عراقيون يطالبون بتخفيض مخصصات اعضاء البرلمان الى النصف

تحقيق/عصام حاكم

شبكة النبأ: تباينت ردود المواطنين العراقيين حيال ما تناقلته قناة الفيحاء الفضائية حول نية ثلة من اعضاء البرلمان ومن ضمنهم الاستاذ عباس البياتي عضو الائتلاف العراقي الموحد الى محاولة جمع اكبر عدد ممكن من التواقيع كي يصار الى تخفيض مخصصات أعضاء البرلمان العراقي الى النصف،  وقد كانت مشاعر المواطنين تتأرجح بل ربما مضطربة بين المؤيد والمشكك والساعي الى تصديق هذا التصريح المفعم بهواجس الانتماء الوطني الحقيقي فضلا عن انه يفيض بالكثير من الدلالات المعبرة عن حالة التواصل الانساني بين جميع مكونات الواقع العراقي المثخن بآفة الفقر والعوز المادي، بل ربما يتمادى الى كونه حالة حضارية تعصف بأولئك القتلة والمجرمين الذين يحاولون ان يشوههوا صورة البرلمان العراقي بانه مجموعة من المنتفعين فقط.

ومن اجل ذلك كان لمراسل(شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الوقفة  للخوض في غمار هذا التوجه مع عدد من المواطنين للاطلاع عن كثب على نوازعهم الشخصية تجاه هكذا مشروع، فكانت الحصيلة ما يلي:

 لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نثني او نقيم هذا المقترح ان لم نقل انه اقل من الواجب تجاه الشعب في ظل الظروف العصيبة والمريرة التي يمر بها شعبنا الصابر المجاهد، ولكن في زحمة التخرصات المتشعبة التي باتت تعصف بكل المناضلين الجدد في عراقنا الجديد، نلمس من خلال هذا السلوك حالة وطنية فريدة تنطق بمعاني الانتماء الوطني والانساني على حد، هذا ما نطق به الاستاذ(جبار فرهود).

في حين كان للسيد(علي حسين) وهو موظف في لجنة النزاهة في محافظة كربلاء، كلام اخر فقال: لا ينبغي ان نصدق كل ما يقال عبر وسائل الاعلام كما يقول ابي دائما، ولكن هناك ثمة اضاءات انسانية جديدة تدعونا الى ان نستقبل تلك الاراء  الواعدة بصفاء نية علنا نجد من خلال ذلك بصيص امل يرفل مستقبلنا القادم بعوامل النهوض من هذه الانتكاسات المستمرة التي باتت تعصف بنا من كل حدب وصوب، فضلا عن ذلك هناك واجب وطني وديني وانساني مقدس يحتم علينا ان نجدد العهد بنواميس الانتماء الى هذا الامة المضطهدة، لذا فأني أشد على ايادي الساعين الى استصدار هكذا مشروع كونه يصب في خانة الشعور العالي بالمواطنة ومن الله التوفيق.

وعلى ارصفة احد مساطر العمل المنتشرة في كربلاء كانت لنا هذه الوقفة مع(علي ساهي) وهو عامل بناء، حيث قال: بصريح العبارة انا لا اصدق هذا القول كوني يائس من هذا البرلمان الذي غرق بالكثير من الاثام تجاه امتنا العراقية، فعلى سبيل المثال هناك اشخاص لهم سمعة طيبة على مستوى كربلاء وهم يتقاضون اليوم ثمانية ملايين دينار عراقي كل شهر، كراتب تقاعدي بدل خدمتهم المضنية في البرلمان العراقي السابق والتي لم تتجاوز السنتين، واني لأعجب اشد العجب، ماذا عملوا خلال وجودهم في قبة البرلمان لهذا الشعب الذي تحدى الارهاب وتكلف عناء صناديق الاقتراع، وفي المحصلة هم لم يترفعوا وغيرهم من اعضاء البرلمان السابقين عن استلام هذا المرتب وهم يرون بأم أعينهم حالة هذا الشعب المسكين الذي لا يستطيع ان يوفر مبلغ برميل النفط او سعر قنينة الغاز، وكأني بهم لم يسمعوا بالمرة حديث  الرسول الكريم محمد(عليه افضل الصلاة والسلام) القائل( من لم يهتم بشؤون المسلمين فليس منهم)، لذا ياعزيزي فأني لا استطيع ان اصدق ما ذهب اليه الاستاذ عباس البياتي والاخرين، ليس لمعرفة مسبقة به او بغيره ولكن الأخضر ضاع بسعر اليابس كما يقول المثل الشعبي، ولكن في النتيجة لا ينبغي ان نقطع الرجاء بالله سبحانه وتعالى فانه يلين قلوب اعضاء البرلمان علينا.

أما الحاجّة(أم حسن) فقد أتهمتني بالسذاجة وقصر الدراية من الوهلة الاولى على الرغم من كونها امرأة طاعنة في السن وتعمل في بيع الخضار، حيث تقول وبحرقة: كيف تصدق هذا القول وانت المتعلم فراتب زوجي المتوفي على سبيل المثال لايتجاوز الخمسة وسبعون الف دينار وهم يتناقشون عليه منذ سنوات ولم يصلوا الى حل، وكأني بهم يدفعون لي من جيبهم الخاص وتعني البرلمان العراقي، واكملت حديثها على الرغم من ان زوجي (رحمه الله) له خدمة تتجاوز الخمسة عشر عاما، وفي المقابل هم يتقاضون الملايين ويطلبون المزيد من الملايين على مرأى ومسمع العالم كله لقاء خدمة لا تتجاوز الأشهر بقليل، فأين الانصاف والمروءة في هذا السلوك وانت تقول سوف يخفضون رواتبهم، فأني لا اصدق هذا القول ولو حلفت لي مليون مرة، وكانت تحدثني بعصبية كبيرة جدا وكأني انا المسؤول عن البرلمان العراقي او انا من نطق بهذا القول، ولكني ودّعت الحاجّة الكبيرة بإبتسامة وخجل من المارّة كون صوتها عالي ومسموع.

الا ان الاعلامي (محمد حميد الصواف) كان له راي اخر، حيث يقول: ربما يحتمل هذا الخبر الكثير من الصحة كوني متتبع للاستاذ عباس البياتي وهو من الشخصيات المهمة في قوام العملية السياسية في العراق وهو يلتقي في احيان كثيرة مع الاستاذ مثال الالوسي في وضع مصلحة الشعب والوطن في اول سلم ابجدياته، لذا فأني انظر الى هذا التصريح او القول بمحمل الجد، كونه ينطق بمواصفات المواطنة الصحيحة فلا استغرب من ذلك الاستاذ هذا التصرف الانساني المتماثل مع حالة الاحساس بحالة المواطن العراقي، لذا ينبغي على الجميع ان يعززوا  هذا الموقف ابتداء من وسائل الاعلام الى المواطن البسيط كي نلمس من خلال هذا التجربة الفريدة على الواقع العراقي اليوم، باننا امام تجربة سياسية ناجحة تنأى بنفسها عن حالة الاستثراء المادي الى حالة الانتماء الوطني السامي. وفي الختام ادعوا من الله ان يوفق الاستاذ البياتي على ان يجعل جميع اعضاء البرلمان العراقي يوافقوه الرأي الى ما ذهب اليه.

وفي ختام هذه الجولة وقفنا على ضفاف تلك الجفوة الحاصلة بين البرلمان العراقي والقاعدة الجماهيرية، فهي بالكاد لا تستسيغ ان تسمع أو تصدق ما يقوله البرلمان، بل ربما كلمة البرلمان تستفز الكثير من الناس حيث تضطرب الكلمات بمشاعر الحدة والعتب على هذا المكون السياسي  المهم، الذي هو بالتأكيد جاء لنصرتهم او التعبير عن همومهم ولكن من المؤسف لم يلتقي باي حال من الاحوال، حسب قولهم، ولا حتى في لحظة من لحظات وجوده مع تطلعات وامنيات هذا الشعب في أحلك وأصعب الظروف العصيبة.

وهذا الامر بطبيعة الحال تطلب منا ان نتحمل غضب وصيحات المستطلعين ازاء  الكثير من التصرفات المشبوهة، حسب قولهم، ومنها ذهابهم أي اعضاء البرلمان، اغلبهم الى بيت الله الحرام بل ربما حتى اقاربهم وطلبهم لإجازة لمدة شهرين وتقاضيهم رواتب لا يحلم بها حتى ملك اسبانيا بل ربما وصل الأمر بالكثير من الاعضاء الى الاقامة في دول مختلفة من دون المجىء الى العراق، وامور كثيرة لسنا بصدد التعرض اليها، ولكن في نهاية المطاف هناك بصيص امل يدعونا ان نودع الاستقراء المسبق وان ننظر الى الغد المشرق في عراقنا الجديد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 9 كانون الثاني/2008 - 29/ذو الحجة/1428