شبكة النبأ: السيد محسن المشعشعي
ويأتي باقي النسب في محمد أبيه ويعرف بالملك المحسن توفي في رجب سنة
905. وولّي بعد أبيه ولقب بالملك المحسن وامتد ملكه بحيث لم يمتد لأحد
مثله من ذريته وكان أوصاه والده بالتجنب عما ارتكب أخوه. تملك الجزائر
وما وراءها إلى حدود سور بغداد من جهاته الأربع واحسن السيرة مع سكان
العتبات العالية وخدام الروضات المشرفة ثم ملك البصرة وشط بني تميم
وعبادان إلى الحسا والقطيف ثم الدورق والسواحل إلى بندر عباس وجميع
البنادر إلى حدود فارس ثم كوه قيلويه ودهدشت ودامهر مز ثم شوشتر
والبختيارية واكراد لرستان الفيلية وبيات والباجلذانية وبثت كوه
وكرمنشاه وسميرا وبهبهان ولما كان فيه الخصال الحميدة من سخاء النفس
والمروءة والشيم العالية وحب العلماء والفضلاء وأهل الكمال والأدب
والتقى والصلاح، جعل أكثر علماء الشيعة مصنفاتهم ومؤلفاتهم باسمه
وأرسلوها إليه، ومولانا شمس الدين بن محمد الاستر آبادي معاصر المير
صدر الدين الشيرازي الف حاشيته المتضمنة رفع الكلام على ملا جلال الدين
محمد الدواني باسم السلطان محسن وأرسلها إليه فارسل إليه جائزة سنية.
وكانت أوضاعه في جلوسه وركوبه وخيله وخدمه وحشمه أوضاع ملك مستقل تقاد
الخيل المسرجة بالذهب والجواهر أمامه ومن مكارمه أنه كان بالهاشمي
وكانت تلبسه السادات المشعشعية فأتي إلى السلطان بهدية نارنج في غير
وقته في طبق فامر السلطان أن يقلى النارنج في اردان السيد النديم
ففعلوا ووسع الجميع وأمره أن يقوم فلم يقدر وقال لا تحمل عطاياكم إلا
مطاياكم فأمر أن يحمل ذلك على فرسه الخاص بسرجه ولجامه وجميع زينته
وأعطاه إياه فركبه وذهب.
وأول من أحدث البنيان بالحويزة السيد محسن وكانت آجام قصب تسكتها
الاعراب فبنى قلعة الحويزة المعروفة بالمزينة إلى الآن وجعل فيها
عسكراً وسكن الناس حولها وبنى قلعة المشكوك وأسكن في جوانبها 40 ألف
سباهي وأدار على الجميع مدينة حصينة ثم عمر قلعة الشوش ثم استولى عليها
الفرس ثم خربها العرب ثم احدث السيد محسن قلعة الداير المعروف بأبي
عمرو وكان يسكن كل فصل في مكان ثم بنى مدينة عظيمة بين الشطين تجمع
جميع عساكره وذخائره وسماها المحسنية.
فمنشئ هذه الدولة أبوه وسيفها أخوه المولى علي ومؤيدها وناشر
رايتها.. هو جمع بين السيف والقلم والخصال الحميدة وعلى عهده اتسعت
المملكة وكان مظفراً تقياً صالحاً محباً للعلماء جواداً سخياً محسناً
إلى الفقراء وفي أيامه تغلب يحيى بن محمد الأعمى على البصرة وهو بالأصل
فصيلي من قبيلة مال عزي وهم إلى الآن شيوخ المنتفك فركب السيد محسن
اليه بعساكره وأرسل إليه أن المطلوب من العسكرين أنا وأنت فأبرز إليَّ
ولا تسفك دماء العباد فقبل وتبارزا فبدره يحيى بطعنة حاد عنها وطعنه
السيد محسن فدق صلبه وقتله فلقاه والده محمد البصير راكباً حماراً
تقوده جاريته فدخل على السيد محسن وطلب منه الخلف بولده فاعطاه ألف
تومان وعين له يومية تكفيه وتزيد واعطاه فرسه التي كان راكبها حال
الحرب واعطى طفلاً صغيراً ليحيى الدرع الذي كان لابسه حال الحرب والدرع
للآن عندهم يسمى بالمحسن.
وجاءه أمير من بني تميم يقال له الأمير عبد علي فأكرمه وأنزله
القيصرية وهي للآن تعرف بهذا الاسم واعطاه بلد الدورق من بعد وضع
اخراجات سياس الطوائل وانعم عليه بالميراخورية ولهذا السبب سميت ببلد
السياس وتعرف به إلى الآن وكان قبل أعطائه البلدة المذكورة جالساً عنده
فقال السيد أن العربي يحمد إذا أضاف اربعمائة جاوءه بغير خبر سابق فقال
الأمير لأحد جلسائه كأن هذا شيء مستغرب عندكم فاسرها السيد في نفسه
وبعد مدة أمر أحد أولاده السيد بركة أن يذهب مع اربعمائة خيال إلى
ضيافة الأمير عبد علي في القيصرية وتكون خيلهم بلا ارسان ولا علايق
فاضاف الجميع بدون تكلف وجعل البيوت علايق واطنابها ارسانا فكان ذلك
سبب اعطائه البلدة المذكورة ولم يزل الأمير عبد علي يتردد عليها ويحدث
فيها عمارات إلى أن مات السيد محسن فانتقل الأمير إلى الدورق واستقل
بها وبنى لها سوراً وتغلب عليها إلى أيام السيد سجاد فصار بين السيد
سجاد واخيه مطلب وأخويه انحراف فانتقل مع اخويه إلى الدورق فاكرمه عبد
علي ثم مات عبد علي فصار أمرها لولده ميرزا علي وكان بناء السيد محسن
للمحسنية في ابتداء الدولة العثمانية بالعراق وأوائل الدولة الصفوية
لتتسامع بها الملوك وعين بها 12 ألف عسكري وولي الملك بعده من أولاده
السيد علي وأيوب ناصر خان والسيد محمد خان والسيد مبارك بن محمد خان
وكان ينظم الشعر الفارسي وحكم أيضاً أخوه السيد منصور خان وامتدت أيامه
ثم حكم السيد بركة بن منصور المذكور ثم السيد علي وكان عالماً فاضلاً
شاعراً وهو ابن السيد خلف ثم حكم ولده الأكبر بعد السيد حسين والسيد
حيدر ولم تطل مدته وكان راغباً في الخير وحكم بعد السيد حيدر خان السيد
عبد الله خان والد مؤلف تاريخ الصفوية ولم تطل مدته ثم أخوه فرج الله
خان. |