مشاركة بعض كبار المستثمرين في منطقة الخليج لابرام صفقات في المنطقة، وتظهر بعض الاحصاءات أن الوقت الحالي قد يكون ملائما لذلك.

ويقدر تقرير مشترك من شركتي داو جونز واثمار كابيتال أن أكثر من 90 في المئة من كل النشاط التجاري في مجلس التعاون الخليجي يخضع لسيطرة شركات مملوكة لعائلات.

ويقول التقرير ان عدد هذه الشركات يتجاوز خمسة الاف وان أصولها الاجمالية تتجاوز 500 مليار دولار وانها توظف 70 في المئة من مجموع العاملين. وهذه الاحصاءات تمثل علامة جيدة لشركات الاستثمار الخاص التي يشير تاريخها الى السعي لشراء شركات مملوكة لعائلات.

ازدحام السيارات يكلف خسائر بالمليارات!!  

وقال مسؤول في هيئة الطرق والمواصلات في دبي ان ازدحام حركة السير الذي يعد ظاهرة تنامت بشكل كبير في السنوات الاخيرة يكلف اقتصاد الامارة خسائر تقدر بـ4,6 مليارات درهم سنويا (1,25 مليار دولار) على ما افادت صحيفة محلية، بحسب فرانس برس.

ونقلت صحيفة غالف نيوز عن عبدالمالك ابراهيم ابو شيخ مدير دراسات وتخطيط المواصلات في هيئة الطرق والمواصلات المسؤولة عن تنظيم كل ما يتعلق بالمرور والنقل والطرقات في دبي قوله ان الخسائر التي يتسبب بها الازدحام توازي 3,15% من اجمالي الناتج الداخلي للامارة.

وتمثل هذه النسبة خسارة 4,6 مليارات درهم سنويا (1,25 مليار دولار) بحسب الصحيفة الناطقة بالانكليزية وذلك خصوصا بسبب الوقت الطويل الذي يمضيه السكان للانتقال من مكان الى آخر ضمن عملهم.

الى ذلك قال المسؤول ان الهيئة قد تلجأ الى اجراءات قاسية لتشجيع استخدام النقل العام الذي تستثمر فيه بشكل كبير بما في ذلك امكانية الحد من اصدار رخص القيادة مع بدء تشغيل مترو دبي في 2009.

وتتزامن هذه الاجراءات مع استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات لشق طرقات جديدة وبناء جسور ضخمة بين شطري دبي اللذين يفصل بينهما خليج ضيق يعرف بخور دبي اضافة الى مترو دبي الذي سيكون قطارا من دون سائق يعبر دبي على جسور معلقة ويعد من الاحدث في العالم.

وقال مسؤولون في هيئة الطرق والمواصلات مؤخرا ان عدد الحافلات على طرقات دبي سيرتفع الى 2500 اعتبارا من 2009 فيما عدد الباصات حاليا 500 وهي حديثة التجهيز وانما غالبا ما تكون مكتظة ولا تستخدمها غالبية سكان الامارة. كما تحدثت معلومات صحافية عن ميل لتخصيص قطاع الحافلات في الامارة.

وكانت دبي اطلقت في تموز/يوليو الماضي نظاما متطورا للتعرفة على الطرقات بهدف الحد من الازحام الا ان النظام لم ينجح على ما يبدو بالحد من الازدحام بشكل جدي.

شرطة دبي تضبط أكبر شبكة للدعارة

من جهة اخرى قالت صحف اماراتية ان شرطة دبي اعتقلت 170 امرأة من شرق اسيا يشتبه في ممارستهن للدعارة في اكبر حملة على شبكات الجنس في الدولة الخليجية.

ونقلت صحيفة جلف نيوز عن القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان بن تميم قوله ان الشرطة اعتقلت أيضا 12 قوادا و65 مترددا على بيوت الدعارة عندما داهمت 22 وكرا في حملات متزامنة.

ونقلت الصحيفة الصادرة بالانجليزية عن بن تميم قوله شرطة دبي تشن حملات كثيرة على الدعارة لا يعلن عنها في وسائل الاعلام، غير انه من المهم في ضوء الانشطة التي تقوم بها هذه الشبكات اظهار تعرضهم لحملات.

وصرح بن تميم بأن هذا الاجراء جاء بعد ان أقرت دولة الامارات العربية المتحدة قانونا لمكافحة الاتجار بالبشر.

وقال: بدأنا بمتابعة هذه الشبكات واحيلت قضايا الى النيابة العامة وحث النساء اللاتي غرر بهن للانضمام الى هذه الشبكات على الاتصال بالشرطة.

وسنّت الإمارات قانونا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي  يجرّم الإتجار بالبشر وهي تهمة عقوبتها السجن مدى الحياة وأُنشأت هيئة حكومية لمكافحة الاتجار بالبشر. ويشكل العمال والرعايا الاجانب 80 في المئة من سكان الإمارات البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة.

وانتقدت الولايات المتحدة أربع دول خليجية حليفة لها من بينها الامارات باعتبارها من أكثر الدول المخالِفة التي تسمح بالاتجار في البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 12 كانون الثاني/2008 - 3/محرم/1429