ابن خلدون... ماله من العلم وما عليه من التملّق والمراوغة

شبكة النبأ: وضع استاذ التعليم العالي في جامعة تونس الدكتور جمعة شيخة شخصية المفكر ابن خلدون في ميزان المحاكمة للوقوف عند سلبياته وايجابياته وقراءته بموضوعية بعيدة عن التعظيم والتصغير من اجل معالجة السلبي وتطوير الايجابي.

وقال الدكتور شيخة في محاضرة القاها بعنوان (ابن خلدون ماله وما عليه) ضمن الموسم الثقافي الـ13 لدار الآثار الاسلامية ان ابن خلدون له صفات سلبية في جوانب عدة لاسيما السياسية والأخلاقية الا انه يبقى انسانا له أثره العلمي الكبير. بحسب تقرير لـ(كونا).

وأضاف ان ابن خلدون معتز بأصالة أسرته وواثق بنبوغه وعبقريته وقوي بشخصيته وجامح بطموحه المبدع وبفكره المزهو وبمناصبه، موضحا انه ايضا، ميكيافيلي في سلوكه ووفي أحيانا في تعامله كما انه متفهم جيدا لخيوط اللعبة السياسية في عصره ومجتمعه.

وأشار شيخة الى انه كان متنبئا بما وصله من أخبار، بأفول نجم الحضارة العربية الاسلامية في الضفة الجنوبية للبحر الرومي وبزوغ أخرى في ضفته الشمالية، مؤكدا ان ابن خلدون، عالم سياسي بكل جدارة وسياسي عالم بكل اقتدار بما في كلمة سياسة من مراوغة وتملق وما في كلمة علم من نزاهة وأخلاق.

وتطرق الى الجوانب السياسية والأخلاقية والفكرية في حياة ابن خلدون موضحا انه في الجانب الأخلاقي، كان مجاملا متواضعا حسن العشرة وهو معزول ولكن حين يتولى منصب القضاء يملؤه الغرور حتى انه يكون قاسيا في اصدار الأحكام ويفتك بالشهود والأعيان.

وأوضح ان الجانب السياسي في حياته كان، متملقا وميكيافيليا يسعى الى المناصب حتى أنه يشي ويفتعل المكائد ضد أصحابه ليحظى بالمنصب، مشيرا في هذا الصدد الى محاولة قام بها للتخلص من أحد القضاة بتوريطه بأن دلس ورقة ضده ليعزله لكن محاولته هذه اكتشفت وتمت معاقبته.

وأوضح شيخة ان ابن خلدون لم يكتف بالتملق الى الملوك والزعماء بل كان له تملق من نوع آخر هو "تملق الخيانة" وهذا يتضح في تملقه الى تيمورلنك حين غزا دمشق فقد كتب تقريرا عن جغرافية المغرب أثناء بقائه عند تيمورلنك.

وأضاف ان هذا التقرير، اختفى من الوجود ولم يعد له أثر ومن المرجح أن ابن خلدون نفسه هو الذي أخفى هذا التقرير وأتلفه حتى لا يكون عارا عليه.

وحول رؤيته في علاقة الحاكم والمحكوم قال شيحة ان ابن خلدون يرى ان، تعيين الراعي من السماء لذا وجب على الرعية طاعته، موضحا ان الخروج عن الحاكم الشرعي يقتل وكان ينادي بمقولة ان، القلم والسيف لخدمة صاحب الدولة.

أما من الجانب العلمي قال شيخة ان ابن خلدون تميز بخصال عديدة فهو رافع علم الاجتهاد والمبدع في علم الاجتماع والمنظر في علم التاريخ والمجدد في أسلوب الكتابة كما انه متواضع في كتابته لكنه كان قاصر النظر تجاه المستقبل لأنه يعتقد، بأن المستقبل حسب المنهج العقلي في علم الغيب. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8 تشرين الثاني/2007 - 27/شوال/1428