مقتطفات مما تنشره الصحافة الغربية من اراء
وانطباعات عن التطورات على الساحة العراقية
شبكة النبأ: من الملاحظ ان الشأن
العراقي كان عاملا مشتركا مهيمنا على التغطيات الدولية للصحف
البريطانية، وايام الآحاد تكون في العادة موضوعات تغلب عليها القراءة
السهلة وذات الطبيعة المحلية.
ففي الصحيفة الديلي تلجراف يقول: جنرال بريطاني سأتحدث مع اولائك
الذين لطخت ايديهم بالدماء، في اشارة إلى التنظيمات العراقية المتمردة
التي تقاتل القوات الاجنبية في العراق.
وتذكر الديلي تلجراف ان جنرالات بريطانيون التقوا بعدد من قادة اكبر
تلك التنظيمات المسلحة، في اطار مباحثات سرية تهدف إلى وضع حد للعنف
المتفاقم في هذا البلد.
اتفاقيات سرية
وقالت الصحيفة إن ضباطا بريطانيين من ذوي الخبرة في حل المشكلة
الايرلندية مدوا يد المساعدة للوحدة التي تشكلت خصيصا لابرام اتفاقيات
سرية مع جماعات سنية وشيعية مسلحة ، حسب قول الصحيفة، وهو ما يعني انها
ضالعة في قتل جنود امريكيين وبريطانيين وعراقيين وآخرين من قوات
التحالف.
وتقول الصحيفة إن من هذه الجماعات الجيش الاسلامي، وهي جماعة سنية
تضم بعثيين سابقيين، وجيش المهدي، وهي مجموعة شيعية.
التفاوض مع الجماعات المسلحة
العراقية
من جانبه كشفت صنداي تلغراف عن اتصالات بين ضباط بريطانيين سامين
وعدد من قادة أهم الجماعات المسلحة العراقية، في إطار مباحثات سرية
تهدف إلى وضع حد للعنف الطائفي في هذا البلد.
وقالت الصحيفة إن ضباطا بريطانيين من الذين واكبوا عملية السلام
الإيرلندية ساعدوا في تشكيل خلية خاصة في بغداد وكلت إليها مهمة إبرام
"اتفاقيات سرية" مع جماعات سنية وشيعية ممن "تلطخت أيديهم بالدماء".
وذكرت صنداي تلغراف أن هذه المفاوضات مثلت دعامة سياسية حاسمة لخطة
زيادة القوات التي ميزت العمليات الأميركية المتواصلة في العراق هذا
العام ونشر بموجبها 28500 جندي إضافي حول العاصمة العراقية ببغداد.
وأضافت أن المباحثات أجريت مع جماعات مسؤولة عن مقتل جنود أميركيين
وبريطانيين وعراقيين ظلت قوات التحالف لفترة طويلة ترفض الاعتراف بها.
وأشارت إلى أنها علمت بتفاصيل تلك المباحثات من خلال مقابلة أجرتها
مع العميد البريطاني بول نيوتن الذي يتولى بالتعاون مع مسؤول في وزارة
الخارجية الأميركية قيادة الخلية الخاصة المذكورة.
وذكرت الصحيفة أن هذه الخلية أنشئت قبل ستة أشهر وأنها تعمل في ظل
شراكة ضيقة مع الحكومة العراقية, وتعمل خارج المنطقة الخضراء ببغداد.
وأشارت إلى أن توسيع النطاق الجغرافي للاتصالات مكن أعضاء هذه
الخلية من مقابلة عدد واسع من اللاعبين في النظام القبلي والسياسي
والديني العراقي المعقد.
وتقول الصحيفة إن الجماعات التي اتصلت بها هذه الخلية شملت الجيش
الإسلامي العراقي الذي يتكون أساسا من مسؤولي البعث السابقين وعناصر
الجيش العراقي المنحل، وجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى
الصدر, فضلا عن ممثلين عن العشائر العراقية السنية المنتشرة غرب بغداد,
بما في ذلك عشائر الرمادي والفلوجة.
ورغم أن العميد البريطاني يعتقد أن هنالك هدوءا في بعض ساحات
الاقتتال الطائفي فإنه يقول إن "رايات النصر" لم يحن بعد رفعها.
التعليم في مدارس العراق
من جانبها تناولت صحيفة الاوبزرفر الشأن العراقي من زاوية ثانية،
حيث نقل مراسلها من بغداد ديفيد سميث صورة عن التعليم في مدارس العراق.
وكتب تحت عنوان: صفوف مكتظة تشير إلى سلام في هذا البلد المضطرب،
قائلا إن تلاميذ المدارس في العراق الذي كانوا يخافون الذهاب إلى
مدراسهم بسبب العنف والقتال بدأوا في العودة إلى رحلات الدراسة، وهو ما
اعتبره الصحفي مؤشرا صغيرا إلى رغبة العراقيين في العودة إلى الاوضاع
الطبيعية، وان عودة كهذه ربما ليست بعيدة التحقق كما قد يظن البعض.
وارفقت الصحيفة صورة كبيرة لصف من تلاميذ مدرستي الغزالي وشمس
المحبة الابتدائيتين في بغداد، حيث ينقل المراسل انطباعاته بأن
التلاميذ في المدرستين كانوا في البداية قلة لكنهم تزايدوا.
وتحول الهمس تدريجيا إلى نوع من صخب الاطفال اصحاب الوجوه المفعمة
بالامل، بعد ان مرت مرحلة على مدرسة الغزالي في جنوب بغداد شهدت فيها
مقتل احد معلميها من قبل القتلة السائبين في الشوارع لانه كان قد حلق
رأسه بطريقة لا يرون انها مناسبة لما يعتقدون.
كما تورد الصحيفة رسما بيانيا لمعدلات القتل خلال هذا العام، حيث
تبين ان القتلى من المدنيين وصل إلى ذروته مع بداية العام، حيث شهد
فبراير/ شباط الماضي مقتل اكثر من اربعة آلاف و 300 مدني، في حين تراجع
العدد خلال سبتمبر/ ايلول إلى نحو 840 قتيلا، اما القتلى من جنود
التحالف فقد وصل لاعلى معدلاته في مايو/ ايار وهو 126 قتيلا، وتراجع
إلى 65 قتيلا في سبتمبر.
صعود الجلبي مجددا
وفي الصاندي تايمز نقرأ تغطية عراقية اخرى تتعلق هذه المرة بالصعود
الجديد لاحمد الجلبي، السياسي ورجل الاعمال العراقي الذي اسهم في الجهد
الامريكي لاسقاط نظام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حيث كتبت
مراسلة الصحيفة من بغداد هالة جابر تقريرا تحت عنوان: حلاّل المشاكل
المتجدد سيخرج العراق من ظلمته.
وتقول الصحيفة إن الجلبي، الذي كان لفترة الطفل المدلل للمحافظين
الجدد في واشنطن لاسهاماته في اسقاط صدام حسين، عاد إلى الظهور من جديد
بعد سنتين على اخفاقه في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات العامة في
العراق، ليبدأ في لعب دور رئيسي في رؤية رغبات الرئيس الامريكي في
تحقيق الاستقرار والامن في العاصمة العراقية التي مزقتها الصراعات
الطائفية وموجات العنف الدموي المتواصل.
وتنقل الصحيفة صورة بالكلمات عن عودة تدريجية للامن النسبي في
العاصمة العراقية، فللمرة الاولى تضيء شوارع بغداد دون انقطاع في
التيار الكهربائي، وصار بالامكان التجول في بعض احيائها ليلا بدرجة
معقولة من الاحساس بالامان، وتنقل عن جنرال امريكي بارز في العراق قوله
إنه اذا كان عام 2007 هو عام الامن فإن 2008 سيكون عام اعادة البناء
واعادة الازدهار للاقتصاد العراقي.
الإمدادات العسكرية تباع في السوق
السوداء
من جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقريرها تحت
عنوان "قناة إمداد العراق بالأسلحة ضلت طريقها"، إن الفوضى وتجاهل
القوانين فضلا عن وجود مؤشرات على السرقة في مستودع أسحلة ببغداد، كل
ذلك يفسر كيف فقدت أميركا أثر 190 ألف قطعة سلاح كانت مخصصة لقوات
الأمن العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين أوكلوا إلى رجل أعمال
عراقي مهمة توزيع الأسلحة على طلاب الشرطة العراقية المتدربين
لمساعدتهم على كبح العنف مع تصاعد التمرد في العراق في ربيع 2004.
وبحسب كافة الروايات، تتابع الصحيفة، فإن رجل الأعمال قاسم الصفار
-وهو من قدامى المتقاعدين في الحرب العراقية الإيرانية- كان يدير
مستودع الأسلحة التابع لأكاديمية الشرطة، ولكن العاملين معه قالوا إنه
حول المستود إلى سوق أسلحة خاصة له بموافقة بعض المسؤولين الأميركيين.
فكان الصفار يبيع بنادق من طراز "أي كي 47" ومسدسات غلوك وبنادق
آلية ثقيلة لأي فرد يقدم له المال سواء كان من المليشيات العراقية أو
حراس الأمن من جنوب أفريقيا وحتى المتعاقدين الأميركيين.
وعلق الضابط الأميركي جون تسدال المتقاعد من سلاح الجو الذي كان
يدير مستودعا مجاورا له، قائلا "كان ذلك أكثر شيء جنوني في العالم، فقد
كانوا يأخذون الأسلحة بعيدا بواسطة شاحنات".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاكتشافات دفعت إلى إجراء تحقيقات
جنائية من قبل وزارتي الدفاع (البنتاغون) والعدل، وأثارت المخاوف من أن
تقع تلك الأسلحة في أيدي الأعداء وتستخدم ضد الجنود الأميركيين.
وحتى الآن لم تسجل حالات قتل فيها الأميركيون بتلك الأسلحة، ولكن
المحققين يقولون إن بلدا مغمورا بالأسلحة يصعب فيه اقتفاء أثرها ومعرفة
مصيرها.
وقال تسدال، الذي كان من المفترض أن يوافق على أي عملية نقل أسلحة
من المستودع يقوم بها الصفار، إن العديد من الشحنات كانت تغادر
المستودع بدون موافقته أو حتى تسجيلها بحسب المطلوب.
ومن جانبهم أيضا قال ضباط ومتعاقدون أميركيون إن ضباطا أميركيين
كانوا يندفعون إلى مطار بغداد ليستلموا الأسلحة القادمة حديثا دون أن
يقدموا الأوراق اللازمة، ومن ثم كان العراقيون يبيعون أو يسرقون تلك
الأسلحة.
وأكد مسؤول أميركي يعمل في توزيع الأسلحة أن شحنة تضم 3 آلاف مسدس
غلوك كانت مخصصة لطلاب الشرطة اختفت في غضون أسبوع وتم بيعها في السوق
السوداء.
قادة عسكريون أميركيون يقولون إن حراس الأمن العراقيين يشتبه في
تورطهم في سرقة المئات من قطع الأسلحة العام الماضي ضمن قرابة 10
عمليات سرقة تمت في مستودعات الأسلحة بالتاجي وأبو غريب.
وقالت الصحيفة إن التحقيقات في اختفاء الأسلحة تعتبر من بين أخطر
التحقيقات الفدرالية في مليارات الدولارات عبر العقود العسكرية التي
تتعلق ببيع وتسليم الأسلحة والمؤن والمواد المخصصة للقوات الأميركية
والعراقية.
وأشارت أخيرا إلى أن ثمة أدلة تفيد بأن بعض الأسلحة المفقودة وصلت
إلى أيدي العصابات المسؤولة عن الهجمات التي استهدفت تركيا الحليف
المهم لأميركا.
ضغط أميركي لنزع اعترافات المعتقيلن
و نقلت صحيفة ذي أوبزورفر عن المحقق الخاص مايكا بروز الذي يعمل
لصالح القوات الأميركية بالعراق قوله إن المقاتلين العراقيين المعتقلين
لدى القوات الأميركية يخضعون لاستجوابات مكثفة بحثا عن أي دليل يثبت
تورط طهران في العمليات الموجهة إلى الأميركيين.
ووصف بروز الذي يعمل على انتزاع المعلومات من المعتقلين، ما يخص
إيران من معلومات بأنه ثمين كالذهب.
وأضاف أن الأميركيين يضغطون على المحققين بشكل مفرط كي يكشفوا عما
يربط إيران بما يجري كما أنهم لا يعيرون اهتماما يذكر للمعلومات
الأخرى. لكن بروز أكد أنه لم يطلب منه اختلاق الأدلة بل انتزاعها.
الصحيفة قالت إن الأميركيين كشفوا للصحفيين الأسبوع الماضي مخبئا
للأسلحة المختلفة قالوا إن إيران هي مصدر ما فيه من أسلحة.
ونقلت عن بروز قوله إن لإيران تاريخا من التأثير المؤذي للعراق لأن
الإيرانيين مولوا كثيرا من نشاطات الجماعات الشيعية المتطرفة, وقد
أشرفوا في كثير من الأحيان على تدريبها، بل نشروا بعض مسؤوليهم في
الساحة.
وأكد أن عناصر من قوات القدس الإيرانية التابعة لحرس الثورة معتقلون
لدى القوات الأميركية.
*المركز الوثائقي والمعلوماتي
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
www.annabaa.org
Arch_docu@yahoo.com |