تسييس الطائفة في العراق: السياسيون يتربحون بالصراع الطائفي

علي الطالقاني*

 شبكة النبأ: لايخفى على المتتبع للوضع العراقي ولاسيما الامني، ان الكثير من وسائل الاعلام تقف في مقدمتها قناة الجزيرة الفضائية وقناة الشرقية قد صورت الازمة الامنية التي يمر بها العراق على إنها حرب طائفية بين مكونين أساسيين من مكونات الشعب العراقي الا وهم الشيعة والسنة. وأستغلت هذه القنوات تضاف اليها بعض الصحف التي جعلت من الشأن العراقي موضوعا دسما للافتتاحياتها وعناوين اخبارها، إستغلت بأبشع صور الاستغلال ما فعلته الايادي الغادرة من تنظيم القاعدة وزبانيتها عند تفجير مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام.

أما الاطراف السياسية التي كانت من المفترض انها الحريصة على حياة الشعب بإعتبارها الممثلة عنه، إستغلت تردي الوضع الامني لترسم لها خطا مدفوع الثمن من جهات شعرت بأن التغيير نحو الديمقراطية الذي يمر به العراق سيأتي على عروشها التي جاهدت سنين طويلة في الحفاظ عليه . وللاسف الشديد فقد إنجرف ممثلوا الشعب في البرلمان الى هاوية الصراع على السلطة واخذوا يسلحون مليشياتهم بكل ما أوتوا من قوة ويبدأ مع هذه المرحلة صراع القوى السياسية على حساب الشعب الذي أخذ يدفع ثمن ذلك حياته. 

لقد كان للمقابلات التي إستضافتها قنوات الجزيرة والشرقية وغيرها الاثر الاكبر في تأجيج حالة اللاستقرار في العراق . وعملت اطراف سياسية على إستغلال هذه المقابلات لتنقل صورة مشوشة عن الوضع في العراق ، بل عمدوا على تصوير الازمة العراقية على إنها نوع من انواع التصفية الجسدية لطائفة معينة على حساب أخرى . مع انهم كانوا هم الاساس الذي ترتكز عليه عمليات القتل والهجير الطائفي الذي شهدته الساحة العراقية . والغريب في ذلك أن هؤلاء لم يتم محاسبتهم على جرائمهم . فعلى الرغم من الدلائل والبراهين التي تملكها الحكومة على هؤلاء ، أعطتهم حرية الحديث عبر وسائل الاعلام والتهجم على القوى الامنية ونعتها بالطائفية. وليس ببعيد ، فقد عرض رئيس الوزراء كيف أن عضو البرلمان عبد الناصر الجنابي كان يقف وراء مقتل اكثر من مئتي شخص في منطقة البحيرات، في المسيب، تم تصفيتهم على ايدي مليشياته . هذا بالاضافة الى عثور قوات الجيش على كميات من الاسلحة والمواد المتفجرة في منازل خلف العليان وعدنان الدليمي ولاكثر من مرة. رغم كل هذا تخرج صيحات من الأوساط الرسمية الحكومية تنادي بضرورة المصالحة الوطنية ونسيان الماضي، بل أن هذه الاطراف المتهمة بتاجيج الصراع الطائفي تصر على ضرورة تغيير قانون إجتثاث البعث وتعويضه بقانون أخر هو المسألة والعدالة  مطالبة بعودة من نكل بالشعب العراقي لاكثر من خمسة وثلاثين سنة الى السلطة . والسؤال المشروع هنا ....لماذا السكوت على هذه الجرائم ؟ هل هو الخوف على ان يجر الشعب العراقي الى حرب طائفية ؟ إذن ! ماذا تسمى كل هذه الجرائم ؟ أم هو الخوف على إنهيار السلطة ؟ وهل ان الحفاظ على السلطة من الانهيار يعني التضحية بأرواح من اوصلهم اليها ؟  

العثور على سيارتين مفخختين في مكتب الدليمي

وقال الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون العميد قاسم عطا الموسوي في تصريحات لقناة العراقية ، انه تم العثور، الخميس، على سيارتين مفخختين في مكتب رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي في حي العدل ببغداد.

وأوضح الموسوي أن  احد افراد حماية عدنان الدليمي قام مساء الخميس باطلاق النار على احد افراد الصحوة في حي العدل, وقتله. وتابع عطا "بعد الابلاغ قامت قوة مشتركة  عراقية - امريكية باقتحام المكتب وتم العثور على سيارتين مفخختين وتم تفجيرهما مما تسبب في إحراق المكتب والمباني المحيطة به, فيما تم القاء القبض على ستة من افراد الحماية المتواجدين في المكتب وبينهم الذي قام باطلاق النار. ورفض عطا، التعليق فيما اذا كان الدليمي له علاقة بالامر او على اطلاع عليه، وقال التحقيقات مستمرة، وللان ثبت ان من القي القبض عليهم مسؤولون عن تفخيخ السيارات وكانو يخططون لقتل افراد الصحوة، ومن السابق لاوانه الاعلان عما تم التوصل اليه. ويترأس الدليمي (مؤتمر اهل العراق) والذي هو احد الاحزاب السنية التي تشكل جبهة التوافق العراقية، والتي تشغل 44 مقعدا من مقاعد البرلمان ال 275، وتعد ثالث اكبر كتلة برلمانية بعد التحالف الكردستاني (ثاني اكبر كتلة ) والائتلاف العراقي الموحد (اكبر كتلة برلمانية ).

 من جهته، اعلن رئيس 'جبهة التوافق ان قوة مشتركة عراقية - اميركية اعتقلت نجله و42 من حرس مقره الواقع في غرب بغداد عقب العثور على سيارتين مفخختين في المكان.

وقال لوكالة فرانس برس ان 'قوات مشتركة اعتقلت 43 من حمايتي الشخصية خلال عمليتي دهم الخميس وفجر الجمعة' للمكتب والمنزل الواقعين في حي العدل.

 الدليمي نفى العثور على سيارات مفخخة في المكتب بالذات، متهما القوات العراقية والاميركية باعتقال حراسه، وقال 'لم تنفجر سيارة مفخخة في مكتبي انما كان هناك انفجار خلف المكتب ربما كان يستهدفني' مساء الخميس. واضاف ان القوة المشتركة اعتقلت 31 من افراد الحماية في المكتب اثر الانفجار كما اعتقلت قوة اخرى ثلاثين اخرين بينهم ابني مكي (38 عاما) في المنزل الذي قاموا بتفتيشه ولم يعثروا على شيء.

كما عبرعن استيائه من تسرع المتحدث باسم خطة فرض القانون قاسم عطا، باعلان العثور على سيارتين مفخختين في مكتبه، وعدم الاتصال به شخصيا للاستيضاح قبل اعلان الخبر. فيما قال عطا انه لا يتلقى اوامره ولا يتصل الا برئيس الوزراء وقائد خطة فرض القانون عبود كنبر.

القوات الامريكية تؤكد العثور على سيارة مفخخة قرب مقر الدليمي 

 من جانبه أكد الجيش الامريكي في بغداد الجمعة ان قوة مشتركة من القوات العراقية والامريكية عثرت على سيارة مفخخة بالقرب من مقر رئيس جبهة التوافق وعضو مجلس النواب عدنان الدليمي الخميس بعد مطاردتها لمشتبه بهم بارتكاب جريمة قتل في المنطقة نفسها، فيما قال  المتحدث الرسمي باسم خطة أمن بغداد إن قوات عراقية وأمريكية طلبت من الدليمي عدم مغادرة منزله. وقال بيان للجيش الامريكي ، ان القوات الامنية العراقية والقوات الامريكية اعتقلت 40 من المشتبه بهم خلال العملية. واوضح البيان ان هذه القوات تحركت بعد ورود معلومات عن جريمة قتل لاحد المواطنين على مقربة من مجمع مقر الدليمي  مضيفا ان هناك شهودا على جريمة القتل تلك. وقال البيان ان القوات العراقية والامريكية لاحظت سيارة تنطبق عليها اوصاف السيارة التي شوهدت في مسرح الجريمة توقفت في الشارع ، وان اثنين ممن كانوا فيها التجأوا الى مجمع الدليمي. وذكر البيان ان القوات الامريكية اعتقلت ثمانية من افراد الحماية مشيرا إلى أن  سيارة اخرى وجدت في الشارع خارج مجمع الدليمي وانها كانت مجهزة بعبوات واجهزة تفخيخ ، وعثر على مفاتيحها بحوزة احد حراس الدليمي الثمانية المعتقلين. وقال البيان ان خمسة من المشتبه بهم اعتقلوا في نقطة تفتيش قرب المجمع.

واشار البيان ايضا الى ان احد المشتبه بهم حاول الهرب خلال نقل المعتقلين فاطلقت عليه القوات العراقية النار الا انها اصابت اثنين من المدنيين الذين نقلوا الى المستشفى. وذكر البيان ان  قوات التحالف قد قامت بتفجير السيارة المفخخة الا ان انفجارا ثانويا حدث واصاب خمسة جنود من القوات الامريكية باصابات خفيفة بالاضافة الى جرح احد المارة من المدنيين العراقيين الذي نقل الى المستشفى.  

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

Arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 كلنون الاول/2007 - 22/ذوالقعدة/1428