الكتاب: نحو التغيير
المؤلف: الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي
الناشر: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر
عرض: عدنان عباس سلطان
شبكة النبأ: الواقع المعاصر وما يشهده
العالم من تطورات سياسية واقتصادية وثورة في المعلومات والاتصال
وتغيرات كبيرة جغراسية انما تفرض واقع لابد من تفحصه بروية ودراية من
اجل اتخاذ المواقف الملائمة التي تستجلب المنعة والتطور لدى اهل
الاسلام.
الصراع الدائر قطعا لاتتفاعل معه النظريات المجردة او امنيات
الحالمين انما الحلم يكون ممكنا في مجتمع اسلامي تحكمه رؤية عقلانية
متوازنة ومعتدلة تجري بموازاة الاحداث العالمية وبموازاة الاهداف
المضادة منها والسيئة على الاسلام،ويمكن ذلك من خلال التغيير والحركة
والتفاعل العالمي بالشكل الايجابي وتهيئة السبل الكفيلة بالارتقاء بشتى
المستويات.
ان الركود المزمن الذي تعاني منه الامة الاسلامية في اوقانتا
الراهنة ولسنين ماضية انما قد اضعف التزامها الاخلاقي بشكل عام كذلك
معيارها الديني كقيم وكمبادئ، مما يجعل الخيمة الاسلامية كثيرة الثقوب
كي يدخل فيها الهوام،
التشظي وعبادة الشخصية والتحزبات المرتكزة على السلطة والفساد
الاجتماعي والاداري والعنف وعدم التخطيط للمستقبل يوازي ذلك خمول في
اللآلية الثقافية كل هذا يمثل ركود كبير ان لم يكن نكوصا قاسيا تعاني
منه الامة الاسلامية بشكل عام وفي العراق بوجه خاص.
هناك فوران وصراع ومعركة محتدمة معركة عالمية في شتى الوجوه وعلى
مختلف الاصعدة تجري اليوم وغالبا تجري هذه المعارك على ارض الاسلام وفي
اغلبها غايتها وأد الدين او على الاقل بجعله غير فاعلا في القرارات
العالمية او اغفال حسابه وتهميش صوته ان كان بمستوى الضعف الحالي على
الاقل.
والإمام الشيرازي (قده) بكراسه هذا انما يطرح المشكلة الاسلامية
المتجذرة والمزمنة في الجسد الاسلامي، وهو من واحد من مؤلفات كثيرة في
التوعية الاسلامية تهدف الى ايجاد ثقافة الصحوة
والتحريض عليها في الذهن المجتمعي والسياسي، ومنهجية التغييرنحو
الاحسن والاصوب في داخل النطاق الاسلامي وفي خارجة وذلك كما يقول
الإمام (قده):
هو التغيير الذي يعضده الله سبحانه وتعالى، ولعل مرتكز الكراس كله
هو تفسير لرؤية الآيتين الكريمتين (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بانفسهم).
(ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما
بانفسهم وان الله سميع عليم ).
ويرى الإمام الشيرازي ان المجتمع الاسلامي لم يحاول بجد وبثورية ان
يغير من اوضاعه تاركا المعايير الاسلامية ظهريا وانكفا يتعامل مع
متغيرات الحياة بسلبية ولم يرتكز بصورة جادة مع الفحوى الاسلامية أي
انه قد ترك المبادئ والتعاليم التي جاء الاسلام بها وهو لذلك يتذوق
مرارة هذا الترك بما تتسلط عليه من حكومات فاسدة وتهيمن على كيانه
القوى العظمى ثم تجتاحه المظالم واكل الحقوق ويقاسي المجاعات والعوز
والحروب وويلاتها، إضافة لوقوعه في الاسر الاقتصادي او الاحتلال
العسكري او جره بحبل التبعية الى المعسكر المعادي والقضاء على حيويته
السياسية والاقتصادية والثقافية. فمخاطبة سيد البلغاء الامام علي بن
ابي طالب (ع) لهكذا مجتمع تمثل بقوله:
فانظر كيف كانوا، حيث كانت الامة مجتمعة والاهواء مؤتلفة والقلوب
معتدلة والايدي مترادفة والسيوف متناصرة والبصائر نافذة والعزائم واحدة
الم يكونوا اربابا في اقطار الارضين وملوكا على رقاب العالمين فانظروا
الى ما صاروا اليه في آخر امورهم حين وقعت الفرقة وتشتت الالفة واختلفت
الكلمة والافئدة.
وتشعبوا مختلفين وتفرقوا متحاربين وقد خلع الله عنهم لباس كرامته
وسلبهم غضارة نعمته وبقي قصص اخبارهم فيكم عبرا للمعتبرين.
والكراس لمؤلفه الإمام الشيرازي يحتوي على الاقسام التالية:
*التعصبات الباطلة
* الحروب القبلية
* واجب المسلمين
* الاستهانة بالانسان
* محمد الفاتح
* المسلمون في صقلية
* المسلمون اليوم
* من هدى القرآن
* العصبية والجاهلية |