حصن الاخيضر
شبكة النبأ: تعد مدينة كربلاء في
العراق من المدن الدينية والسياحية والأثرية .. وتوجد فيها العديد من
المواقع التاريخية التي تعود الى قرون عديدة، ولكنها تعرضت لإهمال شديد
ابان الحكم البائد وللاسف حتى الحكم الحالي.. وكما هو معروف ان البلد
الذي لا يهتم بإرثه وماضيه لايستطيع ان يحدد المستقبل ابدا.. ومن بين
هذه المواقع الأثرية:
الغاضرية: تشغل بقعة واسعة من الأرض
منسوبة إلى غاضرة من بني أسد .. وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من
كربلاء (1).
أما من حيث الموقع فان الغاضرية واقعة على مقربة من قبر عون بن عبد
الله في شماليه، وهنالك أثار قلعة حصينة تعرف بقلعة بني أسد، والبناء
قائم منها الى اليوم مقدار ذراع ونصف وعرض سورها ثلاثة اذرع بالحديد
البغدادي وكبر الآجرة الواحدة ذراع بغداد في مثله، وهي بالنتيجة مربعة
الشكل.
وكانت الغاضرية سابقا قرية طار صيتها في الافاق على عهد الدولة
الأموية، وأدرك عمرانها أوائل الدولة العباسية، وكان الزمان يحاربها
ويقارعها فتارة تغلبه وأخرى يغلبها ولم تزل بين صعود وهبوط ورقي
وانحطاط حتى فاضت انفاسها الأخيرة في أواسط الدولة العباسية، ولم يبق
منها الا أطلال دارسة واثار بالية وأنقاض تنطق بما كان لها في الازمنة
الغابرة من الشأن الخطير والعمران المنقطع النظير(2).
قصر العوينه: يقع على بعد ساعة من
شمال قصر الاخيضر، ويقع في أراضي منبسطة وفيه عين مطمورة قيل انه من
القصور التابعة حاميته الى قصر الاخيضر .. ويرجع عهده الى ما قبل
الاسلام .. وان عين العوينه صغر اسمها صغر مساحتها وقلة مياهها وهي
تعود الى ورثة الحاج رحمن البناء.
ويتبين لنا مما سبق ان هذا الأثر يمتد أصوله الى قرون سابقة
للإسلام، ولكن لا يمكن تقديره تقديرا دقيقا وعسى ان ينبري الاثاريين في
التنقيب والاعتناء به وإظهاره بالمظهر اللائق .
قصر عطشان: حصن منيع موقعه في السهل الرملي الممتد بين قصر الاخيضر
والكوفة .. وهو خان كبير بني بالطابوق والآجر.
لم تذكر المصادر أية معلومات او ملتقطات عن تاريخ بناء هذا القصر او
الخان .. كي يتم الاعتماد عليها في تثبيت بنائه. ويمكن ان نشير وحسب
جملة من المصادر التاريخية قد سهلت البحث ان المرجح لتاريخ هذا القصر
او الخان هو نفس تاريخ بناء قصر الاخيضر نفسه، ويعتقد كريزول: ان خان
عطشان كان دار استراحة لعيسى بن موسى كلما كان يتوجه للصلاة في جامع
الكوفة ايام الجمع والأعياد .
وقد ورد في كتاب (العمارات العربية والإسلامية في العراق) ما نصه:
يقع وسط بادية واسعة ومرتفعة قليلا وفي منطقة تكاد تخلو من السكان في
الوقت الحاضر، ويقوم الان الى غربه طريق كربلاء النجف ويبعد حوالي (16
كليو متر) باتجاه الغرب من خان النخيلة وبمسافة (30 1 كليو متر) جنوب
غربي بغداد .
والبناء صغير نسبيا اذا ما قورن مع الاخيضر، وبنيان قصر عطشان لا
يزال رصينا ووضعه بقي على ما كان عليه يوم إنشائه، وتكشف أبنيته عن
متانة وإتقان ودقة في التصميم واهتمام في الهندسة، وهذا القصر المسكون
بالصمت والرهبة يتمتع بتاريخ عريق، لعله كان مقرا عسكريا، ويشاهد
الأقواس في بنائه، ويمكنك ان تجد فيه معالم حضارية تعود الى العصور
القديمة.
قصر شمعون: يعود بناؤه الى ما قبل
الاسلام عندما كان اليهود يقنطون بلدة شثاثه قبل الفتح .. وهذا القصر
يوجد ضمن ممتلكات احد شيوخ المنطقة، وينسب الى صاحبه الذي بناه..
وجاء في كتاب ( الدليل العراقي لسنة 1935-1936) قصر شمعون، يرجع
تاريخه الى ما قبل الهجرة النبوية يقع بالقرب من شثاثه وهو فخم عليه
دالة العظمة والابهة .. وذكره طالب الشرقي في كتابه ( عين التمر) حيث
قال : ان قصر شمعون ورد ذكره بإسم ( قلعة ) شمعون وسمي بهذا الاسم نسبة
الى شمعون بن جابر اللحمي احد رجال الدين المسيحيين ، وتم تشيده بين
أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع ميلادي .. ولم يبق من هذا
القصر غير الأطلال وبعض جدرانه، ويبلغ سمك كل جدار قرابة المترين
وارتفاع الأضلاع (7) أمتار تقريبا .. وهي مشيدة بالحجر الكلسي والطين
.. ولا تزال فوهة السرداب مفتوحة تدل على وجوده أسفل القصر. وكذلك ذكره
السيد سلمان هادي ال طعمة في بحوثه.
قصر عطشان
قصر شمعون
منظر جوي لمدينة كربلاء
|