التمرد والأفيون والمجاعات.. ثلاثية دامية يعيشها الأفغان

شبكة النبأ: حرب التهريب والارهاب والتشرد والمجاعة والفقر المدقع هي البيئة الرديئة التي تعيشها افغانستان فيما يكون الموت بتاثير العوز او بنتيجة الحرب الدائرة على المخدرات وتهريبها امر يشكل اضافة من الهم المستعر بين البؤساء والمساكين الذين لا يجدون قوت يومهم.

فقد اعلنت الامم المتحدة في نداء جديد لحلف شمال الاطلسي لشن حملة على تجارة المخدرات المزدهرة في افغانستان.. ان الارباح التي تدرها زراعة الافيون تشعل التمرد في هذا البلد.

وقال مكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة في نشره المسودة النهائية لتقريره بشأن الافيون الافغاني لعام 2007 والذي اظهر بالفعل في اغسطس اب زيادة في انتاجه ان اجمالي قيمة صادرات الافيون في افغانستان بلغ نحو اربعة مليارات دولار.

واضاف ان المزارعين يأخذون ربع هذا المبلغ في حين يأخذ مسؤولو المناطق نسبة مئوية من خلال فرض ضريبة على هذه المحاصيل، وقال ان الباقي يتم اقتسامه بين المتمردين وامراء الحرب ومهربي المخدرات. بحسب رويترز.

وقال انطونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة ان هذه الثروة المحتملة للمجرمين والمتمردين والارهابيين مذهلة وتبلغ مئات الملايين من الدولارات.

ونظرا لان المخدرات تمول التمرد فان لحلف شمال الاطلسي مصلحة ذاتية في دعم القوات الافغانية في تدمير معامل واسواق وقوافل المخدرات.. دمروا تجارة المخدرات وستقطعون المصدر الرئيسي لتمويل طالبان.

ولم يشر بيان كوستا الى استخدام عملية الرش الجوية لحقول الخشخاش وهو اسلوب ابادة ايدته الولايات المتحدة ولكن عارضه الرئيس الافغاني حامد كرزاي وعدد من دول حلف الاطلسي على اساس انه يتضمن تأثيرا على البيئة.

واكد تقرير المكتب تقديراته التي اعلنها في اغسطس اب بان امكانيات افغانستان لانتاج الافيون قفزت بواقع الثلث لتصل الى 8200 طن هذا العام مع زيادة المساحة المزروعة بالخشخاش بنسبة 17 في المئة الى 193 الف هكتار.

قلق الأمم المتحدة من تنامي انتاج المخدرات في افغانستان 

وابدت غالبية الدول المشاركة في اجتماعات لجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة عن قلقها الشديد من تزايد انتاج المخدرات في أفغانستان والتبعات الخطيرة لذلك على أمن دول المنطقة وباقي دول العالم.

وقال رئيس مجموعة الـ77 والصين سفير السودان في فيينا سيد الأمين في كلمة أمام اجتماعات الدورة الخمسين التي اختتمت أعمالها هنا اليوم إن بلوغ انتاج المخدرات في افغانستان نسبة 90 في المائة من الانتاج العالمي يعتبر مؤشرا خطيرا يتحتم على دول العالم الاسراع في وضع خطط جديدة للحد من هذا الانتاج الذي بات يهدد دول كثيرة مجاورة لافغانستان وأخرى بعيدة عنها يصلها عبر تجارة التهريب. بحسب وكالة كونا.

وحث رئيس المجموعة مكتب الأمم المتحدة في فيينا المعني بالمخدرات والجريمة الى تقديم تقرير الى الدورة الـ51 القادمة للجنة المخدرات الدولية يتناول وضع هذه المخدرات في افغانستان في الوقت الراهن والسبل الكفيلة لمواجهتها.

وعلى صعيد آخر يتصل بنفس الموضوع فقد أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها أكملت وبالتعاون مع أكاديمية الشرطة الروسية دورة تدريبية لمجموعة من ضباط الشرطة الافغان تركزت حول أحدث الوسائل للكشف والتحقيق بقضايا الاتجار بالمخدرات.

وأفاد بيان لمقر المنظمة أن الدورة التي اقيمت في أكاديمية الشرطة الروسية بمدينة (دومو ديدوفو) القريبة من العاصمة موسكو تضمنت تقديم دروس نظرية وعملية تبدأ من عمليات البحث عن المخدرات ولغاية تسليم المطلوبين الى العدالة بينها استخدام الكلاب البوليسية في العثور على المخدرات وكيفية التعرف على السيارات المسروقة عند نقاط التفتيش الحدودية فضلا عن الاستفادة من الوسائل والبيانات التي تعتمدها منظمة الشرطة الدولية انتربول.

وقال مستشار الشؤون الامنية في المنظمة ويدعى كيفن كارتي أن تهريب الهروين يعتبر من بين أكثر القضايا التي تهدد الأمن في العالم مشيرا الى أن تدريب قوات الشرطة الافغانية على مكافحة جرائم التهريب تدخل في اطار المساعدات المختلفة التي تقدمها الأمم المتحدة لافغانستان لمساعدته على التغلب على هذه المشكلة الخطيرة.

وكان مكتب الامم المتحدة في فيينا المعني بالمخدرات قد افاد في تقرير له نشر في فيينا في وقت سابق من هذا العام أن انتاج المخدرات بأنواعه المختلفة وخاصة القنب والافيون والمنشطات ارتفع في العالم بمعدل 16 بالمائة العام الماضي في حين ارتفع في افغانستان بمعدل 17 في المائة الامر الذي جعل هذا البلد للعام الثاني على التوالي منذ سقوط حركة طالبات يتصدر الدول المنتجة للافيون في العالم.

وأشار التقرير أن واقع المخدرات في أفغانستان يظل مثيرا للقلق خصوصا وأن أفغانستان تسيطر وحدها على 90 في المائة من الإنتاج العالمي لمادة الهيروين.

وتعتبر ايران وباكستان وطاجكستان وتركيا المعابر الرئيسية لمرور المخدرات المهربة من أفغانستان بينما تشكل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وكندا واستراليا أكبر أسواق العالم المستهلكة لهذه المخدرات.

وتفيد التقديرات الأولية بأن عوائد المخدرات التي تباع في السوق السوداء والكميات التي تم ضبطها وصلت إلى حوالي 322 مليار

عائلات أفغانية تصرخ من ثقل المآسي في كابول

لعل ما شهدته العاصمة الأفغانية كابول في العقدين الماضيين يوازي بصعوبته ما قد تشهده أي مدينة أخرى خلال قرنين كاملين.

فالصراع القبلي المتواصل في المدينة أدى إلى هجرة الملايين إلى دول مجاورة، وساهم في تخريب البنى التحتية للمدينة، إذ أن المدينة التي بنيت أصلا لإيواء 500 ألف شخص، يقطنها الآن أكثر من أربعة ملايين أفغاني، وفقا لشبكة الأنباء الإنسانية (آيرين).

وبعد هدوء الحرب التي اشتعلت بين قوات التحالف وحركة طالبان، بدأ الأفغانيون بالعودة إلى مدينتهم الأم بالآلاف يوميا، ليتخذوا الحارات والأزقة مسكنا لهم نظرا للعجز الهائل في توفير المنازل.

ومخيم بينيسار، على سبيل المثال، بدأ يمتد ويكبر شيئا فشيئا في أرجاء المدينة، ليكون بمثابة مدينة أخرى، تتسم في انتشار الخيم بدلا من المنازل.

عائلة جان آغا تعيش في هذا المخيم بعد عودتها من اللجوء في باكستان العام الماضي، إلا أن رب العائلة يقول إن أفراد أسرته لا زالت تشعر وكأنها لاجئة في بلادها، نظرا للظروف السيئة التي يعيشون فيها حاليا.

ويضيف آغا أن الحال قد يصبح أسوأ مع قدوم فصل الشتاء، ومع انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن المخيم، مما سيجعل الأطفال الصغار يعانون من البرد والحر.

ومما زاد الأمور سوءا معاناة آغا من التهاب في الكبد بدأ قبل ستة أشهر، مما حرم زوجته وأولاده من أي شكل من أشكال الإعالة.

ويقول آغا: إن حياتنا تعيسة للغاية.. فأنا أجلس في المنزل طوال اليوم، بينما تذهب زوجتي للعمل بدلا مني.. لقد أصبح هذا الأمر محرجا بالنسبة لنا.

وهكذا، أصبحت رحيمة، زوجة آغا، هي المعيل الوحيد للعائلة، وهو أمر يعتبر غريبا بعض الشيء في مجتمع محافظ كالمجتمع الأفغاني.

ولكنه الخيار الوحيد للعائلة، التي لا تجد أمامها سوى بيع الحلي في شوارع كابول مقابل دولارين في اليوم، والتي بالكاد تكفي لإطعام ستة أفواه صغيرة رغيف الخبز.

وتقول رحيمة: لدي أطفال.. وإذا ما بقيت في المنزل ولم أخرج للعمل، فإنهم سيجوعون حتى الموت. فنحن فقراء جدا. بحسب الـ CNN.

وتضيف: لقد توقعنا أن تقوم الحكومة في البلاد بإعطائنا أرضا لنبني عليها ونزرعها.. كما توقعنا أن يذهب الأطفال إلى المدارس كغيرهم.. إلا أن كل ما وجدناه هو الوحل والأوساخ.

وهكذا، فأن العودة المستمرة لآلاف اللاجئين الأفغان إلى كابول، يجعل من حلم رحيمة بالانتقال من خيمة إلى بيت صغير أمرا بعيد المنال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4 كلنون الاول/2007 - 23/ذوالقعدة/1428