الحركات الإنفصالية الكردية شمال العراق: الإستراتيجية والإهداف

إعداد:علي الطالقاني*

 شبكة النبأ: لازالت حالة التوتر التي سادت في الأيام الماضية بين الاتراك وحزب العمال الكردستاني شمال العراق مستمرة ومن الملاحظ هناك غموض وهدوء نسبي واضح أمتازت به تلك التوترات هذه الايام. ويعزى ذلك الى أسباب عديدة:-

* الصراع التركي – الكردي:

• على الصعيد التركي : ما تزال القوات التركية تتحشد بكل قوة وفاعلية ورفع الجاهزية لتنفيذها الهجوم العسكري، من جانب آخر لازالت الحكومة التركية والبرلمان التركي يصران  على  تنفيذ عملية عسكرية ضد الحركات الانفصالية الكردية في شمال العراق.

• على الصعيد الكردي: مع ملاحظة الهدوء في تصريحات الزعماء الأكراد في العراق و المعادية لتركيا هناك تشديد ينص  بعدم  تسليم المطلوبين الاكراد للحكومة التركية و كذلك النص بالتصدي لأي مواجهة عسكرية عند الهجمات على شمال العراق.

• الأطراف أخرى: من طرفها الولايات المتحدة الأمريكية فهي تعمل على  تقديم معلومات استخباراتية وكذلك الدعم العسكري الى الطرف التركي والاخر الكردي، وتطالب من جهة أخرى  الأكراد  بعدم السماح لحزب العمال الكردستاني بمهاجمة تركيا وفي نفس الوقت تطالب الأتراك بعدم القيام بأي اقتحام عسكري لشمال العراق ومن خلال ذلك ينتنتج أن امريكا تعمل على تعزيز دورها في المنطقة وهي التي تتكفل  القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني.

• الجانب الايراني – السوري: من جانب آخر فأن ايران وسوريا تؤيدان الحلول السلمية وترفضان بنفس الوقت التدخل في الشؤون الداخلية التركية.

* الوجود الإسرائيلي:

تقع المناطق الكردية في دائرة استراتيجية مهمة حيث تتقاطع في اراضيها أربعة دول: العراق، تركيا، سوريا، وإيران. وكان هناك دورا أسرائيليا تعمل من خلاله  لفترة طويلة تستثمر فيه الخلافات الإثنوثقافية الكردية – العربية وتعمل على توجيهها  الى صراعات إثنوسياسية، وقد نجحت إسرائيل بعض الشيء من خلال تحويل الخلاف الكردي – العربي من الحالة الإثنوثقافية المنخفضة الشدة إلى الحالة الإثنوسياسية المرتفعة الشدة.

كذلك نجحت أسرائيل في زج أمريكا في الصراعات الجارية حالياً في المناطق الكردية على النحو الذي أصبحت فيه أمريكا تتحرك علناً و نيابة عن إسرائيل التي ما زالت تركز على التحركات السرية غير المعلنة في الأراضي الكردية.

* التحالف الأمريكي الإسرائيلي الكردي

من جانبه يدرك مسعود البرزاني وبقية الزعماء الأكراد أهمية الدعم الأمريكي لأنه يعني ضمانة وتعزيز مواقعهم في العراق. وتجدر الإشارة إلى محاولة اللوبي الكردي التحالف مع اللوبي الإسرائيلي لفرض النفوذ على أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، تمهيداً لإصدار المزيد من القوانين والتشريعات التي تمهد بدورها للاعتراف الدولي بالوضع الانفصالي شبه المستقل لإقليم كردستان العراقي، وللضغط أيضاً على الدول الأخرى في المنطقة لدفعها إلى الاعتراف بـالمشروع الكردي الإثنوسياسي الانفصالي الذي حل محل المشروع الكردي الإثنوثقافي السابق. وكذلك يركز اللوبي الكردي على التحالف مع المرشحين الديمقراطيين وذلك على أساس اعتبارات أن:

• الجمهوريون + الفوز بالرئاسة الأمريكية =  (نجاح التحالف الكردي  الإسرائيلي  الأمريكي).

• الديمقراطيون + الفوز  بالرئاسة الأمريكية = ( تهديد التحالف بالفشل بين الجانب الكردي  الإسرائيلي  الأمريكي).

اللوبي الكردي يسعى للقضاء على مخاطر التهديد في الساحة الأمريكية من خلال:

• إغراء المزيد من الشركات النفطية الأمريكية بالحضور إلى إقليم كردستان والحصول على عقود وامتيازات الاستثمارات النفطية بالتركيز على الشركات التي يملكها كبار الجمهوريين والديمقراطيين.

• بناء الروابط مع المرشحين الديمقراطيين البارزين، وحالياً يقوم اللوبي الكردي بدفع المزيد من الأموال لتمويل حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون

أما الأهداف الاستراتيجية للحركات الانفصالية الكردية فهي:

• تأجيل الصراع العسكري مع تركيا خلال العام 2008م.

• انتهاز فرصة وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى الرئاسة، من أجل تنفيذ ما يلي:

• تنفيذ نقل قاعدة انجرليك من جنوب تركيا إلى منطقة كردستان العراقية.

• إعطاء المزيد من التسهيلات العسكرية والنفطية للإسرائيليين والأمريكيين.

• التوسع في منح العقود والتسهيلات النفطية للشركات الأمريكية، وبالذات في منطقة كركوك المتنازع عليها على النحو الذي يؤدي إلى دفع الشركات الأمريكية النفطية إلى الضغط على الحكومة الأمريكية من أجل دعم مشروع ضم كركوك إلى كردستان.

تحويل قاعدة انجرليك من جنوب تركيا إلى كردستان سوف يؤدي تلقائياً إلى دفع حلف الناتو إلى بناء الروابط مع الأكراد وإلى جعل أمريكا تتواجد بشكل نهائي في المنطقة. وكل ما يحاول الأكراد تفاديه في الوقت الحالي، هو خطر شبح الاقتحام العسكري التركي الذي سوف يؤدي إلى تقويض كامل المشروع.

المصادر:وكالات

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26 تشرين الثاني/2007 - 15/ذوالقعدة/1428