مجالس الصحوة السنّية في العراق مليشيات بحاجة لبرنامج وطني

شبكة النبأ: ظهرت الجماعات الأمنية التي يغلب عليها السنّة من نموذج تم تطويره في محافظة الانبار العام الماضي وانتشر منذ ذلك الحين الى بعض الاحياء ببغداد واماكن اخرى أملا في ان تكون الصحوة السنّية بالإبتعاد عن جماعات القاعدة ونهجها التدميري خطوة في الاتجاه الصحيح والرجوع للخط الوطني ولفظ ارهاب القاعدة الذي لم يخلف للعراق والعراقيين سوى الخراب والدمار طوال اربع سنوات خلت.

وقال متحدث رسمي ان الجيش الامريكي سيراقب بعناية نمو وحدات مجالس الصحوة التي سيعهد اليها بالمساعدة في كبح جماح العنف في المناطق الساخنة ذات الاغلبية السنية بهدف نقل كثيرين منهم في نهاية المطاف الى القيام بدور في العمل العام.

وقال المتحدث جريجوري سميث ان نحو 50 الف عراقي تم تدريبهم ويقومون بحراسة نقاط تفتيش في مناطقهم ويتلقون رواتبهم من الجيش الامريكي.

وقال سميث انه سيسمح بنمو هذا البرنامج بنسبة 10-15 في المئة وان كان لن يكون هناك سقف نهائي للعدد. وقال انه اطار عام وليس سقفا نهائيا. بحسب رويترز.

وقال سميث في مقابلة هاتفية، اننا نعمل من اجل ضمان ان يكون هناك اسلوب مدروس ونحن نتحرك نحو عام 2008.

وتم اختيار الخمسين الف فرد الذين يعملون من بين 77 الفا سجلوا انفسهم لدى الجيش الامريكي للمشاركة في المبادرة الامنية.

وظهرت الوحدات التي يغلب عليها السنة من نموذج تم تطويره في محافظة الانبار العام الماضي وانتشر منذ ذلك الحين الى بغداد واماكن اخرى.

وبدأ زعماء العشائر السنية الذين سئموا اعمال القتل التي يمارسها مسلحو القاعدة دون تمييز تشكيل دوريات حراسة من الشبان لحراسة احيائهم.

ودعم القادة الامريكيون "مجالس الصحوة" وهم يحاولون خفض العنف الذي هدد بسقوط العراق في حرب أهلية طائفية وقاموا بتدريب وحدات الشرطة المحلية وسداد رواتب افرادها.

وقال جنرال امريكي في العراق ان الحكومة العراقية تريد بدء دفع رواتب وحدات الامن في اجراء يشير الى التأييد المتزايد لهذه الوحدات. ويدفع الجيش الامريكي لكل فرد في مجموعات الحراسة بين 250 و300 دولار شهريا.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية قوله انها مسؤولية العراق ان يسدد رواتبهم وان "ولاء هؤلاء الناس يجب ان يكون للعراق".

وقال سميث انه تم تشكيل نحو 200 مجموعة حتى الان بزيادة تبلغ نحو 20 عن الاحصائيات السابقة المتاحة. وقال سميث، حكومة العراق في عام 2008 ستحول هذا الامر الى برنامج.

وقال اللفتنانت جنرال جيمس دوبيك الضابط الامريكي المسؤول عن تدريب قوات الامن العراقية لرويترز، ان المحادثات بدأت بين الجيش ومسؤولين من السفارة الامريكية والحكومة العراقية بشأن دور هذه المجموعات في المستقبل.

الميليشيات السنّية: من القتال مع القاعدة الى المساعدة في جلب الهدوء لبغداد

وهناك اعتراف على نطاق واسع بأن الوضع في بغداد ومناطق أخرى في العراق قد تحسن بشكل كبير في الشهور الثلاثة الماضية.

وبالاضافة الى زيادة عدد القوات الأمريكية العاملة في العراق فان أحد العوامل الكبرى التي ساهمت في تحسين الوضع الأمني هو قيام الأمريكيين بانشاء ميليشيا في الأحياء السنية تتولى مهمة الحفاظ على الأمن.

ويقدر عدد أفراد هذه الميليشيا بثمانين ألفا، كان العديد من عناصرها يقاتلون في صفوف المتمردين ولكنهم انقلبوا على القاعدة بتشجيع من زعمائهم. بحسب مراسل بي بي سي.

وذهبنا لمقابلة بعض أعضاء تلك الميليشيا في العامرية، وهو حي لم نكن لنحلم بزيارته قبل عدة شهور، لأنه كان معقلا من معاقل القاعدة .

تجولنا بصحبة شيخ سني يسيطر أتباعه على أحد الأحياء ويحاولون اخراج القاعدة منه. قبل فترة غير طويلة كان لا بد من مرافقة جنود أمريكيين لنا.  نحن في هذا الحي بحماية "فرسان الرافدين"، وهي مجموعة قوامها 600 شخص تبسط سيطرتها على العامرية. الأمريكيون هم من يدفعون رواتبهم ويزودونهم بالزي الموحد، وهم يتعاونون معهم أيضا. توجهنا الى مقر قيادتهم.

صورة زعيمهم، أبوالعبد، على الجدار الى جانب صورة الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية في العراق..

وهذا الوضع لم يكن كذلك سابقا، فأبو العبد كان يحارب مع مجموعة تابعة للقاعدة، ضد الأمريكيين والقوات العراقية.

قال لنا أبو العبد:في البداية كان الناس ينظرون للامريكيين كمحتلين، ثم رأوا أنهم يعملون لمصلحة الشعب. كذلك رأوا أفعال القاعدة الشنيعة: تقتيل السنة والشيعة والمسيحيين. كانت هناك جثث في كل مكان تأكلها الكلاب. كان علينا أن نحاربهم.

تحول ملفت للانتباه

وعلى الشارع الرئيسي في العامرية المتاجر مفتوحة، الناس يتجولون، وهم يقولون ان تحولا جذريا قد حصل في المنطقة، فقبل فترة ليست طويلة كانت الجثث مكومة في الشوارع، والقمامة في كل مكان، وكانت القاعدة تسيطر على المنطقة.

يقول بلال الراوي وهو صاحب متجر مكث في المنطقة طوال الوقت انه، يأمل أن لا تعود تلك الأيام المظلمة التي كانت سائدة قبل شهور قليلة.

نسمع أصوات المروحيات الأمريكية التي تذكّر الجميع من هي القوة الحقيقية وراء هذا الوضع، ولكن التحول في الواقع ملفت للانتباه.

في نفس الشارع عرجنا على موقع للجيش العراقي حيث وجدنا بعض الضباط الأمريكيين. وكان الميجور ويليام كاهمان يشتري بعض الأغراض في السوق، وهو شيء لم يكن يستطيع أن يفعله قبل فترة بسيطة.

وقال، لم أكن أستطيع المشي في الشارع ودخول متجر كما أفعل الان. لم يكن الناس يرغبون في الحديث الينا لأنهم كانوا يعرفون انه حين نغادر سيأتي رجال القاعدة ويلومونهم على التحدث الينا.

وقال الميجور كاهمان أيضا أن "فرسان الرافدين" لعبوا دورا استخباريا مهما بسبب معرفتهم بالمكان وتمييزهم الغرباء من افراد القاعدة.

واضاف، كان الوضع فظيعا. لم يكن باستطاعتنا الخروج. كنا نخاف من القناصة.كانت الجثث في كل مكان. الان الوضع مختلف والحمدلله وبفضل أبو العبد!. ولكن سمعة أبو العبد ليست نقية تماما، فمنهم من يشبهه بزعماء المافيا.

هناك أيضا مخاوف من خطر بناء ميليشيا سنية غير منضبطة، ولكن حتى الان، يسير كل شيء على ما يرام، في العامرية وأماكن أخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5 كلنون الاول/2007 - 24/ذوالقعدة/1428