
شبكة النبأ: رغم المبادرات المتفائلة
التي تشير الى قرب الاتفاق العالمي على حصص انبعاث الغازات السامة
المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وما يتبعها من كوارث بيئية مدمرة في
انحاء العالم الا ان خبراء اجتمعوا في مدينة بالي وقالوا ان الاحتباس
الحراري يمكن ان يسبب "حربا اهلية عالمية" بزيادة حدة التوتر الكامن
بين السكان.
ونشرت دراسة برنامج الامم المتحدة للبيئة في يوم تسليم جائزة نوبل
للسلام في اوسلو الى آل غور والمجموعة الحكومية للخبراء حول التبدل
المناخي.
وقال معدو التقرير ان ذوبان جبال الجليد او انفجار عدد "اللاجئين
بسبب المناخ" الناجم جزئيا عن ارتفاع مستوى المحيطات يمكن ان يزعزع
استقرار مناطق باكملها مؤكدين ان "التحرك من اجل المناخ هو تحرك من اجل
السلام". بحسب فرانس برس.
واكد احد معدي الدراسة هانس شيلنهوبر مدير معهد الابحاث حول تأثير
المناخ في بوتسدام ان التقرير "يرسم سيناريو حقيقي للمستقبل".
واضاف "اذا لم يتم تطويق ارتفاع الحرارة فان الدول الضعيفة والهشة
التي تدار بشكل سىء اليوم يمكن ان تنفجر من الداخل تحت ضغط الاحتباس
الحراري الشامل ثم تسبب موجات من الصدمات في دول اخرى".
أخطار بيئية قد تطاول مصر والسودان
والصومال... وباكستان والهند وبنغلاديش..
وحذر خبراء دوليون من ان الحرب العالمية الثالثة قد تنشب بسبب ذيول
الاحتباس الحراري وندرة الموارد المائية وزيادة التوتر بين الشعوب
الجارة، وإزدياد مساحة المناطق التي قد تتعرض للتصحر ولمخاطر الفيضانات
والاعاصير.
وخلص تقرير وضع لحساب برنامج الامم المتحدة للبيئة عن التبدل
المناخي (248 صفحة)، ووزع على هامش مؤتمر عن المناخ في القرن الحادي
والعشرين ترعاه الامم المتحدة في بالي (اندونيسيا)، الى ان التغير
المناخي قد يتسبب في «الحرب الاهلية العالمية». وحذر التقرير من ان
ذوبان جبال الجليد او انفجار عدد «اللاجئين بسبب المناخ»، الناجم
جزئياً عن ارتفاع مستوى المحيطات، يمكن ان يُزعزع استقرار مناطق
باكملها، معتبرا ان «التحرك من اجل المناخ هو تحرك من اجل السلام».
بحسب (الحياة).
وقال مدير معهد الابحاث حول تأثير المناخ في بوتسدام الاستاذ الزائر
في جامعة اوكسفورد البروفسور هانز شيلنهوبر، المشرف على ابحاث المناخ
ان التقرير «يرسم سيناريو حقيقي للمستقبل». واضاف: «اذا لم يتم تطويق
ارتفاع الحرارة، فان الدول الضعيفة والهشة التي تُدار بشكل سيء اليوم
يمكن ان تنفجر من الداخل تحت ضغط الاحتباس الحراري الشامل، ثم تسبب
موجات من الصدمات في دول اخرى».
وقال آشيم شتاينر الامين العام المساعد والمدير التنفيذي لبرنامج
الامم المتحدة للبيئة «ان هناك تحديات بيئية عدة تواجه العالم وامن
مجتمعاته ودوله يأتي التغير المناخي في اولوياتها». وحض على تضافر
الجهود العالمية للسيطرة على التغيير المناخي ومنع الحروب الاهلية الذي
قد تنتج عنه. وكان مجلس الامن الدولي ناقش الامر مطلع السنة واستمع الى
تحذيرات مماثلة من خبراء عسكريين في الولايات المتحدة وبريطانيا
واستراليا.
وسلط التقرير الضوء على اربعة اخطار للتغير المناخي هي تراجع مخزون
مياه الشرب، وقلة انتاج الغذاء، وزيادة قوة الاعاصير والكوارث واخيراً
الهجرات بسبب الجفاف. واشار الى ان مخاطر الحروب الاهلية قد تطاول
المنطقة العربية خصوصاً مصر والصومال والسودان. وان اكبر المخاطر ستكون
في دلتا النيل بسبب ارتفاع مستوى ملوحة المياه في النهر والقحط، وما قد
ينتج عن محاولة اثيوبيا اقامة مشاريع مائية على منابع النيل. كما ان
القحط وندرة المياه في الصومال والسودان قد يتسببان في حروب بين دول
المنطقة بسبب هجرة السكان الباحثين عن القوت.
وفي مناطق وسط آسيا، حيث تعيش غالبية مسلمة، ستنشب حروب اهلية بسبب
ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج قبل مواعيدها السنوية، ما يؤثر
سلباً في حجم الاراضي الزراعية ومردودها. واوضح التقرير ان التغير
المناخي سيؤثر حكماً في مجريات الامور في باكستان والهند وبنغلاديش حيث
قد تنشب حروب للسيطرة على المياه الحيوية لحياة ملايين من البشر،
خصوصاً مع تغير مواعيد الاعاصير الموسمية في خليج البنغال.
وحض التقرير على وضع آالية «ضبط المناخ» في موعد اقصاه بين 10 و15
سنة، خصوصاً في وقت ستصبح فيه الصين والهند من بين مراكز القوى
الاساسية في العالم الذي ستخسر فيه الولايات المتحدة مركز الريادة
اقتصادياً وحتى عسكرياً.
وحض التقرير دول الاتحاد الاوروبي الى لعب الدور القيادي في وضع
سياسة دولية لمكافحة التغير المناخي. ونبه الى ان ارتفاع مياه البحر
سيهدد مدناً كثيرة في الصين والهند والولايات المتحدة وحتى في اقطار
اوروبية.
واذا لم يتم التعامل بجدية مع التغير المناخي سترتفع درجة حرارة
الكرة الارضية في نهاية القرن الجاري ما بين درجتين وسبع درجات عن
مستواها قبل الثورة الصناعية في القرن الماضي.
التغير المناخي يهدد بنزاعات سياسية في إفريقيا وآسيا
اعتراض امريكي
في الوقت نفسه أسقط المؤتمر المنعقد في بالي أحد الأهداف الأساسية
التي سبق تحديدها وهو خفض الانبعاث الحراري بنسبة 25 من إلى 40 في
المائة أقل من معدلات 1990 بحلول عام 2020. وقد اسقط الهدف السابق بناء
على اعتراض من جانب الولايات المتحدة.
واتفق المؤتمر على بدء مرحلة جديدة من المفاوضات تستغرق عامين تسعى
للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن خفض انبعاث الغازات الناتجة عن ظاهرة
الاحتباس الحراري.
إلا أن الخبراء يستبعدون أن تنخفض معدلات انبعاث الغازات بنسبة تكفل
تفادي ارتفاع درجة الحرارة درجتين مئويتين.
وتشير التقديرات العلمية الحالية إلى أن الوصول إلى هذه النقطة من
ارتفاع الحرارة كفيل بأن يعرض مئات الملايين من البشر لأخطار النقص في
المياه، كما يمكن أن يتسبب في نقص المواد الغذائية ويؤدي إلى انتشار
المجاعات على نطاق واسع ووفاة أعداد هائلة من البشر.
التاريخ أظهر ان التغيرات المناخية
تؤدي للمجاعة والحروب
وكتب علماء من الصين وهونج كونج والولايات المتحدة وبريطانيا في
دورية محاضر أعمال الاكاديمية الوطنية للعلوم ان عدد السكان المتزايد
في العالم ربما لا يمكنه التكيف بصورة ملائمة مع التغيرات البيئية
الناجمة عن الارتفاع المتوقع في درجات حرارة الكرة الارضية. بحسب
رويترز.
وقال بيتر بريك الاستاذ المساعد في مدرسة سام نان للشؤون الدولية في
معهد جورجيا للتكنولوجيا "درجات الحرارة الادفأ ربما تكون مفيدة لفترة
لكن مع تخطي مستوى معين ستتعرض النباتات للاجهاد.
"مع المزيد من الجفاف والتزايد السريع في عدد السكان سيكون من
الاصعب توفير الطعام لكل فرد لذا يجب ألا تصيبنا الدهشة عندما نرى
المزيد من المجاعات بل وربما المزيد من الحالات التي يتصارع فيها أناس
جوعى على المياه والطعام الشحيح."
وعبر قراءة الاحداث التاريخية واستنباط نماذج ذات علاقة متبادلة وجد
الباحثون ان انخفاض الحرارة اعقبته حروب ومجاعات وانخفاض في عدد
السكان.
ودرس الباحثون الفترة بين عامي 1400 و1900 أو العصر الجليدي الاصغر
التي سجلت فيها درجات الحرارة أقل معدلات لها في اعوام 1450 و1650
و1820 وهي فترات فصلتها فترات دفء بسيطة.
وقال ديفيد تشانج أستاذ الجغرافيا في جامعة هونج كونج في مقابلة يوم
الخميس "عندما تحدث هذه الاوضاع البيئية يميل الناس الى الانتقال الى
مكان اخر. وتؤدي هذه الانتقالات الكبيرة الى الحرب كما حدث في القرن
الثالث عشر عندما عانى سكان منغوليا من الجفاف فقاموا بغزو الصين.
"او سكان منشوريا الذين انتقلوا الى وسط الصين في القرن السابع عشر
لان الظروف في الشمال الشرقي كانت مروعة خلال فترة البرد."
وأضاف "ربما لم ترتبط الاوبئة مباشرة (بتغير) الحرارة لكنها تحدث
نتيجة للهجرة التي تهييء الفرص لانتشار الامراض."
ورغم ان الدراسة استشهدت فقط بفترات انخفاض الحرارة في احداث مشكلات
اجتماعية قال الباحثون ان ارتفاع الحرارة يمكن ان يسبب نفس المشكلات.
وذكر تقرير في الاسبوع الماضي أن التغيرات المناخية ستجعل نصف دول
العالم تواجه مخاطر الصراع أو الاضطرابات السياسية الخطيرة.
العالم بحاجة الى اتفاق صارم بشأن
المناخ
ويقول تقرير للمجلس الاستشاري الالماني بشأن التغير العالمي ان
الوقت يضيق امام الامم للاتفاق على خفض ملزم للغازات المسببة لظاهرة
الاحتباس الحراري قبل ان يتسبب ارتفاع درجات الحرارة والبحار المتزايدة
وذوبان الانهار الجليدية ومزيد من الجفاف والفيضانات في حدوث فوضى.
ويقول التقرير الذي يحمل عنوان "تغير المناخ كخطر امني" ان الدول
النامية وخاصة تلك التي لها حكومات ضعيفة تعد بشكل خاص عرضة لمخاطر
وتشكل خطرا على الامن الاقليمي ايضا.
وقال هانز يواكيم شيلنوبر وهو احد معدي هذا التقرير في مؤتمر صحفي
في بالي "نحن لا نتحدث عن صراعات بين جيوش الدول."بحسب رويترز.
وقال شيلنوبر وهو مدير معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ "في
المستقبل نتوقع اذا لم يجر تقييد هذا الارتفاع في حرارة الارض فان هذه
الدول الهشة العرضة للتأثر ربما تتعرض لانفجار داخلي تحت وطأة ضغوط
ارتفاع حرارة الارض ثم ترسل موجات مفاجئة الى الدول الاخرى."
وقال انه اذا اصبحت التصورات العلمية بشأن ارتفاع حرارة الارض حقيقة
"ربما يواجهنا شيء ما كحرب اهلية على المستوى العالمي مع جيوب صراعات
كثيرة."
واشار الى ان ذوبان الانهار الجليدية في منطقتي الهيمالايا والانديز
كمثال يمكن ان يؤدي الى صراعات وهجرة واسعة. وقال ان الازمة في دارفور
والتي نتجت في جانب منها بسبب الجفاف الطويل يعد مثالا اخر.
"نحن قلقون للغاية بشأن ذوبان الانهار الجليدية في الهيمالايا بسبب
اعتماد الكثير من الناس على مصادر المياه من ذوبان الجليد في الصيف."
ويعتمد مئات الملايين من الناس في الصين وجنوب اسيا وجنوب شرق اسيا
على المياه من الهيمالايا. ويمكن ان يؤدي ذوبان متصور للانهار الجليدية
في منطقة الهيمالايا الى جفاف انهار في فصل الصيف.
الكوارث الطبيعية "تزداد سوءا"
من جهة اخرى قالت منظمة الاغاثة البريطانية اوكسفام ان عدد الكوارث
الطبيعية المرتبطة بالمناخ ارتفع اربعة اضعاف منذ الثمانينيات، وان على
البشرية الاستعداد أكثر لمواجهتها.
وتقول المنظمة في تقرير ان الزيادة الكبيرة في عدد سكان الارض تعني
ان الكوارث الطبيعية توقع اعدادا اكبر من الضحايا عند حدوثها. بحسب بي
بي سي.
كما ان تنامي عدد سكان الارض تعني ان اعدادا اكبر من البشر تضطر الى
العيش في اماكن معرضة لخطر الكوارث الطبيعية.
ويقول جون ماكجراث، احد مسؤولي اوكسفام، ان الناس صاروا يعيشون في
الغابات والادغال والجبال، وهي المناطق الاكثر عرضة للامطار الطوفانية
التي تدفع بدورها السكان للنزوح، وهي حلقة مفرغة تزيد البؤس والفقر.
وتقول اوكسفام ان الاحتباس الحراري مسؤول عن اعداد متزايدة من
الكوارث الطبيعية، حيث تشهد الارض حوالي 500 منها كل عام، بالمقارنة مع
حوالي 120 قبل 20 عاما.
وفيما يخص الفيضانات تحديدا، تقول المنظمة ان عددها تزايد ستة اضعاف
خلال نفس الفترة، مضيفة ان احتمال حدوثها يزيد بسبب فترات الجفاف
الطويلة التي تتلوها امطار طوفانية.
وعبرت اوكسفام عن قلقها تحديدا بشأن الكوارث الطبيعية الصغيرة
والمتوسطة، والتي لا تجلب الاهتمام العالمي والمساعدات الدولية كما
الشأن بالنسبة للاحداث الكبرى.
وتحذر اوكسفام من ان يرزح المجتمع الدولي والدول المانحة تحت وطأة
الكوارث الطبيعية المتزايدة ان هي لم تتطرق للموضوع منذ الآن. |