تاثيرات تغيير التوقيت الصيفي على الساعة البيولوجية للإنسان

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: تعتبر الساعة البيولوجية في جسم الإنسان آلية شديدة التعقيد لكنها تضمن انسيباية الإيعازات من المخ الى انحاء الجسم بصورة منتظمة اذا ما لم تتأثر بتغيرات يقوم بها البشر نفسه كتغيير اوقات العمل او عدم انتظام اوقات الأكل او النوم وساعاته وكذلك الإجهاد الغير خاضع لنظام صحي وقائي.

ويقول فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة إنهم قد نجحوا في تحديد المادة الكيميائية المسؤولة عن تنظيم الآلية الوراثية التي تتحكم في عمل الساعة البيولوجية للجسم.  نشرت هذه الدراسة التي أجراها فريق بحث في جامعة كاليفورنيا مجلة "الطبيعة" أو "Nature" .

ويقول الباحثون إنه رغم أن هذه الآلية تشمل عوامل مورثة معقدة، إلا أنها ككل ينظمها حامض نووي وحيد، وأن هذا الحامض النووي يخضع لتحوير يتسبب في سلسة تفاعلات متتالية لها علاقة بتنظيم عمل الجسم.

ووجد العلماء أنه إذا ماتمت عرقله عملية التحوير هذه بأي شكل من الأشكال تتوقف سلسلة التفاعلات هذه مما يؤثر على انتظام عمل وظائف عديدة في الجسم. ويقوم العلماء حاليا بدراسة الأجسام المضادة التي يمكن أن تؤثر على هذا الحامض النووي.

ويؤمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى انتاج عقارات أكثر نجاعة في علاج الأرق وغيره من الأعراض المتعلقة بالنوم.

آلية حساسة

والساعة البيولوجية للجسم آلية شديدة الحساسية قادرة على استشعار التغيرات في البيئة المحيطة به، وتقوم بتنظيم عدد من وظائف الجسم المتباينة كالنوم والتمثيل الغذائي والسلوك. ويقدر بأنها تقوم بتنظيم عمل ما يصل إلى 15% من المورثات في الجسم.

ويؤثر الاضطراب في نظام هذه الوظائف بشكل كبير على صحة الإنسان، ويمكن ربطه بالأرق، والاكتئاب، وأمراض القلب، والسرطان، واختلال الجهاز العصبي.

الساعة البيولوجية لا تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي

من جهة اخرى كشفت دراسة حديثة في ألمانيا، شارك فيها نحو 55 ألف شخص، أن تغيير التوقيت الصيفي والشتوي يشكل عبئا كبيرا على المنظومة البيولوجية للإنسان أكثر مما كان معروفا حتى الآن.

وأجرى علماء من جامعة لودفيج ماكسيمالين في مدينة ميونيخ، والتي تعد من أفضل الجامعات الألمانية، دراستين شملتا نحو 55 ألف شخص بهدف دراسة تأثير تغيير الوقت على الساعة البيولوجية للجسم.

وراقب القائمون على الدراسة حركات النوم لدى 50 من المتطوعين على مدار ثمانية أسابيع شملت الفترات التي يتم فيها تغيير التوقيت. وجرى قياس أنشطة المتطوعين وحركاتهم باستخدام إسورة توضع في اليد طوال الأسابيع الثمانية.

وقال أحد مشرفي الدراسة في تصريحات نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية على موقعها الالكتروني: على عكس الدراسات السابقة بحثنا سلوك النوم لدى المتطوعين في أيام العطلات وأيام العمل بشكل منفصل، لأننا كنا نرغب متابعة عمل الساعة البيولوجية دون أن تزعجها التوقيتات المفروضة اجتماعيا.

كما أوضحت الدراسة أن الساعة البيولوجية داخل الجسم لا تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي أو أنها تتغير بشكل طفيف للغاية حيث تبقى على سابق عهدها.  ولاحظ الخبراء أنه حتى عندما يدق المنبه تبعا للتوقيت الجديد فإن المشاركين في الدراسة لا يصبحون بكامل لياقتهم المعتادة ونشاطهم في الحركة إلا بعد ساعة كاملة. وأرجع الخبراء هذا الأمر إلى أن الساعة البيولوجية لم تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي كما كان يعتقد في القبل. بحسب دويتشه فيله.

وأوضحت الدراسة أن الساعة البيولوجية نظام معقد للغاية يتأقلم على الفترات الزمنية خلال اليوم بشكل دقيق للغاية .  وردا على سؤال إذا ما كان من الضروري إلغاء مسألة تغيير التوقيت بهدف عدم الإضرار بالساعة البيولوجية للجسم قال الخبراء: من السابق لآوانه التكهن بتأثيرات مسألة تغيير التوقيت على صحة الإنسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17 كانون الاول/2007 - 6/ذو الحجة/1428