موسوعات صدرت تتحدث عن الجاهلية قبل الاسلام وفي شتى مجالاتها وكان
لمجال الادب الحيز الاكبر ابتداء من المعلقات السبعة وما حولها من شعر
وشعراء،اما العادات والتقاليد الاجتماعية فبالاضافة الى ما كتب عنها من
قبل المؤرخين نجد في القران الكريم تفاصيلها.
لما بعث النبي محمد (ص) خاتم الانبياء كانت الغاية من بعثته هو
الارتقاء بهذا المجتمع الجاهلي من خلال تشريع قوانين تخص جميع المجالات
التي يلجها الانسان في وقتها منها الاجتماعية والدينية والاقتصادية وما
الى ذلك من امور مهمة.
الملفت للنظر بالرغم من جاهلية المجتمع الذي بعث فيه رسول الله (ص)
الا ان هنالك تشريعات تخدم الانسانية اقرها الله ورسوله من خلال القران
وسنة النبي ومنها على سبيل المثلا حلف الفضول والطواف حول الكعبة وكذلك
كانت هنالك بعض القبائل تقدس المراة بل ان حروبا كانت تنشب بسبب
الاساءة الى المراة.
اما العادات والاحكام التعسفية والظالمة فقد اجهدت رسول الله وال
بيته كثيرا واستطاع ان يصل بهم الى اعلى درجات الرقي بحيث انه ما من
بقعة في العالم تخلو من ولو فقرة اسلامية ادت الى تطور مجتمعها.
الجزيرة العربية كانت بؤرة الجاهلية ومنها بدأ رسول الله (ص)
التغيير وبعد اربعة عشر قرنا من الدعوة المحمدية عادت الجاهلية اليوم
بثوب جديد ومن نفس الارض تحت غطاء ال سعود او الوهابية فالاثنان وجهان
لعملة واحدة.
فلا يغرنكم ما يحصل من بناء قصور واقتناء سيارات حديثة واستخدام
اجهزة الكترونية راقية فهذه كلها ادوات تقود الى تثبيت الفكر الجاهلي
بثوبه الجديد الوهابي. فمجتمعهم اليوم بنظر بعين المتسول الى مليكهم
ليقر زيادة في الرواتب حتى يستطيعون من مسايرة الغلاء والفقر الذي بات
الشغل الثاني بعد الاحكام والقرارات الجائرة التي تلزم المراة قبل
الرجل في الالتزام بها العصبية التي نبذها رسول الله (ص) عادت ويرافقها
الطائفية فانها اشد وقعا مما كانت عليه الجاهلية وهذا بسبب الوهابية
وما تحمل من افكار احادية قبليا ومذهبيا، لدرجة الغاء الطرف الثاني
والحكم عليه ليس فقط بالتكفير بل والقتل معها.
ذات الراية هذا المصطلح وما يعنيه في الجاهلية سابقا هو بعينه وبشكل
متطور طبقا للتطور العصري الذي حصل اليوم موجود في المجتمع الوهابي من
خلال القنوات الاباحية التي ليس عليها رقابة ومسموح لاي مواطن ان
يشاهدها عبر شاشات التلفزة او مواقع الانترنيت وكم من عارية يظهر الى
جانب جسدها علم الوهابية والذي في الاونة الاخيرة قاموا بحذف كلمة لا
الله الا الله من العلم وجعله قطعة خضراء لترمز الى دولتهم.
السلب والاعتداء بين القبائل بعضهم على بعض في الجاهلية، اليوم
موجود من خلال ما تقدم عليه اصلا القبائل والبيوتات داخل المجتمع
الوهابي من سطو واعتداء احدهم على الاخر حتى ان اخر احصائية للجريمة
اثبتت ان من بين كل 270 مواطن سعودي يوجد مجرم واحد، ناهيك عن ما قاموا
به من اعتداءات فكرية على المجتمعات الفقيرة تحديدا والافريقية
خصوصا،واما الاعتداءات الارهابية كثبرة جدا واخر محطة كانت
لاعتداءاتهم بعد افغانستان العراق.
سابقا وأد البنات واليوم اختفاء البنات وهو صورة حضارية للوأد
القديم فقد اظهرت صحفهم ان عدد البنات اللواتي اختفين هذا العام 1334
بنت ولا احد يعلم مصيرهن واكيد سنجدهم بين من انتحرت او اصبحت ذات راية
او قد تكون تزوجت زواج مسيار، واكيدا نتيجة الزواج الحمل ولجهل اهلها
بالزواج يتم الاختفاء وبعد حين يبدأ رجال الحسبة بتجميع ما يعثرون عليه
من لقطاء تم رميهم الى جانب اكداس الاوساخ.
كما ان الخمّارة كان لهم حصة من تاريخ الجاهلية فان اليوم اكثر واشد
من قبل وكم من مصنع ومخزن للخمر عثر عليه بالقرب من كعبة المسلمين من
قبل رجال الحسبة والتي يتم مصادرتها الى بطونهم.
اما الدس في التاريخ وتزيف الحقائق واظهار الحق باطل والعكس بالعكس
فحدث ولا حرج.
وطبقا للتطور الذي يستحدث اشياء غير موجودة سابقا فقد استحدث حالات
سلبية في المجتمع الوهابي والتي يكفي نتائجها ما يعاني منه الفرد
السعودي من امراض نفسية واولها انفصام الشخصية فقد اثبتت دراساتهم ومن
خلال صحفهم هم لا غيرهم ان في الرياض وحدها يوجد اكثر من (15000) مريض
نفسيا يعاني من انفصام الشخصية والهلوسة واما النسبة في المجتمع
السعودي قاطبة فنسبتهم هي 20% ممن اعمارهم لا تتجاوز الثلاثين فقط
يعانون من امراض نفسية وهذا ناتج من اوضاع وحالات فرضها الفكر الوهابي
عليهم ادت الى هذه الحالات المرضية النفسية.
انا واثق ان المجتمع العربي في ارض نجد والحجاز يتمنى الجاهلية ان
تعود ليتخلص من الفكر الوهابي. |