مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية من آراء
وانطباعات عن التطورات على الساحة العراقية
شبكة النبأ: خصصت الصحف الصادرة هذا
الأسبوع مساحات واسعة لإخبار العراق، ومن بين المواضيع التي تناولتها
الصحف، أميركا تسعى لتأسيس قيادات سنية جديدة. بينما تناولت صحيفة
موضوع اللاجئين العراقيين وتناولت أخرى تحليلا عن زيادة القوات
الامريكية في العراق ومدى النجاحات المحققة. وفي موضوع آخر لايقل أهمية
حول المقاتلون الأجانب في العراق وتحديد هويتهم . أما موضوع الضغط على
أكراد العراق للتخلص من حزب العمال الكردستاني فكان موضع اهتمام أيضا
من قبل الصحافة الغربية.
نطالع في صحيفة الأندبندنت تقريرا للهلال الأحمر العراقي تحت عنوان
"46 ألف لاجئ يعودون إلى العراق"
وتقول الصحيفة أن أعداد العراقيين من اللاجئين الذين عادوا إلى
بلادهم وصلت إلى 46 ألف عراقي, وهو مؤشر واضح على تحسن الأوضاع
الأمنية واضافت الصحيفة أن هناك جدل حول نسب العائدين من 2.2 مليون
نازح عراقي, ويشير تقرير للهلال الأحمر أن هذه النسبة وصلت إلى 46 ألف
شخص, وهذا التقييم يناقض احصاءات الحكومة العراقية التي توقعت نسبة
أكبر من العائدين".
أميركا تسعى لتأسيس قيادات سنية
جديدة
من جانب آخر تناولت صحيفة الواشنطن بوست موضوعا يتحدث عن اعتكاف
الولايات المتحدة على تمكين مجموعة جديدة من القادة السنيين حسب وصف
الصحيفة بأنها "تشكل تحديا للساسة القائمين على زعامة الطائفة.
واستطردت الصحيفة قائلة إن هذه الظاهرة تؤشر إلى تحول صارخ في سياسة
الولايات المتحدة، وفي حظوظ الأقلية السنية بالعراق.
وتشير واشنطن بوست إلى أن الحكومة القائمة تبدي حذرا إزاء ما وصفته
بالنفوذ المتنامي لمجالس الصحوة السنية التي ترى فيها تهديدا محتملا
عند انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وأضافت الصحيفة أن انعدام الثقة هذا ينم عن سهولة تقويض ما تحقق من
إنجازات على الصعيد الأمني في بلد ما يزال يعيش أوضاعا هشة.
ومضت تقول إنه حينما أطيح بصدام حسين شعر السنة أن قوتهم قد وهنت،
مستطردة أن الفضل في انخفاض معدلات العنف يعود إلى العون الذي تقدمه
حركة الصحوة بهذا الصدد كما أن الدور الجديد لسنة العراق يظهر أنهم ما
يزالوا يمثلون عامل استقرار.
وتواصل واشنطن بوست قائلة إن القادة العسكريين الأميركيين أبرموا
على عجل تحالفات تنطوي على مجازفة مع زعماء قبليين وأعضاء سابقين
بجماعات متمردة بمن فيهم أفراد أقدموا على قتل جنود أميركيين.
زيادة عدد القوات في العراق
من جانبه كتب ستيف نيكوس في زاوية التحليل بالفاينانشال تايمز قائلا
إن خطة زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق نجحت في خفض مستوى العنف
ببغداد إلى حد كبير.
ويمضي التحليل قائلا إن الخطة لم تؤد إلى تحقيق الهدف الذي وضعته
الإدارة الأمريكية أمام الساسة العراقيين وهو التوصل إلى المصالحة
الوطنية والتوافق بشأن مستقبل العراق.
لكن الضباط الأمريكيين يقولون إن المصالحة الوطنية الكبرى قد لا
تكون بهذه الدرجة من الأهمية إذ أنهم حققوا "الحد الأدنى" من المصالحة
من خلال تمتين التحالفات المحلية وترتيب إصدار العفو عن السجناء ومنح
المعاشات لمسؤولي النظام السابق واعتماد إجراءات أخرى لتأمين قبول
السنة بالحكومة العراقية التي يرأسها الشيعة.
ويرى الكاتب أن سياسة زيادة عدد القوات ستخضع للاختبار عندما تنسحب
القوات الأمريكية من المناطق الهادئة إذ سيتضح مدى قدرة الإجراءات
المعتمدة على الصمود في وجه طموحات القوى الطائفية.
المقاتلون الأجانب في العراق ينتمون
لدول حليفة
وفي تحليل لها عن المقاتلين الأجانب في العراق، كتبت كريستيان ساينس
مونيتور أن المعلوم عن هؤلاء المقاتلين كان قليلا جدا ولا يتعدى كون
الذي يحركهم سوى مجرد أيديولوجية, وأنه يتم تهريبهم عادة عبر سوريا
بأعداد صغيرة وكثير منهم يقوم بمهام تفجيرات انتحارية ويحرضون على بعض
أشد أنواع العنف في البلد.
فقد بين التحليل الجديد، الذي نشره خبراء بمركز مكافحة الإرهاب في
أكاديمية وست بوينت العسكرية الشهر الماضي، أن معظم هؤلاء الأفراد
يأتون من السعودية وليبيا ومن دول أخرى في شمال أفريقيا مثل الجزائر
والمغرب وتونس وأن جلهم ينحدرون من دول متحالفة مع الولايات المتحدة
كالسعودية.
كما أشار إلى أدلة على كيفية قيام المسؤولين الأميركيين بوقف تدفق
هؤلاء الإرهابيين كما وصفهم.
وأوضح التقرير، المبني على معلومات عن القاعدة وأولئك الذين أسرتهم
قوات التحالف الشهر الماضي في الغارة التي شنتها على "سنجار" على
امتداد الحدود السورية غرب العراق، أن معظم أعمال العنف في العراق يقوم
بها مقاتلون أجانب وأن أهدافهم تتفق أحيانا مع مجموعة القاعدة في
العراق التي يقدر عدد أفرادها ما بين 5000 إلى 8000 شخص، لكن المقاتلين
الأجانب يمثلون نسبة ضئيلة من تلك المجموعة.
ولم يشر التقرير إلى عدد المقاتلين بالتحديد ولكنه رجح ألا يزيد
العدد على مئات قليلة، في حين أكد العسكريون الأميركيون تراجعا كبيرا
في تدفق المقاتلين على العراق، من أكثر من 110 في الشهر خلال النصف
الأول من العام 2007 إلى نحو 40 فقط في الخريف الماضي. و ألمح التقرير
إلى أن معظم التدخل الأجنبي من السنة أساسا، بما في ذلك القاعدة.
وبينت سجلات أكثر من 750 شخصا تم الحصول عليها في الغارة السابقة
أن 244 أي نحو 41%، من المقاتلين جاؤوا من السعودية و112، نحو 18%، من
ليبيا والبقية من سوريا واليمن والجزائر.
وأشار التحليل إلى أن معظم المقاتلين كانوا يدخلون العراق من خلال
عدة بلدان، حسب جنسياتهم، ولكنهم في النهاية يمرون عبر سوريا.
الضغط على أكراد العراق للتخلص من
حزب العمال الكردستاني
من جانب آخر كتبت واشنطن تايمز في صفحة الرأي أن زيارة الرئيس
التركي عبد الله غل إلى واشنطن حاليا يجب أن تُستغل كفرصة لزيادة الضغط
على أكراد العراق ليتخلصوا من حزب العمال الكردستاني، الذي وصفته
الصحيفة بالخطر الإرهابي المحدق بالأتراك والعراقيين وله القدرة على
إلحاق ضرر هائل بالآمال الكردية المشروعة أيضا.
وقالت الصحيفة إن الوقت قد حان لكي يتحرك الرئيس البارزاني. فقد
قالت السلطات التركية إن لديها صورا لكبار قادة حزب العمال الكردستاني
وهم يتلقون علاجات طبية في مستشفيات أربيل ولقاءات مع معاوني البارزاني
في مطاعم قريبة.
وأضافت أنه يجب أن تظل أولى أولويات الساسة الأميركيين أن يبذلوا
ما في وسعهم لمنع تركيا من غزو كاسح لشمال العراق لاستئصال ما وصفتهم
بإرهابيي العمال الكردستاني، ولكنها ألمحت إلى أن الوقت قد فات لحلفاء
أميركا في حكومة كردستان الإقليمية ليوفوا نذورهم أيضا.
وختمت بأن زيارة غل فرصة لواشنطن لتذكير أصدقائها من الكرد
العراقيين بأن وقت الأعذار عن حزب العمال الكردستاني بدأ ينفد.
*المركز الوثائقي والمعلوماتي
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
www.annabaa.org
Arch_docu@yahoo.com |