خلاصة الحروب والإرهاب: خمسة ملايين طفل عراقي يتيم

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: يتمنى العراقيون ان تفتح أعينهم في يوم لا يشهدون فيه احداث عنف وقتل وارهاب ولايشعرون بالقلق على سلامتهم وسلامة ابنائهم حيث عوّدتهم الحروب المتتابعة منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اللحظة على مشاعر الخوف وعدم الطمأنينة للغد وما يمكن ان يحمله من المآسي والالام لهم ولأطفالهم.

وكشفت هيئة النزاهة العراقية عن وجود خمسة ملايين طفل عراقي يتيم حسب الإحصائيات الحكومية، ودعت الحكومة والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني إلى التواصل مع الطفل العراقي اليتيم.

وطالب موسى فرج رئيس هيئة النزاهة في المؤتمر الذي أقامته الهيئة للطفل العراقي اليتيم فى بغداد، الحكومة بتبني برنامج مؤسساتي أو تشريعي لمساعدة الطفل اليتيم العراقي، وقال إن العراق بلد نفطي.. ومن غير الممكن أن يبقى الطفل اليتيم العراقي بهكذا مأساة.

وأوضح فرج خلال المؤتمر، الذي حضرته وكالة (أصوات العراق)، أن الهئية لاتستطيع سد حاجة الاطفال العراقيين اليتامى بمفردها، كونها لاتملك الامكانات المالية والبشرية. مشدداًعلى ضرورة إستحداث وزارة أو تشكيل هيئة للايتام تعنى بكافة أمورهم.

وكانت لجنة المرأة والأسرة في مجلس النواب اقترحت في وقت سابق على البرلمان مشروع قانون لإنشاء صندوق رعاية الأيتام. وخلال المؤتمر، وفي كلمة لوزيرة حقوق الانسان وجدان سالم ميخائيل، قالت إن  ظاهرة اليتم واحدة من الظواهر السلبية التي تنامت بشكل كبير في السنوات الاخيرة بحكم عوامل الحروب المدمرة وتزايد العنف في البلاد الى مديات غير مسبوقة...مما أدى منطقيا الى تزايد الكم في أعداد الأرامل والأيتام مما يشكل عبئاً جديدا على المجتمع.

وأشارت  إلى أن معاناة الاطفال المحرومين من الجو الأسري تجسيد حي لإنتهاكات حقوق الاطفال في العيش بكرامة جديرة بطفولتهم. مضيفةً ان وزارتها أعدت ورقة عمل لتشغيل الاطفال الايتام.  

وعقب انتهاء المؤتمر، وفي سؤال حول الاتفاقيات الدولية  الخاصة بحقوق الطفل، قالت وزيرة حقوق الانسان إن العراق طرف في الإتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الطفل منذ العام 1994، حيث الزمت هذة الاتفاقية الدول الاطراف  بجملة من الأمور منها إيلاء المصلحة للطفل في جميع الإجراءات التي تتعلق بالأطفال سواء قامت بها مؤسسات الرعاية العامة والخاصة أو المحاكم أو السلطات الإدارية أو الهيئات التشريعية.

وتابعت، كما الزمت هذة الاتفاقية في مادتها (20) الدولة بضرورة حماية الإطفال المحرومين من البيئة العائلية.   

اليونسيف يسعى لمساعدة المزيد من أطفال العراق في 2008

وقال صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) ان ما يقدر بنحو مليوني طفل في العراق يواجهون أخطارا شديدة تتمثل في سوء التغذية والامراض وعدم توافر المدارس لكن هناك ثمة فرصة لوصول المزيد من المساعدات إليهم في عام 2008.

وقال الصندوق إن الاطفال العراقيين كثيرا ما تتقطع بهم السبل في تبادل اطلاق النيران في الصراع هذا العام كما ان المئات يفقدون ارواحهم او يتعرضون لاصابات بسبب العنف. واضاف ان العائل الرئيسي لعائلات العديد منهم تعرض اما للخطف او القتل. بحسب رويترز.

وقال روجر رايت الممثل الخاص لليونيسيف في العراق في بيان، اطفال العراق يدفعون ثمنا باهظا. وتابع، يجب ان نتحرك الآن.

وقال اليونيسيف إن الظروف بدأت تسمح ببذل المزيد من الجهد الملموس لتقديم المساعدات رغم الصعوبات التي لا تزال ناجمة عن انعدام الامن والنزوح في اجزاء من البلاد.

واضاف ان 28 في المئة فقط من العراقيين في سن السابعة عشرة أدوا امتحاناتهم النهائية هذا العام. وذكر ان 25 الف طفل في المتوسط اجبروا على الخروج من منازلهم كل شهر بسبب اعمال العنف او الترهيب هذا العام وتسعى عائلاتهم للحصول على مأوى في مناطق اخرى بالعراق.

وقالت فيرونيك تافيو المتحدثة باسم اليونيسيف للصحفيين في جنيف انه رغم الاحتياجات الماسة في مجالات الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي فإن اليونيسيف لم يتلق سوى 40 مليون دولار من بين 144 مليون دولار طالب بها من اجل العراق هذا العام.

وساعدت الاموال العاملين في قطاع الصحة بالعراق على تطعيم اكثر من اربعة ملايين طفل ضد مرض شلل الاطفال واكثر من ثلاثة ملايين طفل ضد الحصبة والتهاب الغدة النكافية والحصبة الالمانية. وحصل نحو 4.7 مليون تلميذ بالمدارس الابتدائية على دعم لتعليمهم من خلال مواد مدرسية او اعادة بناء مدارس وفصول جديدة.

وقال رايت، اطفال العراق هم الاساس لتعافي بلدهم... سنبقى مدينين لهم ببذل اقصى جهد في عام 2008 وما بعده.

أطفال العراق يدفعون الثمن 

وقالت منظمة رعاية الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) إن ملايين الاطفال العراقيين يعانون من العنف وسوء التغذية واضطراب التعليم بعد اكثر من اربع سنوات على الغزو الامريكي للعراق.

وقالت منظمة رعاية الأمومة والطفولة في تقرير، ان عددا ضئيلا من الطلاب استطاعوا ان يحضروا الاختبارات المدرسية النهائية الصيف الماضي وان مياه الشرب النظيقة ظلت نادرة، وان حوالي 1350 طفل جرى اعتقالهم من قبل السلطات عام 2007.

ورصد التقرير حوالي 25 الف طفل واسرهم قد اجبروا على ترك منازلهم شهريا بحثا عن ملاذ في اماكن اخرى في العراق بسبب استمرار التمرد المسلح واعمال العنف الطائفية.

وقال روجر رايت الممثل الخاص لليونيسيف في العراق، الاطفال العراقيون يدفعون ثمنا باهظا جدا.  وقال ان نافذة جديدة مطروحة الآن ستمكننا من الوصول الى اكثر الاطفال احتياجا بدعم متسوع ومتواصل.

وقالت المنظمة الدولية التابعة للامم المتحدة ان ما يشهده العراق حاليا من انخفاض في مستويات العنف ينبغي ان يوظف لخدمة الاطفال العراقيين، ومساعدة الاطفال المعتقلين، ودعم الاجهزة الحكومية التي تولي الشباب عنايتها.

وقات المنظمة ان البحث الذي اجرته اوضح ان 28% من الطلاب الذين تبلغ اعمارهم 17 سنة قد حضروا امتحانات اكمال المرحلة المدرسية العام الجاري، وان 40 % فقط استطاعوا ان يتجاوزرا اختبارات نهاية العام في وسط وجنوب العراق.

وطبقا للتقرير فقد وصل عدد الاطفال الذين ادركوا سن الدراسة الابتدائية ولم يدخلوا المدرسة 760 الف في عام 2006، الا ان التقرير يشير الى زيادة هذا العدد على مدار العام الماضي بسبب ترك عدد من التلاميذ الدراسة جراء الاوضاع الامنية المضطربة.

وبحلول نهاية عام 2007 فإن حوالي 75 الف تلميذ عراقي قد عاشوا في معسكرات او ملاجئ مؤقتة - وربع هؤلاء اجبروا على الرحيل عن منازلهم منذ قصف مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء في فبراير/ شباط والذي ادى الى موجة عنيفة من العنف الطائفي.

واشارات المنظمة ايضا الى انها مولت حملة لتطعيم اربعة مليون طفل عراقي ضد مرض شلل الاطفال وتطعيم ثلاثة ملايين ضد مرض الحصبة كما قدمت مساعدات لنحو خمسة ملاينن طفل في المرحلة الابتدائية.

مقتل طفلين وإصابة اثنين بانفجار قنبلة عنقودية في كربلاء 

وقال الناطق الإعلامي لشرطة كربلاء، إن طفلين اثنين قتلا، فيما أصيب اثنان آخران بانفجار قنبلة عنقودية، من مخلفات حرب عام 2003 جنوبي كربلاء.

وأوضح رحمن مشاوي، لوكالة (أصوات العراق) أن  قنبلة عنقودية انفجرت في ساحة للعب كرة القدم بالقرب من حي الغدير (3 كم جنوبي كربلاء). وأضاف،  تسبب الانفجار بمقتل طفلين اثنين وإصابة طفلين آخرين.

وأشار إلى أن القنبلة هي من مخلفات حرب عام 2003. وتقع مدينة كربلاء، مركز محافظة كربلاء، على بعد 130 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.

محاكمة مدير دار أيتام عراقية لإساءة المعاملة

من جهة اخرى قال مسؤول حكومي إن مدير احدى دور الايتام في بغداد حيث عثرت قوات امريكية على اطفال عراة مصابين بسوء التغذية في يونيو حزيران سيقدم للمحاكمة.

وقال حامد الزيدي المفتش العام بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان تحقيقا حكوميا اثبت ان المدير واثنين من موظفي رعاية الطفولة واحد حراس دار الايتام المسماة بدار الحنان مذنبون بالاهمال. وأشار الى أن الموظفين هاربان. وقال لرويترز انه صدر امر قبض بشأنهما.

ووفقا للقانون العراقي فان قاضي التحقيق سيقوم بمراجعة الادلة ثم يقرر ما اذا كان سيرسل القضية الى محكمة مشكلة من ثلاثة أعضاء لمحاكمة الجناة.

وكان اعضاء في مجلس الحي قد أرشدوا القوات العراقية والامريكية على دار الايتام حيث عثرت على 24 طفلا يعاملون معاملة سيئة. وكان كثير منهم مقيدين في اسرتهم وضعفاء الى درجة لا يستطيعون فيها الوقوف على اقدامهم.

وبعد الحادث اغلق قسم الاولاد في دار الايتام بوسط بغداد ونقل الاطفال الى مبنى مجاور حيث تقيم الفتيات اليتيمات.

وفي نوفمبر تشرين الثاني توفي طفل بالكوليرا بعد اصابته بالمرض في دار الايتام. واصيب اربعة اطفال اخرين اولاد وبنات كلهم اقل من سن الرابعة عشرة بالكوليرا ايضا وما زالوا تحت رعاية طبية.

وانحت وزارة الصحة باللائمة في حالات الاصابة بالكوليرا على صهريج للمياه فوق سطح دار الايتام لم يتم تنظيفه او صيانته بطريقة سليمة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 9 كانون الثاني/2008 - 29/ذو الحجة/1428