بعد عام على افتراشها وسط بيروت: المعارضة اللبنانية تقترب من خط النهاية المبهَم

شبكة النبأ: احيت المعارضة اللبنانية الذكرى السنوية الاولى لاعتصامها في وسط بيروت بهدف اسقاط  حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب. وشارك في الاعتصام الالاف من انصار المعارضة التي يقودها حزب الله وتضم حركة امل الشيعية بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتيار الوطني الحر بقيادة الزعيم المسيحي ميشال عون واحزب معارضة اخرى.

وكانت المعارضة بدأت اعتصامها في الاول من ديسمبر كانون الاول العام الماضي ونصبت الخيام في وسط بيروت للاحتجاج على شرعية الحكومة التي استقال منها كل وزراء الطائفة المسلمة الشيعية. كما كان الاعتصام يهدف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحتفظ بموجبها المعارضة بحق الاعتراض على قرارات الحكومة.

ورفع المتظاهرون قبالة سرايا الحكومة لافتات كتب عليها "عام على الاعتصام رفضا للاستئثار" و"عام على الاعتصام لاجل الوحدة الوطنية" ولوح المعتصمون بالاعلام اللبنانية والرايات الحزبية.

وكررت الكلمات التي القيت اعتبار الحكومة غير شرعية وغير دستورية وايدت معظمها وصول قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى سدة الرئاسة الشاغرة منذ اكثر من اسبوع.

وفشل ساسة لبنانيون متنافسون في اختيار خلف للرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا الذي انتهت فترة ولايته يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني.

وارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري احد اقطاب المعارضة جلسة انتخاب الرئيس حتى السابع من ديسمبر كانون الاول في تأجيل هو السادس.

وقال نائب حزب الله حسين الحاج حسن خلال احياء ذكرى الاعتصام ان، المعارضة الوطنية اللبنانية الجاهزة لاجراء تسوية سياسية عبر رئيس توافقي وحكومة شراكة .. جاهزة ايضا .. لاستكمال تحركها اذا امعن الفريق الاخر في غيه. بحسب رويترز.

وحضر ممثلون للاحزاب والتيارات المعارضة يتقدمهم نواب من حزب الله وامل والتيار الوطني الحر. والقيت كلمات هاجمت الحكومة مجددة اعتبارها غير شرعية وغير دستورية ومتهمة اياها بـ الامعان في تعطيل كل مقومات الوطن وبيع المؤسسات.

وطالب المتحدثون بانتخاب، رئيس يحمي لبنان ويجمع اللبنانيين تحت راية واحدة هي العلم اللبناني دون سواه.

وكانت المعارضة القريبة من سوريا وايران بدأت اعتصامها في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2006 مطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية توفر لها مشاركة اكبر في السلطة وذلك بعد نحو شهر من استقالة ستة وزراء من الحكومة يمثل خمسة منهم الطائفة الشيعية.

بعد مرور عام.. الاحتجاجات لا تزال تشل وسط بيروت

وتقلصت مدينة الخيام اللبنانية التي بدأت قبل عام كصيحة احتجاج قوية للاطاحة بالحكومة الى مجرد وجود رمزي لكن احتجاج حزب الله وحليفه المسيحي لا يزال يصيب وسط بيروت بالشلل.

والحشود الغاضبة التي كانت تتجمهر يوميا في ديسمبر كانون الاول من العام الماضي للمطالبة باقالة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة من منصبه تلاشت تقريبا منذئذ تاركة عشرات الخيام الخاوية التي يحرسها بضع عشرات من الشبان يحملون أجهزة اتصال لاسلكية. بحسب رويترز.

ورغم الطابع الرمزي للاحتجاج تصر المعارضة على الاحتفاظ بحراس على مدار الساعة في ميدانين رئيسيين في قلب العاصمة اللبنانية بيروت الى أن يتم حل الازمة السياسية حول الرئيس اللبناني القادم وحصتها من السلطة.

وقال اميل هاشم (45 عاما) وهو المسؤول عن منطقة الخيام التي يشغلها أنصار الزعيم المسيحي ميشيل عون، لم يتغير أي شيء لن نخرج الا عندما تسقط الحكومة. هذا وجود رمزي لكن في وقت الحاجة نستدعي الالاف.

ومعظم الخيام البرتقالية المزينة بصور لعون خاوية اثناء النهار ويوجد في بعضها أجهزة تلفزيون وأكوام من الافرشة. وتوجد الة لغسل الملابس خارج احدى الخيام.

ويقول هاشم ان 100 فقط من أنصار التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون ينامون كل ليلة في 50 خيمة من أصل 125 خيمة. بحسب فرانس برس.

وقالت أوديت بطش (44 عاما) وهي مناصرة لعون تركت بيتها في طرابلس في ديسمبر الماضي وتنام في المخيم منذئذ، اذا كان السنيورة يحب الكرسي الخاص به كثيرا فنحن على استعداد لان نحمله هو وكرسيه الى بيته.

ويشغل حزب الله ميدانا قريبا يغص بالخيام معظمها خاو يحرسه أعضاء يضعون قبعات مميزة بكلمة "انضباط". ورفضت الجماعة الشيعية السماح للصحفيين بدخول المنطقة المحاطة بسياج من المتاريس ونقاط الحراسة.

ويحول جنود مزودون بعربات مصفحة وأسلاك شائكة دون اقتراب المتظاهرين من مقار الحكومة في سلسلة من المباني التي تعود للعصر العثماني منذ أن بدأت الاحتجاجات في أول ديسمبر كانون الاول العام الماضي.

ولا يسمح بدخول أي سيارات غير مسموح لها الى منطقة المظاهرات. والذين يعملون في مكاتب ومحال ومقاه في وسط العاصمة عليهم أن يتركوا سياراتهم في ساحات انتظار تبعد مئات الامتار ويكملوا رحلتهم الى أعمالهم سيرا على الاقدام.

والاحتجاجات في منطقة أنيقة أعاد بناءها من أنقاض الحرب الأهلية رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري تعني الدمار بالنسبة لكثير من المطاعم والملاهي الليلية التي كان السياح يتدفقون عليها.

قال توني باسيل المدير المالي لمقهى بوذا وهو مقهى عصري له طراز اسيوي مغلق منذ أن بدأت دوريات الحراسة التي نظمتها المعارضة "خسرنا هذا العام ثلاثة ملايين دولار."

وأقيمت لشهور عديدة خيمة لحزب الله أمام مدخل المقهي الذي كان يستقبل 1200 عميل يوميا كان يحققون دخلا قدره 14 ألف دولار في اليوم. وقال باسيل ان المقهى اضطر لتسريح 60 في المئة من عامليه البالغ عددهم 125 موظفا.ووضعت لافتات وملصقات وشعارات سياسية على كثير من مباني وسط العاصمة الانيقة.

ولم يبق مفتوحا في شوارع مفروشة بالحصى سوى عدد قليل من مقاهي الارصفة على الطراز الفارسي بكراسيها المصنوعة من الخوص لكن أصحابها يقولون ان جمهور المقاهي سيظل بعيدا حتى بعد انتهاء الازمة السياسية.

وقال بيير داغر وهو مدير مطعم ديو، الشعب اللبناني نسي عادة الذهاب الى وسط المدينة. حتى اذا انتهى الاعتصام اليوم فان انتعاش المنطقة سيستغرق وقتا طويلا.

وتابع داغر قائلا، اللبنانيون لا يخرجون ليأكلوا وحسب ولكن كي يروا الاخرين ويراهم الاخرون. ومن ثم فانهم لن يذهبوا الى منطقة خاوية.

وقال أصحاب مطاعم اخرون انهم أبقوا مطاعمهم ومقاهيهم مفتوحة أملا في أن ينتهي الاعتصام قريبا. وقال بعضهم انهم سيغلقون مقار اعمالهم بشكل دائم اذا لم تنته الازمة بحلول العام الجديد.

وفشل ساسة لبنانيون متنافسون في اختيار من يخلف الرئيس اميل لحود الموالي لسوريا الذي انتهت فترة ولايته الاسبوع الماضي. وقد يكون في مقدورهم الاتفاق على الجنرال ميشيل سليمان رئيس الاركان ليحل محله لكن مدينة الخيام لا تزال منصوبة الى الان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5 كلنون الاول/2007 - 24/ذوالقعدة/1428