شبكة النبأ: ماذا يمكننا ان نفعل
باتجاه الفساد الذي ينخر في كيان الشعب العراقي وتظهر مؤثراته بشكل
واضح وجلي على الناس الذين ينهشهم الفقر والعوز وهم سكنة اغنى وطن من
حيث الموارد مضاف لها نهري دجلة والفرات؟.
ان الثراء المفرط في الارض العراقية يتوازى مع الفقر المفرط وهنا
تتشكل اكبر مفارقة في العالم وهو ما يدفع الى التساءل هل وهنت العقول
العراقية في ان تنتج طريقة قانونية لمكافحة هذه الآفة المدمرة؟.
هل نحن غير مؤهلين للتصدي لمشاكلنا وحلها بالطرق السليمة والعملية
ام نكتفي بالصراخ من الألم دون ان نمزق بعض قمصاننا ونشد بها جراحاتنا
النازفة باستمرار؟.
الفساد في بعض ركائزه يتكئ على الحرمان والعوز والفاقة والبطالة
وقلة الموارد للاسرة العراقية، وهو ماتنتجه البيئة السياسية بكونها لم
تسرع او انها لم تقم بما هو ملائم كالخطط الزراعية والصناعية وبذل
المال للعاطلين عن العمل ولعل الارهاب ينبثق من ذات البيئة ايضا فيما
تبذل اموال طائلة ورهيبة باتجاه مكافحة التطرف والارهاب والفساد ولو ان
هذه الاموال اتجهت لحل جذر المشكلة لكان ذلك اجدى ولظهرت النتائج
الايجابية بسرعة وعم بعض الامان وهو ما يعطي فرصة كبيرة للامتداد الى
التنمية في انواعها المعروفة.
ان جهد الدولة في الوقت الحالي يتجه الى حل نتائج المشكلات ويحاول
ان يمسح الآثار والانعكاسات سواء للارهاب او الفساد فليس هناك خطة
واسعة تعالج الجذر الاساسي والنبع الردئ لمجمل المشاكل الضاغطة بقوة،
الحكومة التي تماطل لمدة ثلاث سنوات وتناور بالضد من قانون التقاعد
وتصر لفترة طويلة على ان تجعله يخضع لمكيالين لا ينتظر منها ان تتصدى
لمشاكل اوسع من ذلك وهي انما تريد ان تعبر عن نفسها كحكومة وليس كما هو
مفترض ان تعبر عن ارادة الشعب الناخب.
ان الحكومة الحقيقية تلك التي تداري شعبها وتفعل كل ما هو صالح لهذا
الشعب، والشعب في الاول والآخر يمتلك موارد غير محدودة وهو غني بما
يكفي وان كان هناك فقر او عوز فانما لان الحكومة لم تستطع ان تدير
امواله بشكل صحيح.
فلا زال هناك تسول بكثرة، ومهجرين لايمتلكون القوت ولا السقف الذي
يأويهم، وفلاحين لاتثمر مزارعم شئ ذي اهمية اقتصادية، وصناعيين يبذلون
جهودهم في العمل المقنع دون ان يثمر ذاك العمل الجدوى المنتظرة.
ورغم سعة الارض في جميع المحافظات فلا زال العراقي يسكن العراء او
التجاوز الذي يفتقد لأدنى الظروف الصحية والخدمية، ولا زالت الأم
العراقية تستنزف كل طاقاتها في سبيل ان توصل ابنائها الى نقطة ما من
التعليم ولا زالت احلام كل العراقيين في حياة متوازنة احلام مؤجلة كما
هو شانها في السنوات الحربية والحصار الاقتصادي.
مالجديد؟، سؤال يقف في حنجرة العراقي على طول الخط ان كان الجديد هو
الوعود والدعايات السياسية فالدكتاتور صدام كان ايضا يعد ولعل بعض
وعوده قد نفذت على ارض الواقع على الاقل هناك في كل محافظة عمارات
سكنية للمعوقين والمفقودين وهي في الوقت الحالي خضعت لعدوى الفساد وما
عاد اصحابها يتمتعون بها.
هناك كثير من الكلام الذي يعرفه الجميع في هذا المضمار وهناك مثل
عراقي يقول ( اقول له هذا الاسد.. يقول هذا اثره) فالمشكلة واضحة مثل
حضور الاسد وزئيره يصم الآذان ويرجف الفرائص.
السياسي الشريف يشعر بالخجل وربما يرى العار عندما يعاهد الناس ولا
يجد فرصة لتنفيذ تلك الوعود وغالبا بل من المفروض ان يعتذر ويأسف بل
ويقدم استقالته لأنه لم يستطع ان يفي بتلك العهود.
ان الفساد الحقيقي انما يكمن في مؤثر عام فلا يمكن ان تكون نتائجه
او انعكاساته ان تساهم في حل المشاكل وانما في حالات تساهم في تفاقمها
الى ما لا نهاية. |