العراق بعيون غربية (27 تشرين الثاني 2007)

إعداد:علي الطالقاني*

مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية من اراء وانطباعات عن التطورات على الساحة العراقية

واشنطن تخفض سقف توقعاتها في العراق

شبكة النبأ: في تقرير كتبه كل من "ستيفن لي مييرز" و"أليسا غاي روبين" يقولان فيه، خفضت الادارة الاميركية سقف أهدافها السياسية في العراق، بغية احراز تقدم سريع على مسار المصالحة الوطنية في البلاد يشمل تمرير قانون النفط والغاز واجراء انتخابات محلية.

وهناك مسؤولون كبار يكثفون مساعيهم لتحقيق أهداف محدودة بغية اقناع العراقيين والاميركيين والحكومات الأجنبية بحدوث تقدم على مسار العملية السياسية، كان يفترض ان تمهد له الحملة الأمنية المستمرة منذ 10 أشهر. وتتضمن هذه الأهداف المحدودة تمرير ميزانية الحكومة العراقية البالغة 48 مليون دولار، وتجديد التفويض الممنوح من قبل الأمم المتحدة لبقاء القوات الاميركية في العراق، واقرار قانون المساءلة والعدالة الذي يسمح بعودة الآلاف من أعضاء حزب البعث المنحل الى وظائفهم.

غير ان مسؤولين أميركيين قالوا ان واشنطن لن تتخلى عن أهدافها السياسية الكبرى، مشددين على ضرورة تحقيقها في نهاية المطاف، وانه حتى الخطوات المتواضعة التي اتخذت أخيرا من شأنها ان تمهد الطريق لمزيد من التقدم، مثلما أدت زيادة عديد القوات المسلحة الى كسب شيوخ العشائر السنة في الصف الاميركي.

السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر يقول ان التعزيزات العسكرية أوجدت فرصة لاحراز تقدم سياسي، وان هناك مؤشرات على ان العراقيين يتوقون للمضي قدما، محذرا في الوقت نفسه من توقع حلول سريعة للملفات الرئيسة. ثمة حالة من الاحباط لدى المسؤولين في البيت الأبيض، لان مساعيهم المكثفة لاقرار المصالحة الوطنية قد باءت بالفشل. وبالتالي تضاءل التأثير الاميركي على الساحة السياسية العراقية بعد تحسن الوضع الأمني غير المكتمل الى حد ما، بسبب الهجمات المتفرقة هنا وهناك، وآخرها التفجير الأخير الذي وقع في سوق الغزل وسط بغداد يوم الجمعة الماضي.

وبينما يصرح المسؤولون الاميركيون بان جهودهم تهدف الى تأمين المصالحة بين مكونات المجتمع العراقي ذات الانتماءات العرقية والطائفية المختلفة، يشير مسؤولون آخرون الى ان جهودهم باتت منصبة حاليا على التوصل الى 'تسوية' بين تلك المكونات.

العديد من المسؤولين في واشنطن وبغداد لديهم رؤية مشتركة، بان المكاسب العسكرية المحققة لا تكفي بمفردها للتغلب على حالة انعدام الثقة بين الفصائل العراقية المختلفة على خلفية خمسة عقود من الدكتاتورية والحروب. ومع تضاؤل الآمال في عقد صفقة سياسية بين القوى العراقية في المستقبل القريب، يأمل البيت الأبيض في تحقيق خطوات أولية تؤدي بالضرورة الى التوصل لتفاهمات جوهرية العام المقبل، منها الانتخابات المحلية التي تتطلع الادارة الى اجرائها قبل انقضاء ولاية بوش.

وعلى الرغم من ثقة واشنطن بطلب بغداد تمديد التفويض الأممي للقوات الاميركية في العراق، فإن مسؤولين أميركيين متخوفون من التقدم البطيء في المفاوضات حول اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية بعيدة الأمد بين بغداد وواشنطن. لذلك، أرسل البيت الأبيض مجموعة من كبار مستشاريه الى العراق 'للعمل مع العراقيين في مجالات تشريعية معينة'، بينهم روبين جيفري نائب وزيرة الخارجية لشؤون الاقتصاد والطاقة والزراعة، وديفيد ساترفيلد الذي تقول الصحيفة انه ركز جهوده على ملفي الانتخابات وقانون اجتثاث البعث، وبريت ماكغيرك مدير مكتب العراق في مجلس الأمن القومي الاميركي. ويقوم هؤلاء بعقد لقاءات مكثفة مع سياسيين وقادة حزبيين من جميع مكونات الطيف السياسي في العراق قبل عودتهم الى واشنطن بداية هذا الأسبوع.

الدين لعب دورا كبيرا في قرار غزو العراق

من جانب آخر نسبت صحيفة صنداي تلغراف لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اعترافه بأن عقيدته الدينية لعبت "دورا هائلا" في التأثير على قراراته أثناء فترة حكمه التي دامت عشر سنوات، بما في ذلك قراره المشاركة في غزو العراق.

وأضافت الصحيفة أن بلير المبعوث الحالي للرباعية في الشرق الأوسط، أثار جدلا في الأوساط البريطانية عندما ادعى أن من يتحدثون عن معتقدهم الديني يمكن أن ينظر إليهم في المجتمع البريطاني على أنهم "مجانين".

وعبر بلير عن امتعاضه من كونه لم يتمكن من الحديث صراحة عن معتقده الديني عندما كان رئيسا للوزراء كما يفعل الرئيس الأميركي جورج بوش, مشيرا إلى صعوبة ذلك في النظام السياسي البريطاني.

لكن الصحيفة نقلت عن بعض المعلقين السياسيين انتقادهم لما قاله بلير عن الدين, مشددين على وجوب عزل الدين عن السياسة.

وحسب صنداي تلغراف, فإن بعض معارضي بلير يعتقدون أن الحماس الديني لديه أعماه عن عواقب أعماله، ويستدلون على ذلك بقوله إن الرب هو من سيحكم على قراره بغزو العراق.

وذكرت الصحيفة انه بدلا عن ذلك، يقول مسؤولون في الادارة الاميركية انهم يركزون الان جهودهم على اهداف ممكنة التحقيق املا باقناع العراقيين، والحكومات الاجنبية، والاميركيين بان التقدم جار باتجاه تحريك سياسي .

وتتابع الصحيفة قولها ان الاهداف الاميركية قريبة الامد، تتضمن تمرير الميزانية العراقية البالغة 48 بليون دولار، وهو شيء يقول العراقيون انهم في طريقهم الى فعله باي حال؛ وتجديد ولاية الامم المتحدة التي تسمح للوجود الاميركي بالبقاء في البلاد، وهو امر فعله العراقيون مرات ؛ وتمرير تشريع يسمح لالاف من اعضاء حزب البعث من زمن صدام بالانضمام الى الحكومة.

وتقول الصحيفة ان مسؤولا كبيرا في ادارة بوش وصف الهدف الاخير بانه "ذي رمزية واسعة" بخاصة انه جرى بهدوء منذ زمن.

وتعلق الصحيفة بقولها ان مسؤولين في ادارة بوش لم يتخلوا عن اهدافهم الاكبر والتشديد على اهمية تحقيقها في نهاية المطاف. ويقولون ان الخطوات المتواضعة التي تحققت موخرا يمكن ان تكون محطة لاجراء تقدم اكبر. بالمنوال نفسه ،الذي فتحت فيه القوات الاضافية طريقا، غير متوقع لاستمالة رجال العشائر السنّة .

وقال مسؤول رفيع المستوى ان الادارة قد زادت من ضغطها على الحكومة العراقية لاجراء بعض العلامات الملموسة على التقدم السياسي.

وتذكر الصحيفة قول السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر أمس السبت ان الجيش اوجد فرصة لاجراء تقدم، مضيفا ان هناك بعض المؤشرات على ان العراقيين في المستويين المحلي والوطني يريدون المضي قدما. الا انه حذر مرة اخرى من توقع الحصول على نتائج سريعة في القضايا الرئيسة.

وتعلق الصحيفة قائلة ان البيت الابيض استبشر بانخفاض مستوى العنف منذ زيادة حجم القوات الاميركية، الذي يبلغ الان 162.000 عنصر. الا ان التعليقات التي تصدر علنا عن الرئيس بوش ومساعديه قد سكتت عاكسة احباطهم من القصور في التقدم السياسي، واستمرار عدم فائدة نهج الجهود الاميركية في الترويج الى مصالحة واسعة.

وتشير الصحيفة الى ان مسؤولين في واشنطن وبغداد يتقاسمون الراي في ان الانجازات العسكرية لا تكفي لوحدها لتجاوز عدم الثقة بين الاطراف العراقية، والتي كان سببها خمسة عقود تقريبا من الحكم الديكتاتوري والحروب. وفي كلتا العاصمتين هناك قادة ما زالوا ياملون بتحقيق انجازات سياسية واسعة، في نهاية المطاف.

تدني مستوى الطيارين البريطانيين في العراق

من جانب آخر قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن خبراء عسكريين اعربوا عن مخاوفهم تجاه مستوى تدريب الطيارين البريطانيين بعد ان سقطت الاسبوع الماضي في العراق رابع مروحية من طراز بوما Puma تابعة للقوة الجوية الملكية البريطانية. وأضافت الصحيفة أن سقوط الطائرة أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها.

وأشارت الصحيفة إلى انه سبق وان سقطت طائرتان من النوع نفسه في نيسان ابريل الماضي شمال بغداد، فيما سقطت ثالثة في اثناء ممارسة تدريبية في منطقة كاتيرك  الواقعة شمال يوركشاير ببريطانيا في اب اغسطس الماضي وقتل فيها ثلاثة. وفي تموز يوليو 2004 سقطت مروحية من طراز بوما ايضا في اثناء محاولتها الهبوط في مطار البصرة وقتل طيارها في الحادث.

وفي نهاية تشرين الاول اكتوبر الماضي اعترف ديس براون وزير الدفاع البريطاني ان واحدة من كل ثلاث مروحيات بوما "غير موافقة لغرضها"؛ الا ان الصحيفة تقول ان مصادر عسكرية ابلغتها ان طياريها لا يتلقون التدريب الكافي عليها. 

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

Arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 28 تشرين الثاني/2007 - 17/ذوالقعدة/1428