العراق بعيون غربية

(20 تشرين الثاني 2007)

علي الطالقاني*

مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية من اراء وانطباعات عن التطورات على الساحة العراقية

شبكة النبأ: ركزت معظم الصحف الامريكية والبريطانية على الشأن العراقي وكانت من بين المواضيع الأكثر اهتماما، قضية تحقيق أميركي في الفساد الذي  يتعلق بفواتير السفارة الأميركية في العراق، وعن اعترافات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير حول العراق أيضا. أضافة الى موضوع المترجمين العراقيين الذين عملوا مع القوات البريطانية حيث نقلت صحيفة التايمز في هذا المجال موضوع العراقيين الذي عملوا كمترجمين.  ونقلت الصحيفة عن المُفوضية العليا للاجئين قولها، إن معاناة هؤلاء ما زالت قائمة، إن لم تكن قد تفاقمت بسبب الإجراءات الجديدة التي اتخذتها سوريا والأردن، والتي زادت مسألة دخول العراقيين إليهما صعوبة.

وتطالب السلطات البريطانية من العراقيين الانتقال إلى هذين البلدين لتقديم طلب اللجوء إلى بريطانيا.

وتقول الصحيفة إن العديد من أولئك المترجمين العراقيين أخبروها أنهم صاروا هدفا للميليشيات المسلحة بشكل متصاعد منذ أن اشتهرت قضيتهم، وتعهدت بريطانيا بالنظر في وضعهم في شهر أغسطس/ آب الماضي.

أردت الحرب..

من جانبه كتب "فيليب ويبستر" موضوعا في "صحيفة التايمز" تحت عنوان "أردت الحرب.. كانت الأمر الصواب الذي يجب القيام به"، يقول "اعترف توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بأنه تجاهل مناشدات مساعديه ووزرائه بالعمل على اقناع الرئيس الأمريكي جورج بوش بالاحجام عن شن حرب على العراق لأنه كان مقتنعا بأن ذلك هو الصواب".

وقالت التايمز إن بلير اعترف أيضا في برنامج وثائقي لبي بي سي انه لم يستخدم مكانته كأقرب حلفاء أمريكا لدفع بوش إلى السير في طريق الدبلوماسية بدلا من الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوش علم بدعم بلير له خلال لقائهما في كامب ديفيد عام 2002 أي قبل 6 أشهر من بداية الحرب حيث قال رئيس الوزراء البريطاني السابق خلال اللقاء انه سيسعى للحصول على قرار من الأمم المتحدة، ولكن إذا فشل في ذلك فان الحرب ستكون السبيل الوحيد.

قاعدة أمنية

وحول شأن عراقي آخر، قالت صحيفة الديلي تليجراف إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق تقوم ببناء قاعدة أمنية دائمة في أرصفة بحرية لاستخراج النفط العراقي في الخليج لتعمل هذه القاعدة كمركز "عصبي" للجهود الرامية لحماية الثروة النفطية العراقية.

وتابعت الصحيفة قائلة إن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو أن تعمل القاعدة المقترحة كمحطة إنذار مبكر من أي أعمال عدوانية من جانب إيران أو تنظيم القاعدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلير كشف في برنامج وثائقي لمحطة بي بي سي عن رغبته في نشر التقارير الكاملة التي صدرت عن لجنة المخابرات المشتركة عوضا عن ملف سبتمبر/أيلول الذي كان يدور حول أسلحة الرئيس الراحل صدام حسين.

وقال بلير "من وجهة نظري، إذا لم يكن واضحا بأن الطريقة التي يتعامل بها صدام مع هذه القضية تغيرت بالكامل، فإنني إلى جانب الخيار العسكري".

وكشف البرنامج عن أن أهم اللقاءات بين بوش وبلير التي علم فيها بوش أن بلير يقف إلى جانبه، كانت بكامب ديفد في سبتمبر/أيلول 2002، أي قبل شن العمليات العسكرية بستة أشهر.

تحقيق في فساد

وفي موضوع متصل بحرب العراق، قالت صحيفة ذي غارديان إن وزارة العدل الأميركية تحقق في انتفاخ الفواتير الخاصة ببناء سفارة أميركية ضخمة في بغداد.

وقالت الصحيفة إن الميزانية التي تم رصدها لأكبر سفارة أميركية في العالم بلغت 592 مليون دولار، ولكنها ارتفعت لتصل إلى 736 مليونا، مشيرة إلى أن افتتاح السفارة تم إرجاؤه عدة مرات لعدم انتهاء العمل، في الوقت الذي تواجه فيه الشركة المتعاقدة التي تتخذ من الكويت مقرا لها سلسلة من المشاكل.

وفي تقرير أُعد لتقديمه في جلسة استماع أمام الكونغرس، كشفت وزارة العدل عن وجود تحقيق مع مسؤولين اثنين من وزارة الخارجية لم تعلن عن اسميهما.

وقالت الصحيفة إن مبنى السفارة دلالة على اعتزام الولايات المتحدة البقاء في العراق طويلا، حيث تتحصن السفارة في المنطقة الخضراء وتخفيها أسوار ضخمة تضم 27 مبنى سكنيا لـ615 شخصا.

رهائن بريطانيين

أما صنداي تايمز فكشفت عن تهديد مختطفي الرهائن البريطانيين باحتجازهم لسنوات ما لم يستجب لطلبهم بإطلاق سراح أحد قادتهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التهديد يأتي بعد ورود أول معلومات مفصلة بشأن معاناة الرهائن البريطانيين الخمسة المحتجزين منذ 174 يوما.

وعرفت الصحيفة المختطفين بأنهم استشاري في تكنولوجيا المعلومات وأربعة من الحراس اختطفوا من وزارة المالية العراقية ولم يسمع عنهم شيء إلى أن أرسلوا أشرطة فيديو إلى أسرهم, طالبوا فيها الحكومة البريطانية بالعمل على إطلاق سراحهم.

الصحيفة نقلت عن مصادر في الحكومة العراقية قولها إن محتجزي المختطفين تعهدوا بأنهم لن يؤذوهم, مهددين في الوقت ذاته بأن أي محاولة لإنقاذهم ستعرض حياتهم للخطر.

وأكدوا أنهم لن يطلقوا سراحهم ما لم يطلق سراح قيس الخزعلي, المتحدث السابق باسم جيش المهدي, التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله إن مباحثات جادة تجري وراء الكواليس لحل هذه القضية لكنها حساسة بشكل يجعل الحديث عن تفاصيلها غير وارد.

تجاهل التسوية في العراق

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن العراقيين وإدارة بوش يكادون يبددون الفرصة السياسية التي تحققت عقب الهدوء النسبي والإنجازات الأمنية جراء سياسة زيادة القوات الأميركية في العراق.

وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إنه في كل مرة يجري فيها تقييم للحرب وحجم الهجمات والخسائر الأميركية والعراقية يتضح أن ثمة تحسنا ملموسا طرأ منذ يناير/كانون الثاني، أي منذ بدء العمل بسياسة الزيادة.

وهذا التحسن طرأ على صعيد تطهير بعض المناطق من عناصر القاعدة، وفتح الأسواق أبوابها، وتخفيف منع التجول، فضلا عن عودة اللاجئين العراقيين إلى منازلهم.

ولكن الصحيفة بعد أن ذكرت تلك المؤشرات على التحسن، حذرت من أن الوقت لم يحن بعد للاحتفال بها، لأن الهدف الرئيس من سياسة الزيادة لم يكن عسكريا بل سياسيا، إذ إنها تهدف إلى إيجاد ظروف تشجع السياسيين الشيعة والسنة والأكراد على التوصل إلى تسوية بشأن بعض القضايا مثل النظام الفدرالي وتوزيع عائدات النفط، وهذا ما لم يتحقق.

وتابعت أن الحكومة العراقية بدت مشلولة، وأضحى قادتها عاجزين عن تنحية الأجندات الطائفية جانبا رغم انحسار الصراعات الطائفية.

ولا عجب -تقول الصحيفة- أن يوحي ضابط أميركي يدعى توماس ريكس لها بأن الحكومة العراقية تخاطر بتبديد الفرصة التي حققها الجنود الأميركيون، وأنه "لم يعد واضحا إلى متى ستبقى هذه النافذة مفتوحة".

وأنحت الصحيفة بلائمة الجمود السياسي في العراق على ما وصفته بسلبية إدارة بوش وانشغالها بصراعات أخرى كأزمة تركيا وباكستان والصراع العربي الإسرائيلي.

واختتمت بقولها إن تجاهل الإدارة الأميركية للتسوية السياسية بالعراق، لهو خطأ مصيري آخر يضاف إلى أخطاء هذه الحرب.

 *المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 21 تشرين الثاني/2007 - 10/ذوالقعدة/1428