بوادر انفراج امني رغم تباطؤ تهيئة القوات العراقية

شبكة النبأ: رغم ارهاصات القلق التي تحيط باجواء الأمن في الجنوب وخاصة في البصرة التي تشبه الى حد بعيد حلبة صراع على السلطة بين مختلف الأحزاب والجهات السياسية وكذلك ارادة الحكومة المركزية فإن ما تحقق من انخفاض في وتيرة العنف في المناطق الساخنة وكذلك الاستمرار في تهيئة وتجهيز القوى الأمنية يلقي بصداه الايجابي على الوضع عموما في الجنوب العراقي.

وقام 25 جنديا عراقيا بمهاجمة مركبة عسكرية بريطانية قرب البصرة و"قتلوا" اثنين واعتقلوا ثالثا وحظوا بتصفيق حار على جهدهم.

كان ذلك اليوم قبل الأخير في دورة تدريبية مدتها اسبوعان للعراقيين وصفها مدربوهم البريطانيون بانها من أفضل ما شهدوه في الاشهر الستة الماضية.

واذا سار كل شيء حسب الخطة الموضوعة فان السرية التي تضم نحو 80 رجلا يرتدون قبعات (بيريهات) حمراء تميل على جانب واحد من الرأس سينضمون قريبا الى بقية افراد كتيبتهم لتعزيز فرقة قوامها 12 الف جندي عراقي تتشكل ببطء في الجنوب.

وقال الميجر جنرال ايد ويلسون الذي تقود سريته الايرلندية التدريب في مطار مهجور الى الغرب من البصرة، نحن في مرحلة اعتقد فيها حقيقة ان الجيش العراقي سيبدأ في اظهار قدراته. بحسب رويترز.

وأضاف، هؤلاء الجنود من الافضل. انهم ملتزمون وقيادتهم جيدة ويتعلمون كل يوم. ومهاجمة المركبة التي تقل جنودا بريطانيين يلعبون دور المقاتلين كانت واحدة من سيناريوهين للعراقيين في يوم حار قلل من القدرة على الانتباه، وعطل رنين اجراس الهواتف المحمولة للمتدربين التدريب مرارا.

وكان التدريب الاخر يتعلق بالتصدي لهجوم من جانب المتمردين على ثكناتهم الافتراضية. وسار التدريب بشكل جيد الى أن جلس أحد العراقيين على السطح معرضا نفسه "لاطلاق النار".

وقال احد المتدربين وهو يرقب ما يجري عن بعد "لقد قتل" وأضاف، المقاتلون لديهم قناصة وقد رصدوه بالتأكيد.

وفي محاكاة للجهود الامريكية في الشمال كثفت القوات البريطانية برامج التدريب لقوات الجيش والشرطة العراقية في الاشهر القليلة الماضية على أمل ان يتمكنوا من تسليم مسؤولية الامن للعراقيين والانسحاب بالتدريج.

والهدف هو ان تخفض بريطانيا قوتها البالغ قوامها خمسة الاف جندي الى 2500 جندي خلال عام 2008 بعد اكثر من خمس سنوات من مشاركتها للولايات المتحدة في غزو العراق. وسيتولى أغلب المتبقين تدريب العراقيين.

ويظل التدريب عملية بطيئة ومجهدة ويقر الضباط البريطانيون بانهم لن يخلقوا جيشا نموذجيا حديثا في وقت قصير لكنهم يبذلون ما في وسعهم في ظروف غير مواتية في أغلب الاحيان.

ومع الحضور المتقطع - فحتى بعض أفضل المتدربين لا يحضرون كل يوم بسبب التزمات أخرى- ومحدودية السلاح والامدادات فان مجرد الابقاء على التدريبات في مسارها يحتاج لجهد كبير.

وقال اللفتنانت ويل موندر تيلور قائد الحرس القائم على تدريب الفريق، حملهم على العمل لاكثر من ثلاث ساعات أمر صعب. وأضاف، انهم لا يعملون بعد الظهر فالجو شديد الحرارة في الصيف.

وقال المدربون ان قدرة العراقيين بشكل عام على اصابة هدف على مسافة تزيد على 50 مترا تبلغ نسبتها 50 بالمئة في حين ان هذه النسبة تبلغ مئة بالمئة بين افراد الجيش البريطاني.

وجميع التعليمات يجب ان توجه عبر مترجمين يجاهدون في بعض الاحيان لفهم لهجات ثقيلة مثل لهجات اهل ايرلندا واسكتلندا وليفربول. والمترجم في هذه الحالة شاب يرتدي نظارات سوداء وقميصا قطنيا مكتوبا عليه كلمة "مقاومة" باللغة الانجليزية.

وفي الوقت نفسه يبدو ان قوة وثقة الجنود العراقيين تتزايد خاصة بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل عام عندما كان الهروب من الجيش أمرا شائعا. ويدفع لهم نحو 500 دولار شهريا وهو راتب جيد في العراق.

وقال الرائد لطيف ناشي الذي أمضى 15 عاما في جيش الدكتاتور صدام، وهو الان قائد سرية في الجيش العراقي الجديد انه يشعر بثقة اكبر بكثير بشأن الامكانات رغم انه يتمنى ان يكون لدى قواته المزيد من السلاح وأجهزة اللاسلكي والمركبات.

وقال، جميع رجالي مستعدون للمعركة... نحن مستعدون ماديا وذهنيا. ولكنه أضاف قائلا، الميليشيات لديها تسليح أفضل منا.

تراجع عدد القتلى المدنيين

وفي سياق متصل بما آلت اليه جهود إحلال الامن أظهرت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية العراقية، تراجعا في أعداد القتلى المدنيين في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم جراء أعمال العنف المتفجرة في أنحاء مختلفة من البلاد.

وتأتي هذه الإحصائية منسجمة مع تراجع حدة العنف التي ترجع السلطات الأمريكية والعراقية الفضل فيها إلى زيادة عدد القوات الأمريكية بقرابة 30 ألف جندي إضافي هذا العام في بغداد، ومناطق تواجد تنظيم القاعدة في الأنبار وديالى وجنوب شرقي العاصمة، بالإضافة إلى وقف مليشيات جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر عملياتها العسكرية.

وكشفت الأرقام الرسمية التي جمعتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة العراقية مقتل 758 مدنيا عراقيا في شهر أكتوبر المنصرم، وهي أدنى محصلة تسجل هذا العام، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين لنفس الشهر 1038 جريحا. بحشب الـCNN.

وتتضمن حصيلة القتلى 157 جثة مجهولة عثر عليها في أرجاء مختلفة من العاصمة العراقية بغداد، فيما القتلى الباقين البالغ عددهم 601 فقتلوا جراء العنف وعمليات التفجير في أرجاء البلاد.

وتراوح معدل أعداد القتلى للأشهر الماضية لهذا العام عند 1500 ضحية. وجاءت على الشكل التالي:

في يناير/كانون الثاني: 1990 قتيلا، فبراير/شباط: 1646 قتيلا، مارس/آذار: 1872 قتيلا، أبريل/نيسان: 1501 قتيلا، مايو/أيار:1949 قتيلا، يونيو/حزيران: 1227 قتيلا، يوليو/تموز: 1653 قتيلا، أغسطس/آب: 1773 قتيلا، سبتمبر/أيلول: 844 قتيلا.

يُذكر أن حصيلة القتلى المدنيين فاقت في بعض الأحيان 3000 قتيلا ولأشهر عدة خلال تفجر الاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة والتي جاءت في أعقاب تفجير مرقد شيعي في مدينة سامراء في فبراير/شباط 2006.

وبلغت حصيلة القتلى المدنيين العراقيين في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، 3709 قتلى، بينما بلغ مجمل عدد القتلى المدنيين لعام 2006، قرابة 34452 ألف ضحية.

وكانت بعثة المساندة التابعة للأمم المتحدة في العراق UNAMI فشلت في الحصول على إحصائيات وزارة الصحة العراقية وسط انتقادات حادة صادرة عن حكومة نوري المالكي حول مستوى الأرقام المبالغ فيها.

وكان قتل هذا الشهر 13 جنديا عراقيا وجرح 39 آخرين، فيما قتل 117 عنصرا من قوات الشرطة وجرح 182 آخرين، وبلغ عدد القتلى بين المسلحين 330 شخصا، بينما اعتقل منهم 1427 آخر.

وكان شهر سبتمبر/أيلول سجل مصرع 16 جنديا عراقيا وجرح 51 آخرين، كما بلغ عدد القتلى من عناصر الشرطة 62 عنصرا فيما بلغ عدد الجرحى 122 آخرين. وقتل في سبتمبر 366 مسلحا فيما بلغ عدد المعتقلين منهم 1514 عنصرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5 تشرين الثاني/2007 - 24/شوال/1428