اللاجئون العراقيون يعودون: هجير الوطن ولا قسوة الغربة 

اعداد/صباح جاسم 

 شبكة النبأ: بين صعوبات البقاء في الغربة وظروفها القاسية وبين الأمل في استمرار الهدوء والأمن الذي ساد اجواء بغداد في الاونة الاخيرة لم تجد العديد من العوائل العراقية بداً من العودة الى ارض الوطن ومحاولة البدء من جديد في حياة يرجون ان تعود لطبيعتها.

وقالت مؤسسة خيرية طبية عالمية انه ينبغي على وكالات الاغاثة استغلال تحسن في الاوضاع الامنية في العراق في الآونة الاخيرة لبدء "تدفق" في المساعدات الانسانية اللازمة لإعادة بناء البلدات التي مزقها العنف الطائفي.

وقال اجرون فيراتي مدير مؤسسة الفرق الطبية الدولية في العراق لرويترز في مقابلة، اذا كنا نريد ان يؤدي الامن الى استقرار طويل الامد فلابد حينئذ من حدوث تدفق انساني على الفور.

وقال انه يتعين على جماعات المعونة استغلال، الفرصة المتاحة لنا لجعل التغيير دائما واعادة الكرامة بشكل اساسي للعراقيين.

وعلى الرغم من حدوث تراجع كبير في اعمال العنف خلال الاشهر القليلة الماضية وذلك الى حد ما نتيجة  تدفق قوات اضافية امريكية قوامها 30 الف فرد الى العراق تقدر الامم المتحدة انه مازال يوجد اكثر من 2.4 مليون مشرد داخل العراق.

ويوجد 2.2 مليون لاجيء في الدول المجاورة. وغادر كثيرون ديارهم مع تصاعد العنف الطائفي بعد تفجير مزار شيعي مقدس في سامراء في فبراير شباط عام 2006.

وقال فيراتي ان العراقيين بدأوا يعودون الى ديارهم في المدن الرئيسية خلال الاسابيع الستة المنصرمة مع تراجع اعمال العنف وان من المهم بالنسبة لوكالات الاغاثة ان تجعل العراقيين يشعرون بحدوث اختلاف في غضون العام المقبل من خلال تعزيز الجهود الرامية الى تحسين اوضاع المعيشة.

وقال ان، الامر وصل الى الحد الذي لا يمكن فيه للناس الحصول على الخدمات الاساسية ولا يجدون وظائف ومن ثم لا يستطيعون اعالة عائلاتهم.

واضاف، التغيير في الوضع الامني يعطينا بشكل حقيقي فرصة علينا ان نزيد فيها من مساعدتنا للعراقيين وسد الفجوة في الفراغ الحالي في الخدمات التي لا تستطيع الحكومة العراقية تقديمها.

ولكن فيراتي وهو من كوسوفو ويتخذ من بغداد مقرا له منذ مارس اذار عام 2003 قال ان الانقسامات الطائفية بدأت تصبح اقل اهمية.

وقال، لاحظنا خلال الشهرين الماضيين ان الخلافات الطائفية اصبحت فجأة قضية ثانوية..الوظائف والعائلة والوحدة تشكل اولوية للعراقيين . واضاف، انها ليست مسألة انهم يريدوننا ان نساعدهم ولكن ليس امامهم خيارات اخرى في هذه المرحلة.

ودعت الفرق الطبية الدولية المجتمع الدولي الى زيادة دعمه الانساني للعراق ليس فقط من خلال تقديم مزيد من المساعدات المالية ولكن عن طريق الاسهام بالموارد البشرية والعمل على مستوى محلي لدمج المجتمعات.

اللاجئون العراقيون يعودون باعداد كبيرة

يعود اللاجئون العراقيون باعداد كبيرة الى بلادهم رغم ان العديد منهم يجدون منازلهم وقد نهبت او دمرت حسبما يقول جنرالات في الجيش العراقي مضيفين ان الاكتظاظ على الحدود يطرح تحديات امنية.

وقال اللواء محسن عبد الحسن رئيس قسم القوات الحدودية العراقية في مؤتمر صحافي في بغداد ان اعدادا كبيرة جدا من العائلات المشردة تصل الى الحدود مع سوريا والاردن.

واضاف ان طوابير السيارات المصطفة على الحدود والتي تنقل اللاجئين تخلق مشاكل للحراس الذين يحاولون منع تهريب الاسلحة. بحسب فرانس برس.

واشار الى وجود مصاعب في التعامل مع الاعداد الكبيرة من اللاجئين والطوابير الطويلة من العربات مضيفا ان عناصر حرس الحدود يعانون من الضغوط حيث يعملون على رصد مهربي الاسلحة او اي مسلحين يحاولون عبور الحدود الى العراق باستخدام جوازات سفر مزورة. واضاف ان اللاجئين الذين يعبرون من النقاط الحدودية يخضعون لعمليات تفتيش مكثفة.

ويقول مسؤولون من الحكومة العراقية ان الاف العائلات تعود الى العراق خاصة من سوريا مع انخفاض مستوى العنف في البلاد وتشديد الاجراءات على اللاجئين في البلاد التي تستضيفهم.

وقال مسؤول عراقي عند معبر الوليد بين سوريا والعراق في مقابلة مع تلفزيون العراقية ان ما بين 700 و1000 عراقي يعودون الى بلادهم يوميا.  

واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان 100 الى 200 عراقي فقط يعبرون الحدود باتجاه سوريا يوميا -- معظمهم لاغراض العمل -- مقارنة مع الف شخص او اكثر كانوا يفرون من العراق بسبب العنف.

وذكر اللواء عدنان جواد علي نائب القائد العام لقوات المشاة العراقية في مؤتمر صحافي ان عددا من اللاجئين عادوا الى منازلهم خاصة في بغداد ليجدوها وقد دمرت او نهبت.

واكد ان الجيش العراقي ينتشر في المناطق التي يعود اليها اللاجئون لتوفير الامن لهم الا ان مشاكل المنازل المدمرة او المتضررة هي من شان الحكومة.

من ناحيتها افادت الامم المتحدة ان اللاجئين العراقيين "يتدفقون" على بلدهم. والتقى ستافان دي ميستورا مبعوث الامم المتحدة بوزير الهجرة والمهجرين العراقي عبد الصمد رحمن سلطان السبت ووعد بان تقدم الامم المتحدة دعمها للعراق.

وجاء في بيان لبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ان ميستورا، بحث مع الوزير العراقي مسالة مساعدة الامم المتحدة (للعراق) في مواجهة التدفق الحالي للاجئين العائدين والنازحين داخل البلاد.

من ناحية اخرى ذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انها تستعد، لتقديم المساعدة المادية لنحو 5000 عائلة تشتمل على البطانيات وادوات المطبخ وغيرها من الامدادات الضرورية لمساعدة العائدين على الاندماج مرة اخرى في مجتمعاتهم.

وفي جنيف قالت المفوضية انها لا تعتقد ان، الوقت قد حان لتشجيع وتنظيم عودة اللاجئين نظرا للوضع الامني غير المستقر والمضطرب في العراق.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية جنيفر باغونيس للصحافيين في جنيف انه، لا توجد حاليا اي بوادر تشير الى حركة عودة واسعة النطاق الى العراق.

الا ان الاميرال غريغوري سميث المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق قال ان الحقائق على الارض مختلفة.

واوضح في مؤتمر صحافي، لا بد ان الامم المتحدة ادركت انه يوجد لاجئون عائدون وان اعدادهم كبيرة -- فاعداد العائدين الى احيائهم في بغداد كان ملحوظا.

حافلات عراقية لنقل المواطنين الراغبين بالعودة من سوريا 

من جانبها قررت الحكومة العراقية، إرسال 20 حافلة إلى العاصمة السورية دمشق لنقل العراقيين الراغبين بالعودة الى البلاد إعتبارا من يوم الثلاثاء.

وقال الناطق باسم الحكومة على الدباغ، في بيان تسلمت وكالة (أصوات العراق ) نسخة منه، اعتبارا من يوم غد الثلاثاء ، ستنطلق  حافلات تابعة لشركة النقل البرّي من نقاط معتمدة في العاصمة السورية دمشق لتسهيل عودة العراقيين الى الوطن.

وتأتي هذه الخطوة عقب عودة الكثير من العوائل المتواجدة في سوريا الى العراق بعد التحسن الأمني الملحوظ فى الفترة الأخيرة. كانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قدرت أعداد العراقيين المتواجدين في سوريا بحوالى 2ر1 مليون عراقى .

وقالت الحكومة العراقية قبل يومين إنها دفعت للحكومة السورية مبلغ 15 مليون دولار مساهمة منها في دعم سوريا لاستضافتها اللاجئيين العراقيين. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29 تشرين الثاني/2007 - 18/ذوالقعدة/1428