العراق بعيون غربية (31 كانون الأول 2007)

علي الطالقاني*

مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية من آراء وانطباعات عن التطورات على الساحة العراقية

شبكة النبأ: بالرغم من هدوء الأوضاع نسبيا في العراق مازالت هناك الكثير من التداعيات الأمنية تشكل عامل أهتمام مشترك بين الصحف الدولية ومن بين المواضيع الأكثر بروزا، حضور طيف إيران في انخفاض معدلات العنف. إما على المستوى التعليمي قد تحدثت صحيفة عن الأمية في العراق. إضافة إلى موضوع آخر يتكلم عن إخفاء معلومات استخباراتي، بينما نقلت صحيفة أخرى عن احتدام صراع شيعي في العراق وموضوع لا يقل اهتماما عن القاعدة و الخطر الأكبر في العراق، كذلك تحدثت صحيفة عن الحكومة العراقية وتخطيطها لإعفاء الدوريات السنية من مسؤولياتها. تقول الصحيفة في هذا الجانب:

يبدو أن جماعات الصحوة التي كان لها المفعول الأكبر في وقف مدّ القاعدة في بلاد الرافدين بدأت تشكل مصدراً للخطر بعد أن ظهرت على السطح مؤشراتٌ على انقسام داخلي بين تلك الجماعات وتصفية حسابات فيما بينها، صحيفة النيويورك تايمز توقفت عند هذا الموضوع وكتبت مقالاً حمل العنوان التالي:

بذور خلاف في صفوف القوى العراقية

تقول الصحيفة "إن الخطط الأميركية فيما يتعلق بالاستفادة من جماعات الصحوة من الممكن أن يتم إحباطها بسبب الطائفية والخصومة الأمر الذي بدأ يثير القلق في نفوس الأميركيين ولا بد من الإشارة إلى أن عدد منتسبي تلك الجماعات سيصل قريباً إلى المئة ألف عضو ما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية انضمامهم ومدى ولائهم وعدم تأثرهم بالانتماءات الطائفية".

وتشير الصحيفة إلى أن واشنطن تخشى أن تكون قد سلحت جماعات سنية ستصطف فيما بعد ضد الحكومة الشيعية ما يهدد بنزاعٍ أهلي.

طيف إيران حاضرٌ في انخفاض معدلات العنف في العراق

من جانب آخر ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها تقول فيه أن انخفاض معدلات العنف في بلاد الرافدين مؤخراً يعود بجزءٍ كبير منه إلى قرارٍ سياسي رفيع المستوى صدر من طهران وهو ما تمثل بهبوط حادٍ في عدد العبوات الناسفة التي توضع على جانب الطرقات وذلك بحسب مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية.

وتضيف الصحيفة إن مثل هذا القرار الإيراني من الممكن أن ينعكس ايجاباً على الجولة الرابعة من المحادثات الأميركية الإيرانية إلا أن الإدارة الأميركية تدرك تماماً أن إيران تتمتع بنفوذ استخباراتي واسع في العراق بالإضافة إلى أنها متورطة بشكل مباشر في أعمال العنف التي تنفذها المليشيات.

وتضيف الصحيفة بأن واشنطن تعتقد أن طهران تسعى من وراء ذلك القرار إلى إحداث تغييرٍ في تكتيكها على الساحة العراقية يهدف إلى تحسين صورتها بين العراقيين.

هديةٌ من القوات الأميركية المنتشرة في العراق

من جانبها صحيفة الواشنطن تايمز تناولت الملف العراقي على ضوء التحسن الملحوظ في الوضع الأمني في مناطق كانت تشكل خطوطاً حمراء لا يمكن الاقتراب منها في السابق أو الدخول إليها مثل الفلوجة والرمادي، اعتبرت أن هذه التغييرات هي بمثابة هدية الأعياد للشعب الأميركي، المقال بقلم أوليفر نورث يقول فيه "منذ بداية هذا الشهر ونحن نجول العراق شمالاً وجنوباً حيث قمنا بمقابلة العديد من الأميركيين والعراقيين سواء مدنيين أو عسكريين وفي كل تلك الرحلات لاحظنا تقدماً مبهراً على مستوى الأمن والحريات المدنية، لقد بدأ العراق بالتحول سريعاً إلى حليف هام للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب وهذا الأمر هو بمثابة هدية الأعياد التي كانت باهظة التكلفة".

الأمية في العراق

من جانب آخر سلطت صحيفة الميامي هيرالد الضوء على مشكلة الأمية التي باتت تعاني منها غالبية اللاجئين العراقيين إلى دول الجوار فمعظمهم غير قادرين على تحمل تكاليف التعليم في الدول التي يقيمون فيها وجاء العنوان: ارتفاع الأمية لدى اللاجئين العراقيين بسبب كلفة التعليم" تقول الصحيفة "رغم مبادرات اليونيسف إلا أن المشكلة تتزايد، فهناك أكثر من 90 ألف طفل عراقي تركوا مدارسهم في الأردن في حين وصل عددهم في سوريا إلى 250 ألفا أي ما يعادل 75% من عدد الأطفال العراقيين المقيمين في سوريا".

إخفاء معلومات استخباراتي

بالانتقال إلى المقالات التحليلية تقول صحيفة الغارديان التي نشرت مقالاً أكدت فيه أن نائبين برلمانيين بريطانيين طالبا بفتح تحقيق في سلوك شركة الأمن آرمور جروب البريطانية في العراق بعد اتهامات بإخفاء معلومات استخباراتية في البصرة. كان العنوان:

 طلب تحقيق لإخفاء معلومات هامة

 "وفقاً لتصريحات عاملين سابقين في شركة آرمورغروب الأمنية فقد طلب منهم التحفظ على معلومات استخباراتية وعدم إطلاع القوات البريطانية عليها، ولكن الشرطة أنكرت تلك الادعاءات".

ونقلت الصحيفة عن العاملين السابقين بالشركة أنها كانت تعلم بشأن فساد الشرطة العراقية وتغلغل الميليشيات فيها، ولكنها لم تقدمها للجنود البريطانيين في البصرة.

من جانب آخر كشفت صحيفة الواشنطن بوست عن معلومات تشير إلى أن الحكومة الأميركية لم تعر انتباهاً كافياً لمعلومات أشارت إلى خطورة الاعتماد على الشركات الأمنية الخاصة في العراق من مثل بلاك ووتر بل زاد نفوذ تلك الشركات في الفترات الأخيرة، وذلك وفقاً لمسؤولين حكوميين. العنوان:

"عدم الاكتراث بتحذيرات من شركات الأمن الخاصة"

تقول الصحيفة "تلك التحذيرات صدرت منذ عامين وهي تعكس مدى القلق المتزايد من عدم السيطرة على الشركات الأمنية الخاصة العاملة في العراق والتي وصل عدد أعضائها إلى عشرات الآلاف الأمر الذي يشكل سابقة في تاريخ الولايات المتحدة العسكري، وبحسب تقديرات البنتاغون فإن عدد هؤلاء المسلحين المستأجرين يصل إلى عشرين ألف فرد بينما مكتب المحاسبة الحكومي قدرها بثمانية وأربعين ألف شخص".

الصراع الشيعي يحتدم في العراق

 تحت عنوان "الصراع الشيعي يحتدم في العراق" كتبت صحيفة واشنطن بوست أن التيار الصدري لم تعد له اليد العليا على شوارع مدينة كربلاء الجنوبية العامرة بالأماكن المقدسة.

 وقالت الصحيفة إن خصوم الصدر يطاردون حراسه سرا ويعتقلون الموالين له كجزء من الصراع الأكبر على السلطة بين أقوى فصيلين شيعيين يسعيان لقيادة العراق: الصدريون الذين يضغطون من أجل انسحاب القوات الأميركية والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الحليف الشيعي الرئيسي.

 وأضافت أن الهجوم العسكري الأميركي والتحولات الكبيرة في أساليب الجماعات السنية والشيعية هذا العام تعمل على إعادة تشكيل ميزان القوة في أنحاء العراق.

 وأشارت إلى أن قبض القوات الأميركية على المئات من جيش المهدي في بغداد قد شكل فراغا في القيادة، الأمر الذي جرأ قوات الأمن العراقية، الشيعية في معظمها، الموالية للمجلس الأعلى والأحزاب السياسية الأخرى على السعي للسيطرة على الجنوب.

وذكرت أن هذا التناحر متعدد الأبعاد، حيث يرتكز على الشخصية والطبقة والأيديولوجية، كما أن له بعدا سياسيا، حيث إن كلا الحزبين يسيطران على 30 مقعدا في البرلمان العراقي.

القاعدة تشكل الخطر الأكبر في العراق 

 من جانبها قالت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية إن قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس، قدم  تقييما ايجابيا إنما حذرا بصدد التقدم في العراق في العام 2007، مشيرا إلى انخفاض العنف في النصف الأخير من العام إلا انه حذر من أن تنظيم القاعدة في العراق يظل التهديد الأكبر..

وأوضحت الصحيفة أن بيتريوس قال إن  عدد الهجمات أسبوعيا في العراق ـ من قبيل قنابل الطريق، وقذائف الهاون، ونيران القنص ـ قد انخفض إلى حوالي 60% منذ حزيران يونيو الماضي فيما تراجع عدد القتلى من المدنيين العراقيين في كانون أول ديسمبر الحالى ليصل إلى 600 قتيل مقابل ثلاثة ألاف قتيل في نفس الشهر من العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن بيتريوس قوله في موجز صحفي أمام صحفيين في السفارة الأميركية ببغداد إن "مؤشرات الوضع الأمني الايجابية والعوامل التي ساهمت فيها قد غيرت السياق العام في أجزاء كثيرة من العراق في حين أن التقدم في العديد من المناطق ما زال هشا، إلا أن الأمن شهد تحسنا."

وأضاف ، وفقا للصحيفة ، أن هذا النجاح سيظهر بنحو بطيء ومتقطع، مع تراجعات وتقدم، وستمضي الأيام السيئة شيئا فشيئا فاسحة المجال لأيام جيدة ومن المحتمل أن نشهد قتلا شنيعا.

وعلقت الصحيفة قائلة ان " الانخفاض في مستويات العنف يعزى عموما إلى ثلاثة عوامل ظهرت في عام 2007، تمثلت بزيادة 30.000 جندي على القوات الأمريكية العاملة في العراق، وبروز عشرات الآلاف من المقاتلين السنة الذين انضموا إلى القوات الأمريكية في مقاتلة القاعدة في العراق، وقرار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في إيقاف إطلاق النار لستة شهور.

كما أشار بيتريوس أيضا إلى انخفاض أعداد المقاتلين القادمين من سوريا والسعودية، والانخفاض الذي شهدته الشهور الأخيرة في استخدام أسلحة يُعتقد أنها تصنع في إيران.

وقالت الصحيفة  من جهتها أشارت وزارة الداخلية العراقية في موجز صحفي منفصل، إلى بروز الجماعات السنية، التي تعرف باسم الصحوة، بوصفها سببا رئيسيا للتحسن الأمني الذي شهده العام 2007، الأمر الذي يعد دعما نادرا من جانب الحكومة التي يقودها شيعة، التي نأت بنفسها، وأحيانا عارضت عمل جماعات الصحوة.

ونقلت الصحيفة عن اللواء ايدن خالد قادر، وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية، قوله ان " هناك خططا لضم 12.641 عنصرا من تلك الجماعات إلى قوات الشرطة في بغداد في نهاية نيسان ابريل المقبل.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة العراقية كانت بطيئة في ذلك الإجراء بسبب خشيتها من أن يكون الكثير من عناصر تلك الجماعات متمردين سابقين يحملون مواقف طائفية معادية للشيعة."

ولاحظت الصحيفة أن في وقت سابق من هذا العام، وصف مسؤولون أمريكيون في العراق ميليشيات شيعية على أنها الأكثر ضررا وزعزعة لاستقرار البلد، إلا أن بيتريوس أكد أن التهديد الأكبر للعراق يتمثل بتنظيم القاعدة فيه.

وقال بيتريوس، حسب الصحيفة، مشيرا إلى تنظيم القاعدة، إننا ندعوهم أحيانا الذئب المتربص خلف الباب (أي الخطر الداهم) فهذا التنظيم هو العدو الأكبر الذي يواجه العراق تحديدا لأنه العدو الذي ينفذ اشد الهجمات دموية، ويتسبب بأكبر الأضرار للبنية التحتية، وهو الذي يسعى مندفعا لإثارة العنف الاثني والطائفي.

وقال بيتريوس إن نشاط القاعدة في العراق تقلص بسبب العمليات العسكرية وبروز جماعات الصحوة، لهذا اخذ المتمردون يشنون هجمات على تلك الجماعات.

وأشارت الصحيفة إلى أن في شريط مصور ظهر السبت يزعم انه لاسامة بن لادن، حذر فيه الأخير العراقيين السنة من الانضمام إلى مثل تلك المجالس العشائرية أو المشاركة في أي حكومة عراقية موحدة.

وقال بيتريوس أيضا إن شبكة القاعدة والمرتبطين بها انتقلوا إلى المحافظات الشمالية العراقية مثل نينوى وديالى وصلاح الدين بعد تعرضهم للضغط من جانب القوات الأمريكية والعراقية في محافظتي بغداد والانبار وان المحافظة العراقية الوحيدة التي لم تشهد انخفاضا في الهجمات هي نينوى، حيث ينشط المتمردون في مركز مدينة الموصل وحولها.

وتوقع بيتريوس ان التفجيرات لن تختفي من العراق، وقال إذا كان المقياس هو زوال السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، فاعتقد أن هذا قياسا غير واقعي.

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1 كانون الثاني/2008 - 21/ذو الحجة/1428