الإنتخابات الاردنية تُظهر محدودية الديمقراطية وقصور الأهداف الانتخابية

شبكة النبأ: رغم ان للملك سلطة مطلقة في حل البرلمان او عزل الحكومة ورئيسها متى شاء إلا ان الانتخابات الاردنية تعتبر مهمة في الشان الداخلي بما يخص الشؤون العامة والسياسة الداخلية.   

ويقول اسلاميون معتدلون وليبراليون على حد سواء في الاردن ان الحكم المستبد قد يعزز التشدد الديني في دولة تشهد معدلات بطالة مرتفعة ويعاني معظم الناس فيها من ظروف معيشية صعبة.

وتجري في المملكة انتخابات برلمانية من المتوقع ان تُبقي على البرلمان في ايدي نواب عشائريين ووسطيين وموالين للحكومة وسط قانون انتخابات يقلل من تمثيل المدن التي يكون فيها أداء المعارضين الاسلاميين والليبراليين أفضل.

وبدأ الناخبون صباح الثلاثاء الإدلاء باصواتهم في انتخابات من المتوقع ان تقوي قبضة زعماء العشائر ونواب الوسط والنواب المؤيدين للحكومة بينما يقول المعارضون الاسلاميون انهم يتوقعون تزويرا من جانب الحكومة.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 0500 بتوقيت جرينتش لانتخاب مجلس النواب المؤلف من 110 اعضاء ومن المقرر ان تغلق ابوابها الساعة 1700 بتوقيت جرينتش. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون بوزارة الداخلية الاردنية ان من المتوقع ان تظهر معظم النتائح في وقت مبكر يوم الاربعاء. واصطف الاردنيون للادلاء باصواتهم في لجان الاقتراع في مختلف ارجاء البلاد في الانتخابات التي يتنافس فيها 885 مرشحا. وتقول السلطات انه تم تسجيل اسماء 2.4 مليون شخص مؤهل للادلاء بصوته.

ومن المتوقع ان يختار اغلبهم على أسس عشائرية وعائلية في ثاني انتخابات برلمانية في عهد الملك عبدالله الاصلاحي الذي تولى العرش عام 1999 وسط آمال بأن يحقق الديمقراطية في البلاد.

وشاركت جبهة العمل الاسلامي أكبر حزب سياسي في البلاد والذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين على مضض في الانتخابات وتقول انها تجري في ظل قانون انتخابي قسم الدوائر الانتخابية بطريقة تحد من مكاسبها.

ويميز النظام الانتخابي الاردني الدوائر الانتخابية العشائرية على المدن الكبيرة التي تقطنها اغلبية فلسطينية الاصل وهي معاقل للاسلاميين وتتميز بان سكانها مسيسون بدرجة كبيرة.

محدودية الأهداف الانتخابية 

وعلقت لافتات تخص نحو 900 مرشح على أشجار وأعمدة عبر المدن والبلدات في المملكة لتجتذب 2.4 مليون ناخب اردني. وتستخدم معظمها الولاءات العائلية والعشائرية.

وليس هناك الكثير من اللافتات التي تتناول المواضيع المسببة للانقسام مثل الهوة بين الغني والفقير وانتقاد الحكومة المؤيدة للغرب في البرامج الانتخابية حيث يتم التركيز على المواضيع المحدودة. ولا يستثنى من ذلك الا الاسلاميون وهي المعارضة الفعالة الوحيدة. بحسب رويترز.

ويعيش معظم سكان الاردن البالغ عددهم 5.6 مليون في مدن تعتبر معاقل اسلامية تقليدية ولكن مقاعد المجلس البالغ عددها 110 موزعة بصورة تفضل المناطق الريفية قليلة السكان.

وانتخابات الثلاثاء هي الانتخابات البرلمانية الثانية في ظل الملك عبد الله ذي العقلية الاصلاحية والذي اعتلى العرش في عام 1999 وسط موجة امل بأن يجري تحولا ديمقراطيا في البلاد.

ويقول ناقدون ان هذه الانتخابات التي لا تشبه الانتخابات الاخيرة في عام 2003 شهدت قيام سياسيين لهم نفوذ وشخصيات اقتصادية بالمحاباة وشراء الاصوات للمحافظة على سيطرتهم. وعززت قصص تقديم المرشحين وعودا بتقديم أي شيء تتراوح بين مدافئ الى الطعام مقابل الدعم.

ولا يزال المجلس المنتخب يمتلك القليل من السلطة الحقيقية. اذ يمكنه ان يقدم التشريعات ولكن الحكومة هي التي تقدم معظم مشاريع القوانين. ونادرا ما تعرضت مشاريع القوانين التي تتقدم بها الحكومة للرفض او اللوم.

ويواجه طارق خوري (39 عاما) وهو رجل اعمال ليبرالي ثري يسعى للفوز بمقعد في الدائرة الثالثة في عمان حالة واسعة من عدم المبالاة بين العديد من المواطنين الاردنيين الذين يرون ان البرلمان لا قوة له لتحقيق تغيير حقيقي.

وقال خوري في مقره الانتخابي بينما كان يحيط به العشرات من المؤيدين ان الديمقراطية ما زالت في مهدها وأنه يسعى لاجتذاب الاردنيين الشبان الذين يريدون احداث تغيير. وأعرب عن اعتقاده بأن السمة العشائرية في البرلمان في تراجع ولا سيما في عمان.

ويقول سياسيون ليبراليون ان الملك قاد جهودا لتحديث مملكته العشائرية ولكن الحرس القديم الذي حافظ على قبضة قوية على السلطة أخر الاصلاحات التي تهدد بتعزيز نفوذ الاسلاميين الذين يستثمرون ازدياد الفساد وانعدام المساءلة.

ويخشى سياسيون محافظون موجودون في السلطة منذ عقود من ان تتمكن الحركة الاسلامية من تحقيق مكاسب انتخابية كالتي حققها حلفاؤها في الاراضي الفلسطينية ومصر وتركيا.

ولكن يقول اسلاميون معتدلون وليبراليون على حد سواء ان الحكم المستبد قد يعزز التشدد الديني في دولة تشهد معدلات بطالة مرتفعة ويعاني معظم الناس فيها من ظروف معيشية صعبة.

ورشح حزب جبهة العمل الاسلامي وهو الذراع السياسية للاخوان المسلمين 22 من اعضائه وهو عدد اقل من انتخابات عام 2003 ويقول انه يخشى من قيام الحكومة بتزوير للاصوات. ولكن وجود موطئ قدم في عملية سياسية تشوبها عيوب هو شر أهون من التهميش في الحياة السياسية.

وقال سالم فلاحات المراقب العام للاخوان المسلمين لتجمع انتخابي انه اذا قاطع الاخوان الانتخابات فسيكسبون شعبية ولكن لديهم واجبات وطنية تجبرهم على عدم ترك الساحة لمن يريدون افساد الحياة السياسية.

تسلسل الاحداث بالاردن منذ تولي الملك عبد الله مقاليد الحكم

من المتوقع أن تسفر الانتخابات البرلمانية التي تجرى الثلاثاء عن ذهاب أغلبية المقاعد البالغ عددها 110 الى النواب القبليين والوسطيين والمؤيدين للحكومة.

ويأمل العاهل الاردني الملك عبد الله أن تعزز انتخابات 20 نوفمبر تشرين الثاني مقومات الديمقراطية في البلاد بوصفها حليفا للولايات المتحدة ودعا الى أن يكون الاقبال على الانتخابات مرتفعا:

وفيما يلي تسلسل الاحداث منذ تولي الملك عبد الله مقاليد الحكم في البلاد، بحسب رويترز:

- 7 فبراير شباط 1999 - اعلان وفاة الملك حسين. والملك عبد الله يؤدي اليمين في جلسة مشتركة للبرلمان بمجلسيه.

-  23 يناير تشرين الثاني 2002 - الشرطة تحتوي يومين من أعمال الشغب في مدينة معان احتجاجا على ما قيل انه تعذيب لشاب على يد الشرطة. وتلك كانت أسوأ أعمال عنف في البلاد منذ نحو أربعة أعوام.

- 8 أغسطس اب- الاردن يستدعي السفير القطري احتجاجا على برنامج لقناة الجزيرة اتهم فيه متحدث الاسرة الهاشمية المالكة بخيانة التطلعات العربية في العراق والمناطق الفلسطينية من خلال التعاون مع الغرب.

-  28أكتوبر تشرين الاول- مسلح يطلق النار على الدبلوماسي الامريكي لورانس فولي في عمان في أول اغتيال لدبلوماسي غربي في البلاد. وصدر حكم باعدام ثمانية متشددين اسلاميين في ابريل نيسان 2004 بعد ادانتهم بالاغتيال الذي ألقيت باللائمة فيه على القاعدة.

- 17 يونيو حزيران 2003 - ساسة اسلاميون يستعيدون موطئ قدم لهم في البرلمان بعد أول انتخابات في عهد الملك عبد الله. ولكن احتفظ البرلمان بشكل عام بتشكيلته التقليدية القبلية وغير الحزبية.

- 25 أكتوبر تشرين الاول - فيصل الفايز يؤدي اليمين كرئيس جديد للوزراء وهو من قبيلة بني صخر ذات النفوذ خلفا لعلي أبو الراغب الذي استقال في غمرة اتهامات بالفسادة ومحاباة الاقارب.

-  7 ابريل نيسان 2005- تشكيل حكومة جديدة برئاسة عدنان بدران تتألف من اصلاحيين اقتصاديين مقربين من الملك عبد الله وتكلف بالاسراع باجراء اصلاحات ليبرالية.

-  9 نوفمبر تشرين الثاني - انتحاريون يهاجمون فندق جراند هايات وراديسون ساس القريب. ووقع انفجار ثالث في فندق ديز ان. وأسفرت التفجيرات عن مقتل 57 شخصا بالاضافة الى الانتحاريين الثلاثة. وأعلن تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عن الهجوم.

-  8 أغسطس اب 2006- العاهل الاردني الملك عبد الله يقول ان الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا أخفقت في تبني استراتيجية شاملة لحل مشاكل الشرق الاوسط مما شكل مخاوف كبيرة بشأن المستقبل.

- يوليو 2007 - حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لتنظيم الاخوان المسلمين وهو الحزب المعارض الرئيسي في الاردن يسحب مرشحيه من الانتخابات البلدية بعد اتهام السلطات بالتلاعب في عملية التصويت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 21 تشرين الثاني/2007 - 10/ذوالقعدة/1428