قراءة في كتاب: اسباب الفقر والحرمان في العالم

 

الكتاب: من اسباب الفقر والحرمان في العالم

المؤلف: الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي

الناشر: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر

عرض: عدنان عباس سلطان

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ:  الفقر والعوز وما يرافقه من ظلم وتنكيل على طول التاريخ هو ما كان ملازما للانسانية منذ القديم على ان العقل البشري تصدى آلاف المرات الى حل هذه المعضلة المزمنة

وذلك بان التمايز الطبقي الحاد وضع ليس في مستوى اخلاق أي مرحلة تاريخية مهما كانت توغل في الجهالة فكانت افكار المتنورين اخلاقيا او ممن هم متاثرين بالدين تطرأ فوق ساحة الواقع الاجتماعي والسياسي رغم ان هناك محاربة قوية لتلك الافكار وقد راح ضحيتها كثير من المفكرين الذين ارادوا الخير للانسان،

وعلى هذا ظهرت كثير من الفلسفات والاطروحات الفكرية من اجل ان يحيا البشر بسعادة

ولا يستغل الانسان اخاه الانسان.

على ان تلك الافكار تبقى افكارا بشرية في معالجاتها أي بمعنى انها لاتستند على الروحانية في المعالجة واتخذت على طول الخط الجانب المادي الصرف، وهذا احد الاسباب الجوهرية في عدم ديمومتها ونجاحها في اخر مطاف المرحلة التاريخية التي ظهرت فيها.

وفي المرحلة المعاصرة ظهرت النظرية الاشتراكية على الساحة العملية وشكلت نظيرا معاكسا للنظام الراسمالي وتمتاز النظرية الاشتراكية انها ذات فلسفة وعلم راقي بدرجة عالية ولذا فقد لقيت قبولا منقطع النظير في شتى بقاع العالم لكن ذلك الانبهار سرعان ما تاثر في واقع الحياة واثناء التطبيق، بكونها اغفلت التركيب التكويني للفكر والعاطفة البشرية، والميول الاصيلة المخلوقة معه لكن النظرية كانت تصر على اعادة انتاج الانسان وفق رؤيتها وليس النظرية وفق التكوين البشري.

وكان البديل للاشتراكية يتمثل من خلال الديمقراطيات الحديثة وهي مهما تفاعلت في الوجه الاقتصادي والسياسي تظل اسيرة بحكم مصدرها الاساسي وهو راس المال العالمي او انها متشبثة بذيوله على اقل تقدير.

أي بمعنى انها نظم مشتقة من الهيمنة العالمية لراس المال ان لم تكن وجه من وجوهه المتسربة بهذه الصيغ.

فالنظم الديقراطية قد تفاعلت على الساحتين السياسية والاقتصادية الا انها لم تقضي على الفقر في العالم فلا زالت الحروب والهيمنة والدكتاتوريات وما يرافقها من فساد منتشرة في ارجاء العالم.

ثم نعود الى الاقتصاد الاسلامي كنظرية غير مطبقة عمليا في واقع الحياة الا في زمن اقتصادي قديم ولفترة محدودة من الزمن، الا انه كنظرية اقتصادية فانها نظرية راسخة ورصينة في معياريها الفلسفي والعملي، وسبب رصانتها انها تنتمي الى عالمين العالم المادي والعالم الروحي ومتفقة تماما مع الميل البشري التكويني وان الخلاص البشري والتطبيقات الانسانية داخلة في جدليتها، وقبولها التطبيق في أي زمن.

**يقول اية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي لو ان ماركس ما كان منشغلا بمظالم الكنيسة او انه علم عن النظام الاسلامي بصورة جيدة لكان اهتدى الى اعظم نظرية في تاريخ البشرية ولكان الحال غير هذا الحال.

وكتابنا اليوم هو عن اسباب الفقر في العالم  للسيد محمد الحسيني الشيرازي (قده) ، والذي يتمحور حول العقدة الاساسية في عدم الاخذ بالنظرية الاقتصادية الاسلامية بكونها الطريقة الوحيدة لخلاص الانسان من المظالم وما تعانيه الانسانية من الفقر والعوز والامراض والجهل.

ويستعرض في هذا الكراس ما تحت عباءة الراسمالية من خراب وهلاك بشري وحروب.

يحتوي الكتاب على المواضيع التالية:

* مصالح الاحكام والاسباب الغيبية

* السنن الكونية

* الغرب وافقار البلاد

* الاسباب المعنوية

* المشاكل الاقتصادية

* اسباب الفقر

* التنزه في السرقة

* الربا

* منع الناس من العمل

* شراء الاسلحة

الكراس يبقى من الشذرات المفيدة والنصائح النيرة على طريق التوعية الصادقة لبني الانسان اينما كان وفي كل بقعة يعيش بها ذوي النفوس الحرة والانسانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 2 كلنون الاول/2007 - 21/ذوالقعدة/1428