أحمد الجلبي صعود مجدد ونجاحات مرتقبة  

اعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: أحمد عبد الهادي الجلبي مواليد 30 أكتوبر 1944 هو سياسي عراقي. يشغل حاليا منصب رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي. ولد في بغداد لعائلة ثرية ،حاصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة شيكاغو الاميركية.

برز كسياسي معارض لحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لذا اضطر لقضاء أكثر من 15 عاما من حياته في المنفى. في عقد الثمانينات كان مقيم في الأردن و عمل في المجال المصرفي هناك. اتهم بعدها بإختلاسات مصرفية في كل من الأردن و لبنان و صدر ضده أحكام غيابية ما زالت سارية حتى الآن. الجلبي نفى الاتهامات و لم يعترف بالأحكام الصادرة عليه بالأردن لأنها كانت صادرة من محاكم عسكرية، مدعيا أن للقضية خلفية سياسية و ليس قانونية، الأردن رفض تدخل الولايات المتحدة لسحب قضية الجلبي عند احتلال العراق وظل ينظر عليه باعتباره مختلس اموال مطلوب قضائيا وشعبيا في الاردن.

استمر في العمل السياسي من الولايات المتحدة الأمريكية. ساعد في تعبئة المسؤولين الأمريكيين و خاصة أعضاء الكونغرس، الذين تربطه بهم علاقات جيدة، ضد حكم الرئيس العراقي صدام حسين. حيث كان أحد الناس المؤثرين في استصدار قانون حملة غزو العراق 2003 من الكونغرس الاميركي عام 1998 في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون,والذي الزم بموجبه اي رئيس اميركي ياتي إلى سد الحكم باسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. . غزت القوات الأمريكية العراق عام 2003 و أسقطت حكم صدام حسين و وضعت العراق تحت حكم حاكم مدني أمريكي .كان أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي شكل في عام 2004، و التي سلمت له مقاليد السلطة من الحاكم المدني الأمريكي للعراق. كان أيضا صاحب فكرة قانون اجتثاث البعث . فاز حزبه بجزء من مقاعد البرلمان في الانتخابات العراقية التي أجريت في العراق عام 2005، مما أهله لكي يصبح نائب رئيس وزراء العراق. يحاول الأردن و العراق حاليا تصفية الأحكام القانونية على اثر الاتهامات التي صدرت بحق الجلبي بسبب موقعه المهم في الحكومة العراقية الحالية. ويعد الجلبي في نظر الكثيرين ، من اقرب السياسيين العراقيين للسياسات الامريكية والاسرائيلية بالمنطقة. ..

* عمق المعركة:

التوصيف الشكلي لمعركة العراقيين مع القوات الأمريكية، يتعرض للإجراءات الميدانية العسكرية والموجهات الحربية الدائرة في الساحة العراقية، أما التوصيف التحليلي فيقول بأن المعركة الدائرة في السطح تختلف عن المعركة الدائرة في العمق تماماً، وذلك على أساس اعتبارات أن جوهر ولب الصراع هو الفوز بمعركة "كسب العقول والقلوب". بكلمات أخرى، كسب الحرب النفسية التي ظلت سلطات الاحتلال الأمريكي تخسر فيها كل يوم ما يعادل أضعاف خسائرها البشرية والمادية والمالية.

* كيف نكسب حرب الافكار:

اليهودي الأمريكي ديفيد ساتلوف، خبير اللوبي الإسرائيلي والمدير التنفيذي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في مقاله لصحيفة واشنطن بوست والذي حمل عنوان "كيف نكسب حرب الأفكار"، يقول: "إن استقالة كارن بي هيدجز، نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الدبلوماسية، تمنح الرئيس بوش فرصة التركيز في أحد أكثر الأخطاء الفادحة المتمثل في الطريقة التي تعاملت فيها الإدارة الأمريكية مع أحداث الحادي عشر من أيلول، ويتمثل هذا الخطأ في الفشل في إعطاء الأولوية للحرب المذهبية على العلاقات العامة".

يقول ساتلوف: "يعتقد معظم الأمريكيين اليوم بأن الولايات المتحدة تخوض ثلاثة حروب: في العراق، في أفغانستان، وضد المتطرفين الإسلاميين المنتشرين في بقاع العالم"، لكن أمريكا تخوض في الحقيقة حرباً رابعة (كما يؤكد ساتلوف) ضد انتشار المذهبية الإسلامية المتطرفة. ويتمثل مسرح هذه الحرب في القرى والمدن العديدة المنتشرة التي يعمل في داخلها المتطرفون الإسلاميون بنشاط وهمة.

وتأسيساً على ملاحظات روبرت ساتلوف، يتضح لنا أن الإدارة الأمريكية، قد استنتاجات :

• الحرب ضد أفغانستان هي بالأساس "بروفة" تمهيدية للحرب ضد العراق.

• الحرب ضد الإرهاب هي الذريعة الرئيسية لشن الحرب ضد العراق.

• الحرب ضد المذهبية الإسلامية المتطرفة، هي الذريعة الرئيسية لاستمرار واستدامة الحرب ضد العراق.

• تجميع كل هذه الحروب في الحرب الرئيسية والتي هي: الحرب الأمريكية ضد العراق.

حتى الآن لم تستطع لا الإدارة الأمريكية ولا القوات الأمريكية ولا سلطات الاحتلال الأمريكية (المدعومة إسرائيلياً) والـ"المتعاملين" العراقيين من فرض السيطرة على العراق.. بكلمات أخرى، فقد فشلت السيطرة الأمريكية على محورين رئيسيين:

• محور السيطرة الأمريكية المباشرة بواسطة القوات الأمريكية.

• محور السيطرة الأمريكية غير المباشرة بواسطة المتعاملين العراقيين الذين نصبتهم أمريكا لحكم العراق بـ"الوكالة" عن الأمريكيين.

* آليات السيطرة الجديدة:

المشاكل التي واجهها أحمد الجلبي، من جراء لفظ الإدارة الأمريكية له، ونكران جماعة المحافظين الجدد ووكالة المخابرات المركزية لجهوده في تقديم المساعدة للأمريكيين من أجل القيام بحرب العراق، هي إهانات لم تدفعه للانزواء بعيداً واعتزال السياسة.

احتمالات: إعادة الجلبي يعتمد على نجاحه في المهام التالية:

• تحقيق النجاح في حملة دعم زعماء القبائل والعشائر العراقية، وهي حملة يشرف عليها بشكل مباشر وغير مباشر أحمد الجلبي.

• بناء الذرائع للتخلص من نوري المالكي.

• التخلص من طالباني وزيباري، بحيث يتم توجيههم للتفرغ للشؤون الكردية الانفصالية ومساعدة البرزاني، ويتوقف ذلك على النجاح في وقف العملية العسكرية التركية، أما في حال حدوث الاقتحام العسكري التركي فإن البديل هو إقامة صفقة بين الجلبي والزعماء الأكراد، وبعض الأطراف السنية والشيعية التي تم شراؤها بحيث يتم بموجبها إيصال أحمد الجلبي إلى منصب رئاسة الوزارة.

عموماً، تقول صحيفة لوس أنجلس الصادرة في "14 تشرين الثاني" بأن ثلاثة من زعماء القبائل العراقية يتنافسون حالياً من أجل الحصول على بعض المبالغ الأمريكية المخصصة كـ"هدية" للزعماء الثلاثة إذا وافقوا على تأمين حركة مرور القوات الأمريكية من أحد الطرق الجانبية المارة بالقرب من بغداد.

كذلك أشارت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية خصصت مبلغ 5.2 مليون دولار أمريكي لتمويل "العقود" التي سوف يتم التوقيع عليها مع زعماء وشيوخ عشائر الأنبار مقابل قيامهم بتأمين هذه الطرق والمنشآت.

صعود الجلبي مجددا

تقول صحيفة  الصاندي تايمز في تغطية عراقية  تتعلق هذه المرة بالصعود الجديد لاحمد الجلبي، السياسي ورجل الاعمال العراقي الذي اسهم في الجهد الامريكي لاسقاط نظام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حيث كتبت مراسلة الصحيفة من بغداد هالة جابر تقريرا تحت عنوان: حلاّل المشاكل المتجدد سيخرج العراق من ظلمته.

وتقول الصحيفة إن الجلبي، الذي كان لفترة الطفل المدلل للمحافظين الجدد في واشنطن لاسهاماته في اسقاط  صدام حسين، عاد إلى الظهور من جديد بعد سنتين على اخفاقه في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات العامة في العراق، ليبدأ في لعب دور رئيسي في رؤية رغبات الرئيس الامريكي في تحقيق الاستقرار والامن في العاصمة العراقية التي مزقتها الصراعات الطائفية وموجات العنف الدموي المتواصل.

وتنقل الصحيفة صورة بالكلمات عن عودة تدريجية للامن النسبي في العاصمة العراقية، فللمرة الاولى تضيء شوارع بغداد دون انقطاع في التيار الكهربائي، وصار بالامكان التجول في بعض احيائها ليلا بدرجة معقولة من الاحساس بالامان، وتنقل عن جنرال امريكي بارز في العراق قوله إنه اذا كان عام 2007 هو عام الامن فإن 2008 سيكون عام اعادة البناء واعادة الازدهار للاقتصاد العراقي.

..............................................

المصادر:

1- وكالات

2- موقع الجمل 

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

Arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17 تشرين الثاني/2007 - 6/ذوالقعدة/1428