شبكة النبأ: منذ أربعة أعوام مضت
والمشهد العراقي يزدحم بالكثير من الظواهر والازمات المتلاحقة التي
باتت تستقطب روافد متعددة في انساق الواقع العراقي المضطرب اصلا
بالكثير من المعادلات الطارئة على الواقع الاجتماعي، إلا اننا اليوم
ازاء ظاهرة جديدة أو نوع جديدة من الظواهر التي استطاعت ان تخترق خارطة
الوعي الكربلائي خلسة ومن دون سابق انذار، الا وهي ظاهرة المجمعات
التجارية او الاسواق التجارية او ما يسمى بـ المولات، والتي هي اليوم
بالتاكيد تمتلك مساحة لا يستهان من فضاء المدينة كما انها تفيض بالكثير
من المعطيات المهمة من اجل ارساء او تعزيز الواقع الاقتصادي او السياحي
او الترفيهي لمدينة كربلاء المقدسة، ناهيك عن كونها ترفد السوق بالكثير
من الايادي العاملة وأمور اخرى كثيرة.
ومن اجل الإطلاع على ابعاد هذه الظاهرة الجديدة على الواقع
الكربلائي كانت لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الجولة للبحث في حيثيات
هذا الحضور المفاجىء وكذلك محاولة ايجاد السبل الكفيلة بتعزيز هذه
الحالة الايجابية ان وجدت والابتعاد عن الحالة السلبية وذلك من خلال
الالتقاء ببعض الاخوة اصحاب المجمعات التجارية أنفسهم وبعض المواطنين
فكانت الحصيلة ما يلي:
محطتنا الاولى مع السيد (فواد محمد) عضو جمعية الصناعات الوطنية،
حيث حدثنا قائلا: يقينا لا يصدق القول على تسمية تلك الحالة بالظاهرة
كون التسمية تعني وجود ظرف طارىء او حالة غير جيدة بل على العكس، ما
تشير اليه من خلال هذا التحقيق يعني دليل صحة وعافية وله مدلولات مشجعه
تنبئ بضروف اقتصادية مستقرة كما تعزي الى حالة الانفتاح على السوق
العالمية، بالاضافة الى ذلك فهي عامل مطمئن على استقرار القوة الشرائية
للعملة العراقية، فضلا عن عوامل اخرى وكلها بالتاكيد تصب باتجاه واحد،
وتفضي في مجملها الى تصورات ترتقى ومستوى الطموح العراقي الى النهوض
بالاقتصاد لحالة الاستثمار الدائم والمعزز للجهد الحكومي.
واضاف فؤاد، أود القول بان التجربة التي تشهدها السوق الكربلائية من
خلال وجود هذا الكم من المجمعات التجارية المهتمة في صنوف عدة من الوان
التجارة كالسجاد والالبسة الجاهزة والمواد الكهربائية والاجهزة
المنزلية لهو دليل صحة وعافية يعد ريعه الى أبناء المحافظة وبقية
المحافظات العراقية واتمنى من قرارة نفسي ان يزداد هذا العدد الى الضعف
او اكثر ليشمل كل مستلزمات العائلة العراقية من الإبرة حتى الطائرة.
أما محطتنا التالية فكانت مع السيد(حاكم الميالي) وهو صاحب مجمع
لبيع السجاد الايطالي، حيث قال: لا شك بان كل حالة هي سلاح ذو حدين
ولكن بالمقابل هناك ثمة نسبة مئوية يمكن من خلالها تحديد هذه الحالة أن
كانت ايجابية ام سلبية، فما تلاحظه اليوم في السوق الكربلائي من ازدياد
لافت للنظر من خلال وجود تلك المجمعات يدل بوضوح كوضوح الشمس الى جملة
من المعاني المهمة في الظرف الراهن، فتارة تمثل تلك المجمعات عبارة عن
متنفس لأهالي المحافظة من هذا الكم الهائل من المنغصات وتارة اخرى يعد
مطلب مشروع لكل المواطنين للتبضع والاطلاع في ذات الوقت على أجود
الماركات والموديلات الايطالية بالنسبة للسجاد او الى المواد الاخرى،
فضلا عن ذلك هناك في اغلب هذه المجمعات دور استراحة تؤمن للزائر ملاذا
امنا من اجل ان ينعم هو وافراد عائلته بالاسترخاء وتناول بعض المشروبات
او المرطبات وما شاكل، ولكن تبقى التجربة كونها جديدة على الواقع
العراقي تشوبها بعض التوجسات من بعض الافراد ولكن يبقى الزمن وحده هو
الكفيل بان يوضح الصورة لأولئك الذين رسمت على أذهانهم بقايا الماضي
العنيد.
وقد كانت محطتنا التالية مع السيد (سليم شريف) صاحب مجمع "حياة مول"
التجاري وعضو جمعية الصناعات الوطنية، حيث قال لـ(شبكة النبأ): عندما
نتحدث عن حيثيات التطوير فنحن بالتاكيد نعني بذلك التطور الاقتصادي أو
الصناعي، ونحن في العراق وفي ظل الظروف العصيبة ينبغي علينا ان نشرع
الى الاهتمام بكل مسعى ينطلق بهذا الاتجاه وبكافة الوسائل ان كانت
مادية او اعلامية وما اعنيه من خلال هذا القول ينصب بموضوع هذا البحث
الذي نحن بصدد التحدث عنه، فما تعيشه كربلاء اليوم من وفرة في المجمعات
التجارية او الاسواق التجارية هو بمثابة تجربة واعدة كلنا مسؤولين عن
تقديم الدعم لها من اجل ان نفوت الفرصة على اولئك الساعين الى وأد
الواقع العراقي تحت مظلة التخلف عن ركب الامم الاخرى.
واضاف السيد سليم، نحن اليوم أمام مسار جديد يسهم بدفع عجلة النهوض
بالواقع العراقي الى مصاف الدولة المتقدمة كون التجربة تلك تمارس وبشكل
واسع في كافة دول العالم وتعتبر الحالة السابقة أي حالة المحلات هي
بمثابة تجربة قديمة وقد تجاوزها العالم الى أنشاء مجمعات تجارية توفر
للفرد كل مستلزماته المنزلية والكمالية بالاضافة الى العطور وامور اخرى،
وهي توفرمن خلال ذلك للمتبضع فرصة عدم ضياع الوقت في الدوران في محال
عدة، فضلا عن ذلك توفر تلك الاماكن مقتضيات اخرى هي ابعد ما تكون عن
حالة التسوق لتصل الى حالة التنزه ناهيك عن عوامل اضافية اخرى تعني
بحالة الاقتصادي او الحالة السياحية او الحالة الجمالية للمدينة.
أما(علي كردي) وهو يعمل بصفة حارس أمني في احد المجمعات التجارية،
فيقول: مما لا شك فيه بأن ظاهرة المجمعات التجارية هي بمثابة ظاهرة
جديدة على المجتمع الكربلائي وكانت هناك تجربة تشبهها الى حد بعيد وهي
تجربة الاسواق المركزية في السابق، ولكن تبقى تلك المجمعات تمتلك صفة
التنوع في البضائع بالاضافة الى ذلك فهي تمتلك كوادر متمرسه في العمل،
اما بالنسبة لعملي فأنا اهتم بملاحظة الزبائن والعوائل التي ترتاد هذا
المجمع تحاشيا لأي سرقة تحدث او أي سلوك مخل بالاداب العامة، وللامانه
اقول لم يصادف بان قابلت أي حادث في عملي حتى الان فكل الامور تسير
بصورة طبيعية، كما أثني من خلالكم على المواطن والعائلة الكربلائية على
هذا السلوك المنضبط.
أما محطتنا الاخيرة فكانت مع أحد المواطنين المتبضعين وهو السيد
(حليم حنون) وقد أصطحب معه عائلته، حيث قال: بصراحة شديده فاني بين
فترة واخرى اتي أنا وعائلتي الى هذا المكان، ليس من اجل التبضع فقط بل
من اجل أن أقضي انا وعائلتي فترة من الزمن وهو كما ترى ممتع جدا، حيث
يتسنى للاطفال أخذ قسط من الراحة ومشاهدة الالعاب، اما انا وزوجتي
فنقضي زهاء الساعة او اقل نتفرج على الملابس اوعلى المواد المنزلية او
الزهور او العطور او امور اخرى يتم عرضها هنا، علما بانني لم يتسنى لي
التبضع من هنا الا مرارا قليلة جدا والامر مرهون على الراتب الشهري،
كوني انا وزوجتي نعمل في دوائر حكومية هذا مما يتطلب منا الاكتفاء ببعض
الحاجيات البسيطة علما بان الاسعار هنا ربما تكون متهاودة قليلا نسبة
للاسعار في المحال الاخرى، ولم يصادف في مرة ان تعرضنا انا او زوجتي او
اطفالي الى أي مضايقة تذكر بل على العكس هناك احترام شديد من قبل
العاملين في هذا المكان وهي بالتاكيد لمقتضى مصلحة اصحاب المكان كونهم
لا يرغبون باي سمعة غير جيدة على مكان عملهم فهم يحرصون قبل غيرهم على
سمعة هذا المكان.
وعند خروجي تملكني شعور بان اراء الجميع تذهب الى تفعيل عمل تلك
المجمعات وهي بمثابة تجربة تستحق الإشادة والثناء من قبل وسائل الاعلام
بمختلف ضروبها لما تخفي من جوانب مهمة اقل ما يقال عنها بانها مؤسسة
تستجمع مواصفات عدة نحن اليوم في امس الحاجة اليها في ظل دوامة
الاقتتال السياسي في العراق كي تعد متنفس يجلي هم العائلة العراقية من
جهه ورافد مهم من روافد الاقتصاد العراقي من جهه اخرى وعامل حيوي لرفد
العمالة العراقية، فضلا عن ذلك هي تختزل مساحة الهوه الواسعه بين
العراق والدول المجاورة على اقل تقدير وامور اخرى انا على يقين بان
المواطن الكربلائي يدركها قبل غيره من خلال تلك الفترة الوجيزة
لوجودها.
|