هل تكون الموصل ملاذ القاعدة الأخير؟

شبكة النبأ: تشوب الأجواء في بغداد وباقي المدن العراقية، عدا ديالى والموصل، مشاعر التفاؤل في استمرار الاوضاع الأمنية بالتحسن وصولا الى امكانية شعور المواطن العراقي بالأمان في حله وترحاله. ولكن التقارير التي سُجلت مؤخرا بشان تحركات مسلحي القاعدة تشير الى ان الارهابيين قرروا استخدام محافظة الموصل كملاذ جديد لجعله منطلقا للقيام بالعمليات المسلحة واعادة التنظيم بعد تعرض قياداتهم للقتل والإعتقال في معظم مناطق الوسط في العراق.

وكشف قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس أن أعمال العنف في العراق تراجعت بنسبة تصل إلى 60 في المائة خلال الشهور الستة الماضية، معتبراً أن ذلك التحسن الأمني يجعل عملية حفظ الأمن أكثر يسراً، من خلال إعادة توزيع قواته المنتشرة هناك، خاصة في مناطق شمال العراق.

واستشهد الجنرال الأمريكي بالتقرير الأسبوعي حول عمليات العنف في العراق والذي أظهر تراجعاً "غير مسبوقاً" في أعداد القتلى بين المدنيين العراقيين، قائلاً إن هذا المعدل من العنف، لم يمكن مشاهدته هنا منذ وقت مبكر من العام 2006.

وأوضح بتريوس، الذي كان يتحدث للصحفيين في قاعدة معسكر النصر، أن التراجع في أعمال العنف يرجع إلى عدة عوامل، منها انخفاض الهجمات التي تحمل بصمات جماعات كان يجري تزويدها بالأسلحة من قبل إيران، إضافة إلى دعوة الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، لعناصر الميليشيات الموالية له، بوقف الهجمات. إلا أن قائد القوات الأمريكية، الذي من المقرر أن يطلع الكونغرس على تقييم للوضع الأمني بالعراق في مارس/ آذار المقبل، والذي يصادف مرور خمس سنوات على الحرب في العراق، رفض الإفراط في التفاؤل، حسبما نقلت أسوشيتد برس.

كما حذر بتريوس من أن القوات الأمريكية ما زالت بعيدة عن ما وصفه بـ"رقصة الانتصار"، قائلاً: لا احد يلبس الملابس العسكرية يرقص رقصة الانتصار في المرحلة النهائية، وأضاف أن هذا الأمر يتطلب منا المزيد من العمل.

واستطرد قائد القوات الأمريكية قائلاً: نحن ننظر إلى القاعدة كخصم خطير جداً جداً، ولها القدرة على تنفيذ هجمات، وهو عدو لا بد لنا من ملاحقته.

جاءت تصريحات الجنرال بتريوس بعد لقاء استمر قرابة الساعة، مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، الذي وصل إلى العراق في وقت سابق، في زيارة غير معلنة، هي السادسة له منذ توليه منصبه كأعلى مسؤول في البنتاغون قبل ما يقرب من عام. بحسب رويترز.

وكان وزير الدفاع الأمريكي قد أعرب، من جانبه، عن ارتياحه للتحسن الملحوظ الذي طرأ على الوضع الأمني في شتى أنحاء العراق في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن التوصل إلى عراق مستقر وديمقراطي، بات أمراً ممكناً في المدى القريب.

وقال غيتس، عقب اجتماعه بالمسؤولين العراقيين والأمريكيين في بغداد والموصل، إن تحقيق هدف الاستقرار في العراق في متناول اليد، إلا أنه عاد وطالب التحلي بالصبر.

وعدد غيتس، أمام حشد من الصحفيين، مؤشرات التقدم الذي تم إحرازه في العراق، وتراجع معدلات العنف، الذي يعود جزئياً إلى رفع أعداد القوات الأمريكية بقرابة 30 ألف جندي أضافي في مطلع العام الحالي.

وبعد لقائه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قال وزير الدفاع الأمريكي: نتيجة لهذا التحسن في الوضع الأمني، حدث ارتفاع ملموس في عدد اللاجئين العائدين إلى ديارهم، كما ازدادت الاستثمارات الأجنبية في البلاد، وقرر أكثر من 70 ألف عراقي تولي مسؤولية حفظ الأمن في مناطقهم بأنفسهم.

إنتحارية" بحزام ناسف تربك اجواء الامان

وكان مصدر مسؤول في شرطة محافظة ديالى قد قال إن (16) شخصا قتلوا وأصيب (27) آخرون، جراء تفجير إمرأة لنفسها بحزام ناسف وسط قضاء المقدادية.

وذكر المصدر لوكالة ( أصوات العراق) أن، إمرأة إنتحارية ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها، بالقرب من مقر للجان الشعبية في حي المعلمين وسط قضاء المقدادية.

واللجان الشعبية هي مجموعات مسلحة محلية تشكلت من أبناء العشائر والأهالي في عدد من مدن محافظة ديالى، بهدف التعاون مع قوات الشرطة في حفظ الأمن ومطاردة عناصر الجماعات المسلحة في تلك المناطق.

ولم يكشف المصدر عن أي تفاصيل أخرى حول ملابسات الحادث، لكنه اشار إلى أن قوات الأمن هرعت إلى المنطقة، وضربت طوقا أمنيا حولها، فيما توافدت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات.

ويتبع قضاء المقدادية محافظة ديالى، ويقع على بعد (45كلم) شمال شرق مدينة بعقوبة، مركز المحافظة. فيما يبعد بعقوبة مسافة (57 كلم) إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد.

وتشهد مدن وأقضية محافظة ديالى حملة أمنية واسعة، منذ ثلاثة شهور، تشارك فيها قوات عراقية وأمريكية ضخمة بهدف مطاردة الجماعات المسلحة التي كانت تتخذ من مدن المحافظة ملاذا لها، خاصة تنظيم ( القاعدة).

وقالت السلطات الأمنية العراقية والقوات الأمريكية إن تلك الحملة اسفرت عن مقتل وإصابة المئات من عناصر التنظيمات المسلحة، فضلا عن اعتقال مئات آخرين منهم.

نيويورك تايمز: المسلحون يتقاطرون الى الموصل بعد فرارهم من وسط العراق

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن قادة أمريكيين إن المسلحين الذين فروا من محافظتي بغداد والانبار باتجاه محافظة نينوى الشمالية يحاولون تحويلها إلى حاضنة ينطلقون منها لتنفيذ عملياتهم المسلحة.

وأضافت الصحيفة أن، أعداد المتمردين المنتقلين إلى الموصل ومناطق أخرى من شمالي العراق في تزايد مستمر عندما صعّدت القوات الإضافية الأميركية من عملياتها في العاصمة العراقية وتوصل القادة الأميركيون إلى اتفاق مشترك مع العشائر السنية في الجزء الغربي من العراق.

وأوضحت أن من بين الذين فروا إلى الشمال، أبو أيوب المصري، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، التنظيم الذي تقول الاستخبارات الأميركية عنه ان قياداته أجنبية.

وأشارت الصحيفة إلى ان مسؤولين أمريكيين يقولون ان المصري دخل مرتين إلى الموصل في محاولة منه لتحشيد أنصاره المسلحين ووضع نهاية للمشكلات الداخلية في تنظيمه.

ونقلت الصحيفة عن الكولونيل ستسفن تويتي، قائد الفريق القتالي في اللواء الرابع التابع لفرقة الخيالة الأولى، وهو الآن على وشك العودة إلى الولايات المتحدة بعد ان أمضى 13 شهرا في منطقة الموصل، قوله، إننا رأينا بعض انتقالات القاعدة إلى الموصل، مضيفا ان، ما أتى بهم إلى هنا هي العمليات التي تجري في الجنوب.

وتعلق الصحيفة قائلة إن، الأمريكيين والعراقيين ردوا على تدفق المسلحين بعمليات لضرب المتمردين وقطع التمويل عنهم ومطاردة قادتهم، ومن بينهم قادة القاعدة في بلاد الرافدين، وقتل أمير الساحل الشمالي في مدينة الموصل في غارة نُفّذت في شهر تشرين الثاني اكتوبر الماضي.

وتتابع نيويورك تايمز قولها إن وحدات أمريكية وعراقية كانت قادرة على القبض على المسلحين وافشال مخططاتهم؛ الا انها لم تكن قادرة على تخفيض نسبة الهجمات في الموصل، التي تواصلت خلال العام الماضي في وقت كان العنف ينخفض فيه في بغداد ومحافظة الانبار، طبقا لما تقول تحليلات قدمها ضباط أمريكيون.

وتشير الصحيفة إلى ان هذا الحال دعا قادة أمريكيين وعراقيين إلى اقتراح اعادة لوائين عراقيين كانا ارسلا من غرب الموصل في وقت مبكر من العام الجاري لتعزيز القوات العراقية في بغداد.

كما تشير تقديرات الضباط الأمريكيين إلى ان هذا الاجراء سيزيد من حجم القوة العراقية في الموصل بنسبة 1.400 مقاتل أو أكثر، وستمكن العراقيين من اقامة مواقع متقدمة اضافية في بعض اشد مناطق المدينة عنفا.

وبهذا الصدد، قال الكولونيل توني توماس، نائب قائد اللواء المدرع الاول المسؤول عن شمال العراق، اننا الآن بصدد انتظار ما سيستقر عليه الوضع في بغداد بعد التعزيزات.

وتقول الصحيفة ان ليس هناك بعد خططا لارسال وحدات أمريكية اضافية إلى محافظة نينوى، على الرغم من استبدال وحدة الكولونيل تويتي بفرقة الخيالة المدرعة الثالثة الكبيرة قد يزيد بنسبة قليلة حجم القوات الأميركية العاملة في المنطقة؛ الا ان الكولونيل توماس لاحظ ان مناطق أخرى في شمال بغداد مثل سامراء وبيجي في محافظة صلاح الدين، والمقدادية في محافظة ديالى تتعرض إلى ضغط من جانب المسلحين.

وأضاف توماس أن قيادة فرقته قد تناقشت مع اللفتنانت جنرال ريموند اويرنو مساعد قائد القوات الأميركية في العراق "للنظر فيما اذا كانت التعزيزات ستساعد في التعامل مع مشكلاتنا في هذه المنطقة ام لا."

وأشارت الصحيفة إلى ان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي زار الموصل قبل التوجه إلى بغداد، قال إن القادة الأمريكيين قد اقترحوا عليه ان بوسعهم استخدام قوة قتالية اكبر زخما في الشمال وسيرحبون باعادة اللوائين العراقيين، الا انهم لم يطلبوا آليه زيادة في القوات الأميركية الموجودة في المنطقة.

وخلصت الصحيفة إلى القول إن الموصل التي يسكنها 1.7 مليون شخص غالبا ما تأثرت بالقتال الذي وقع في مناطق أخرى من العراق. فعندما كانت القوات الأمريكية تجري تحضيراتها لاستعادة الفلوجة في العام 2004، تسلل الكثير من المسلحين إلى الشمال. وفي اواخر العام 2004، سلّمت قوات الشرطة المحلية في الموصل اماكنها لمسلحين بعد شنهم هجوما، تاركين بذلك اغلب مناطق المدينة في يد المسلحين وسيطرتهم إلى ان جاء مقاتلو البيشمركة الاكراد ليساعدوهم في اعادة النظام إلى المدينة.

وتتكون محافظة نينوى من 65% من السنة والمتبقين من جماعات اثنية متنوعة، من بينهم الاكراد، الذين يسيطرون على حكومة محافظة نينوى المحلية. وتقع مدينة الموصل مركز محافظة نينوى على بعد 402 كم شمال بغداد.

القوات الأمنية تقترب من القبض على عزة الدوري 

وفي سياق متصل قال نائب محافظ صلاح الدين ، إن قوة أمنية داهمت مخبأ مفترضا لنائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري في قرية شرق تكريت وعثرت على وثائق تؤكد ماوصفه المسؤول العراقي بـ "علاقة الدوري بالتنظيمات المسلحة."

وأضاف عبد الله حسين جبارة، لوكالة (أصوات العراق )، أن قوة من الشرطة العراقية وعناصر الإسناد في تكريت داهمت قرية السادة النعيم بناءا على معلومات استخباراتية أفادت باختباء نائب الدكتاتور صدام  عزة الدوري داخل أحد منازل القرية.

وأوضح جبارة أن، القوة لم تجد الدوري في المخبأ، لكنها عثرت على وثائق ومذكرات مهمة تؤكد علاقته بالتنظيمات المسلحة في المحافظات الشمالية.

وتابع، والوثائق المصادرة عبارة عن مذكرات مرسلة من قادة التنظيمات إلى الدوري وتحمل تواريخ حديثة وتتضمن معلومات عن الفصائل وتشكيلاتها وطريقة عملها المسلح في المحافظات الشمالية.  

وأردف نائب المحافظ قائلا، أن القوة عثرت أيضا على النسخة الأصلية من مخطط الهجوم على سجن بادوش بالموصل في شهر آذار مارس الماضي.

وكان سجن بادوش بمحافظة نينوى (402 كم شمال بغداد) قد تعرض بداية شهرآذار مارس الماضي إلى هجوم مسلح نجم عنه هروب (140) سجينا من بينهم ابن اخ الرئيس السابق الدكتاتور صدام.

ومن جانبه قال مصدر أمني على اطلاع بالعملية أن القوة التي قامت بعملية الدهم رصدت سيارة حديثة من نوع (أوبل) قرب أحد المنازل في القرية  وبعد تفتيشها وجدت القوة بداخلها جهاز حاسوب وأسلحة خفيفة ومناظير ليلية، إضافة إلى 250 مليون دينار عراقي أي ما يعادل (200) ألف دولار.

وأضاف المصدر انه وبعد الكشف على جهاز الحاسوب، وجدت محفوظة عليه وثائق تخص تنظيمات مسلحة تعمل في المحافظات الشمالية، ولم يعط المصدر اي تفاصيل اخرى.

وكان اسم الدوري، الذي ولد في بلدة الدور بالقرب من تكريت المدينة التي انحدر منها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قد ورد في قائمة المسؤولين العراقيين الـ 55 المطلوبين لدى القوات الأمريكية.  

وكانت الشرطة الدولية (الإنتربول)، قد أصدرت في شهر أب أغسطس الماضي أمرا بإلقاء القبض على عزة الدوري بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أبان فترة حكم البعث  في العراق. وتقع مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، على بعد 175 كم شمال بغداد.

أمريكا تعلن أسماء 7 عراقيين يدعمون جماعات المسلحين من سوريا

وفي تطور مثير وضعت وزارة الخزانة الامريكية سبعة أشخاص قالت انهم يدعمون جماعات المسلحين في العراق من سوريا في قائمة تحظر على المواطنين الامريكيين القيام بأي معاملات معهم.

ووصف ستيورت ليفي وكيل وزارة الخزانة للارهاب والتمويل الدولي الاشخاص السبعة في بيان بأنهم عناصر في النظام (العراقي) السابق وآخرون يدعمون حركة التمرد في العراق انطلاقا من سوريا.

وقال البيان ان أحد هؤلاء السبعة وهو فوزي مطلق الراوي قدم دعما ماليا للقاعدة في العراق وزود المسلحين بقنابل بدائية الصنع وبنادق ومفجرين انتحاريين بطلب من قيادي بارز للقاعدة في العراق. بحسب رويترز.

والأشخاص الستة الآخرون الذين وردت أسماؤهم في البيان هم حسن هاشم خلف الدليمي وأحمد وطبان ابراهيم حسن التكريتي واحمد محمد يونس الاحمد وسعد محمد يونس الاحمد وثابت الدوري وحاتم حمدان العزاوي.

وبالاضافة الى حظر كافة التعاملات بين الأمريكيين والافراد السبعة قالت وزارة الخزانة انها اذا اكتشفت أي أصول لهم تقع في نطاق اختصاص القضاء الامريكي فسيجري تجميدها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10 كانون الاول/2007 - 29/ذوالقعدة/1428