"مجالس الصحوة" في العراق سلاح ذو حدّين

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: لا يمكن اطلاق صفة الاستقرار الأمني على الوضع الحالي في العراق ما لم يصار الى وضع برنامج وطني يحتوي القوى التي تجندها العشائر ويعمل على تنظيمها وتوجيهها ضمن السياقات الحكومية المتبعة في الوزارات الأمنية العراقية، وإلا سنجد انفسنا في مواجهة طوفان جديد لا يقل شراً عما كان عليه الوضع قبل عدة اشهر حين كانت القوى التي تسمى الان "مجالس الصحوة" توفر الامدادات اللوجستية والبشرية الداعمة للقاعدة وتنظيماتها او تعمل بصفات اخرى لزعزعة الوضع الامني من اجل مصالح فئوية او اجندات خارجية.

وقال وزير الدفاع عبد القادر جاسم ان الحكومة العراقية لن تتسامح ازاء تحول دوريات "مجالس الصحوة" المدعومة من الولايات المتحدة الى "قوة ثالثة" مع الجيش والشرطة.

وجاءت تصريحاته بعد يوم من دعوة عبد العزيز الحكيم أقوى الزعماء الشيعة في العراق الى وضع دوريات مجالس الصحوة وهي من السنة بصفة اساسية تحت رقابة الحكومة المشددة وان يكون لها تشكيل طائفي أوسع من المدى الضيق الان.

وقال جاسم وهو سنّي لا ينتمي الى أي حزب سياسي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الداخلية جواد البولاني انه يرفض قطعيا تحول دوريات مجالس الصحوة الى تنظيم عسكري ثالث. وقال، يجب ان يعلم الجميع انه لن تكون هناك قوة ثالثة وان القوتين الوحيدتين هما وزارتا الدفاع والداخلية.

وفي لقاء بثته قناة العربية مع الشيخ علي الحاتم القيادي البارز في مجلس صحوة غربي العراق، بيّن، ان افراد مجالس الصحوة المسلحين هم ابناء عشائر عراقية  يحتفظون باسلحتهم منذ القدم.. ولكن متى ما قالت الحكومة بانه لا لزوم لحمل السلاح  او حولتهم الى ايدي عاملة فان اسلحتهم ستبقى في بيوتهم..

وينسب الى دوريات مجالس الصحوة التي تتألف من مايقارب 71 الف فرد بينهم مسلحون سابقون حاربوا ضد الولايات المتحدة والجيش العراقي الفضل في تراجع العنف في بعض من أكثر مناطق العراق اضطرابا.

لكن الحكومة العراقية التي يتزعمها الشيعة كانت هادئة ازاء السماح لرجال كانت تعتبرهم في السابق اعداء ان يعيدوا تنظيم انفسهم في جماعات مسلحة. ويخشى الزعماء الشيعة اساسا من ان ينقلب هؤلاء الرجال السنة ضدهم بمجرد انسحاب القوات الامريكية.

وتدفع الولايات المتحدة الان لمعظم افراد هذه الدوريات نحو عشرة دولارات يوميا لكن تحت تأثير ضغوط امريكية قالت الحكومة العراقية انها ستتولى سداد رواتبهم من منتصف 2008 .

وقال البولاني ان الحكومة تخطط لضم نحو 20 في المئة من هؤلاء الافراد الى قوات الامن. وسيعرض على اخرين الانضمام الى برامج تدريب مهني على وظائف مدنية.

وتتعاون هذه الوحدات مع الشرطة العراقية والجيش لكن وقعت اشتباكات متفرقة بين هذه الدوريات وقوات الامن. وفي اشتباك الاسبوع الماضي قتل شرطيان واصيب اربعة من افراد الدوريات عندما وقع اشتباك بينهم بالقرب من بلدة بيجي التي تبعد 180 كيلومترا شمالي بغداد.

ويقول بعض مسؤولي الشرطة انهم لا يثقون في العشائر التي تجند الرجال للانضمام الى دوريات مجالس الصحوة. غير ان الوزيرين اشادا بالدوريات باعتبارها وراء انخفاض اراقة الدماء في انحاء العراق.

وقال جاسم ان العنف مازال يمثل تهديدا حقيقيا في المحافظات الواقعة شمالي بغداد مثل ديالى حيث اعاد تنظيم القاعدة تجميع نفسه وفي نينوى حيث يتدفق مقاتلون اجانب من سوريا وان انخفض عددهم الا انهم يمثلون عاملا في زعزعة الاستقرار.

وقال البولاني انه رغم عمليات قوات وزارتي الدفاع والداخلية وقوات التحالف والتحسن في المناطق الشمالية فان المعركة التالية مع الارهاب وعصابات القاعدة ستكون شمالي بغداد.

ومن جهة اخرى قالت صحيفة الجارديان إن الآلاف من الشباب العراقي انضم إلى اللجان الأمنية في ضواحي العاصمة بغداد، مشيرة إلى أن هذه اللجان الأمنية تضم شبابا من الشيعة والسنة على حد سواء.

وأضافت الصحيفة ان الجنود الأمريكيين يصفون هؤلاء الشباب بأنهم "المواطنون المهتمون"، أما العراقيين فيصفون هذه اللجان بأنها "لجان الصحوة". وقالت الصحيفة إن هناك 72 ألف شاب في هذه اللجان في 12 محافظة من محافظات العراق الـ 18.

الحكيم يطالب بتقييد مجالس الصحوة العراقية

ودعا عبد العزيز الحكيم الزعيم الشيعي العراقي الذي يتمتع بنفوذ قوي الى اخضاع دوريات مجالس الصحوة التي تدعمها القوات الأمريكية والتي تتألف أساسا من السنة العرب لسيطرة الحكومة وأن يكون تشكيلها أكثر توازنا على الصعيد الطائفي.

وقال الحكيم الذي يتزعم أكبر حزب سياسي في الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة ان تلك الدوريات ساهمت في خفض العنف لكنه قال انه يتعين عليها أن تقوم بدور مساعد فقط. بحسب رويترز.

وسلطت تصريحاته الضوء على قلق زعماء الشيعة العراقيين من فكرة وجود جماعات سنية مسلحة منظمة قد تنقلب ضدهم عندما تنسحب القوات الامريكية.

وقال لمئات من الشيعة احتشدوا في مقره في العاصمة العراقية في كلمة بمناسبة عيد الاضحى، نؤكد على ضرورة ان تكون هذه الصحوات عونا وذراعا للحكومة العراقية في مطاردة المجرمين والارهابيين لا أن تكون بديلا عنها.

وأضاف، السلاح يجب ان يكون بيد الحكومة فقط وعلى الجميع أن يتعامل مع هذا الموضوع على اسس المصلحة الوطنية. مشيرا الى أنه ينبغي أن تنفذ هذه الوحدات دوريات المراقبة في المناطق التي لايزال العنف فيها مرتفعا.

ويعترف الجيش الامريكي الذي يدفع عشرة دولارات في اليوم لمعظم أفراد دوريات مجالس الصحوة بأنه قد يكون لبعضهم صلات بجماعات مسلحة لكنه يقول انهم يخضعون لتدقيق.

وقررت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بضغوط من الولايات المتحدة وضع غالبية أفراد دوريات مجالس الصحوة على جدول رواتبها. وتقول انها ستدمج البعض في قوات الأمن بحلول منتصف عام 2008 بينما سيدرب الباقون لشغل وظائف مدنية.

وفي أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالدكتاتور صدام نشب صراع طائفي بين السنة والشيعة راح ضحيته عشرات الالاف من العراقيين وأثار مخاوف من أن البلاد تنزلق الى هاوية حرب أهلية.

وحتى مع تراجع العنف الى أدنى مستوياته منذ قرابة عامين لايزال السياسيون من المذهبين على خلاف بشأن كيفية تقاسم السلطة الامر الذي أرجأ مصادقة البرلمان على عدد من القوانين المهمة.

وفي كلمته قال الحكيم ان، من الضروري اقناع الاحزاب التي انسحبت من حكومة المالكي بالعودة. في اشارة الى تكتل رئيس الوزراء الشيعي العلماني الاسبق اياد علاوي وجبهة التوافق العربية السنية. وانسحبت الكتلتان من الحكومة بسبب خلاف مع الائتلاف الشيعي الحاكم.

ويخشى مسؤولون أمريكيون من أن التقدم البطيء نحو تحقيق المصالحة الوطنية قد يؤدي في نهاية المطاف الى تقويض المكاسب الامنية ويقولون ان القاعدة لا تزال عدوا لايستهان به.

وذكر صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان تراجع أعمال العنف لم يشكل أي فارق بعد فيما يبدو بالنسبة لنحو مليوني طفل عراقي لايزالون يواجهون مخاطر من بينها سوء التغذية والامراض والتعليم الذي تتخلله فترات توقف كثيرة.

وفي تقريره ذكر يونيسيف أن مئات الاطفال لاقوا حتفهم أو أصيبوا بسبب العنف في حين فقد الكثيرون أولياء أمورهم في عمليات قتل أو خطف.وذكر التقرير أن الجيش أو الشرطة اعتقلت نحو 1350 طفلا بينهم كثيرون بسبب مزاعم عن انتهاكات أمنية.

وفي بغداد أجرى رئيس وزراء استراليا الجديد كيفن رود محادثات مع المالكي خلال زيارة لم يعلن عنها من قبل لبغداد. ويعتزم رود الذي أطاح بحكم المحافظين الذي استمر 11 عاما في انتخابات أجريت يوم 24 نوفمبر تشرين الثاني سحب 550 جنديا هم الدفعة المتبقية من القوات الاسترالية المقاتلة بحلول منتصف عام 2008. وقال هو والمالكي انهما اتفقا على توسيع التعاون في مجال الزراعة والتدريب العسكري.

 من جانبه قال وزير الداخلية البولاني انه، كلما تحسن الوضع الامني في العراق فان ذلك لن يترك مجالا لاي شخص بان يتخلف عن العملية السياسية في البلاد.

واثنى البولاني على قوات الصحوة قائلا انها نجحت في طرد القاعدة من حواضنها السابقة وان التنظيم الارهابي اصبح مطاردا من قبل عناصر الامن ورجال الصحوات في العراق.

وقوات الصحوة هي قوات تشكلت مؤخرا باشراف زعماء العشائر وبتمويل من القوات الامريكية بغية محاربة تنظيم القاعدة الارهابي في وسط وشمال العراق.

وقد نجحت الصحوة من طرد القاعدة كليا من محافظة الانبار ومنطقة العامرية بغرب بغداد فضلا عن سيطرتها شبه الكلية على معاقل القاعدة في مناطق عرب جبور والدورة والاعظمية وبلدات مثلث الموت جنوب بغداد.

وتجدر الاشارة الى ان عناصر الصحوة يتقاضون رواتب شهرية من القوات الاميريكية تبلغ نحو 300 دولار شهريا غير ان الحكومة العراقية وعدت بانها ستتحمل دفع رواتب عناصر الصحوة وضمهم الى القوات الامنية الرسمية او الى مؤسسات حكومية مدنية.

عمليات بغداد: مقتل آمر فوج صحوة حي الجامعة

وقال مصدر أمني في قيادة عمليات بغداد إن مسلحا مجهولا قتل آمر فوج صحوة حي الجامعة غربي بغداد بمسدس كاتم للصوت لدى خروجه من أحد المساجد.

وذكر المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، لوكالة ( أصوات العراق) أن، آمر (فوج الصحوة) في حي الجامعة، والمعروف بـ ( العقيد ربيع)، قتل بعد ظهر اليوم (السبت) لدى خروجه من جامع ( الملا حويش) في الحي نفسه.

واضاف أنه، بينما كان (العقيد ربيع) يهم بركوب سيارته، عقب انتهاء صلاة الظهر، قام مسلح بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم للصوت، فأرداه قتيلا على الفور... وفر هاربا. ولم يدل المصدر الأمني بأي تفاصيل أخرى عن ملابسات الحادث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأثنين 24 كانون الاول/2007 - 13/ذو الحجة/1428