العراق بعيون غربية

(  4 كانون الأول 2007)

إعداد:علي الطالقاني*

مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية عن آخر المستجدات على الساحة العراقية من آراء وتحليلات

وأخبارصور على الجدار

شبكة النبأ: في مساحة "شاهد عيان"، التي تخصصها الجارديان عادة لنشر صورة على صفحتين كاملتين، تطالعنا مجموعة صور في صورة بانورامية واحدة تحكي قصصا مختلفة من ماضي وحاضر العراق، وفي داخل إطار الصورة نقرأ تعليقا بعنوان "من جدار إلى جدار" جاء فيه: الخياط خضر ناصر صادق في مشغله الذي أمضى فيه الخمسين سنة الماضية جمع خلالها صورا وأعمالا فنية وأشياء أخرى زينت جدران المشغل الأربعة التي لم تعد تتسع للمزيد منها.

وحول الشأن العراقي أيضا تنشر الصحيفة تحقيقا بعنوان "زعيم سني يقول إن المسلحين في العراق يعيدون تنظيم صفوفهم"، تنقل فيه عن أحد قادة المسلحين قوله إن تراجع الهجمات التي تستهدف القوات العراقية والأمريكية ليس إلا مجرد استراتيجية تتبعها الجماعات المسلحة من أجل إعادة تجميع صفوفها والتدريب بانتظار بدء العد التنازلي لرحيل جورج بوش عن البيت الأبيض.

أمراء الحرب

صحيفة الإندبندنت هي الأخرى رصدت تطورات الوضع في العراق في تحقيق لمراسلها للشؤون السياسية بعنوان "أمراء الحرب يحلون مكان الجيش في البصرة."

ينقل التحقيق عن تقرير رفعه أعضاء في لجنة برلمانية بريطانية قولها حول الوضع في البصرة: "إن أمراء الحرب والعصابات الإجرامية تهيمن على البصرة وسط مخاوف من أن القوات البريطانية قد أخفقت في خلق الظروف اللازمة لإعادة الإعمار الاقتصادي والسياسي في المدينة."

وتضيف الصحيفة أن التطورات في البصرة تثير الشكوك حول قرار البريطانيين تخفيض عدد قواتهم العاملة في العراق إلى 2500 عنصر فقط في أوائل العام المقبل

بريطانيا فشلت في جعل البصرة آمنة

وفي نفس السياق، اصدرت لجنة برلمانية بريطانية تقريرا افاد بأن الجيش فشل في تحقيق هدف احلال الامن في البصرة، ولكنه على الرغم من ذلك سوف يسلم المهام الامنية في المحافظة الى القوات العراقية.

وجاء في التقرير ان "المهمة الاساسية للقوات البريطانية في جنوب شرقي العراق كانت احلال الامن اللازم من اجل افساح المجال امام تمثيل سياسي صحيح واعادة الاعمار، وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدم الا انه لم يتم تحقيق الهدف".

واشار التقرير الى ان "البصرة لا تزال بشكل تزرح كبير تحت وطأة الميليشات"، مضيفا ان في الشرطة العراقية بعض "المجرمين والفاسدين"، مشددا على "ضرورة اقتلاع هذه الظاهرة".

وقالت اللجنة في تقريرها ان "اعادة النظر بوجود القوات البريطانية ممكنة وذلك لاسباب اقتصادية تتعلق بالحد من النفقات".

من جهته، اشار مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية إن التقرير الذي أعدته لجنة الدفاع بمجلس العموم رسم صورة قاتمة للوضع الأمني في البصرة التي يتواصل فيها العنف ضد المدنيين.

وعن دور القوات البريطانية في البصرة جاء في التقرير: "على هذه القوات ان تكون قادرة على اكثر من مهمة حماية نفسها في قاعدة البصرة الجوية التي تتحصن فيها". وتناول التقرير الخطة الامنية الامريكية في بغداد وضواحيها، مشيرا الى انه "لا يجب المبالغة في هذا النجاح لانه من غير المعروف حتى الآن ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح على المدى الطويل".

كما طرح التقرير تساؤلات عما سيكون عليه الوضع الأمني مع تقليص القوات البريطانية إلى 2500 جندي كما هو مقرر، ومدى قدرة القوات المتبقية على حفظ الأمن وحماية نفسها.

وكان رئيس الحكومة البريطاني جوردن براون قد أعلن في أكتوبر / تشرين أول الماضي عن تخفيض عدد القوات البريطانية في العراق إلى النصف في الربيع القادم ليصل العدد إلى 2500 عسكريا.

وبحلول منتصف ديسمبر/ كانون الأول وهو الموعد الذي يتوقع أن تسلم فيه بريطانيا المسؤولية عن محافظة البصرة تصبح كل المحافظات العراقية الاربع التي أشرفت عليها بريطانيا بعد الغزو في عام 2003 في أيدي قوات الامن العراقية.

القوات البريطانية في العراق لحماية نفسها فقط  

من جانب آخر تساءلت صحيفة تايمز عن سبب وجود القوات البريطانية في العراق وقالت إن القوات البريطانية على مر العصور احتلت دولا أجنبية لأسباب عدة، سياسية واقتصادية وأخلاقية، ويبدو اليوم أن لدينا سببا جديدا.

وأضافت أنه يبدو أن القوات البريطانية باقية في العراق من أجل حماية نفسها من هجمات العراقيين.

وقالت إن البعض منا قد يعتقد بسذاجة أنه كان من الأفضل لهم تحقيق هذا الهدف بعدم غزو العراق من البداية.

وأشارت إلى تقرير لجنة الدفاع بمجلس العموم، الذي خلص إلى أنه إذا كانت القوات البريطانية لا تستطيع أن تفعل أكثر من هذا، فإن الوجود البريطاني برمته في جنوب شرق العراق سيشكل علامة استفهام كبيرة.

وقال التقرير إن القوات البريطانية فشلت في هدفها الأولي، وهو تمكين إعادة الإعمار الاقتصادي والديمقراطي. فماذا عن الأهداف الأخرى المعلنة للبحث عن أسلحة الدمار الشامل ومطاردة القاعدة وتأمين حقوق الإنسان؟

وختم التقرير بأن هذه الحرب لم تكن أهدافها واضحة، وها هي قواتنا هنا في أسوأ مكان على الأرض، وكله بسبب سلطة بريطانية بدون هدف، وتسلط عسكري بدون مهمة، وجيش احتلال بلا شيء يحتله ما عدا حماية ظهره هو.

عودة 25 الف لاجىء عراقي

 من جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن وكالة الهلال الاحمر العراقية إن 25 الف لاجئ عراقي عادوا إلى البلاد قادمين من سوريا منذ منتصف شهر ايلول سبتمبر الماضي.

وأضافت الصحيفة "طبقا للتقديرات الاولية التي صدرت الاثنين عن وكالة الهلال الاحمر العراقية، فأن هذا الرقم يمثل جزءا يسيرا مما يقدر بمليون ونصف المليون عراقي الذين تدفقوا إلى سوريا في السنوات الاخيرة هربا من العنف الطائفي والتطهير العرقي في البلاد."

وقالت وكالة الهلال الاحمر، وفقا للصحيفة، إن الانخفاض الواسع في العنف في العراق قد شجع عدد من اللاجئين على العودة، يضاف الى ذلك ان الكثير استنفدوا ما لديهم من مال. كما ان التقييدات الاخيرة التي فرضت على منح التاشيرة قد اجبرت الناس على العودة الى العراق ايضا.

وأوضحت الصحيفة أن الغالبية العظمى من اللاجئين العائدين، وهم بحدود 20 الف شخص قد عادوا إلى العاصمة بغداد، حيث ان شروط حياتهم مازالت غير مؤمَّنة. وقالت وكالة الهلال الاحمر ان الكثيرين وجدوا اناسا آخرين يسكنون بيوتهم وصاروا يبحثون عن مكان لسكناهم، الامر الذي رفع اعداد المهجرين داخل العراق.

واشارت الصحيفة إلى ان اعدادا متزايدة تقدر بحوالي 60 الف لاجىء في سوريا عادوا إلى العراق في شهري ايلول سبتمبر وتشرين الاول اكتوبر الماضيين، حسب تقديرات الحكومة العراقية.

العراق يفتقر إلى خطة لاستيعاب اللاجئين  

وتضيف الصحيفة "في الوقت الذي بدأ فيه العراقيون يعودون بأعداد كبيرة إلى بغداد, يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إن الحكومة العراقية لم تُعد حتى الآن خطة لاستيعاب هذا التدفق، والحيلولة دون تحوله إلى مرتع لنشوب دورة جديدة من العنف الطائفي".

هذا ما جاء في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤولين قولهم إن الحكومة العراقية تفتقد إلى آلية تمكنها من حل النزاعات التي ستنشب حول الممتلكات، عندما يعود بعض سكان بغداد إلى منازلهم ليكتشفوا أنها قد احتلت من طرف آخرين.

كما أن تلك الحكومة لم تتقدم حتى الآن بخطة مفصلة بشأن آلية توفير المساعدة والمأوى والخدمات الأخرى الضرورية لآلاف العراقيين المنتظر عودتهم.

وتنقل الصحيفة عن قادة أميركيين ميدانيين تحذيرهم من أن الفشل في إدارة عودة هؤلاء اللاجئين بطريقة مدروسة قد يقوض ما تم حتى الآن من تقدم على الصعيد الأمني.

ونقلت في هذا الإطار عن العقيد ويليام راب أحد مساعدي قائد القوات الأميركية في العراق قوله إن "من شبه المؤكد أن كل العائدين سيجدون بيوتهم قد عمرها غيرهم".

وأضاف أن قادة الأمن الأميركيين والعراقيين ألحوا على الحكومة العراقية كي تتقدم بخطة سياسية للتعامل مع هذا الأمر قبل أن يجد قادة الوحدات العسكرية الأميركية والعراقية أنفسهم مجبرين على تصور حلول لما يواجهونه ميدانيا.

وذكّرت نيويورك تايمز بأن الهجمات الطائفية التي تشهدها بغداد منذ عامين تقريبا أجبرت عددا كبيرا من الأسر الشيعية والسنية على هجران بيوتها, فاحتل الشيعة بيوت السنة في الأحياء التي يمثلون أغلبية سكانها، وفعل السنة الشيء ذاته في المناطق التي يشكلون أغلبية سكانها.

الصحيفة قالت إن هذا الفصل الطائفي ساهم في الحد من أعمال العنف, متسائلة عما سيحدث عندما يبدأ أهل البيوت الحقيقيون في العودة إلى منازلهم.

ويرى العقيد راب أن بالإمكان تفادي مواجهات جديدة وذلك ببناء بيوت جديدة للعائدين بدل محاولة إجبار من يقيمون في بيوت غير شرعية على مغادرتها.

واعتبر راب أن امتزاج السكان من جديد ودمجهم في أحياء متعددة الطوائف قد يأخذ سنوات وربما عقودا.

تمرير قوانين اساسية والاستفتاء على كركوك

من جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن نائب وزيرة الخارجية جون نيغروبونتي ان على النواب ان يستفيدوا من انخفاض العنف اليومي في العراق لتمرير قوانين اساسية، فيما ذكر يغروبونتي ان الاستفتاء على مدينة كركوك لن يحدث هذا العام.

وأضافت الصحيفة أن نيغربونتي، الذي شغل منصب السفير في العراق، قال "فيما لم يتوصل البرلمان العراقي الذي يعاني من انقسامات عميقة الى اتفاق في المستقبل القريب في قضايا قد ترفع من مستوى حياة العراقيين، فهناك مخاطرة في خسارة الانجازات الأمنية التي تحقق جزء منها بسبب زيادة اعداد القوات الأميركية المقاتلة.

وأضاف نيغروبونتي في مؤتمر صحفي عقده الاحد في المنطقة الخضراء المحصنة بعد اجتماعه ومسؤولين عراقيين في بغداد وسبع محافظات في شمال العراق وجنوبه وغربه أنه "من الضروري اعادة الاعمار ومشاريع الاستقرار التي ستنقذ المناطق وتحميها من هذا النوع من العنف."

وأوضح نيغروبونتي نقلا عن الصحيفة أن واشنطن تعتمد بنحو اساس على المشرعين العراقيين لتمرير قانونين رئيسين سيساهمان في تثبيت الحكومة المركزية، وهما قانونا النفط والمساءلة والعدالة.

وتابع نائب وزيرة الخارجية الأمريكية أن استفتاءا عاما على كركوك للتوصل الى ضمها الى المنطقة التي تحت سيطرة الاكراد، او عدم ضمها، ربما لن يحدث في هذه السنة.

وأشار إلى انه ليس "من الممكن الان اجراء الاستفتاء على كركوك."

رفع الحجز عن الدليمي

وعلى صعيد آخر، قالت الصحيفة إن زعيم أكبر كتلة سنية وزملاءه سيعودون إلى البرلمان بعد رفع الحجز عنه الذي دام ثلاثة ايام.

وصرح النائب عدنان الدليمي، زعيم جبهة التوافق العراقية، لقناة تلفزيونية عراقية انه سُمح له بالانتقال من بيته إلى فندق في المنطقة الخضراء، حسبما ذكرت الصحيفة.

وتابعت قولها انه بعد مغادرة الدليمي لمنزله، قامت القوات العراقية بازالة الجدران العازلة المحيطة به، حسب ما قال ابنه، مثنى عدنان الدليمي.

ورأت الصحيفة ان ازالة الجدران العازلة يظهر انه يشير الى ان الدليمي لم يعد يحظى بالحماية الحكومية خارج المنطقة الخضراء.

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5 كلنون الاول/2007 - 24/ذوالقعدة/1428