الحصاد الثقافي لشهر تشرين ثاني 2007

الجزء(2-4)

فنانون عراقيون في قصر اليونسكو

شبكة النبأ: ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي العراقي، من الفترة من الثاني عشر لغاية الحادي والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والذي نظمته منظمة اليونسكو في باريس افتتح معرضان تشكيليان عراقيان. وكان المعرض الاول تكريمياً للفنان الراحل شاكر حسن ال سعيد، وعرض فيه 38 عملا فنيا، تمثل جميع مراحل نتاجه الابداعي علي مدي نصف قرن، وذلك في صالة Actes في قصر اليونسكو. اما المعرض الثاني فكان ً جماعيا بعنوان (فنانون عراقيون من الربع الاخير للقرن الماضي) شارك فيه 15 رساماً و 8 نحاتون وشارك كل فنان بعملين، وبمجموع 46 عمل فني بين اعمال رسم ونحت، وذلك في صالة (Miro1 الكبري). وشارك في المعرض فاخر محمدــ هناء مال الله ــ عامر خليل ــ كريم رسن ــ هاشم حنون ــ محمود العبيدي ــ حيدر خالد ــ كاظم نوير ــ احمد البحراني ــ ضياء الخزاعي ــ ستار كاووش ــ طه وهيب ــ عبد الكريم خليل ــ رضا فرحان ــ نجم القيسي ــ شداد عبد القهار ــ عبد الكريم السعدون ــ حيدر علي ــ احمد الصافي ــ معتصم الكبيسي ــ زينب عبد الكريم ــ سيروان باران ــ محمد سامي.

وتجدر الاشارة الي ان هذين المعرضين هما خلاصة جهود ادارة صالة أثر في بغداد، بعد معرض (بغداد ــ باريس) بمتحف مونبرناس في باريس 2005ــ2006.

"المال والحظ السيئ" في مهرجان طهران الدولي للكاريكاتير    

انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لبينالي (مهرجان يعقد كل سنتين) طهران الدولي للكاريكاتير أواخر الشهر الماضي بمشاركة 728 رساما من 83 دولة، مما يجعله يحتل مكانة هامة إلى جانب المهرجانات العالمية المخصصة لهذه الفن مثل بينالي دوغان التركي ويوميوري شيمبون الياباني.

ووصل مجموع الأعمال المشاركة في هذه الدورة إلى 5465 عملا، منها 3049 من داخل إيران و2416 من الخارج، كما أوضح مدير بيت الكاريكاتير الإيراني مسعود الطباطبائي.

الصين الأعلى مشاركة

واحتلت الصين أكبر نسبة مشاركة خارجية بـ85 عملا تلتها تركيا بـ72 ثم بولندا بـ34 في حين شاركت الولايات المتحدة بعشرة أعمال.

وشارك من الدول العربية  كاريكاتيريون من مصر والجزائر والبحرين والعراق ولبنان والمغرب وفلسطين وعمان وسوريا، ومن الولايات المتحدة الأميركية 10 رسامين.

 

وأشار الطبطائي إلى أن الرسومات المشاركة تتنافس على الفوز بجائزة هذه الدورة التي تحمل عنوان "المال والحظ السيئ".

وتبلغ قيمة الجائزة الكبرى 8000 دولار، كما يحصل الفائز الأول على ألفي دولار والثاني على 1500 والثالث على ألف دولار، وذلك في كل قسم من أقسام المسابقة الثلاثة وهي الكاريكاتير، والرسم الفكاهي، ورسم الوجوه. كما يحظى الفائزون بعدد من ألواح وشهادات التقدير. وتضم لجنة التحكيم مجموعة من رسامي الكاريكاتير البارزين من إيران وخارجها.

الدولار والتومان

وقد أثار شعار هذه الدورة جدلا نظرا لاحتوائه على العملة الأميركية الدولار حيث دعا بعض المعلقين إلى استخدام صورة العملة الإيرانية "التومان" من باب الترويج للثقافة الوطنية، وتشجيع مشاركة الفنانين الإيرانيين.

وجاء رد بيت الكاريكاتير الذي نشر على موقعه الإلكتروني ليبين أن سبب اختيار الدولار هو كونه عملة رائجة عالميا ومعروفة للجميع.

يذكر أن بينالي طهران الدولي للكاريكاتير عام 2005 جرى بمشاركة 505 رسامين من 76 دولة وهو ما يشير إلى ارتفاع نسبة المشاركة هذا العام.

معرض البرازيلى آلم دوترا

هذه الكتل الضخمة من الأخشاب والجرانيت هى أول ما يسترعى انتباهك حين دخولك الى ذلك المعرض، تأمل جيداً هذه القطع من اتجاهات مختلفة.. لقد صنعت بعناية ومراعاة لحسابات الكتلة والحركة والتوازن فى الفراغ.

آلم دوترا هو الفنان الذى صنع كل هذه الأعمال، والتى عرضها  بقاعة الزمالك للفنون بالقاهرة.. وهو لم يأت الى القاهرة خصيصا لعرض أعماله فقط فهو يقيم بالقاهرة منذ سنوات اذ ان لديه عملا آخر لايمت الى الفن بصلة فهو سفير البرازيل بالقاهرة، لكن عمله كدبلوماسى وسفير للبرازيل لم يمنعه من ممارسة هذه الهواية او المهنة الاخرى كما يقول.

والنحت ليس هو الهواية التقليدية للدبلوماسيين، فتقطيع الأحجار ليس هو الشيء الذى يرد الى ذهنك بعد يوم من المباحثات او جلسة تحضير لاتفاقية تجارية، لكن آلم دوترا ليس دبلوماسيا تقليديا – كما يقول هو عن نفسه – ويقول معلقا حين سألناه عن ذلك التعارض الذى قد يراه البعض بين عمله كسفير وممارسته للفن: لقد اكتشفت حبى للنحت وأنا استعد للعمل فى السلك الدبلوماسى وقررت حينها أن اتخذ من الاثنين مهنتين مستقلتين.

نعم فهو لا يعتبر النحت هواية، بل هو مهنة مكتملة يكرس لها كل ما يستطيع من الوقت والجهد، وهى مهنة لاتتعارض بأى شكل من الأشكال مع مهنته كدبلوماسى حسب رأيه، إذ يرى أن كلا منهما يكمل الآخر ويسد نقصاً فيه، فعمله كدبلوماسى يتصف بالصرامة والتمسك بالرسميات التى تمليها عليه طبيعة عمله كدبلوماسي، والفن يخرجه من كل هذه الاجواء الصارمة الى عوالم اخرى ومشاعر مختلفة، فهو حين يمسك بالأزميل والمطرقة يشعر بالتوحد – كما يقول – مع البشر جميعاً صغيرهم وكبيرهم، يشعر حقا بكينونته كانسان مبدع لايتقيد بحسابات البروتوكول والدبلوماسية التى تتسم بالجدية والصرامة الى حد ما.

وعن كيفية التوفيق بين عمله كدبلوماسى واحترافه للفن خاصة ان عمله كسفير للبرازيل يستهلك منه كل وقته تقريبا، يقول الفنان: بالفعل قد لا استطيع دائما تكريس الوقت الكافى للنحت لذا فعادة ما أعمل فى عطلات نهاية الأسبوع والاجازات الرسمية محاولاً الفصل قدر ما استطيع بين كلا المجالين، فلا أحد لديه الوقت لكننى أخصص ما استطيع من الوقت للعمل الفني، أما اعمالى فأنا اعرضها بالبرازيل وخارجها.

وفى بعض الأحيان يستطيع السفير البرازيلى استقطاع وقت من عمله كدبلوماسى ليفرغ لبضعة ايام للفن، كما حدث فى العام الماضى حيث اشترك فى "سمبوزيوم النحت الدولي" الذى يقام كل عام فى مدينة أسوان المصرية، ولكن حتى ذلك الوقت المستقطع قد لايخلو هو الآخر من الالتزامات التى يمليها عليه عمله كسفير، ففى وسط عمله فى تلك القطعة الضخمة التى كان يقوم بتنفيذها خلال ذلك المهرجان تم استدعاؤه لبلده البرازيل لظرف مهنى طارئ – كما يقول– ولم تسعه حينها سوى الاستجابة فترك المهرجان دون إكمال قطعته الفنية لكنه سرعان ما عاد مرة اخرى بعد ايام قليلة الى القاهرة متوجها على الفور الى اسوان لإكمال ذلك العمل الجرانيتى الضخم الذى بدأه قبل سفره، حتى أنه كان عليه ان يعمل من الثامنة مساء الى الثامنة صباحاً ليتم ذلك العمل الذى يقف الآن على ربوة تطل على النيل ضمن عدة أعمال اخرى تمثل ذلك المتحف الذى انشأته وزارة الثقافة المصرية لأعمال السمبوزيوم فى الهواء الطلق فى مدينة أسوان، ويزن العمل أكثر من 91 طنا من الجرانيت المصري.

أما القطع التى يقوم آلم دوترا بصنعها فتتميز بأنها ذات تأثير درامى وقوى رغم ميلها الواضح للتجريد، ويبدو متأثراً فى انجازها بالتماثيل الصرحية الضخمة التى تركها سكان أمريكا الجنوبية الأصليون، والتى تعرف بالطواطم وفى بعض اعماله يمكنك ان تلمح شيئا من الملامح البشرية لكنها جميعها تشترك فى هذه الانسيابية المتميزة التى تشبه انسيابية التكوين الطبيعي، فالأشكال المنحوتة لديه تبدو كما لو كانت من صنع الريح او المياه وليست ابتكاراً بشرياً، وهى أشبه ما تكون فى انحناءاتها وتعرجاتها بانسيابية الجسم البشرى وطبيعته اللدنة.

وهو يتذكر مبتسما هؤلاء الذين عاونوه فى انجاز عمله الجرانيتى الضخم فى أسوان العام الماضى وكيف أنهم لم يتخيلوا ذلك العمل الا على صورة بشرية – كما يقول – فأطلقوا عليه اسم "الزعيم" برغم خلوه من الملامح الانسانية لكنه كان الاسم الذى استقر عليه هو لهذه القطعة ليس مجاملة لهم فقط ولكن لشعوره هو ايضا بالحضور القوى للمعنى الذى تثيره تلك التسمية، فالعمل يبدو قويا ومسيطرا ومستقراً وهى الصفات التى نادرا ما تخلو منها معظم أعمال السفير البرازيلى آلم دوترا الجرانيتية منها والخشبية.

معرض عن المستشرق الفنلندي لاغوس بأثينا  

نظم المركز الثقافي الفنلندي في أثينا معرض صور عن المستشرق الفنلندي فيلاليلم لاغوس (1821-1909). 

واشتمل المعرض، الذي نظم بقاعة "واحة الكتاب" التي تعد أحد أهم المراكز الثقافية في اليونان، على مخطوطات وصور للاغوس، إضافة إلى مؤلفاته من بينها كتاب لتعليم اللغة العربية. 

ويحتل لاغوس مكانة خاصة في ذاكرة الفنلنديين، فهو أحد أهم المستشرقين الذين عشقوا الرحلات وتعلموا لغات عديدة سائدة في ذلك الوقت، كما أنه سافر إلى البلاد المجاورة لفنلندا وكانت له نظريات حول ارتباط أصل الفنلنديين بشعوب روسية وتركية. 

وقد حاز لاغوس جوائز علمية وأدبية كثيرة، وكان عضوا في مجمعات علمية وثقافية عديدة، وظل بيته محجا للعلماء والأدباء من مختلف التوجهات العلمية. 

وأوضح مدير المعهد الثقافي الفنلندي بيورن فورسان أن لاغوس درس العلوم الكلاسيكية في جامعة هلسنكي، وأتقن اللغة اليونانية القديمة إضافة إلى اللغات اللاتينية والعربية والفارسية والعبرية، وكتب في مجلة "بندورا" وهي مجلة علمية ثقافية كانت تصدر في فنلندا آنذاك. 

وقام لاغوس برحلات مكوكية إلى روسيا، جارة فنلندا، حيث جمع ودرس مادة علمية وتاريخية ضخمة من لغات عديدة عن أصل الفنلنديين، ليدعم بها نظريته التي تقول بأنهم يتحدرون من إحدى مناطق روسيا. 

لكن تلك المادة لم توصله إلى النتيجة المرجوة، ثم إن العلماء اللاحقين تجاوزوا نظريته واعتبروها غير صحيحة.

واتصل بالمستشرق الفنلندي جوزيف هامر الذي أشرف على رسالة الدكتوراه التي أعدها حول مخطوطة عثمانية قديمة، وشغل منصب أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة هلسنكي ثم عميدا للجامعة. 

عاشق للعربية  

وكان لاغوس مولعا باللغات الشرقية خصوصا العربية، وقد فضل ترك تعليم اللغة اليونانية القديمة ليتفرغ لتدريس العربية. 

وكان أهم عمل له كتاب تعليم العربية وقد وضعه في أربعة أجزاء. والكتاب يشبه إلى حد كبير كتب النحويين العرب الأوائل، كما وضع كتابا لقواعد اللغة الفارسية لم يطبع بعد. 

وأوضح فورسان أن لاغوس كان له شغف بالجغرافي العربي الشريف الإدريسي وقد حقق مخطوطاته الجغرافية لبحر البلطيق. 

اهتمام بالنقود

بعد تقاعده اهتم لاغوس بالنقود وتاريخها، واكتشف عملات نادرة في موطنه ومناطق أخرى، واهتم أيضا بالنقود العربية الإسلامية، وقد عثر على نقود فضية تعود إلى عصر الفاينكيغ أتوا بها من تعاملهم مع مناطق الخلافة الإسلامية. 

وفي عام 1876 أقام معرضا للنقود العربية التي عثر عليها في فنلندا على هامش مؤتمر استشراقي، ولا تزال تلك العملات تعرض حاليا بالمتحف الوطني الفنلندي.  

  معرض «بوح» للإيرانية أناهيتا   

  ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشهر نوفمبر 2007 افتتح معرض تشكيلي للفنانة الإيرانية (أناهيتا) برواق الشارقة للفنون ـ منطقة الشويهيين.  

تضمن المعرض تجربة للفنانة «أناهيتا» حيث يمكن أن نلمس الإصرار على تجاوز التطبيقات التجريبية لعلاقة اليد بسطح العمل الفني وهي ذات العلاقة بين الرؤية والمادة وتعيد تجريب إنتاج المرئي وفقاً لخطة إنتاجه والوعي به ومحاولة تلمسه ظاهرياً باشتقاق الموضوعات حيناً وإضفاء الأجواء الغفوية والتلقائية حيناً آخر ولهذا يبدو عملها وكأنه في طور الاكتمال دائماً.  

  إشراقات لونية في «صحراويات» سعدي الكعبي

  «صحراويات» عنوان المعرض الذي أفتتح في غرين آرت غاليري للفنان العراقي سعد الكعبي.والمتأمل للوحات الإحدى وعشرين يلحظ تشابهاً دقيقاً في الموضوع الواحد، وكأن الفنان الكعبي يصور مشهداً واحداً متكرراً في فصوله.فتمازج التكعيبات بين ثنايا الأجساد وتكرارها في أكثر من مشهد إن دلّ على شيء فهو يشي بمشهدية متكررة، وكأن الكعبي يريد أن يفصح عن تفاصيل أكثر عن موضوعه المنقول في فضاء اللوحة.  

العمل على اللوحة هو ما يشغل اللوحة بمساحة محدودة أمام المتلقي لتكون مساحتها الأخرى وتكويناتها تمتد بعيداً لتنقل المشاهد إلى أجواء ومدى ورؤى وتخيلات الفنان وعمقه في اختيار موضوعاته التي يطرحها عبرها، ولذا تتجسد الأحداث المشبعة بالجمال وتدفق الألوان عند الفنان وفق فن جمالي إبداعي يضع رؤاه ضمن سياق درامي يتشكل بين خطوط الألوان وتدرجها المتناسق في مساحة اللوحة.  

تختلف اللوحة عند الكعبي إذا جاز التعبير هنا باختلاف الرؤى ومنظور الرؤية للوحات ، وعوالمها التخيلية، ويمكن أن تسمى أي لوحة من اللوحات المعروضة بالحكاية الموحدة، أو لوحة الحكاية لأنها تحملنا إلى عالم تهيمن عليه الحكاية ذاتها.حيث الوجوه والأكف البشرية والزخارف والفلسفات تتشكل وتتداخل بتناسق، وهذا بدوره يستدرج المتلقي صوب باب الحكاية اللونية التي تتشكل بإتقان لتشير بالوقت ذاته لاشعورياً إلى مرحلة من مراحل تطور الحكاية إلى رمز شكلي يصير جزءا من بنية اللوحة، ولا عجب هنا أن تفتح المنافذ للغوص في عوالم التخيلية عند الفنان.

إشراق لوني ، ووضوح تام ينعكس على اللوحات كافة، فالأدوات التعبيرية عند الكعبي تنقل طموحه الذي يعبر من خلاله عن عمل متكرر ودؤوب بألوان مختلفة وبذات الأسلوب. فالمتأمل للوحات يرى المساحات والأشكال والتكوينات للوحة مليئة بالهدوء والذي يتنامى تدريجياً كلما أمعن الرائي التأمل في اللوحات حيث يطغى استخدام الألوان الزيتية والتركواز الغامق على مساحة اللوحات مما ينقل المشاهد إلى حيز من الصفاء.  

تمثل اللوحة عند الكعبي الأفق الأبرز لتجربته الطويلة الممتدة في عمق التأملات الذاتية .ففضاء اللوحة عنده يستفز المشاهد للاقتراب أكثر من اللوحة لكشف سحر ألوان متناسقة، وخطوط لونية تختلف في أحجامها ومساحاتها.  

   شارك فيه تشكيليان عراقيان .. معرض في فنلندا عن الجذور والهوية  

افتتح في العاصمة الفنلندية هلسنكي،  معرض فني لستة تشكيليين بينهم عراقيان مقيمان في فنلندا يسعيان من خلال أعمالهما الى تقديم موضوع الجذور والهوية في صورة تشكيلية.

وقال الفنان عبد الامير الخطيب رئيس شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا، التي اسهمت في اقامة وتنظيم المعرض ان افتتاح المعرض المعنون باسم (جذور) على قاعة المركز الثقافي (Stoa) شرقي العاصمة الفنلندية هلسنكي ويأتي بالتنسيق مع شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا."

وأوضح انه اشترك في المعرض ستة فنانين من خمسة بلدان مختلفة، بينهما فنانان من العراق يقدمون خلاله اعمالا فنية فوتوغرافية ورسوما زيتية تجريدية واعمالا تنتمي لفن التركيب.

واضاف انه يتوقع تنوعا في ابداعات الفنانين المشاركين بحكم التنوع في خلفية وتجربة الفنانين وبالتالي ادواتهم واساليبهم الفنية.

وقال الخطيب انه شارك في المعرض بأربعة اعمال فنية مرتبطة بموضوعة الجذور يحاول من خلالها الاقتراب من مفهوم الهوية والتعاطي بشكل رمزي مع بعض المفردات الحياتية العراقية وتسليط الضوء عليها.

والفنان عبد الامير الخطيب من مواليد العراق 1961 ويقيم في فنلندا منذ العام 1990.

من جهته، قال الفنان ستار الفرطوسي انه اشترك في المعرض بعملي زيت يعالجان قضية الهوية والانتماء.

وأوضح ان "عنوان المعرض (|الجذور) يحتمل الكثير من العمل والتكهنات والتفسيرات ، وبنفس الوقت هو واضح جدا ، فلذلك لم احاول ان اتفلسف كثيرا"

وقال "حاولت اعتماد البساطة ومن هنا اخترت اللونين الاسود والابيض ومشتقاتهما وحاولت ان اعطي مجالا لحركة الفرشة وحيوية اللون."

والفنان ستار الفرطوسي من مواليد العراق 1963 ويقيم في فنلندا منذ عام 1999.

يذكر ان شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا التي مقرها هلسنكي تأسست عام 1997 بمبادرة من الفنان العراقي عبد الامير الخطيب وبالتعاون مع بضعة فنانين تشكيليين اخرين وينتمى اليها 200 فنان من اكثر من اربعين بلدا ثلثهم تقريبا عراقيون وبينهم اسماء لامعة في الحركة الفنية التشكيلية العراقية، وتصدر الشبكة مجلة فصلية باللغة الانكليزية باسم "الوان كونية" واستطاعت الشبكة حتى الان تنظيم 20 معرضا في ثمانية بلدان اوربية.

دروب المدينة .. معرض لأثينا بعيون الشباب    

افتتح بالعاصمة اليونانية معرض صور حول مدينة أثينا يكشف التحولات الكبيرة التي شهدتها في السنوات الأخيرة خاصة استقرار عدد كبير من المهاجرين الأجانب فيها. 

وبحسب المنظمين، يظهر المعرض الذي يستمر حتى آخر السنة الحالية تحول أثينا إلى ملتقى طرق للبلقان وآسيا وأفريقيا وأوروبا، وانعكاس تعايش هذه الجنسيات المتعددة على جانب التعايش السلمي ليتحول إلى وسيلة إبداع وتعددية. 

ويقول المنظمون إن المهاجرين يرفدون العاصمة اليونانية بحيوية متجددة، حيث إن لديهم القدرة على إبداع عوالم جديدة مختلفة وتعزيز حركة الإبداع المحلي بعقول وطاقات جديدة. 

وصور أربعة عشر شابا مناطق في أثينا لأكثر من سنة، التقطوا خلالها صورا تعكس حياة سكانها وخاصة المهاجرين الأجانب منهم. 

وانقسم الشباب المصورون إلى مجموعتين، ضمت الأولى طلاب المدارس الثانوية والإعدادية والذين صوروا لحظات من حياتهم المدرسية وعرضوا الصور التي التقطوها بالألوان. وضمت المجموعة الثانية شبابا أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما التقطوا صورا بالأبيض والأسود من حياة الأجانب في أثينا. 

ويبدو الأجانب في المعرض كأنهم تجاوزوا مشكلات البحث الدائم عن تقنين أوضاعهم القانونية، وبدؤوا يبحثون عن هوية اجتماعية وثقافية عبر وسائل الثقافة والتواصل المتاحة لهم. 

ولم يغب البعد الديني عن المعرض، حيث عرضت صور للكنائس والمساجد البسيطة التي يؤدي فيها الأجانب طقوسهم الدينية بحمولات إنسانية واجتماعية. 

أشار منسق المعرض نيكوس إيكونوموبولوس إلى أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه، وهو فكرة متقدمة من حيث إشراك الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار في تصوير المدينة التي أصبحت فضاء متعدد الجنسيات والثقافات

فضاء متنوع

وأشار منسق المعرض نيكوس إيكونوموبولوس إلى أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه، وهو فكرة متقدمة من حيث إشراك الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار في تصوير المدينة التي أصبحت فضاء متعدد الجنسيات والثقافات. 

وقال للجزيرة نت إن التلاميذ والشباب تلقوا دروسا في المبادئ الأساسية في التصوير بالكاميرات الرقمية قبل الشروع في عملهم بين الأحياء المختلفة للمدينة، مضيفا أنه تم تجميع أكثر من 5000 صورة تم انتقاء الصور المعروضة من بينها. 

وأوضح أن المعرض لن يتوقف عند مدينة أثينا، بل سينتقل حال انتهاء العرض فيها إلى مدينة سالونيك شمالي اليونان، ولم يستبعد تطبيق الفكرة في المدن اليونانية الأخرى. 

ومن جهته قال المصور نيكوس بيلوس مراسل مؤسسة زوما برس إن الأعمال المعروضة متقدمة جدا ومقاربة لأعمال المحترفين، خاصة الصور المعروضة بالأبيض والأسود. 

وأضاف أن وجود المصورين الشباب من الأجانب أعطى للمعرض بعدا عالميا تخطى الأبعاد المحلية وساهم في تنويع النظرات الفنية للمشاركين. 

ويمثل المعرض وجهة نظر الكثير من أهل الفكر في اليونان عامة وأثينا خاصة بضرورة النظر إلى وجود الأجانب نظرة إيجابية وإدماجهم في الحياة العامة والاستفادة من التنوع الحضاري والثقافي الذي يحملونه للبلد، كما ينادي بالبعد عن النظر إليهم كمهاجرين اقتصاديين فقط.  

توظيــف الصمـت للتعبيـر عـن الصــور الســــوداء

 معرض جديد للفنان التشكيلي العراقي-الهولندي صادق كويش احتضنه متحف مدينة دانبوش جنوب هولندا تحت عنوان (مولود في التاسع من نيسان) وذلك في العاشر من نوفمبر الجاري.يمتاز المعرض الجديد باستخدام تقنية (الفيديو آرت) التي استطاع الفنان كويش من خلالها توظيف عرض مئات الصور عبر شاشات رقمية بطريقة السلايد شو السريع في 11 شاشة تحيطهم لوحة كبرى تجسد موضوعة معرضه التي تدور حول العراق الجديد بعد التاسع من نيسان 2003. قام الفنان بنفسه بكل تكنيك العمل من التصوير الفوتوغرافي الى التسجيل بطريقة دي في دي. كل فيلم من الصور مدته بين دقيقتين الى اربع دقائق يستمر العرض السريع متواليا بلا نهاية.

النظرة التشاؤمية للعراق تتوزع من اللوحة- الجدراية 8X 3 متر وتمثل رؤوس تنين بلون اسود تستعد للافتراس الى الصور التي التقطها الفنان بنفسه في العام 2003 من مشاهداته للتلفزيون وهو يتابع اخبار بلده العراق. جميع الصور التي تدور راكضة في الشاشات الرقمية تؤطرها اشكال جسدية للفنان كويش نفسه فاحد الشاشات تعرض صور العراق في رأس الفنان واخرى على ظهره وثالثة بين كفيه...

يقول كويش عن المعرض انه كان يود استخدام شاشات اكثر واكبر حجما وان يستخدم تقنية الصوت المصاحبة للعرض الرقمي لتجتمع اصوات تحوي احاديث هاتفية ونواح وحوارات الفنان مع والدته واصدقائه عبر الهاتف في بغداد لتخرج جميعها في عمل فني يجسد واقع العراق الان.. لكن تقنيات الصوت عبر الهاتف وتقيده بالمساحة المتاحة لمعرضه من قبل المتحف حالت دون تنفيذ ذلك فاضطر لفكرة اخرى بالعمل على توظيف الصمت مع الصور السوداء التي تأتي من العراق.

ويرى الفنان انه في هذا المعرض يبكي نفسه وذكرياته وبلاده واحلامه بصوت عالي.

وحول نظرته السوداء لعراق اليوم يقول “ان هذا هو الواقع اليوم”.

- لكن في العراق الجديد ثمة اضاءات ربما هي بعيدة عن الاعلام الذي بتنا نتلقى منه اخبار بلدنا.

 يقول كويش: ربما، واتمنى ان يكون هناك امل، لكن للاسف الى الان لم أره.

المعرض الجديد اضافة فنية لمسيرة الفنان كويش الممتدة منذ مطلع الثمانينات في العراق والاردن وهولندا ودول اخرى حيث أقام في معارض عدة. 

والفنان مولود في بغداد عام 1960 ومتخرج في معهد الفنون الجميلة عام 1982 ثم  أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، ويعمل الان محاضرا في اكاديمة الفنون الجميلة في مدينة زفوللا الهولندية لمادة الكرافيك التي درس فيها بعد قدومه لهولندا في التسعينيات.

معرض كويش الجديد الذي حظي بمتابعة واضحة من قبل الجمهور الهولندي يستمر من العاشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري لغاية الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير 2008. وقال الفنان كويش ان معرضه الجديد سينتقل لمدن اخرى داخل هولندا ودول اخرى داخل اوربا وخارجها والى اميركا ايضا، وربما ينتقل الى العاصمة اللبنانية بيروت في العام القادم.

استعادة جديدة لاعمال النحات جياكوميتي في باريس

عرض من جديد مركز جورج بومبيدو أعمال الرسام والنحات جياكومتي التي أنجزها بين عام 1901 ـ 1966، انطلاقا من محترفه الذي شغله مدة أربعين عاما في باريس. والغرض منه إعطاء رغبة للجمهور العريض في اكتشاف جميع الروائع التي خرجت منه.

إضافة إلى الصالات المتعددة المليئة بالصور الشخصية وغير الشخصية، المقالات والكتب، اللوحات والتخطيطات، والمنحوتات الصغيرة والكبيرة، كان هناك فضاء يتألف من ثلاثة وعشرين مترا مربعا، أي نفس مساحة مشغل جياكومتي الأصلي، الواقع في شارع هيبلوت ماندورون، خلف محطة مونبرناس في باريس الدائرة الرابعة عشرة.

 مكان بقدر ما هو ضيق وصغير بقدر ما هو كبير ومليء بالروائع، فالعبرة ليست في حجم المكان وإنما بما فيه من اتساع في الرؤية. في هذا الفضاء الصغير/الكبير كان جياكومتي يصوغ تماثيله الجصية والحديدية، يرسم ويخربش ويخطط تماثيله بالرصاص قبل أن يحيلها إلي برونز، في بعض الأحيان.

إن مركز جورج بومبيدو اختار أن يكرم جياكومتي من خلال الطريقة التي أنتج وأبدع وطور فيها أعماله في هذا الفضاء/المشغل الذي عرض فيه ما يقارب 221 عملا نحتيا، وسبعاً وخمسين لوحة ومئة وسبعين تخطيطا، عرضت فوق جدران حوائط ترك الفنان فوقها بصماته. وقد أنقذت زوجته آنيت جياكومتي أجزاء هذه الحيطان عام 1972، بعد ست سنوات علي موت الفنان، عندما أراد مالك المشغل استعادة المكان.

إن جياكومتي قد نجح في فرض رؤية لم تكن موجودة من قبل، إن أي شيء يذكرنا بأعماله النحتية، سرعان ما يجعلنا نقول: هه.. هذا يشبه أعمال جياكومتي أو أنه جياكومتي. لقد أضاف هذا الفنان أشكالا إلى النظر، وزاد من حدة قدرة الرؤية، مثل دخول كلمات أجنبية على لغة أخرى، انها بكل تأكيد، ثراء للغتين. وإلا كيف يمكن أن نفسر انغراس كلمات وفضاءات جياكومتي في طريقة نظرنا للأجساد البشرية ؟

حكمت يصور جشع الغزاة نحتا  

  عرض النحات العراقي المعروف محمد غني حكمت في العاصمة الاردنية عمان 82 عملا من أحدث ابداعاته الفنية تصور حياة كثير من العراقيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 حتى الآن.

وقال الفنان العراقي البالغ من العمر 78 عاما والذي عين رئيسا للجنة الوطنية للفنون التشكيلية في العراق عام 2002 انه استغرق عامين في انجاز المجموعة الفنية التي تلقي الضوء على المأساة التي يعيشها العراق في العصر الحديث.

وقال حكمت "من سنتين وانا في عمان قدرت ارسم واخطط وانحت هذه المواضيع التي تمثل فترة زمنية في تاريخ العراق اللي هو من 2003 الى 2007 تاريخ الحصار (...) تاريخ الحروب (...) تاريخ المآسي اللي صارت في العراق".

وبدأ حكمت دراسة الفنون في مدرسة الفنون الجميلة في جامعة بغداد ثم تخصص في النحت فحصل على دبلوم النحت من اكاديمية الفنون الجميلة في روما 1959. وعمل محاضرا لفن النحت في جامعة بغداد.

ويقول حكمت الذي استخدم مواهبه الفنية لتصوير بؤس العراقيين بدءا من العنف الجسدي المباشر الى عذاب التشرد، ان معاناة العراقيين سببها قوى خارجية يحركها الجشع.    

واضاف الفنان العراقي قائلا "الغالب هو الانتباه للحزن الموجود عند العراقيين عامة من جراء التهجير القسري (...) من جراء العنف المفتعل (...) من جراء الاحكام الجائرة اللي يقوموا بيها الاجانب بالعراق في العراقيين. كل شيء بيصير عنا (عندنا) في العراق افتعال، هو عمل مفتعل من الاجانب وليس من العراقيين".

ومضى يقول "الحزن العراقي جزء من التاريخ العراقي. الحزن، حتى لو تسمعي الموسيقى ايضا بيها نبرة الحزن العراقي لكثرة المآسي اللى صارت بهذا البلد الحضاري اللي طمعوا بيه كلهم. كل الشعوب المتخلفة كانت تغزو العراق من الشرق ولا من الشمال لانه بلد غني ومصيبتنا هو هذا: غنانا (..) غنانا الثقافي والمادي".

ودمرت الحرب جزءا من التراث الوطني العراقي العريق بما في ذلك التماثيل والنصب التذكارية التي اشتهرت بها بغداد لفترة طويلة في العالم العربي.

كما دمر الكثير من تماثيل حكمت التي تزين أعماله ساحات عامة في العراق ودول أخرى منها الاردن وايطاليا والبحرين 

 رسامو الأطفال الروس يعرضون فنهم في طهران    

شارك 110 رسامين روس من المتخصصين في رسوم كتب الصغار والفتيان في معرض استضافته طهران بهدف إطلاع الفنانين والناشرين الإيرانيين على فنون المدرسة الروسية وتقنياتها في هذا المجال. 

وذكر قسم الإعلام في المركز أن الأعمال التي عرضت من أهم اللوحات التي تضمنتها الكتب الروسية المخصصة للأطفال والفتيان والحائزة جوائز عالمية كما أنها من ناحية التكنيك والأسلوب غنية للغاية وفيها من التجديد والإبداع ما يلفت الأنظار. 

وتعود اللوحات المشاركة في المعرض لفنانين أعضاء في جمعية المصورين الروسية التي تعتبر من أقدم الجمعيات المعنية بالفن في روسيا واحتفلت هذا العام بالعيد الخامس والسبعين لتأسيسها وتضم في عضويتها العديد من الرسامين والخطاطين والمصممين المشهورين. 

وافتتح المعرض بجلسة عمل شارك فيها فنانون وناشرون متخصصون في كتب الأطفال واقيمت على هامشه ورشة عمل فنية لتبادل الخبرات شارك فيها اثنان من رسامي روسيا المعروفين وهما ديمتري ماشاخ ويوليا ياراتوفا. 

وتشهد إيران في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بكتب الأطفال المصورة والتي تحوي مضامين دينية وعلمية وأدبية، ويستند كثير منها إلى القصص الشعبية المحكية، كما أن لديها عددا من الرسامين المتخصصين في رسوم قصص الأطفال وحكاياتهم. 

ويعود أول كتاب إيراني مصور للأطفال إلى العهد القاجاري وصدر عن دار نشر إيرانية قبل 150 عاما أما الكتب المصورة التي تستند إلى مدارس الرسم الحديثة فبدأت منذ أربعين عاما وجاءت متزامنة مع شيوع موجة الفن الحديث في إيران وإنشاء مجموعة من المؤسسات ودور النشر التي تعنى بكتب الأطفال.

على جدران بغداد الأمنية لوحات للحظة صفو مضت    

في بغداد باتت للجدران الأمنية التي تطوق أجزاء كبيرة من مناطقها السكنية والتجارية لحمايتها من التفجيرات والهجمات رسالة أخرى: لوحة فنية تذكر العراقيين بتاريخ مجيد ولحظة صفو مضت.

فقد ملأها الفنانون رسوما لصور المراقد السنية والشيعية وقد التقت جنبا إلى جنب, ولرفوف من الحمام ومشاهد من حقبة حمورابي البابلية بينها تمثال أسد بابل. 

ويقول الفنان عماد النجار (39 عاما) وهو يرسم منظرا صحراويا تتخلله جمال محملة, "إننا نحاول مساعدة العراقيين على التعايش مع هذه الجدران الإسمنتية وقبولها بما أنه ليس بالإمكان إزالتها على الأقل في الوقت الراهن". 

لقد ظلت الجدران الأمنية -الممتدة في بعض المناطق أميالا من حول البنايات الحكومية والمساكن والفنادق- محل جدل شديد بين العراقيين, ففي الأسابيع الأولى من العام الحالي اشتكى سكان وقادة سنة من جدار بطول ثلاثة أميال و12 قدما في حي الأعظمية السني في شمال بغداد, لأنه حسب قولهم يكرس التمييز المسلط عليهم, ويعزل السكان.

كذلك أثار الجدلَ الرسمُ على هذه الجدران, فإذا كان عبد الوهاب ناصر الحافظ يراها "خطوة على طريق تضميد جروح العراق", فصلاح الدين محمود (45 عاما) يرى أن "هذه الرسوم الزاهية لن تمحي ولو نقطة واحدة من بحر معاناتنا المرير", والحاجة حسب قوله ليست لتزيينها وإنما "لإزالتها وتزيين أنفسنا حتى نستطيع العيش بسلام مع بعض". 

"لدينا قطع تغيير لكل السيارات الكورية واليابانية", تردد إحداها في منطقة سيناق التجارية في وسط بغداد, أما التاجر محمد علي خماس الذي يرى في هذه الجدران جزءا من حياة العراقيين فلا يرى أي إشارة على أن إزالتها ستتم قريبا, "فلمَ لا تستعمل إذن لجذب الزبائن بدل تركها تؤثر على تجارتنا".  

  40 لوحة تحاكي الطبيعة مليئة بالحراك اللوني والمشهدي  

  افتتح الأديب محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي  في مؤسسة سلطان بن علي العويس، مهرجان «أيام بولندا الثقافية» الذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع سفارة جمهورية بولندا في أبوظبي، بحضور مسؤولين ودبلوماسيين من السفارة البولندية، ونخبة من المثقفين والفنانين التشكيليين والإعلاميين، وحشد من الجماهير المتابعة لنشاطات المؤسسة.

بدأت فعاليات اليوم الأول بمعرض تشكيلي للفنان فرانسيشيك ريشارد مازورك ورقصات فلكلورية عبر لوحات تعبر عن الحياة البولندية وتراث شعبها.. وضم المعرض التشكيلي أكثر من 40 لوحة للمناظر الطبيعية البولندية بريشة الرسام البولندي الشهير مازورك،  

الذي أقام عشرات المعارض الفردية حول العالم منذ منتصف الثمانينات وحتى اليوم، وأكثر من خمسة معارض جماعية داخل وخارج بولندا، وحائز على جوائز محلية وعالمية عدة، بالإضافة إلى انتشار لوحاته في دول كثيرة مثل المانيا وفرنسا وأميركا وبريطانيا واوكرانيا وغيرها.  

ومن النظرة الأولى للمناظر الطبيعية البولندية نلحظ تفاوتاً في بنية الصور المعروضة إذ يعمد الفنان إلى التقشف والاقتصار على بعض الألوان مشاركاً بأربعين لوحةً يواصل من خلالها نفس التقنية التي يستخدمها دائماً في إنتاج أعماله،فيستخدم مساحة اللوحة بخلفيتها بأحجام مختلفة ومتفاوتة لا تخلو من مساحاتٍ زرقاء وخضراء في آن.  

تمثل فراغ المجسد في لوحاته،وإن أتت بعض اللوحات مثل «الغابة السرية»و«حديقة الأسرار» و«الصفصاف الباكي» مليئة بالحراك اللوني والمشهدي،والذي يجعل من الصور المعروضة موضوعاً لا يتطابق مع الأصل «الطبيعة».  

قد يكون الفنان «مازورك» نجح هنا من الخروج على السكون الفوتغرافي ليوظفه ضمن ديناميكية الرسم المنفتحة على أبعاد أخرى. يعتمد الفنان على تكرار إنتاج صوره،فلا تغاير،ولا تعدد في مواضيعه بل تطابق تام لصور ومواضيع لا تشبه الواقع بشيء بل تصوره من منظور آخر مما انعكس سلباً في مشاهد منقولة أتت هشةً في كثير من الأحيان يبدو «مازورك  

» في بعض لوحاته مثل «جاء الخريف» و«الوادي في الخريف» غير موفق في نقلنا بجولة في الطبيعة ومستوى اخضرارها، مما بدوره شتت الرائي بتراكيب ألوان أتت باهتةً في مطارح عدة،إذ نلحظ الشيء ذاته والذي لا يتطور،فالصورة معه مليئة بالتفاصيل، ومزدحمة بألوان ومشاهد ظهرت فارغةً من مضمونها.  

وبتلخيص موجز لطريقة عمل الفنان يبدو الكثير منها تخفت فيها درجات الألوان،حتى أن البعض منها «الصقيع على جوركا» طلي بألوان وبصورة كثيفة ومعتمة حتى في مناطق الظلال فيها.فالألوان كانت أخف مما ينبغي في المناطق التي تستدير وتكون فيها فضاءات الأشكال إلى خلفية اللوحة،أو حروفها إلى الخارج أو جهة المشاهد.  

إن المشاهد لأعمال الفنان «مازورك» يلحظ رسم مواضيعه كانت أشبه بعملية حسابية، فالجداول جسدت بمقاسات جامدة وغير منطقية مما أفقد المشاهد تواصله مع مضمون اللوحة،وهذا بدوره انعكس سلباً على معظم الأعمال المعروضة.    

  خمسون فناناً يحتفون بالخط العربي في حلب  

  رحلة الخط العربي طويلة ومعقدة وذات تشعبات يعرفها (أهل الكار)، لذلك عندما تحتفي مدينة مثل حلب بالخط العربي فهذا يعني حدثا فطريا وتجمعا عفويا للمهتمين بهذا النوع من الفن، وما أكثرهم في مدينة وثيقة الصلة بالتاريخ.  

حيث شارك أكثر من خمسين خطاطا سوريا في معرض للخط العربي أقامته الجمعية الحرفية للخطاطين وصناع اللوحات الإعلانية بالتعاون مع مديرية الثقافة بحلب. خطاطون حاز بعضهم على جوائز عالمية في الخط العربي من مركز البحوث الإسلامية في إسطنبول ومن جمعية الخط والزخرفة في المغرب العربي وإيران وغيرها.  

جسدت اللوحات عبر فنون الخط العربي كالثلث والنسخ والإجازة والديواني وجلي الديواني والفارسي والكوفي والرقعي والمحقق جمالية الرسم المرمري والتعاريق النحاسية التي تستخدم لتغليف الكتب المقدسة.  

وركزت بعض اللوحات الأخرى على إظهار جمالية الخطوط العربية من خلال إضافة بعض الزخارف والتشكيل اللغوي لإملاء الشكل أو اعتماد التوازن بين الكلمات والحروف سواء في الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الأشعار.  

ويعتبر الخط العربي من الفنون الجميلة في الكتابة لما يتميز به من قدرة على مسايرة التطورات والخامات، فمن الأساسيات التي تبرز جوانبه الجمالية مفرداته وأشكاله،المرونة والمطاوعة، قابليته للتشكيل، الامتزاج الفني والروحي في الخط،التوثيق والتدوين، هذا بالإضافة إلى الجمال المعنوي الذي يضفيه الخطاط والذي يكون فوق القواعد الخطية.

إن تنوع الخطوط العربية وتعدد أشكالها منحاها خصائص جمالية قلما تتواجد في خطوط الأمم الأخرى، لهذا يعتبر الخط العربي من أرقى وأجمل خطوط العالم البشري والتي ميزته عن باقي الخطوط من الناحية الجمالية والأسس العلمية الجديدة المبتكرة لأساليب وقوانين هندسية أضافت له جمالية جديدة ونادرة.

معرض ضخم في معهد العالم العربي بالتعاون مع «اللوفر» ... الحضارة الفينيقية اخترعت الأبجدية ولم تترك كتاباً 

حين تشاهد لدى زيارتك معرض «المتوسط الفينيقي: من صور الى قرطاج» الذي يقيمه معهد العالم العربي متعاوناً مع متحف اللوفر، الألواح الحجر التي نقشت عليها حروف الأبجدية التي ابتدعها الفينيقيون، لا تتوانى عن طرح السؤال الذي طالما طرحته على نفسك في السابق: الحضارة التي اخترعت الأبجدية الأولى لماذا لم تبتدع كتباً وملاحم مثلما ابتدعت الحضارات القديمة، المصرية والأشورية والبابلية وسواها ملاحم مثل «جلجامش» أو كتباً مثل «كتاب الموتى»؟ ويزداد هذا السؤال إلحاحاً كلما شاهدت المزيد من تلك الألواح التي حفرت عليها جمل كأنها مقطوفة من نصّ مندثر. كان يحاول البعض الرد على مثل هذا السؤال متذرعاً بأن الأدب الفينيقي الذي وجد حتماً، لم يصل منه إلا القليل، حتى الآن. والمثل الذي يُضرب في هذا القبيل هو ما ظهر من كتابات الكاهن الفينيقي الشهير الذي يدعى سنكن يتن بحسب قول فيلون الجبيلي. وعندما اكتشف المنقبون آثار رأس شمرا في سورية عثروا على ملاحم تدور حول الأدب الديني والطقوس والزراعة وسواها. إلا أن ما من نصّ ترجم وطبع حتى الآن. هكذا بقيت هذه الحضارة التي عرفت معظم أنواع الفنون القديمة كالنحت والخزف والموسيقى وسواها، بلا كتب ولا ملاحم. وقد يكون من المستحيل ألا تعرف هذا النوع من التدوين، هي التي ابتدعت الحروف الأبجدية ونشرتها في العالم.   

معرض «المتوسط الفينيقي» الذي حمل عنواناً إضافياً هو «أي وجه هو وجه الحضارة التي أعطتنا الأبجدية؟» معرض فريد في ما ضمّ من آثار تلتئم للمرة الأولى لتؤلف ما يشبه «الملحمة» الفينيقية التي تمتد امتداد الساحل الفينيقي من فلسطين الى لبنان وسورية وقرطاج مروراً بالجزيرة القبرصية وجزر بحر إيجه وسردينيا ومالطا وصقلية وضفاف ايطاليا واسبانيا وشمال إفريقيا... إنه المتوسط الذي أقام فيه الفينيقيون وغزوه، هم الذين عرفوا بالبحارة والتجار وناشري الحرف. 

تتيح الآثار المعروضة على اختلافها اكتشاف التاريخ الحقيقي الذي لا يزال شبه مجهول لهذا الشعب وللمدن التي بناها وانطلق منها عبر شبكة من الخطوط البحرية بغية التبادل التجاري والحضاري مع العالم من حوله. يضمّ المعرض زهاء ستمئة قطعة أثرية استعارها متحف «معهد العالم العربي» الذي يديره الآن الكاتب والأكاديمي السوري بدر الدين عرودكي من متاحف عالمية، وتتوزع بين الكتابات المحفورة على الألواح الحجر وشواهد القبور والنواويس والأختام والقطع النقدية وقطع العاج والزجاج والسيراميك أو الفخار والتماثيل النصفية وسواها. وتنمّ هذه المعروضات عن مهارة الفينيقيين في الفنون الحرفية واليدوية وعن الجماليات الباهرة التي رسّخوها، متأثرين أحياناً ببعض الفنون التي عرفتها الحضارات الأخرى. فبين المنحوتات الفينيقية أعمال يمكن وصفها بـ «الهجينة» لتأثرها مثلاً بالنحت الفرعوني وسواه. لكن الفينيقيين كانوا يصدّرون أعمالهم الفنية الى مصر، وكذلك خشب الأرز الذي كانوا يصنعون منه سفنهم وأسطولهم التجاري والحربي. 

تقف أمام الألواح التي حفرت عليها الأبجدية وتتذكر أن أهم ما قدّم الفينيقيون للبشرية هو اختراعهم الحرف الذي أصبح أساساً لمعظم أبجديات العالم. ونظراً الى حاجاتهم الملحاح للتواصل مع العالم ولتدوين عقائدهم وحفظها من الاندثار سعوا الى البحث عن أشكال جديدة للكتابة بعدما اطلعوا على طرق الكتابة لدى المصريين وشعوب بلاد ما بين النهرين. لكنهم أدركوا أن الكتابة الهيروغليفية ليست إلا كتابة تصويرية معقدة، فسعوا الى تبسيط الكتابة باذلين جهداً كبيراً ومجتازين مراحل عدة. ثم لم يلبثوا أن اكتشفوا أن اللغة قائمة على اثنتين وعشرين نبرة صوتية فوضعوا لها رموزاً أو أحرفاً فكانت الأبجدية الأولى. هذه الأبجدية نقلها قدموس الى بلاد اليونان كما يذكر المؤرخ الشهير هيرودتس. إلا أن العالم لم يكن يعلم حتى القرن التاسع عشر أن الفينيقيين هم الذين اكتشفوا الأبجدية إلا من خلال أقوال اليونان. ولكن سرعان ما أثبتت الحفريات هذا الاكتشاف الفينيقي. فناووس الملك أحيرام الذي عثر عليه عام 1923 في مدينة جبيل اللبنانية يحمل نصاً أبجدياً كاملاً. أما النقوش التي اكتشفت في مدينة أوغاريت في سورية عام 1929 والمحفورة على الآجر فهي خُطّت بالأحرف الفينيقية نفسها، ويعود تاريخها الى مطلع القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وفي العام 1949 عثر في رأس شمرا على أجرة حفرت عليها الحروف الاثنان والعشرون، مرتبة وفق الترتيب الهجائي. 

الابجدية الفينيقية على لوح حجر   

بعض المعروضات الأثرية لا سيما النواويس والمنحوتات النصفية تتيح للزائر أو المشاهد أن يستعيد الطقوس الدينية التي كان يمارسها الفينيقيون. وكان الدين الفينيقي ينطلق من فكرة الخصب، ولم يكن غريباً في بعض نواحيه عن الدين المصري والبابلي وسواهما من الأديان التي اقتبس الفينيقيون منها. وكان لديهم آلهة متعددة ترمز الى القوى السماوية والطبيعية. ومن آلهتهم الشهيرة: إيل وآدون وملكارت وأشمون. وكان لدى الفينيقيين أعياد وكانوا يحجون خلالها الى المعابد البعيدة. وكانوا يقرّبون الأضاحي ويقدمون القرابين. ومع أنهم يعتقدون بأن الثواب والعقاب يتمان في هذا العالم فهم كانوا يكرّمون موتاهم مثلهم مثل المصريين القدامى. ووجدت في قبور لهم سرج وجرار وأوانٍ للطعام، ما يؤكد أنهم يعتقدون بأن ثمة حياة بعد الموت تشبه الحياة على الأرض. 

وإذا كان المعرض يلقي ضوءاً ساطعاً على الحضارة الفينيقية من خلال تجلياتها الفنية والحرفية فإن هذه الحضارة لا تزال شبه مجهولة، مثلما كان الفينيقيون أنفسهم مثار اختلاف بين المؤرخين القدامى. ثمة مؤرخون يمتدحون هذا الشعب الذي خاض البحار واكتشف الأبجدية وتواصل مع العالم، وثمة آخرون، لا سيما المدوّنون الاغريق والرومان يصفونهم بأنهم «برابرة» حاولوا السيطرة على المواقع والمستعمرات في هدف التجارة والمال. واتهم المؤرخ الاغريقي ديودور دو سيسيل الفينيقيين بأنهم كانوا يضحون بالأطفال للآلهة، لكن هذه التهمة لم تؤكدها المكتشفات الأثرية. 

إلا أن الحضارة الفينيقية التي امتدت وسع أصقاع المتوسط وأبعد منه، كانت الحضارة البحرية الأولى، في ما يعني البحر من نزعة الى المغامرة وخوض المجهول والتحدي والاكتشاف. والمعرض «الملحمي» يؤكد فعلاً أن الفينيقيين سعوا الى غزو العالم، قدر ما أمكنهم، ليس بغية التجارة فقط وإنما سعياً وراء المعرفة التي لا حدود لها وإشباعاً لفضولهم الذي طالما ساور نفوسهم. 

معرض للفن التشكيلي الدولي في بلغاريا   

 استضافت مدينة جوتس ديلتشيف البلغارية الواقعة على الحدود مع جمهورية اليونان  معرضا دوليا للفن التشكيلي تحت شعار (بلغاريا - حلقة الوصل والتواصل الفني بين الشرق والغرب). 

وشارك في المعرض 24 رساما تشكيليا وفن النحت والرسم بالحجارة من 18 دولة لعرض لوحات يتم تجسيدها باستخدام الاحجار الصغيرة الملونة لفنانين من روسيا واوكرانيا. 

وقال احد الرسامين المشاركين في المعرض ان الرسم بالحجارة يعد فنا حديثا في الساحة الفنية الاوروبية مبينا انه من اصعب الاشكال الفنية التي تحتاج فيه كل لوحة الى فترة زمنية طويلة لاتمامها. 

وقالت فنانة اوكرانية ان الرسم باستخدام الحجارة يعود تاريخه الى فترة زمنية طويلة الا ان المرحلة الاخيرة شهدت تطورا كبيرا فيه باستخدام الالات الحديثة في تكسير وتقطيع الاحجار وتسويتها لتصبح ملائمة لما يحتاجه الفنان في لوحته. 

وبينت ان الصعوبة تكمن في عدم استخدام الفنان في تلك اللوحات لاي نوع من انواع الالوان الزيتية او المائية. 

وفى ركن اخر من العرض عرضت بعض الاعمال الفنية الخشبية المستخدم في تشكيلها اخشاب الاشجار وبدون اجراء تعديلات كبيرة على شكلها الخارجي ووضعها في قالب يتماشى مع المتطلبات اليومية. 

ومن الدول المشاركة بلغاريا والتشيك واليونان وروسيا واوكرانيا ومالدوفا وايطاليا ومقدونيا وسلوفاكيا وكرواتيا وفرنسا. 

جديد الفنان الفوتوغرافي الإيطالي ستيف ميسل

اصنع الحب بدل الحرب 

  نشرت مجلة فوجيو الإيطالية المتخصصة بالأزياء وفن الفوتوغراف تحقيقاً مصوراً عن حياة الجنود الأميركان في العراق وأجواء تسليتهم في أوقات الفراغ مع المجندات المفترضات، مستندة إلى المعرض الأخير لفنان الفوتوغراف الإيطالي ومالك المجلة ستيف ميسل، الذي يخلط في الغالب بين فن تصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي مستغلاً صرعة انتشار أزياء المارينز المبقعة بألوان الصحراء بين أوساط الشباب في الغرب.  

وقام المصور ستيف ميسيل بالتقاط الصور في أحد القواعد الأميركية في العراق الصيف الماضي بعد أن أقنع المجندات بارتداء تصميماته الثورية وممارسة حياتهن اليومية مع زملائهن الجنود في لهيب الصيف العراقي الحارق، وقام بنشرها تحت عنوان خادع وكبير هو (اصنع الحب بدل الحرب) الذي لم ترحب به وسائل الإعلام الأوروبية كثيراً.  

وعلى الرغم من أن ميسل لم يفصح عن حقيقة معرضه الأخير فهل اعتمد عارضات أزياء محترفات أم مجرد مجندات استهوين المغامرة! إلا أنه يرد على منتقديه قائلاً، ما الفرق؟ إذا كنتم لا تجدونها فناً خالصاً فلا تنشروها، طالما الغاية نبيلة وثمة دعوة لوقف الحرب وممارسة الحب فإن الأمر يستحق العناء.إلا أن جريدة الغارديان البريطانية تنظر للموضوع من وجهة نظر أخرى مختلفة تماماً، علينا تذكرّ أسر الجنود الأميركان الذين يحاربون هناك، يقول ناقدهم الفني: إن ستيف ميسل يبيعهم تصوراَ وردياً خادعاً، ويسيء لمشاعرهم، كما لو إن أحدهم يقول لك انظر إلى ولدك هناك، إنه يبلو جيداً في الحب طوال الوقت، لكن الابن يعيش في جحيم حقيقي.  

لقد حاول ميسل في الحقيقة أن يقدم حالة مأساوية وتراجيدية صرف، بلباس رومانسي، وهو أمر مناف للواقع حتى وإن توفر على مقدار جيد من الفن والإبداع، لكن السؤال هو هل التقى ميسل الفنان المنتصر للإبداع واليساري المعروف، بماكنة الإعلام الأميركية التي تحاول أن تضفي بعداً من الرفاهية على حربها المتورطة بها في العراق؟  

لا جواب في الحقيقة، لان ميسل، الذي يدير المجلة، والمسؤول عنها مالياً وفنياً أصبح مثيراً للجدل منذ إصداره الطبعة الأميركية من (فوجيو) وغالباً ما يقدم على أفعال تثير حنق النقاد، لكنها تلقى رواجاً وإعجاباً شعبياً منقطع النظير، كما هو الأمر مع الصور التي التقطها خصيصاً لكتاب مغنية البوب الشهيرة مادونا المتضمن وصاياها ورؤيتها الاستثنائية للحياة الجنسية.  

صور ميسل الجديدة، أو لنقل صرعته الأخيرة، تضمن عشرات اللقطات لفتيات حسناوات وجنود شبان في أوضاع حميمة داخل الخيام المخرمة في لهيب الصحراء، وتظهر الفتيات بملابس مثيرة، وأحياناً شبه عاريات وهن يلهون مع الجنود، أو يستلقين إلى جانبهم بهدوء بعد دورة تدريب شاقة على ما يبدو.  

فنياً تألق ميسل كعادته في تجسيد موضوعته بتفصيلات فادحة، لقد تمكن من التقاط ذرات الغبار المهومة في فضاء الخيام الممزقة، أو حبات العرق فوق رقاب الفتيات، ونجح في تشييد مشاهده المشغولة بدقة متناهية في مساحة هشة جداً بين ضوء الشمس والظل المتهتك فوق ظهور الجنود السمر وبطون الفتيات البيضاوات اللواتي بدون مثل تماثيل رومانية.  

هل قدّم ستيف ميسل فناً؟ نعم لقد فعل ذلك قطعاً، إذا ما حسبنا مقدار جرأته في اختيار الموضوعات الشائكة وشجاعته في سبر أغوار الألوان، التي غالباً ما تراوغ العدسة، بعد أن جمع خيوط الضوء المنفلتة وأدخلها كوادره الكبيرة بتؤدة ونعومة بحرفية عالية.  

وإذا ما تجاوزنا الموضوع المثير للجدل، فإن ميسل يظل واحداً من الفنانين الفوتوغرافيين المعاصريين الذين لا يهابون اللون، وهو من القلائل الذين لا يعترفون بسلطة الأبيض والأسود في الفوتوغراف، ناهيك عن اختياره الموضوعات المعاصرة والحياة اليومية للبشر بإقدام كبير، إنه يذكرني بديانا أربوس، مع الأخذ بنظر الاعتبار الفارق التقني الذي حدث خلال العشرين سنة الماضية في عالم التصوير.

3 تشكيليين من شيلي في المتاهة

احتضن رواق محمد راسم بالعاصمة الجزائر معرضا ضم أعمال ثلاثة فناننين تشكيليين شيليين تحت عنوان (فالباريسو المتاهة و التناسق). و يهدف هذا المعرض الذي نظم في اطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافةالعربية 2007 من قبل الاتحاد الوطني للفنون الثقافية بالتعاون مع سفارة شيلي بالجزائر الي ابراز جمال فالباريسو والتعريف بهذه المدينة المصنفة ضمن التراث العالمي. وفي كلمة مقتصرة أعطي سفير البيرو السيد بابلو روميرو لمحة عن هذه المدينة ومينائها والتي كانت مصدر ايحاء العديد من الشعراء أمثال بابلو نيرودا والعديد من الفنانين التشكيليين. وأضاف السفير الشيلي الي أن المعرض يهدف كذلك الي ترقية الثقافة التشيلية و تعزيز الروابط الثقافية الموجودة بين البلدين معربا عن ارتياحه الكبير لمشاركة بلاده في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007. من جهته أبرز رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية مدي أهمية هذا المعرض مشيرا الي امكانية تنظيم معارض أخري لبلدان من أمريكا اللاتينية خلال الأشهر القادمة.

وقدم الفنان بيلار فيرغارا المتحصل علي شهادة في التصميم الخطي لوحات زيتية علي القماش تمثل أزقة في شكل متاهات بخلفيات تمثل هضابا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6 كانون الاول/2007 - 25/ذوالقعدة/1428