انعقدت قمة انابوليس في ولاية ميرلاند – واشنطن العاصمة كمؤتمر دولي
لبحث قضية السلام بين الطرف المحتل للوطن والسلطة الفلسطينية، ولاجل حل
قضية الصراع العربي – الاسرائيلي وفقا للمشيئة الاميركية المهيمنة على
العلاقات الدولية والامم المتحدة، وادخال قضية الشعب الفلسطيني في
اولويات الاجندة الاميركية بعد تجاهل دام طويلا، وكان جون ماكورمارك
قبل المؤتمر قد صرح \" ان هنالك اعداد جيد لمؤتمر انابوليس لتحقيق
اهداف الولايات المتحدة الاميركية التي حددها الرئيس الاميركي للوصول
الى وقائع جديدة يمكن من خلالها ايجاد وثيقة مشتركة بين الطرفين
الفلسطيني – والاسرائيلي على اسس مرجعية خارطة الطريق، وهل يحول الرئيس
بوش \"اسرائيل \"الى غيتو جديد..؟
لقد ظهر الرئيس الاميركي متحمسا لقراءة ورقة مشتركة بين الطرفين تنص
على امكانية وجود دولتين تعيشان جنبا الى جنب مع تركيزه الواضح على
طبيعة الدولة الاسرائيلية المزمع تأييدها \" دولة يهودية كوطن قومي
ليهود العالم \" في عصر القرية الكونية، ونحن نستغرب كل الاستغراب من
هذا الموقف الاميركي الاصولي المتطرف يهوديا على شكل \" غــيتواسرائيل
الجديد \"، لتأييد دولة يهودية طائفية وقومية في المنطقة العربية دون
الاشارة الى أي نوع من الديمقراطية التي ستنشأ عليها هذه الدولة مع
وجود مانسبته 25 % من سكانها من الفلسطينيين ووجود كثافة سكانية
فلسطينية في القدس والضفة ومدنها وقراها مع وجود 7 مليون لاجئ فلسطيني
في الشتات واللجوء ينتظرون عودتهم الى ديارهم ووطنهم، لقد نسف الرئيس
الاميركي كل ما يتعلق ببنود ميثاق الامم المتحدة بعرض الحائط، وليس ذلك
فحسب بل نسف بنفس الوقت كل قرارات والقوانين الدولية ذات الصلة
المتعلقة بقضية الشعب الفلسطيني،وقضية الديمقراطية التي يدعي تمثيلها،
وطمس الحقائق القانونية والتاريخية، دون تحد يد اهمية المرجعية الاممية
التي لم تطبق \" اسرائيل \; ايا منها حتى الان، وظهرت كلا من
كونداليزارايس وليبني في الحقيقة طبيعة هدف ذلك المؤتمر في تحقيق
استقطابات دولية وعربية على حساب قضايا الشعب الفلسطيني الاساسية،
مؤيدة للافكار الاميركية في خارطة الطريق التي تعتبر السلطة الفلسطينية
وكيلة امنية لها لحماية امن الكيان الصهيوني \" وغيتو لفوف الجديد \"
قبل كل شئ، وهي رؤية اميركية فرضتها الادارة الاميركية الحالية باعتبار
امن الكيان الصهيوني جزء من الامن القومي الاميركي وامام 49 دولة
ومنظمة وبحضور الامين العان للامم المتحدة كشاهد زور على طبيعة سلام
انابوليس، وحضور امين عام الجامعة العربية ومساعيه السلمية، وبالتالي
وجود 16 دولة عربية بما فيها مصر والاردن والمملكة العربية السعودية
وسورية واللجنة الرباعية الدولية، قد اظهر حقيقة ميل العرب للمشروع
الاميركي للسلام في انابوليس، ودعما ملحوظا للرئيس عباس وفريقه المفاوض
للحصول على التأييد الاميركي المزعوم لانشاء الدولة الفلسطينية غير
واضحة الحدود والمعالم المستقبلية حتى الان وشطب قضية حق عودة
اللاجئيين الفلسطينيين وفقا للقرار الاممي 194 الى ارض وديار الوطن،
وعلى حدود الرابع من حزيران 1967 م وازالة جدار الفصل العنصري المدان
دوليا، وقوانين نظام الابارتيد الصهيوني، ودعوة الرئيس الاميركي لان
يكون هذا المؤتمر اصطفاف جديد للقوى والدول المعتدلة ضد قوى التطرف
المتمثلة ب \" حزب الله وحركة حماس وايران \" لها دلالاتها الخطيرة في
موازيين القوى الاقليمية ودعوته لان يكون خيار الدولة الفلسطينية من
ضمن ذلك الاصطفاف الاقليمي كأ ساس لعملية انابوليس ولمصلحة الكيان
الاستعماري – الاستيطاني اليهودي بطابعه الصهيوني المستعمر.
لكن من الواضح ان الرئيس الاميركي يوهم الفلسطينيين و العرب مجددا
بمشروعه للسلام في المنطقة فيما اذ دققنا جيدا في الخطوط العريضة
لبيانه وتصريحات كونداليزارايس، ودفاعهما المستميت عن الدولة اليهودية
على طريقة عصبة البوند،والتي تفقد مؤتمر انابوليس طبيعته للسلام
المزعوم لمجرد الاعلان عن يهودية الكيان، والتي الهدف منها اعادة
تركيبته \" على اسس التفوق العرقي \" الذي ينسف ميثاق الامم المتحدة
ذاته والمعايير القانونية والاخلاقية الدولية الامر الذي مازال يثبت
عنصرية الكيان، ومحاولة القيام فيما بعد بطرد العرب الفلسطينيين من
اراضي عام 48 والعودة الى ترانسفــير جديد خطير جدا، اذ كان من المفترض
ان يعترض العرب على طبيعة هذا الهدف العنصري والفاشي الجديد لزعماء هذا
الكيان، على الاقل لحفا ظ ماء الوجه من المشاركة في هكذا مؤتمر يعطي
الشرعية الكاملة للاحتلال باستعمار واستيطان وطننا وتحت رعاية واشراف
\"وعد جورج بوش الجديد \" لحث العرب للاعتراف بالوطن القومي لليهودية
الاصولية العالمية، وبوجود أمين عام الامم المتحدة وأمين عام الجامعة
العربية، و هو اخطر بكثير من وعد بلفور عام 1917 م ألم يتعظ العرب بعد
من الخداع والمكر الاميركي – الصهيوني، و لم يقم العرب او الجامعة
العربية وممثليها ووزراء الخارجية باتخاذ اية خطوات تذكر، من اجل رأب
الصدع في الساحة الفلسطينية، أو اعتراضهم على امكانية وجود دولة عنصرية
وعرقية منغلقة بعيدة عن الديمقراطية والحلول الانسانية، والحفاظ على
موازيين قوى عربية لمصلحة قضية الشعب الفلسطيني بل تم تجاوز ذلك، وكأ ن
دماء الشعب الفلسطيني رخيصة لهذه الدرجة عند هؤلاء العرب وربما لن
يستفيد المفاوض الفلسطيني والاسرائيلي من تجربة نظام جنوب افريقــيا في
عصر الديمقراطية الاميركية المعلبة.
وكونداليزارايس كانت سوقت مشروع صقور الادارة الاميركية خلال حرب
تموز 2006 م وبعدها\" مشروع الشرق الاوسط الجديد\" الذي يبدو ان بعض
العرب تجاهلوه لاسباب معينة، وعلى اسس تحويل المنطقة الى دويلات
وكانتونات طائفية، وتجزئة الشعب الواحد، كما حصل في العراق، وجعل
الكيان الصهيوني وحده القوة العظمى الوحيدة في المنطقة الحاصل على
الامتيازات الاميركية والدعم المطلق،\" كيان العصابات الفاشية كما كان
في غيتو لفوف \" والتعهد بالدفاع عنه في كل الاوقات والظروف وضد اية
مخاطر تحدق به، وكما تطلب مشروع بوش لاحتلال العراق.. ؟ وتجزئته
وتحويله الى تقسيمات طائفية، تم عمليا تقسيم المنطقة في انابوليس على
هذا الاساس دون ان ينتبه البعض الى ذلك كهدف جوهري اميركي –
صهيوني،وتبين منذ اليوم الاول لذلك المؤتمر الاهداف الاستراتيجية له
ليس تقسيم العراق فحسب بل وتقسيم دول وشعوب المنطقة على اسس انابوليس
الجديدة،دول وقوى معتدلة واخرى متطرفة لطمس حقيقة الصراع الدائر في
المنطقة حيث تم وضع الكيان الاستعماري الصهيوني في لوحة بديعة مع الدول
المعتدلة، وباسلوب المكر والخداع مرة اخرى، حتى ان كل مواطن فلسطيني او
عربي يرفع شعار حق العودة والمقاومة والوقوف ضد التطبيع مع\" اسرائيل
\"سيكون له حساب عسير\" فيما بعد في اجندة الولايات المتحدة والامم
المتحدة شاهدة الزور على شطب القرارات الدولية المتعلقة بحقوق شعبنا
الاساسية، وتضليل الرأي العام العربي والعالمي وطمس حقائق الصراع مع
الكيان الصهيوني لتحويله الى نزاع على منطقة هنا وحواجز هنالك،كما ورد
في خارطةطريق بوش الصغير لفك الفشل عن حكومة اولمرت وتداعياتها وضعفها
الواضح، وبما يخدم الادوات الاستعمارية والطائفية الجديدة التي ترعاها
واشنطن بكل امكانياتها، وان الحديث عن استقطابات جديدة ليدلل بعمق على
الهيمنة الاميركية على الكيان الصهيوني و النظام الرسمي العربي، من
خلال الضغوط وسياسة الترغيب والترهيب، وهي ضرورات خطيرة تصب في مصلحة
ما يسمى الامن القومي الاميركي في المنطقة العربية، وتشكيل فضاء جديدا
لحماية عربية للكيان الصهيوني وبايدي رسمية هذه المرة، مع تناسي العرب
لامنهم القومي وميثاقهم الاساس الذي يتطلب تعديله لمجاراة المصلحة
الامريكية والغيتو اليهودي الجديد أو\" دولة عصبة البوند الجديدة
\"..؟.
ومن ضرورات الامن القومي الاميركي فيما يبدو الان، ما قامت به حكومة
سلام فياض خلال انعقاد المؤتمر في رام الله والخليل حيث تم قمع مسيرات
المعارضة لانابوليس، وقمع حرية الصحافة و الحريات الديمقراطية في حق
التظاهر والتعبير وحق المجتمع المدني الفلسطيني في ابداء مواقفه من
قضايا مصيرية، بسبب غياب الدور الوحدوي الوطني لمنظمة التحرير
الفلسطينية، ومجلسها الوطني وغياب الدور الفاعل لقياداتها
التاريخية،وتجاهل اسس النظام الديمقراطي التي كان يشير اليها لتوه
الرئيس الفلسطيني في انابوليس مع الرئيس الاميركي نفسه، وتبين ان وكالة
حماية امن اسرئيل بدأت تؤتي ثمارها مع ادوات الولايات المتحدة ومشروعها
الاستعماري الجديد \" ووعد بلفور- بوش الجديد \" رغم انه من حق الاحزاب
والقوى الفلسطينية التعبير عن مواقفها في الشارع كما يحصل في كل دول
العالم ولن يكون الشعب الفلسطيني استثناء امام الشارع الاسرائيلي او
الاوروبي وغيرهما، وهي مسيرات سلمية كان حري على اجهزة عباس وفياض ان
تكون اكثر دراية بشعبها وتقف ليس امام الشعب لقمعه بل احتراما له
ولمواقفه، الامر الذي يبرهن مرة اخرى على ان فريق \" اوسلو \" هو الذي
يقود هذه المرحلة من المفاوضات للحل النهائي، وبشكل مآساوي وخطير
للغاية،ولعل استبعاد فصائل منظمة التحرير وعدم دعوتها لمؤتمر انابوليس
يكشف مرة اخرى مدى استهتار فريق اوسلو برفاق الدرب الطويل، وشركاء
القضية الوطنية والدم والدموع، واحتكار القرار الوطني لمصالح شخصية
برزت من خلال تصريحات نبيل شعث ونبيل ابو ردينة ونبيل عمر، تصاريح
النبلاء والفرسان الثلاثة، حيث تم تجاوز مبادرة الوحدة الوطنية واعادة
اللحمة الفلسطينية الى القها، وفق موازيين القوى التي لم تعيرها مجموعة
وفريق اوسلو اية اهتمامات تذكر مرة ثالثة، وعلى رؤوس الاشهاد، لقد دعت
فصائل وطنية فلسطينية يكن لها شعبنا كل الاحترام \" الشعبية
والديمقراطية وفدا والمبادرة الوطنية وحزب الشعب \"، وفق اجتماعات
قياداتها المهمة لتداول قمة انابوليس في بحثها للمخاطر والاستهدافات
التي تواجه شعبنا، والتي ركزت على انه خلال المفاوضات السابقة العقيمة
في مدريد وأوسلو وواي ريفر، وغيرها تذهب بعض رموز المنظمة او السلطة
الى قمة السلام الاميركي دون ان يستجيب بوش الصغير لمتطلبات عملية
السلام العادل والشامل القائم على اسس قرارا ت الشرعية الدولية وتحت
اشراف الامم المتحدة ذاتها المعنية اساسا بحل الصراع وليس غيرها، بل
هنالك سياسة مواصلة الالتفاف على ليس حقوق الشعب الفلسطيني وثوا بته
الوطنية فحسب، بل الالتفاف على شرعية منظمة التحرير التي هي قائد وممثل
للشعب، وليست اداة طيعة بيد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وعدم
توفير الحدود الدنيا للتقدم بالحل العادل والمتوازن ودرء احتمالات
المساومة وتصفية القضايا الجوهرية للشعب والوقوع في مستنقع الضغوط
الاميركية والترهيب والترغيب الحاصل، وبالتالي عدم وجود معايير اخلاقية
وقانونية ومراقبة فعالة من الامم المتحدة لوقف الانتهاكات الاسرائيلية
ضد وجود الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع كجزء من حرب الابادة
المستمرة، وتدمير واقعه الاقتصادي والاجتماعي ولوجوده ولدفعه للتهجير
القسري، وضرورة الغاء القرارات العنصرية ونظام الابارتيد العنصري،
وقوانين العزل وجدار الفصل العنصري المقيت، والحصار المفروض على شعبنا
في قطاع غزة واستشهاد مئات الشباب والنساء والاطفال ومنع مئات المصابين
من العمليات الجراحية والطبابة في الاردن أو مصر بعقلية تتفتق بها
حكومة اولمرت و باساليبها العنصرية لتدمير شعبنا، ومحاصرة الاشقاء
العرب لقطاع غزة وشعبه، أو في ابقاء جدار الفصل العنصري وعدم ازالته،
وزيادة المستعمرات في القدس والضفة الغربية، وتجاوز كل القوى الوطنية
في لجان حق العودة وتجمعات المجتمع المدني الفلسطيني، وجدت هذه
المبادرة الوطنية المهمة للغاية تجاهلها من قبل فريق اوسلو باسلوبه
لاحتكار القرار الوطني أو في ادارة الصراع والتفاوض بعقلية انتقائية
ومزاجية غريبة عن مصالح الشعب والقرارات الوطنية ومبادراتها الاساسية،
دون اشراك فصائل العمل الوطني، بل اطلاعها فيما بعد على تحركات فريق
اوسلو، فما الفائدة من ذلك، قبل حساب المخاطر وادراته بشكل وطني ووحدوي
والالتزام بمبادئ الوحدة الوطنية ووثيقة الوفاق الوطني وادارة الظهر
للجميع، ودفع السلطة لارتكاب المزيد من الاخطاء والاحداث المؤسفة بحق
ابناء الشعب الفلسطيني الذين يكفيهم شرف التصدي لقوات الالحتلال
الصهيوني واجتياحاته المتكررة في مدن الضفة والقطاع بالحجارة والصدور
العارية، الامر الذي يؤكد ووفقا لمعطيات ما بعد انابوليس،وحسب تصريحات
الرئيس عباس نفسه :\" انه لاأمل حقيقي في السلام العادل والمشرف لشعبنا
ونيل حقوقه الوطنية الاساسية اذا لم تلتزم حكومة اولمرت بمعايير السلام
الحقيقي \" والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967م.
بينما كان أمين اسرار اللجنة التنفيذية لـ م.ت. ف ياسر عبد ربه
وبغير ما يتوقعه ابناء شعبه، متهالك ومتهاوي اتجاه عملية السلام والتي
مازالت واضحة الاهداف والمعالم، حيث وصف مبادرات بعض الفصائل والقوى
الفلسطينية التي احتجت على مؤتمر انابوليس بانها \" جملة خزعبلات \"
سوف تنتهي بمجرد رفع اعمالها، وهذه هي ثقة امين اسرار اللجنة التنفيذية
بشعبه وبقواها الوطنية، وهو الفاقد للشرعية وتمثيله للشعب، ولغته في
التدمير الذاتي، وهي بالتاكيد ادنى من ثقته باولمرت وليبني ورايس، وهو
كما اعتاد كمتسلق في المؤسسات الرسمية الفلسطينية ان يعبر عن مستواه في
اقصاء فصائل وقوى وشخصيات من الشعب الفلسطيني ولجان المجتمع المدني
الفلسطيني، ويتغنى بسلام اولمرت ورايس وقبلهما سلام دنيس روس، وهي
دلائل واضحة تماما على مقدار عجز وتلكؤ فريق اوسلو في القدرة على ادارة
المفاوضات والصراع من خلال حماية منهجية وطنية واضحة وموضوعية قائمة
على اسس المبادرات الوطنية، واستنهاض حركة الشعب الفلسطيني وطاقاته
الكامنه في مواجهة غول الاحتلال وعنصريته، وعد م تحويل السلطة الوطنية
الى سلطة قمعية ضد الشعب وتحويل بعض رموزها الى عبيد أو سماسرة
للاحتلال بعد كل تلك الخبرات الوطنية التي لم توظف بالطريق الصحيح حتى
الان، ولخدمة آمال ومصالح الشعب ووحدته، وتضحياته الكبيرةلتحقيق حقوقه
العادلة، وعدم الاستماع لنداءات السجناء الفلسطينيين الذي لايمكن لاحد
المزاودة عليهم.
خاصة وان اهداف الادارة الاميركية كما ظهرت في العديد من المواقف
المعلنة ليست اهداف السلام العادل والشامل بل هي اهداف دعائية
ومهرجانات خطابية حددت بالضبط طبيعة الرموز المشاركة ودورها في اجندة
المشروع الاميركي، وجاء انابوليس كمؤتمر فاشل ليحدد اولويات الادارة
الاميركية في المنطقة واستقطاباتها وحددت ايضا انها مجرد دعاية
انتخابية لانقاذ الرئيس الاميركي بنهاية عام 2008 من تصرفاته وممارساته
في التوحش والتوغل في الاحتلالات الجديدة والتهديدات للدول العربية
والاسلامية في العراق وافغانستان ودوره في التشهير بالعرب وبالاسلام
والدفاع عن الصهيونية العالمية والكيان العنصري الاستيطاني لنظام
الابارتيد وتكريس الحماية المطلقة للكيان الاسرائيلي ودفع العرب
للتطبيع معه كهدف اساس لانابوليس، وتوجيهه الكلام لهؤلاء العرب 0
ان هدف انابوليس هو ان يقوم العرب بالتطبيع الكامل مع الدول العربية
والاسلامية دون ان يدفع الكيان الصهيوني أي ثمن، لا الارض مقابل
السلام، ولا حقوق اللاجئيين، ولا القدس، وانما سلام من اجل السلام
ومفاوضات لاجل التفاوض، لقد اكد الاخ احمد عبد الرحمن ان الحكومة
الاسرائيلية غير قادرة على الدخول في مفاوضات جدية مع الفلسطينيين،
وحكومة اولمرت اضعف من القيام بذلك، وان واشنطن هي الاخرى غير قادرة
على قيادة مفاوضات نزيهة، وكراعي نزيه لعملية السلام، بدليل سحبها
لمشروع القرار في مجلس الامن لدعم قرارات انابوليس بعد يوم واحد منه،
وبعد تحفظ الطرف الاسرائيلي عليه، فماذا تعني هذه المبادرة اذا في
السلام العادل والشامل الذي ينشده الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة،
وشعبنا مازال تحت رحمة الدبابات والمدفعية الاسرائيلية، ويتم التهديد
المستمر باجتياح المدن والقرى وقتل الاطفال والنساء في الضفة والقطاع
تحت انظار الادارة الامريكية والامم المتحدة والجامعة العربية والمجتمع
الاوروبي والدولي، اليست هذه الممارسات ايها الرئيس عباس، حقيرة هي
ايضا في العرف والقوانين الدولية، لكن رغم ذلك كله هنالك فجرللعودة
القريبة لامحال ولو بعد جيل، وازالة جدار الفصل العنصري وترسانة
الاسلحة النووية الاسرائيلية التي يتجاهلها المجتمع الدولي، ويتم
التغطية على جرائمه وممارسته العدوانية والارهابية والتوسع الاستيطاني،
رغما عن الامم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، وبرعاية امريكية ليست
غافية على احد وربما هي ماتزال غافية على فريق اوسلو المفاوض الذ ي لم
يعتبر حتى الان من تجربة نظام الابارتيد في جنوب افريقيا وانتصار الشعب
هنالك واعادة بناء نظام ديمقراطي فيه.
* المنسق العام للتجمع الديمقراطي الفلسطيني
لحق العودة
Dawn-194@maktoob.com |